هنا عاشت ريا و سكينة.. حكايات تشبه الأساطير| فيديو
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
عندما تخطو قدامك دروب وشوارع الإسكندرية، وتحديدًا شارع ماكوريس بحي اللبان، يسترجع ذهنك قصص وحكايات أشهر سفاحتين في القرن العشرين" ريا وسكينة"، بالسير داخل الشارع تشاهد منزل سطر جرائم قتل النساء واستدرجهم ودفنهم تحت جدرانه، رغم أنه يبعد عدة أمتار عن " كراكون اللبان".
منزل “ريا وسكينة” تحول إلى مزار سياحي يحرص الجميع على زيارته لرؤية منزل أشهر سفاحتين، والاستماع إلى أشهر القصص والحكايات في مصر والوطن العربي التى انتقل من جيل لآخر نتيجة بشاعة الجرائم، ودهان “ريا وسكينة”؛ حتى أصبحوا أول سيدتين يصدر ضدهما حكم الإعدام و يتم تنفيذ في التاريخ المصري الحديث في 21 ديسمبر 1921.
واجهة منزل “ ريا وسكينة” تحولت لمعرض يضم العديد من الصور للسفاحيتن وعبد العال وحسب الله ومأمور قسم اللبان في ذلك الوقت، وبعض الضحايا وأمر الإعدام.
بالنسبة لـ"ريا وسكينة" كان يقسمان بـ"سيدي عماد" وهو جامع وضريح يقع خلف منزلهما، حتى أن سكينة كانت تقول" بيت سكينة "أدفع نص ريال وأحلف بحرمانية جامع سيدي عماد".
متولي محمد عبد العال، أحد ساكني حي اللبان، قال إن ريا وسكينة أصلهم من قرية كلح من أسوان، ثم توجهوا إلى طنطا و منها لكفر الزيات، ثم استقروا بمدينة الإسكندرية، مضيفًا أن هذا البيت هو الذي بدأوا فيه جرائمهم و قتلوا فيه ثلاثة نساء أما في منزل "ريا" بشارع علي بك الكبير، شهد 12 جريمة قتل لسيدات وقت فريسة لجرائمهم، مشيرًا إلى أنهم انتقلوا بعد ذلك إلى "حارة النجاة" وقتلوا اثنين، ليكون مجموع جرائمهم 17 جريمة قتل.
ومن شدة دهاء وذكاء “سكينة” عملت على تضليل العدالة، عندما يحرر أحد الأهالي محضرًا باختفاء النساء، ويشير بأنها كانت تسير مع "سكينة" و بسؤالها تجيب على الضابط بأنها هربت مع صاحبها.
حقيقة مقاومة ريا وسكينة لجنود الإنجليز
قصة ريا وسكينة تداولها البعض باشكال وانماط مختلفة، البعض أكد أنهم كانوا يحاربون جنود الإنجليز، والبعض الآخر كان يتحدث عن جرائمهم بحق النساء، لكن متولى محمد عبدالعال أحد أهالى منطقة اللبان أكد أنهم كانوا يقتلون النساء وأن الحديث عن مقاومتهم للاحتلال الإنجليزي ليس له أساس من الصحة، ولا يوجد دليل عليه، مشيرًا إلى أن ذلك كان حديث سيناريست لعمل فيلم "براءة ريا و سكينة" و تم رفع قضية و إيقاف الفيلم لأن ذلك يعد تزوير في التاريخ.
وأكد أن مسلسل ريا وسكينة يمثل 95% من الحقيقة لأنهم استعانوا بالمحضر، موضحًا أن الكاتب صلاح عيسى كتب كتاب "رجال ريا وسكينة" الذي لخص المحضر وكتب كل ما يخص الشقيقتان في 950 صفحة.
و اختتم حديثه، أن سكينة كانت كثيرة القسم بسيدي عماد وهو مسجد و ضريح خلف منزل سكينة، حيث كانت تقول "محلفش بالحرمانية وأنا سكرانة"، "أدفع نص ريال وأحلف بحرمانية جامع سيدي عماد".
وأخيرًا تساءل الأهالى:" لماذا لا تضم وزارة الآثار بيت ريا وسكينة كمبنى أثري ومزار سياحي"؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جراء ريال الوف المنزل صحة كفر الزيات سياح محل ریا وسکینة
إقرأ أيضاً:
حكايات المكبِّرين الأوائل.. الجامع الكبير ساحة المعركة الأولى (الحلقة الثانية)
يمانيون../
في قلب صنعاء القديمة، حَيثُ يتشابك عَبَقُ التاريخ مع نبض الحاضر، يقف الجامعُ الكبير شاهدًا على أحداث جِسام؛ ففي بدايات العَقدِ الأول من الألفية الثالثة، وبينما كانت رياحُ الغزو الأمريكي تهبُّ على المنطقة، كان هذا الصرحُ الروحاني العريق مسرحًا لانطلاق صرخة إيمانية مدوية، لم تكن مُجَـرّدَ كلمات عابرة، بل كانت شرارةً لمعركة طويلة الأمد.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/01.mp4
جعفر المرهبي، مجاهدٌ من أبناء صعدة، وجد نفسَه منجذبًا إلى صوتِ الحق الذي كان يصدحُ به الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوانُ الله عليه” في تلك المرحلة التي كانت اليمنُ ترزحُ تحتَ نفوذ السفارة الأمريكية، وقراراتُها السيادية تتشكَّلُ في دهاليزها، لكن في المقابل، كانت هناك قلوبٌ شابَّةٌ مؤمنة، ترى في التحَرّك الأمريكي تهديدًا واضحًا، وتستشعرُ نداءَ الواجب الديني والوطني لمواجهة هذا الخطر.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/02.mp4
في السابِعِ والعشرينَ من مارس عام 2003م، وبعد أَيَّـام قليلة من الغزو الأمريكي للعراق، قرّر المرهبي ورفاقُه التوجُّـهَ إلى الجامع الكبير، حَيثُ لم تكن لديهم قوةٌ مادية أَو دعمٌ لوجستي، بل كان دافعُهم إيمانًا خالصًا بالله، وشعورًا بالمسؤولية تجاه دينِهم ووطنهم.
ويروي المرهبي بصوتِه الهادئ: “كان الكل يلومك، الكل ينتقدك، الكل يحتج، حتى من داخل أسرتك.. لكن شعورنا بعظمة المسؤولية، وواجبنا أمام الله بأن يكون لنا موقف، وهو أن نتحَرّك”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/03.mp4
وصل المرهبي ورفاقُه إلى الجامعِ الكبير متوكِّلين على الله، وعزموا على إطلاق صرختهم، مهما كانت العواقب، ويتذكَّرُ المرهبي تلك اللحظاتِ قائلًا: “أثناءَ الخطبة، وأنت تلاحظُ كُـلَّ العساكر يمرون من حولك في كُـلّ مكان، وفي أياديهم عصي (هراوات)، كنا نستغرب، كيف هذا؟ ونحن في بيت من بيوت الله”، حتى أثناءَ صلاة الجمعة، كانت أعين السلطة تراقبهم، والمخبرون يتجولون بين صفوف المصلين، يتربصون بمن يرفعُ صوتَه بالصرخة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/04.mp4
في الجمعة، التي سبقتهم، اعتُقل ثمانيةُ مكبِّرين؛ بسَببِ الصرخة، وفي الجمعة، التي وصلوا فيها، كان المرهبي واثنانِ من رفاقه على موعدٍ اختاروه بعناية، فكانت توجيهات السيد حسين واضحة: “إذا بدأنا الصرخة في أي جامع، لا تتوقف، وَإذَا تعرضنا للضرب لا نقاوم العسكر”، بل ذهب الشهيد القائد السيد حسين -رضوان الله عليه- أبعدَ من ذلك، حَيثُ قال للسلطة حينها: “اتركوا الشبابَ يصرخون وبعد الانتهاء من الصرخة افتحوا لهم أبوابَ السجن وسيتوجّـهون بأنفسِهم إليكم لتحبسوهم”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/05.mp4
وعندما انطلقت الصرخة الأولى في أرجاء الجامع، شعر المرهبي ورفاقُه بسكينة عجيبة تغمر قلوبهم، ويقول المرهبي عن هذا الشعور: “أول ما تُردِّدُ الشعار، تشعُرُ بشيء يربطُ على قلبك، وتشعر بسكينة وطمأنينة، ويذهب عنك كُـلُّ ذلك الخوف والقلق، والإرباك، يذوبُ ويتلاشى”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/06.mp4
لم تكن ردةُ فعل السلطة بطيئةً، الضربُ والاعتقالات أصبحت سمةً ملازمة لمن يرفع هذا الشعار، لكن المرهبي يرى في هذا القمع دليلًا على قوةِ تأثير صرختهم: “لولا أن مشروعَنا مؤثر عليهم، لما ضربونا واعتقلونا وأخذونا إلى السجون، هذه الصرخة مؤثِّرةٌ ومرعبة للأمريكي”.
شاهد عيان:
شهاداتٌ من داخل الجامع الكبير ترسُمُ صورةً حيةً لتلك الأيّام، أحد المصلين يتذكر: “أول ما يسمعون كلمةَ “الله أكبر، الموت لأمريكا” يتحَرّك الكل لضربِ الشخص الذي يصدر صوت الشعار؛ مِن أجلِ ألَّا يُكمِّلَ إطلاق عبارات الصرخة”، حتى أن بعض المصلين كانوا يشاركون الأمن في قمع هؤلاء الشباب، دون أن يدركوا أبعادَ ما يحدث.
شاهد عيان آخر يروي بحسرة عن تدنِّي الوعي الشعبي في ذلك الوقت، وكيف كان المواطنون شركاءَ في ظلم المكبِّرين دون قصد، ويتذكَّر كيف كان الأمنيون ينتظرون بعد صلاة الجمعة، لاعتقالهم، وكيف كان المكبِّرون في بعض الأحيان يرفعون أصواتَهم قبل الصلاة.
في إحدى الجمع، سمع شاهد العيان صوتَ رصاص داخل الجامع، وشاهد الدماء تسيل، والعساكر يخرجون شابًّا مكبِّرًا، بل وصل الأمر بالعساكر إلى اختلاق الأكاذيب لتبرير قمعهم، حَيثُ كانوا يقولون: إن المكبِّرين لصوص يريدون سرقةَ أحذية المصلين.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%20%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%86.mp4
لكن رغم كُـلّ هذا القمع، والتشويه، كان عددُ المكبِّرين يتزايدُ مع مرور الأسابيع، وبدأ الإعلام المعارِضُ ينقل الصورةَ الحقيقية لما يحدث، بل وصل إلى نقلِ قلقِ الإدارة الأمريكية وحرص سفارتها في صنعاء على الحصول على مِلفَّات هؤلاء الشباب.
وفي تلك الساحة المقدَّسة، الجامع الكبير، انطلقت صرخةُ الحق الأولى، صرخةٌ هزَّت أركانَ الظلم، وكانت بذرةً لمسيرةٍ طويلة من الصمود والتضحية، مسيرةٍ بدأت بإيمانٍ خالصٍ وشجاعةٍ نادرة في وجه قوىً طاغيةٍ.
منصور البكالي | المسيرة