لا مصيبة أعظم من الجهل: ابو الفوح أنموذجاً
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
الفوح في الفصحى: هو شذى العطور الطيبة، لكنه في لهجتنا العراقية الدارجة: عصارة الرز المطبوخ، وهو الذي صار عنوانا ولقبا لقدوري ابو الهوش. .
لا احد يعلم كيف حصل قدوري على لقب (ابو الفوح). لكن قدوري نفسه ظل يشغل المركز الاول في الوزارة، وظلت كلمته مسموعة في كل التشكيلات. .
ولا احد يعرف شيئا عن تحصيله الدراسي، يقال انه كان سارحا بالهوش (الأبقار) والصخول (الماعز) قبل أداءه امتحانات الوقف الــ ؟؟.
يحتل قدوري جناحا كاملا في مركز الوزارة، وله مكتبه الخاص، لكنه يمضي وقته كله في الثرثرة والقهقهة وفي تناول اللبلبي والشاي السنكين المهيل من رأس القوري. .
حتى الوزير نفسه لا يعرف المهام الاستراتيجية المكلف بها قدوري، فهو الآمر الناهي، وهو المطاع المهاب، وله من الحصانة والمكانة ما لا يتصوره العقل ولا يقبله المنطق. .
عندما ترى قدوري بلحيته الشعثاء ومسبحته الطويلة واختامة الموزعة على أصابعه الغليظة تعتقد انه هبط تواً من جبال تورا بورا في افغانسان، أو كان قابعا في كهوف قندهار. فهو من حيث الهندام والچهرة والوجه العبوس والحواجب الكثة اشبه برجال طالبان. قال لي صديقي انه سأل قدوري ذات يوم: ما الذي تفعله هنا ؟. فقال له: أنا اعمل هنا بتكليف شرعي من الحزب، وكانت يده على السلاح. .
يشارك قدوري من وقت لآخر في اجتماعات هيئة الرأي من دون أن يدلي برأيه، فهو يمضي وقته كله في التثائب وطقطقة أصابعه المتورمة، واحيانا يغالبه النعاس فيستسلم للنوم العميق. .
هناك نسخة مستنسخة من قدوري ابو الفوح في كل وزارة وفي كل تشكيل وفي كل قسم، ولكن بأسماء والقاب مختلفة، ولكل من هؤلاء ارتباطاته الحزبية، وسيارته المصفحة، وحمايته المدججة بالسلاح، ولهم كلمتهم المسموعة. ولا احد يقدر على إزاحتهم وإعادتهم إلى قطعان الهوش والدواب. هؤلاء هم الذين يتصدرون المشهد بأساليب همجية يغيب فيها الحق والعدل، ويحضر فيها الظلم والقتل، ويكثر فيها الحبس والسجن، وتسيل فيها الدماء أنهاراً. لا لشيء إلا لأنهم يعلمون أنهم غير مؤهلين ولا جديرين بهذه المراكز العليا، فيسلكون سلوك أرباب العصابات والشقاوات والسيبندية، شعارهم فيها: لا صوت يعلو فوق صوت القوة والبطش، والقطع جزاء لكل هَامة بالعز تُرفع، والصمت فرض على كل عقل يُفكر أو لسان يُذَّكر! ورغيد العيش عندهم من أحنى لهم الرأس، وأغمض عنهم العين، وصم عندهم الآذان، وفعل ما أُمر به دونما تبرير ولا نقاش. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
السعودية أعظم قصة نجاح في العالم.. وزير الطاقة: محمد بن سلمان صانع التغيير.. وجونسون: .. وقائد شجاع
البلاد – الرياض
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، أن صُنّاع التأثير في احتياج لصناع التغيير، مشددًا على أن التغيير ليس حكرًا على نخبة محدودة؛ بل متاح لمن يملك الشغف والإرادة.
وقال خلال مشاركته في أولى جلسات المنتدى السعودي للإعلام: إن التغيير الذي صنعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أسهم في إيجاد تأثير حقيقي للمملكة.
وفي السياق ذاته، قال وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري: إن المملكة هي صانعة التأثير؛ كونها المركز الأهم لاستضافة الفعاليات الكبرى من إكسبو 2030، إلى كأس العالم 2034، مضيفًا: المنتدى يرسم ملامح عام التأثير، الذي يتجاوز الحاضر إلى المستقبل، ويرصد قصة إعلام سعودي تليق بحجم الرؤية الطموحة؛ فالسعودية أعظم قصة نجاح في القرن 21 يرويها إعلامها، الذي يعمل بأدوات المستقبل، وبحراك لا يعرف التوقف.
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون خلال مشاركته في المنتدى، أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حقق منجزات سياسية واقتصادية تفوق ما حققه الكثير من القادة، مؤكدًا أن المملكة تمتلك قيادة شجاعة ومؤثرة في تشكيل المستقبل العالمي. وقال:” أدعو الشعب السعودي إلى الفخر بالإنجازات، التي تحققها المملكة بقيادتها الرشيدة”.
وتحوّلت الجلسة الأولى للمنتدى إلى حوار غير تقليدي؛ عندما تخلى وزير الإعلام سلمان الدوسري عن دور الوزير، ليصبح محاورًا، أمام سمو أمير الطاقة عبدالعزيز بن سلمان، الذي ينظر للإعلام من زاوية مختلفة تمامًا.
بابتسامة واثقة، قال الأمير:” لا أسعى إلى الأضواء.. وأفضّل المطبخ”، متحديًا الدوسري:” أتحداك أن تجد لي ظهورًا بلا ضرورة. منذ سبتمبر الماضي، لم أتحدث إلا في 14 مناسبة، وكلها لخدمة قضايا جوهرية”.
حديث الأمير لم يكن مجرد أرقام؛ بل تجسيد للعفوية، حيث قال بصراحة:” أنا عفوي، ولا أخشى الخروج عن النص”، مؤكدًا أن الدفاع عن الوطن لا يحتاج إلى إذن. وذكّر سموه في نهاية حديثه باتباع الشغف لتحقيق النجاح، قائلًا:” اتبعوا شغفكم، للمرة المليون، اتبعوا شغفكم، لكن لا تنسوا أن نجاحكم يبدأ من بيوتكم”، مضيفًا:” سأعود إلى التعليم.. فالتعلم لا يتوقف إلا حين يتوقف الإنسان”.