نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الجمعة عن مصادر مطلعة أن إيران أبطأت بشكل كبير وتيرة تراكم اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة لتصنيع الأسلحة النووية، في خطوة قد تساهم في تخفيف التوترات مع الولايات المتحدة واستئناف محادثات أوسع نطاقا بشأن برنامجها النووي.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين إنه تم إبلاغ إيران أنها إذا خفضت التوترات خلال فصل الصيف فإن الدول الغربية على استعداد لإجراء محادثات واسعة، بما في ذلك تلك المتعلقةُ بالبرنامج النووي.

وبحسب المصادر، فإن جهود خفض التصعيد إذا أثمرت فقد يلتقي الجانبان الأميركي والإيراني في سبتمبر/أيلول المقبل على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتعليقا على تقرير وول ستريت جورنال، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه لا يمكن تأكيد التقارير عن إبطاء إيران تخصيب اليورانيوم، لكنه أضاف أن أي خطوات تتخذها طهران بهذا الصدد مرحب بها.

وأضاف كيربي أن واشنطن ليست منخرطة منذ مدة في مفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، معتبرا أن طهران لم تكن تبدي حسن النية بهذا الشأن.

وقبل عام فشلت محادثات بين إيران من جهة والقوى الغربية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وأواخر العام الماضي أعلنت طهران أنها بدأت تخصيب اليورانيون بنسبة نقاء تصل إلى 60%.

ودفع ذلك الولايات المتحدة إلى القول إن إيران على بعد أسابيع قليلة من الحصول على مادة انشطارية مخصبة لصنع أسلحة نووية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

هل حان وقت الدبلوماسية مع "إيران الضعيفة"؟

بينما تعاني إيران من انتكاسات جيوسياسية، سيواجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قريباً قراراً في شأن ما إذا كان سيزيد الضغط على طهران لإضعاف النظام بشكل أكبر، أو الاستفادة من هذا الضعف لمحاولة التفاوض على اتفاق حول القضايا النووية وغيرها.

عل ترامب أن يعيد فرض حملة "الضغط الأقصى"






وكتب الزميل البارز في مجلس السياسات الخارجية الأمريكي لورنس ج. هاس في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن خبراء السياسة الخارجية يعكفون فعلاً على دراسة مسارات العمل المفضلة لديهم. وعلى سبيل المثال، اقترح الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس، أن "يتابع ترامب الهدف الطموح المتمثل في إعادة تشكيل سياسة الأمن القومي الإيراني من خلال الدبلوماسية - لكن دبلوماسية مصحوبة بخلفية القدرة على استخدام القوة العسكرية، إذا رفضت طهران تبديد المخاوف الأمريكية والغربية بشكل مناسب".        
ويبدو ذلك معقولاً، على الأقل ظاهرياً. ومع ذلك، فإن تاريخ السنوات الـ12 الماضية، يشير إلى أنه لا ينبغي للرئيس الجديد أن يتعجل في دعوة طهران للتفاوض، أملاً في  التوصل إلى اتفاق يخدم المصالح الأمريكية.

حماس وحزب الله


إن استنزاف قوة إيران منذ خريف عام 2023 كان مدهشاً. وعندما عَبَرت حماس (وكيلة إيران) حدود إسرائيل مع غزة وقتلت 1200 رجل وامرأة وطفل، وعندما أطلق حزب الله (وكيل آخر لإيران) على الفور وابلاً لا هوادة فيه من الصواريخ من لبنان، بدت طهران متفائلة على نحو متزايد في شأن هدفها المتمثل في تدمير الدولة اليهودية.

 

Iran's foreign minister ruled out direct talks with the United States about its disputed nuclear program but emphasized Tehran’s readiness for what he called dignified discussions.https://t.co/lr5U28R32u pic.twitter.com/lwETbnNW3x

— Iran International English (@IranIntl_En) January 14, 2025


ولكن بعد 15 شهراً، دمرت إسرائيل قدرة حماس على شن هجوم كبير آخر، في حين قطعت رأس قيادة حزب الله، وقلصت صفوف مقاتليه، ودمرت ما يصل إلى 80 في المائة من ترسانتها الصاروخية.
وبعد تشتت انتباهها بسبب متاعب حماس وحزب الله، وإضعافها بفعل التبادل المباشر للصواريخ مع إسرائيل الذي أظهر قوة الدولة العبرية وضعف إيران، لم تتمكن طهران من منع اطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، حليفها الإقليمي الأكثر أهمية.
والآن، سحبت إيران قواتها إلى حد كبير من سوريا الأمر الذي ترك طهران من دون "الجسر البري" لتسليح حزب الله.
ومع ذلك، تظل إيران تشكل تهديداً خطيراً، ليس فقط لحلفاء أمريكا ومصالحها الإقليمية، بل أيضاً للاستقرار العالمي، مما يضع طهران على رأس أجندة السياسة الخارجية لفريق ترامب المقبل.

تخصيب اليورانيوم


ومع قيام إيران الآن بتخصيب المزيد من اليورانيوم قريباً من درجة نقاء الأسلحة النووية، يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن البرنامج النووي الإيراني قد بات عند "نقطة اللاعودة"، مما يترك للغرب وقتاً أقل وخيارات أقل لمنع الواقع الذي يهز العالم المتمثل في احتمالية ظهور إيران مزودة بأسلحة نووية.

 

Although Tehran has suffered strategic setbacks recently, its behavior offers continued cause for concern, writes @RichardHaass. The United States must take advantage of an unexpected opportunity to rein in Iran.https://t.co/ZFdb6E0dXo

— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) January 10, 2025


وفي الوقت نفسه، يطلق الحوثيون في اليمن (عميل إرهابي آخر لإيران) الصواريخ على إسرائيل، ويعطلون الشحن العالمي في الممرات المائية الإقليمية - مما يضيف مليارات الدولارات من التكاليف لشركات الشحن الدولية، ويرفع أسعار السلع الاستهلاكية، ويدفع بنحو 29 شركة شحن عالمية كبرى إلى تجنب قناة السويس والإبحار حول أفريقيا، والتأثير على 85 دولة.
إذن، كيف ينبغي لترامب أن يتعامل مع إيران الضعيفة، ولكن التي لا تزال خطيرة، ومع وكلائها الإرهابيين في "محور المقاومة"؟
وفي أوائل 2013، واجه الرئيس السابق باراك أوباما معضلة مماثلة. سنوات من العقوبات فضلاً عن قرار سويفت للتبادلات المالية العالمية، بالتوقف عن خدمة البنوك الإيرانية، تركت الاقتصاد الإيراني في حالة من السقوط الحر. وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنحو 6 في المائة. وارتفع معدل التضخم إلى 45 في المئة، وبلغت نسبة البطالة 10 في المائة، وبحلول مايو 2013، انخفضت صادرات النفط إلى 700 ألف برميل يومياً (من 2.2 مليون برميل في نهاية 2011).
ومع الترنح الاقتصادي الذي تعاني منه إيران وتعرض نظامها البغيض لضائقة يائسة محتملة، قرر أوباما الابتعاد عن الغاز، وتحويل تركيزه نحو التفاوض على اتفاق لتقييد برنامج إيران النووي في مقابل تخفيف العقوبات.
فماذا ينبغي لترامب، الذي سحب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2018، أن يفعل الآن؟
أولاً وقبل كل شيء، لا ينبغي له أن يكرر خطأ أوباما المتمثل في التسرع بابرام صفقة مع طهران، إلى الحد الذي جعله يتوصل إلى اتفاق تتخلله العيوب.
وفي الوقت الحاضر، يتعين عليه أن يعيد فرض حملة "الضغط الأقصى"، التي تتضمن قيوداً مالية على إيران (كما وعد)، وأن يوضح أنه سيتخذ كل الخطوات العسكرية وغيرها من الخطوات الضرورية لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية (كما لمح)، وأن يحشد الدول ذات التفكير المتناغم مع أمريكا، من أجل المزيد من الإجراءات النشطة ضد الحوثيين لحماية الشحن العالمي، وتحميل طهران مسؤولية السلوك المدمر لعملائها الحوثيين. 


مقالات مشابهة

  • إيران ترفض ادعاء تدريب الحوثيين في طهران
  • على غرار البيجر.. إيران تتهم إسرائيل بتفخيخ أجهزة خاصة ببرنامجها النووي
  • هل حان وقت الدبلوماسية مع "إيران الضعيفة"؟
  • وزير الخارجية الإيراني يكشف موقف دول أوروبية بشأن برنامج طهران النووي
  • إيران تكشف عن عملية إسرائيلية «سرية» لاستهداف برنامجها النووي
  • إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة اشترتها طهران لبرنامجها النووي
  • أرمينيا تبدأ محادثات مع الولايات المتحدة بشأن المجال النووي
  • “وول ستريت جورنال”: حماس لديها سنوار آخر.. من هو وماذا يفعل؟
  • “وول ستريت جورنال”: حماس لديها سنوار آخر.. من هو وماذا يفعل؟.. عاجل
  • إيران تجري محادثات سرية مع موسكو لتعزيز النووي