مصطفى بكري يحيي ذكرى وفاة المشير طنطاوي: كان صادقا واعيا بالمخاطر والمؤامرات
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
أحيا النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، ذكرى رحيل البطل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق.
وقال بكري، في تدوينة عبر حسابه الرسمي، على منصة «إكس»:«اليوم ذكري رحيل البطل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحه، وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، لقد رحل المشير بعد أن أدى الرسالة كاملة، كان رمزا وطنيا وعسكريا يشهد له الجميع بالقوة والحسم والإنسانية».
وأضاف عضو مجلس النواب: لقد أدى الرسالة بأمانه وصدق في كل ما وعد به وهو:
- قال إنه أو أيا من أعضاء المجلس سيرشح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية، وقد كان
- قال إنه سيجري انتخابات رئاسة الجمهورية في موعد غايته 30 يونيو 2012، وقد كان
- قال إنه يتعهد بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة، وقد كان
- قال إنه لن يسمح بإطلاق النيران على المتظاهرين وسيحميهم جيش مصر العظيم، ولن يرد علي المتطاولين، وقد كان
- قال إن القوات المسلحة لن تسمح بانهيار اقتصاد البلاد، وقدم من ميزانية القوات المسلحة 10 مليارات دولار لدعم الموازنة العامة، وقد كان
وتابع بكري: «لقد كان المشير صادقا، نزيها، واعيا بالمخاطر والمؤامرات التي تستهدف الوطن، وقد تحمل كما قال الرئيس السيسي ما تنوء عن حمله الجبال، اقتربت منه كثيرا، وأدركت حقيقة ومصداقية الموقف، وعندما أردت أن أرصد حقائق ما جرى في كتاب «لغز المشير» قال لي: لا أريد من الدنيا شيئا، ولن أكتب مذكراتي، أنا فقط أديت دوري بكل أمانة وإخلاص».
وختم بكري، منشوره بالدعاء للمشير طنطاوي، قائلا:« رحم الله الفقيد الغالي، البطل، المقاتل المشير محمد حسين طنطاوي».
اقرأ أيضاًشهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: صعيدي في مونت كارلو
على طريقة سبقني واشتكى.. مصطفى بكري معلقا على استنجاد إثيوبيا بمجلس الأمن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصطفى بكري المشير طنطاوي المشير حسين طنطاوي مصطفي بكري الإعلامي مصطفى بكري برنامج مصطفى بكري حقائق واسرار مصطفى بكري الاعلامي مصطفي بكري المشير محمد حسين طنطاوي طنطاوي وفاة المشير طنطاوي المشير طنطاوي وفاة تشييع جنازة المشير طنطاوي مصطفى بکری وقد کان قال إنه
إقرأ أيضاً:
كيف نصنع قارئاً واعياً؟
القراءة رحلة فريدة لا يعرف متعتها الحقيقية إلا أولئك الذين انطلقوا فيها بحب وشغف، فهي ليست مجرد تقليب صفحات كتب تملؤها الكلمات، بل انفتاح على عوالم مختلفة، وزوايا فكرية متباينة، تمنح العقل وعيًا متكاملًا وقدرة على النظر العميق في نسيج الحياة. فحينما يقرأ الإنسان كتابًا في الأدب، قد يرى الحياة من خلال عيني أديب، يجد فيها الألوان والمشاعر والانفعالات التي لا يعرفها إلا من تذوّق شغف الكلمات. أما عندما يقرأ في الفلسفة، فيبدأ بالتساؤل، ويقلب النظر في ماهية الوجود والمعرفة، ويتساءل عن الكون والإنسان بنظرة ناقدة؛ كل ذلك يكسبه وعيًا ينير دربه، ويفتح أمامه آفاقًا لا يمكن أن يراها من يتقوقع في مجال واحد.
هذا التفاعل بين مجالات المعرفة المتعددة هو ما يميّز القارئ الواعي، ذلك الذي يعرف أن للعقل احتياجات لا يرويها كتاب واحد أو موضوع محدد، بل تستدعي التنوع والانفتاح. وكما قال الفيلسوف رينيه ديكارت: "القراءة الجيدة هي حوار عميق بين العقل والكتاب، ينير العقل ويمنحه أبعادًا جديدة من الفهم"، فالقراءة الواعية ليست مجرد استعراض للمعرفة، بل هي مغامرة حية، تجربة تتجدد مع كل كتاب، وتؤدي إلى وعي قادر على فهم العلاقات المتشابكة بين الناس، وبين الأشياء، وبين الأفكار.
القراءة المتنوعة تضيف إلى وعي القارئ حكمة كل مجال يدخل فيه. هي ليست مجرد توسّع في المعلومات، بل هي بناء متكامل للرؤية، تُنشئ في العقل قدرة على الربط والتحليل والتفكير العميق. فالعقل الواعي يتشكل تدريجيًا، كلوحة فنية تُضاف إليها لمسات صغيرة حتى تكتمل. وكما قال الفيلسوف جون لوك: "العقل صفحة بيضاء، وكل قراءة تضيف إليه سطورًا من الحكمة والفهم"، كل كتاب يضيف بعدًا، وكل مجال يفتح نافذة جديدة؛ الأدب يضيء القلب، والفلسفة تغذي العقل، والعلوم ترتب الفوضى.
على النقيض، نجد القارئ الذي يقيد نفسه في مجال واحد، ظنًا منه أنه سيتقن ذلك المجال حد الكمال، رغم أن الكمال في العلم لا يتحقق دون اتساع أفق العقل واتساع وعيه؛ فقارئ المجال الواحد يضع لنفسه حواجز وهمية، ويتحول وعيه إلى صورة مجتزأة للعالم، لا يدرك تعقيداتها، بل يراها بسطحية ضيقة. في الحوارات والنقاشات، يظهر هذا القارئ محدود الوعي؛ إذ تجده أحيانًا عاجزًا عن فهم ما هو خارج تخصصه، بل قد يجد نفسه في مواقف تثير الحرج. فالقراءة الأحادية جعلته أسيرًا لرؤية ضيقة، غير قادر على التعامل بمرونة مع الأفكار المتباينة.
في النهاية، إن القراءة المتنوعة ليست ترفًا فكريًا، بل هي السبيل إلى الوعي بالذات أولاً، والوعي الذي يجمع بين العقل والقلب، ويوازن بين التفكير والشعور. القارئ الواعي هو إنسان يدرك أن المعرفة حق لكل إنسان، وأن العقل لا يكتمل إلا بانفتاحه على كل ما يمكن أن يضيف إليه، ويرى في القراءة نوراً يضيء له الطريق في عالم معقد، ووسيلةً تساعده على مواجهة الحياة بشجاعة، وفهم عميق، ووعي حقيقي.