البرهان وحميدتي “منفتحان” على حل سلمي للصراع في السودان
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
السودان – عبر كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن انفتاحهما على إيجاد حلول سلمية للحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 17 شهرا، وذلك ردا على دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن للطرفين المتحاربين للانخراط مجددا في مسار المفاوضات.
ودعا بايدن الثلاثاء أطراف الحرب في السودان إلى استئناف مفاوضات السلام والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أمس الأربعاء إن الحكومة تظل “منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة”.
وأضاف -في بيان له- “نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعيا للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة شعبنا ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة”.
بدوره، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي في وقت مبكر من مساء الخميس على منصة إكس “نجدد التزامنا بمفاوضات وقف إطلاق النار. إذ إننا نؤمن بأن طريق السلام يكمن في الحوار، وليس في العنف العشوائي”.
وأضاف “سنواصل الانخراط في عمليات السلام لضمان مستقبل خال من الخوف والمعاناة لجميع المدنيين السودانيين”.
لكن الرجلين تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 16 ألف شخص منذ بدايته في أبريل/نيسان 2023، واتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات، دون تحديد خطوات ملموسة للتوصل إلى حل سلمي للصراع.
من ناحية أخرى، حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة أمس من أن أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهددة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة في غرب السودان والمحاصرة من جانب قوات الدعم السريع، معربين عن قلقهم من تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور.
وتجددت المعارك العنيفة في الفاشر -السبت الماضي- حيث تشن قوات الدعم السريع هجوما للسيطرة على المدينة.
والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو/أيار الماضي.
وقالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء، إن “مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي”.
وأضافت أن “المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرض للخطر هذه الفئات الهشة أصلا، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيمات ضخمة قرب الفاشر”.
من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني إنه في الفاشر “تم استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديدا وشيكا، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها”.
وأضافت أن المعارك الدائرة حصدت عددا كبيرا من النساء والأطفال.
وقالت “قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طال الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية”.
يشار إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يخوضان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا مدمرة خلفت نحو 16 ألفا و650 قتيلا، وتسببت في تشريد ملايين الأشخاص.
المصدر : وكالاتالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية السودان: الفاشر تواجه خطرًا كبيرًا بسبب هجمات الدعم السريع
قال الدكتور علي يوسف، وزير الخارجية السوداني، إن ما تبقى من قوات ميليشيا الدعم السريع فر عبر جسر جبل أولياء، واتجه نحو دارفور وكردفان، موضحًا أن المعارك حالياً تتركز في جيوب محدودة داخل ولاية الخرطوم وبعض المناطق الأخرى.
وأشار خلال لقاء خاص مع الإعلامي جمال عنايت، في برنامج «ثم ماذا حدث»، على قناة «القاهرة الإخبارية» إلى أن السودان دخل مرحلة جديدة من الحرب، وهي مرحلة الطائرات المسيرة، حيث لجأت الميليشيا – بدعم خارجي – إلى استخدام هذه الطائرات لاستهداف مناطق استراتيجية، منها العاصمة وضواحيها، بالإضافة إلى منطقة مروي في شمال السودان، حيث تعرّض سد مروي لثلاث هجمات متتالية باستخدام المسيرات.
وأضاف أن هذه المرحلة تُعد تطورًا لما بعد انتصار الجيش في معركة الخرطوم، متوقعًا أن تركز الميليشيا في الأيام المقبلة على محاولة إسقاط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية دارفور، والتي تُعتبر المعقل الأخير للقوات المسلحة السودانية وقوات الحركات المسلحة المشتركة في الإقليم، كاشفًا عن أن الفاشر تعرّضت لأكثر من 180 هجومًا متتاليًا من ميليشيا الدعم السريع لكنها فشلت في السيطرة عليها حتى الآن.
وأعرب الوزير عن أسفه لاستهداف الميليشيا طائرة كانت تحمل الغذاء والمؤن إلى دارفور، محذرًا من أن المدينة ستواجه وضعًا إنسانيًا وأمنيًا خطيرًا للغاية خلال الأيام المقبلة، لافتًا إلى أن هدف الميليشيا هو إسقاط مدينة الفاشر ومن ثم إعلان حكومة موازية تابعة لها وفرض سيطرة سياسية على إقليم دارفور، معتبرًا أن ما يحدث يمثل مرحلة خطيرة ومفصلية تتطلب تنبهًا جادًا من المجتمع الدولي.