أحيا "حزب الله" الاحتفال التكريمي لـ"الشهيد السعيد على طريق القدس" حسين أيوب فقيه (باقر) في النادي الحسينيّ لبلدة برج الشمالي الجنوبية، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، عضو المجلس الاستشاري في حركة "أمل" عباس عباس، إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلة الشهيد وعوائل شهداء، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.



افتتح الاحتفال بقراءة آيات من الذكر الحكيم تخللته تلاوة للسيرة الحسينية، فيما ألقى فياض كلمة قال فيها: "المقاومة تخوض ضد العدو الصهيوني مواجهة كبرى وحرباً حقيقية، وهذه الحرب لها قيمة استثنائية وتاريخية. المقاومة تمكنت من إلحاق الأذى والخسائر الجسيمة والنتائج الكارثية بجيش العدو ومستوطنيه واقتصاده وكيانه، وما حصل يومي الثلاثاء والأربعاء يجب أن يوضع في سياق هذه المواجهة الكبرى".

ولفت إلى "أهمية إدراك خلفية ودوافع العدو الصهيوني وما الذي يهدف إليه من وراء كل ممارساته وضغوطه في التدمير والقتل وصولاً إلى مجزرتي يومي الثلاثاء والأربعاء، فالعدو يريد شيئاً واحداً وهو أن يتراجع حزب الله عن قراره السياسي والميداني في إسناد غزة، وأن يرضخ للترتيبات الأمنية التي يطرحها للجنوب اللبناني في ظل استمرار العدوان على غزة. وجواب المقاومة وقائد المقاومة كان واضحاً وبسيطاً وعميقاً في آن، ذلك كي لا يكون هناك أي التباس وضبابية في أنّ المقاومة ماضية في معركة إسناد غزة، وأنّها لن ترضخ للشروط الإسرائيلية وستدافع عن وطنها وأهلها مهما تكن الضغوطات والأثمان، ونهاية القول عند المقاومة مثل بدايته، فلم تكن الابتلاءات والجراحات والضغوط يوماً مدعاة لتغيير المواقف أو التوجهات".

وقال: "على امتداد تاريخ المقاومة كان استهداف العدو للقادة الأساسيين عدواناً كبيراً وخسارة جسيمة، وتعويض القادة أمر معقد وشائك وليس سهلاً نظراً لتاريخهم وتجاربهم ومعارفهم، لكن حزب الله تجاوز كل ذلك. هذا حصل مع السيد عباس الموسوي والشهيد عماد مغنية والشهيد مصطفى بدر الدين والشهيد فؤاد شكر، وعشرات الشهداء القادة الآخرين الذين كانوا يشغلون مواقع قيادية حساسة".

وشدد على أن "المقاومة لا تنحني أمام الشدائد ولا تنكسر أمام الصعاب ولا تسقط معنوياً عندما تصاب بخسائر جسيمة، وهذا ما لم يدركه العدو بعد بالرغم من طول المواجهة مع المقاومة على مدى عقود".

وأشار إلى أنّ "ما حصل يومي الثلاثاء والأربعاء استهداف كبير وخطير ومؤلم، وخصوصاً على مستوى الإعاقات الدائمة، وما حصل ليس له أثر على القدرات والاستعدادات العسكرية للمقاومة، أما الأبعاد الأمنية للاستهداف فهي محل متابعة وفحص ومراقبة وتحقيق من قبل حزب الله".

وتابع: "ثمة مزايدات كثيرة وتعليقات سلبية بعضها من مؤيدين وأكثرها من الذين يختلفون مع المقاومة، حول اتهام المقاومة بالاستهتار الأمني أو ارتكاب أخطاء جسيمة وما إلى هنالك، ومن المعروف أن موضوعاً كهذا لا يعالج إعلامياً، لكن نود أن نتوجه بالقول لجمهور المقاومة، إن القدرات التقنية والمعلوماتية للمقاومة عالية ومتقدمة، ولو لم تكن كذلك، لما كان بإمكانها أن تخوض هذه المواجهات المعقدة تقنياً واستخبارياً ضد العدو الإسرائيلي. العدو يمتلك قدرات تقنية أكثر تقدماً وتعقيداً، وأنّ معظم الصناعات والاكتشافات العلمية والتكنولوجية في الدول الغربية في حقل المعلومات والذكاء الاصطناعي وأجهزة التجسس والطائرات والأقمار الصناعية وغيرها بتصرفه وفي خدمة معركته، وهذا واقع وحقيقة، وإدراك هذه الحقيقة جزء من المعركة، لهذا فالمقاومة يقظة ومنتبهة وغير مستهترة وتبذل قصارى جهدها هي وحلفاؤها للتوازن مع العدو وتعطيل ما أمكن من قدراته ورأب الفجوة التقنية بينها وبينه".

وقال: "نحن نتفوق على العدو بالإيمان والإخلاص وإرادة القتال وقيم الحق والثبات والإصرار، ونتفوق عليه برجالنا الذين يطلبون الشهادة ويقدمون على المواجهة بكل شجاعة وجرأة، ونتفوق على هذا العدو أيضاً بالتخطيط والذكاء الإنساني وبالبصيرة والحكمة والابتكار لأدوات مواجهة جديدة، لكن في كل حال، يجب ألّا يغيب عن بال أحد الفارق بيننا وبين العدو في القدرات التسليحية والتقنية".

وأشار إلى أن "بنية المقاومة سليمة ومعافاة وهي ما تزال على قدراتها وإمكاناتها البشرية ومنظومات القيادة والسيطرة في إدارة المعركة، وتعمل بصورة طبيعية وبمزيد من الفاعلية والحضور، والعدو سيلقى القصاص العادل، وسيدفع ثمن جريمته من حيث يحتسب، في المعركة الميدانية الدائرة، ومن حيث لا يحتسب، وفقاً للمفاجآت غير المتوقعة التي تحضّرها قيادة المقاومة".

وختم: "هذا المجتمع وهذه البيئة الحاضنة للمقاومة، أهالي الشهداء وأهالي الجرحى، كل هؤلاء إنما هم ركيزة انتصار هذه المقاومة ومحل اعتزازنا وحبنا ووفائنا وتقديرنا، وهم يستحقون بكل رضا وقناعة هذا الوفاء وهذه الجهود وهذه الدماء التي تبذلها المقاومة، وهذه المواقف تزيدنا إصراراً ومضيّاً واستعداداً للعطاء دون حدود".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله: الجبهة اللبنانية لن تتوقف إلا بإنهاء الحرب على غزة

بيروت - صفا

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن الجبهة اللبنانية تعد أحد أهم أدوات التفاوض للمقاومة الفلسطينية.

وأضاف نصر الله في خطابه المتلفز مساء الخميس تعقيبا على استشهاد وجرح المئات من عناصر حزبه بتفجير أجهزة اتصال يومي الثلاثاء والأربعاء أن حجم الإصابات بالعيون كثير وهناك ضغط على المستشفيات وهي تبذل جهدا كبيرا.

وقال إن العدو عمل على ضرب بيئة المقاومة وإنهاكها وإضعافها عبر التفجيرات الواسعة كي تضغط على قيادة المقاومة.

وأضاف نصر الله: نرى صبرا عظيما ومعنويات عالية لكل المصابين في المستشفيات وجرحى المقاومة مصرون على مهمتهم.

وأكد أن التفجيرات الواسعة لم تؤثر على بنية المقاومة وكانت جهوزيتها عالية على الأرض توقيا لأي عمل عسكري.

وأشار إلى أن بنية المقاومة كبيرة ومتماسكة وعلى العدو أن يعرف أن ما حدث لم يمس لا نظام القيادة ولا الحضور بالجبهات.

وقال: العدو يعتقد أنه متفوق بالذكاء التكنولوجي لكن ما فعله عبر التفجيرات كشف أنه على درجة عالية من الغباء.

وذكر أن أي دخول للأراضي اللبنانية نعتبره فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة.

وذكر الأمين العام للحزب أن ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء سيواجه بقصاص عادل وحساب عسير ولن أتحدث عن وقت ولا مكان.

وأضاف: الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون لأننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقا في المواجهة.

وقال: نتنياهو وغالانت وبن غفير وسموتريتش يقودون كيانهم إلى الهاوية بقيادتهم الحمقاء.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي استهدف آلاف أجهزة البيجر وتجاوز كل القوانين والضوابط والخطوط الحمراء.

وذكر نصر الله أن بعض التفجيرات حدثت في مستشفيات وأسواق وطرقات عامة وبيوت والمواقع التي فيها أساسا مدنيون.

وقال: سقط عشرات الشهداء وبين الضحايا أطفال وقد أصيب الآلاف بجراح وستظهر الأعداد النهائية لاحقا

وأضاف: عبر تفجيرات البيجر الثلاثاء كان العدو الإسرائيلي يريد قتل 4000 إنسان في دقيقة واحدة ومن في محيطهم.

وقال: على مدى يومين كان العدو الإسرائيلي يريد أن يقتل نحو 5000 إنسان في دقيقتين دون أي اعتبار.

وأشار إلى أن ما جرى عملية إرهابية كبرى وسنتبنى تعريف ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء كمجزرتين.

وقال الأمين العام للحزب اللبناني: يمكن أن نطلق على ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء أنه إعلان حرب.

وقال: بعض أجهزة البيجر كانت بعيدة عن مستخدميها وبعضها لم يتم توزيعه من الأساس.

ولفت إلى أنه تم تشكيل لجان تحقيق داخلية متعددة فنية وتقنية وأمنية وهي تدرس كل الفرضيات.

وقال: وصلنا إلى نتيجة شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات ولكن ننتظر التأكد منها.

وأضاف نصر الله: سنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات وحينها سيبنى على الشيء مقتضاه.

وقال: لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان.

وذكر أن هذا النوع من القتل والاستهداف والجريمة لتفجيرها بمعزل عن المحيط الذي هم فيه غير مسبوق عالميا.

وقال: نعرف أن للعدو تفوقا على المستوى التكنولوجي لأنه يحظى بدعم أمريكي ودعم النيتو.

وأكد نصر الله أن طبيعة الحرب أنها سجال ويوما الثلاثاء والأربعاء كانا بالنسبة لنا يومين ثقيلين وأن هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا.

وقال: هم يتحدثون عن خسارتهم للشمال وقالوا إنهم يواجهون مشاكل عسكرية، مؤكدا أن أحد أهم عناصر الضغط على كيان العدو وإحدى أهم جبهات الاستنزاف هي الجبهة اللبنانية.

ولفت إلى أن العدو التزم بقواعد الاشتباك نتيجة توازن الرعب القائم وأنه كان يعمل على الضغط على الحكومة اللبنانية والمقاومة بالقتل والتدمير لوقف هذه الجبهة.

وذكر نصر الله أن المقاومة تمسكت بموقفها وهدفها وهذا ما يفسر لجوء العدو إلى أعلى مستوى إجرامي يمكن أن يذهب إليه.

وقال: يوم الثلاثاء وصلت رسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية بأن هدف الضربة وقف الجبهة اللبنانية.

وأضاف: التبني الإسرائيلي للضربة والعمل على وقف عمل المقاومة  واضح في ما وصل من رسائل للجهات الرسمية.

وقال: نقول لحكومة العدو وجيش العدو إن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف الحرب على غزة وهذا قلناه سابقا.

وأكد أنه ورغم التضحيات والشهداء ورغم كل العواقب فلن تتوقف المقاومة عن مساعدة أهل غزة والضفة.

ولفت إلى أن تمسك المقاومة بكل مواقفها يعني أن العدو الإسرائيلي لم يحقق أهدافه.

ولفت إلى أن العدو عمل على ضرب بيئة المقاومة وإنهاكها وإضعافها عبر التفجيرات الواسعة كي تضغط على قيادة المقاومة.

وقال نصر الله: نرى صبرا عظيما ومعنويات عالية لكل المصابين في المستشفيات وجرحى المقاومة مصرون على مهمتهم.

وأكد أن التفجيرات الواسعة لم تؤثر على بنية المقاومة وكانت جهوزيتها عالية على الأرض توقيا لأي عمل عسكري. 

ولفت إلى أن بنية المقاومة كبيرة ومتماسكة وعلى العدو أن يعرف أن ما حدث لم يمس لا نظام القيادة ولا الحضور بالجبهات.

وقال الأمين العام للحزب إن العدو يعتقد أنه متفوق بالذكاء التكنولوجي لكن ما فعله عبر التفجيرات كشف أنه على درجة عالية من الغباء.

وقال: إسرائيليا هناك حديث عن تصعيد في الشمال وهناك من يتحدث عن حرب شاملة.

وخاطب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: لن تستطيعوا إعادة السكان إلى الشمال وهذا هو التحدي بيننا.

وقال: السبيل الوحيد لإعادة السكان إلى مناطقهم هو وقف العدوان على غزة وعلى الضفة الغربية.

ولفت إلى أن "ما ستقدمون عليه من تصعيد سيبعد فرصة عودة أولئك السكان إلى الشمال بل العكس ما سيحدث".

وقال نصر الله: هم يتحدثون عن إقامة حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية ونحن نتمنى أن يحاولوا ذلك.

وأكد أن أي دخول للأراضي اللبنانية نعتبره فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة.

وقال: يعتقدون أنهم سيتمكنون من إعادة المستوطنين والسكان بإقامة حزام أمني في أراضينا.

مقالات مشابهة

  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي على لبنان
  • شهداء الأقصى تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في نابلس
  • حزب الله: الجبهة اللبنانية لن تتوقف إلا بإنهاء الحرب على غزة
  • نصر الله: ما جرى في لبنان إعلان حرب
  • السيد نصر الله: الحزام الأمني الذي يتحدث عنه العدو سيتحول إلى جهنم لجيشه ونعتبره فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة معه
  • نصر الله: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها رغم استهدافها المكثف للمقاومة اللبنانية
  • استراتيجية الاستنزاف وتوسيع الحرب
  • المقاومة تطالب بالاستغناء عن الأجهزة خلال التجمع للاستماع لحسن نصر الله غدا
  • فياض: متضامن إلى أبعد الحدود مع المقاومة