سرايا - لا تزال الحرب الالكترونية العسكرية التي فجرتها (إسرائيل) هي الحدث، وبات التساؤل عن سبل المواجهة ملحا وسط تشاؤم البعض وتفاؤل آخرين.


السؤال الأهم: كيف سيكون رد فعل العالم المتحضر على جرائم (إسرائيل) التي فاقت الخيال، ومن يتصدى لإرهابها؟

السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يرى أن تفجير (إسرائيل) لأجهزة اللاسلكي في لبنان وسورية هو تحول نوعي هام في مسيرة الحروب وفي امتلاك التكنولوجيا العسكرية، وسيلقي بآثاره علي العالم خاصة منطقتنا العربية الملتهبة.




ويضيف أن السؤال الملح الآن هو: لماذا أقدمت (إسرائيل) علي كشف إحدي أوراقها التكنولوجية العسكرية ( حتي وإن كانت محدودة التطور والتأثير في نظر البعض ) مع عدم وجود مبرر قوي الآن للجوء لهذا العمل؟


وقال إن التسريبات الخاصة باستعدادات إسرائيلية لضرب لبنان ليست مبرراً كافياً لهذا العمل أخذا في الاعتبار أن لحزب الله قنوات تواصل أخري يعوض بها هذه الخسارة المؤقتة في نظم اتصالاته.


وذهب إلى أن التفسير الوحيد الذي يحمل قدراً من المنطق حالياً هو أن (إسرائيل) تمر الآن بأزمة داخلية أقرب إلي الزلزال أفقدتها الثقة في الكثير من ثوابتها وعناصر تفوقها علي محيطها العربي والإسلامي.


ولفت إلى أنه ربما كان لنجاح إيران في إطلاق صاروخين من اليمن منذ يومين أصابا قلب (إسرائيل) بعد أن قطعا مسافة تتجاوز الألفي كيلومتر في إحدي عشرة دقيقة فقط سبباً مباشراً عجل في قرار إسرائيل القيام بهذا الهجوم التقني وكشف أحد أوراقها العسكرية الهامة أو النوعية.


وقال إن ما حدث محاولة يائسة لرفع الروح المعنوية للإسرائيليين وجيشهم ، وجزء من حرب نفسية معروفة في أعراف المعارك والمواجهات، خاصة بعد أن مضي عام كامل تقريباً علي طوفان الأقصي فشلت فيه (إسرائيل) في كسر المقاومة والصمود البطولي في عزة ، كما فشلت فشلاً ذريعاً في تحرير أسراها المحتجزين في غزة.


وقال إنه من غير المستبعد أن يذهب نتنياهو بحماقاته بعيداً ويشعل المزيد من النيران في لبنان وسورية واليمن وإيران إن استطاع ذلك، إضافة إلي غزة التي تثبت الأحداث كل يوم صحة قرار أبطالها بإطلاق طوفان الأقصي .


ويختتم مؤكدا أن كلمات النهاية لم تسطر بعد، وعلينا توقع المزيد من المفاجآت.


من جهته قال الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين إن هذا هو تاريخ الغرب الدموي وليس فقط تاريخ اليهود الصهاينة، مشيرا إلى أنهم فرع من المدرسة الغربية التي تؤمن بالاستئصال والإبادة وعدم احترام آدمية الإنسان وعدم احترام الروح البشرية، لافتا إلى أنهم يستخرجون من التوراة المحرفة ما يؤيد هذا وأن الله أمرهم أن يبيدوا الأعداء رجالا ونساء وأطفالا.


وأكد حسين أن حزب الله سيرد، ومحور المقاومة سيمتص هذه الضربة، وسيكيل لهم الضربات، وسننتصر في هذه المعركة وستكون فاتحة لتوجيه ضربات قاصمة لـ (إسرائيل) على طريق زوالها بإذن الله.


من جهته يرى جمال طه الكاتب السياسي والباحث في شؤون الأمن القومي أن تفجير أجهزة ووكي توكي وأنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية فى لبنان هو المرحلة الثانية من الحرب الالكترونية Electronic Warfare.


ويضيف أن العرب للأسف متأخرون فى هذا النوع من الحروب مقارنة بالعدو، وخلص إلى أن المنطقة مقبلة على أيام سوداء.


المستشار فكري خروب يقول إن قيام العدو الصهيونى بتفخيخ الأجهزة الالكترونية وتفجيرها فى أوساط المدنيين فى لبنان ، يعد جريمة حرب قذرة ، يجب أن يتصدى له العالم قبل أن تدخل المنطقة فى نفس الحرب بما ينجم عنه عواقب وخيمة لن ينجوَ منها أحد.


المقاطعة
أحداث لبنان دعت الكثيرين لتأكيد أن من يفخخ تليفون يمكن أن يسمم شامبو ومسحوق غسيل وأطعمة وعصائر وحلويات وأدوية يمتلك مصانعها، داعين إلى الحذر والاستنفار.

اللافت في الأمر كان في تأكيد الكثيرين أننا لسنا بعيدين عما حدث في لبنان.

السياسي سيد مشرف تساءل: هل من الممكن أن تكون طائرات ال F16 والدبابات M1A1 ابرامز الامريكية فيهما مصائب لا نعلمها في دوائرها الالكترونية؟

ودعا مشرف إلى البحث والتقصي.

من جهته قال الكاتب الصحفي أحمد القاعود إن ما حدث في لبنان كشف أننا في أكذوبة كبرى في مسألة التسليح والجيوش وحتى القدرة على النجاة من الفناء لو أراد أحدهم ذلك.

رأي اليوم

إقرأ أيضاً : وسائل إعلام "إسرائيلية": إغلاق جزء من المجال الجوي المدنيإقرأ أيضاً : ما تفسير الآية التي وضعها حسن نصر الله بخلفيّة كلمته وما سِر اللون الأحمر؟ إقرأ أيضاً : الدويري يرصد ثغرات وقع فيها حزب الله قبيل استهداف قادة الرضوان

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: العالم جرائم محمد لبنان علي العالم علي لبنان العمل الله علي إيران اليمن قلب علي لبنان غزة أحمد حسين الله حسين الله جمال لبنان المنطقة لبنان العالم المنطقة لبنان أحمد لبنان جمال العالم جرائم إيران المنطقة لبنان اليوم الله العمل غزة علي أحمد حسين الحدث قلب محمد اليمن فی لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا فجّرت إسرائيل أجهزة” البيجر”؟ وماهو القادم ؟

19 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:

سمير عبيد

يقال ان الحرب خدعة ، ويقال عسكريا ان كانت لديك قوة خفية لتخيف بها العدو .واياك واستعمالها إلا عند ساعة الصفر ونفاذ جميع الحلول “فقسماً منها لوّح بها ،والقسم الآخر عليك ان تخفيه” لكي يتمادى عدوك ويقترب نحوك وحينها تحدث المباغتة لصالحك.فالكل يسأل كيف تم أجتياح بيئة حزب الله المحصنة ” استخباريا وامنيا ولوجستيا في جنوب لبنان”؟ وكانت بدايتها باغتيال قائد حركة حماس ” صالح العاروري ورفاقه”ثم توالت الاغتيالات والتفجيرات بمربعات لم تخطر على بال قيادة حزب الله انها مخترقة.وكان الكل يفتش عن الجواسيس،بحيث تصاعدت الشكوك الخطيرة بين قيادات حزب الله وقواعده.وهذه القضية سببت مشاكل كثيرة في عقيدة حزب الله وثقافته وعلاقاته الداخلية.

حتى جاءت ساعة الصفر واذا بالجاسوس ينام ويشرب ويركب السيارات مع قيادات حزب الله وصولا للقاعدة وهو جهاز ( البيجر) المتوزع بين القيادات والقواعد وحتى عند طواقم السفارة الإيرانية وخلايا الحرس الثوري في لبنان وسوريا والعراق وغيرها.

أين الخدعة ومتى بدأت؟
مورست الخدعة من خلال البارجة الحربية الاميركية العملاقة التي وقفت لأسابيع قبالة وبمحاذاة الشواطىء اللبنانية قبل اشهر وعندما أحتقن الوضع حينها وكادت ان تحصل الحرب . هي هذه البارجة التي مارست ” الخدعة” لانها قامت طواقمها الفنية والحربية والتكنولوجية وعبر الأقمار الاصطناعية الحديثة بمسح كامل لبيئة وتضاريس جنوب لبنان ولجغرافية ومكامن ومقرات ومؤسسات حزب الله فوق الارض وتحت الارض.ومسح وتصوير الحارات والأزقة والبيوت وأرقامها واهميتها .وحتى التجسس على تحركات طواقم وموظفي وعملاء السفارة الإيرانية في لبنان وصولا لمسح كامل لمطار بيروت ومراقبة تحركاته وادارته طيلة فترة مكوث البارجة الاميركية. وكتبت حينها تحليلا ونشرته ،وحذرت من الدور الخطير والذي كانت تمارسه ومارسته تلك البارجة التي نجحت بتأسيس قاعدة بيانات نادرة وغاية في الدقة والسرية / اي كشفت ظهر حزب الله وخطوط تحرك ايران في لبنان والمنطقة .وبالفعل صدق حدسي عندما بدات حرب الاستنزاف بين حزب الله واسرائيل التي بدأت في ٨ اكتوبر ٢٠٢٣ والتي احتدمت جدا قبل شهرين وحتى يومنا هذا وكانت آخر اوراقها تفجيرات البيجر التي لا تخطر على بال أحد !

لماذا تم تفجير ( البيجر )؟

١-كانت اسرائيل وطيلة حرب الاستنزاف التي شنها حزب الله ضدها لمساندة حركة حماس في غزة والتي وضع حزب الله شرطاً لايقافها وهو ايقاف الحرب في غزة. كان حزب الله يمارس حرب الاستنزاف والأرض المحروقة وكانت من هناك إسرائيل تجمع المعلومات السرية والحساسة عن قيادات و تحركات واجتماعات وخطط حزب الله عبر اجهزة ( البيجر ) .فكانت هذه الأجهزة المنتشرة في تضاريس قيادات حزب الله وقواعدها وصولا للقيادات المتحالفة معها من الفلسطينيين وصولا للسفارة الإيرانية وخلايا الحرس الثوري كانت تزود إسرائيل بالمعلومات الحساسة ( والتي سهلت استمكان اهداف سرية جدا داخل لبنان وداخل سوريا ومنها على سبيل المثال البيت السري الذي قصفته إسرائيل بجوار القنصلية الإيرانية وقتلت سبعة من قيادات الحرب الثوري وتلتها عمليات نوعية اخرى ) بحيث اتهم الإيرانيون ضباطاً ومسؤولين سوريين بتسريب تلك الاسرار إلى إسرائيل. بحيث ذهب حزب الله فوضع خطة استهداف الابراج الاستخبارية الاسرائيلية المتقدمة ظنا منه انها وراء الاستمكان والاستهداف . فردت اسرائيل على حزب الله باغتيالات نوعية جدا بين قيادات حزب الله حتى وصل الاغتيال إلى أهم شخصية عسكرية وقيادية بعد السيد حسين نصر الله وهو القائد العسكري الكبير فؤاد شكر ( الحاج محسن )والذي لا يعرف تحركاته إلا نصر الله وعدد قليل جدا جدا ( ولكن حال دخوله العمارة السكنية التي يسكنها تم تفجيره ) بحيث كانت ضربة شديدة الالم على حزب الله والسيد نصر الله وعلى عمل المقاومة ضد إسرائيل .لاسيما وان فؤاد شكر كان مكلف ان يفتح جبهة ( الجولان) قريبا ضد اسرائيل. فرد حزب الله انتقاما فضرب القاعدة الاستخبارية السرية والحساسة والعملاقة في المنطقة كلها وهي قاعدة 8200 ظنا منه انها وراء استمكان واغتيال الحاج محسن ورفاقه !

٢-وعندما يأس حزب الله من ايجاد الجاسوس او الجواسيس وضع خطة وهي ( فحص جميع اجهزة الاتصال ) داخل بيئة حزب الله وداخل جغرافية القيادات والقواعد ( وبالفعل ظهر السيد نصر الله بخطاب متلفز وحذر من استعمال الهواتف والمسجات وغيرها ) هنا شعرت اسرائيل بالخطر وانها سوف تفقد ( جاسوسها السوبر وهو البيجر ) فقررت تفجيره قبل ان يصل اليه الفنيون من حزب الله. وهنا ضحت اسرائيل بأخطر وأكبر شبكة تجسس كانت تعمل لصالحها من خلال اجهزة ( البيجر ) ووفرت لإسرائيل قاعدة بيانات كبيرة وخطيرة .فقررت جعلها سلاح حرب ففجرتها في حواصر وأحزمة وسيارات ومقرات ومكاتب الذين كانوا يعتمدون عليها في الاتصال والتواصل في لبنان. (( ولكن فقدت بذلك إسرائيل اعظم قاعدة بيانات، وعندها سوف يتحرر حزب الله من هذا العبء الخطير الذي كلفه الكثير وهو جهاز البيجر ))!

إسرائيل مضطرة لشن الحرب !
هنا أصبحت إسرائيل بين خيارين بطعم العلقم . ١-فأما تبقى صامدة بحرب الاستنزاف وخطوات الارض المحروقة وتتحمل ألمها وهي طبعا لصالح حزب الله ” بحيث سوف يضطر الحزب لاستعمال اسلحة اخرى من جهة وسيوسع اهدافه داخل اسرائيل من جهة اخرى ”

٢- او تقوم اسرائيل بشن الحرب العسكرية ضد حزب الله وجنوب لبنان بهدف ابعاد حزب الله إلى ماوراء نهر الليطاني وتحقيق منطقة آمنة عبر تسوية دولية استنادا إلى القرار الأممي رقم 1701،( ونحن نتوقع ذلك) .لان إسرائيل وبعد ان فقدت قاعدة البيانات التجسسية التي كان يوفرها لها جهاز ” البيجر” فسوف تبادر بالحرب من اجل اخذ زمام المبادرة وقبل ان يلملم حزب الله اوراقه وجراحه بعد تفجيرات ( البيجر)وبنفس الوقت لتستغل الوقت الحرج التي تمر به ادارة بايدن والولايات المتحدة والمتمثل بالانتخابات الاميركية لتجر امريكا معها نحو هذه الحرب.

والمؤشرات تشير ان الحرب الشاملة قادمة . ولكن لغة الميدان سوف تكون بيد حزب الله ومحور المقاومة على ما أعتقد ” والله اعلم ” .ونسأل الله ان لا تقع اي الحرب !

إلى اللقاء في مقال لاحق عن الموقف الايراني !

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • «واشنطن بوست»: السؤال الرئيسي بعد الهجوم الإسرائيلي على أجهزة حزب الله.. لماذا الآن؟
  • "يونيفيل" تدعو إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية وتهدئة الوضع على الحدود مع لبنان
  • لماذا ينصب تركيز إسرائيل على الحدود مع لبنان؟
  • لماذا فجّرت إسرائيل أجهزة” البيجر”؟ وماهو القادم ؟
  • لماذا الآن؟.. سؤال رئيسي بعد الهجمات على اتصالات حزب الله
  • لماذا الآن.. سؤال رئيسي بعد الهجمات على اتصالات حزب الله
  • تقرير لـNBC: لماذا فجرت إسرائيل مئات من أجهزة الاستدعاء التابعة لحزب الله الآن؟
  • لماذا سرّعت إسرائيل تفجير أجهزة ” البيجر ” التي يستخدمها حزب الله؟.. مسؤول أمريكي يكشف السر
  • الموساد نفذها خوفًا من اكتشاف حزب الله الأمر: عن أجهزة "البيجر" التي كانت ورقة خفية في يد إسرائيل