قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إسرائيل لن تحقق أهدافها بزيادة التوتر واتساع رقعة الحرب في المنطقة، لكنها ستتلقى الرد على "جرائمها"، وذلك بعد سلسلة تفجيرات واغتيالات عصفت بحزب الله اللبناني.

وقال عراقجي، في حديث للصحافيين في نيويورك للمشاركة بالدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن المنطقة تشهد ظروفا خطيرة وإسرائيل تواصل التصعيد في المنطقة عبر "الجرائم الإرهابية" في غزة والضفة الغربية ولبنان.

وأوضح أن تل أبيب تبحث عن مفرّ من مأزقها العسكري بغزة التي لم تحقق فيها أيا من أهدافها، ولذلك تسعى لجرّ المنطقة إلى ظروف خطيرة للغاية تهدد المجتمع الدولي بأسره، مشيرا إلى أن التوتر في المنطقة يمكن أن يتسرب إلى بقية المناطق.

وأكد الوزير الإيراني أن الهجمات على لبنان واغتيال القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل هي محاولات من جانب "كيان محبط وفاقد الأمل".

وأشار إلى أن إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود ويحاول جر المنطقة إلى المستنقع الذي هي عالقة فيه.

إسرائيل الغاصبة

وفي السياق ذاته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في عرض عسكري للقوات المسلحة اليوم السبت، إن إيران تستطيع أن ترسي السلام والاستقرار في المنطقة بوحدة الدول الإسلامية وتماسكها، وتوقف "إسرائيل الغاصبة والمتعطشة للدماء والإبادة عند حدها".

ونعى حزب الله قائدين عسكريين و14 مقاتلا قضوا في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية أمس الجمعة.

وإضافة إلى مواصلة الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 136 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، بدأت إسرائيل منذ أيام موجة جديدة من التصعيد على لبنان وحزب الله.

وتمثلت أبرز ملامح هذا التصعيد في تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء أوقعت 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة حيث اغتالت عقيل.

كما تشن إسرائيل هجمات بين حين وآخر في سوريا على أهداف إيرانية وجماعات مدعومة من إيران، ونقاط عسكرية تابعة لجيش النظام السوري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

إغلاق أوكار الأفاعي على الحدود السورية ـ اللبنانية

تُمثّل الحدود الغربية لسوريا مع لبنان الخاصرة الرخوة لسوريا، وبوابة مفتوحة لتهديدات جسيمة لا تطال سوريا وحدها، بل تشكّل خطراً داهماً على أمن واستقرار المنطقة برمّتها.

 هذه الحدود، الممتدة على مساحات شاسعة من التضاريس الجبلية الوعرة والقرى المتناثرة، تحوّلت عبر الزمن إلى ممر إستراتيجي لاختراق أمن سوريا، وتهديد استقرار دول المنطقة بأكملها. وفي هذه المنطقة الحسّاسة، قبل سقوط النظام، لم يقتصر الخطر على مجرد عبور الأسلحة من العراق نحو لبنان عبر الأراضي السورية فحسب، بل تحوّل هذا الشريط الحدودي إلى نقطة ارتكاز حيوية لعمليات حزب الله والمليشيات المرتبطة به، ما عزز نفوذ هذه القوى وزاد من قدرتها على المناورة وتهديد أمن دول الجوار. لقد تمدّد نشاط هذه الجهات بشكل ممنهج ومتصاعد، فطوّرت شبكات تهريب نشطة شملت السلاح والمواد الممنوعة والمخدرات، وفي مقدمتها حبوب الكبتاغون، إضافة إلى التجارة غير المشروعة بكل أنواعها، مما زاد من خطورة المنطقة وتسبّب في تفشي الفوضى وتغذية الانفلات الأمني، وجعل من المنطقة ملاذاً آمناً للجريمة المنظمة بكل أشكالها. لم يكن النظام السوري وحده من استغل هذه المنطقة لتحقيق أهدافه، بل تحوّلت إلى مسرح عمليات إستراتيجي لثلاثي التهديد الأبرز: حزب الله، والحرس الثوري، والفرقة الرابعة التابعة لنظام بشار الأسد بقيادة ماهر الأسد وكذلك رجل المخدرات الأشهر في الشرق الأوسط نوح زعيتر، كل هؤلاء استثمروا غياب الرقابة وضعف السيطرة على الحدود، ليُنشئوا شبكات معقّدة تعمل بمنطق العصابات وتستثمر في الفساد والإرهاب، مهدّدة بذلك وحدة الأراضي السورية وأمن لبنان والمنطقة بشكل عام. وبعد انهيار نظام بشار الأسد، وجد حزب الله والحرس الثوري أنفسهم مجبرين على التراجع نحو الأراضي اللبنانية، ولكنهم احتفظوا بقدرتهم على العودة والتحرك، معتمدين على شبكة من العلاقات القوية مع عشائر وقوى محلية مارست التهريب والجريمة على امتداد سنوات طويلة. وبالرغم من سقوط نظام بشار الأسد فقد ظلت آثار سيطرتهم السابقة واضحة في مظاهر العنف وتجارة الممنوعات، بل وتحوّلت إلى خطر دائم أطلّ برأسه بوضوح خلال الأحداث الأمنية الأخيرة في الساحل السوري، والتي انطلقت من منطقة الهرمل اللبنانية، وتقدم مجموعات تتبع لحزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر وقتل جنود سوريين يشير إلى تفاقم خطر الحدود مع لبنان، حيث لا تزال الدولة اللبنانية للأسف الشديد عاجزة عن فرض سلطتها وسيادة القانون بسبب التعقيدات السياسية والطائفية. إن السيطرة على هذه المنطقة باتت ضرورة أمنية وإستراتيجية ملحّة، لا تتحقق إلا بتعزيز قدرات الجيش السوري، وتزويده بالإمكانيات الضرورية التي تمكّنه من فرض سلطته وهيبته وإعادة الأمن والاستقرار. كما أن تطبيق حلول تقنية حديثة من مراقبة ورصد، واعتماد أنظمة متطورة لضبط الحدود، بات أمراً لا مفرّ منه من أجل إغلاق هذه البوابة التي لا تزال مفتوحة أمام كل أشكال التهديدات. بغير ذلك، ستظل هذه الحدود بوابة مشرعة تعبر من خلالها الأخطار، وتهدد بتفاقم الأزمة في سوريا والمنطقة بأسرها.

مقالات مشابهة

  • إغلاق أوكار الأفاعي على الحدود السورية ـ اللبنانية
  • ضغط أميركي لبدء المفاوضات وعون يؤكد: إسرائيل رفضت كل الاقتراحات الّتي تقدّم بها لبنان
  • إسرائيل تحقق في ملابسات مقتل موظف بالأمم المتحدة بغزة
  • بعد جلسة مجلس الأمن المغلقة.. أين يتجه التصعيد النووي الإيراني؟
  • حتى نهاية الحرب على غزة..الحوثيون يهددون بتوسيع أهدافهم في إسرائيل
  • ما أسباب اندلاع التصعيد الحدودي بين لبنان وسوريا؟
  • أسوشيتيد برس: الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة تُهدد بتوسيع دائرة الحرب
  • أسوشيتيد برس: الغارات الإسرائيلية على غزة تهدد بتوسيع دائرة الحرب
  • الجيش اللبناني: تم الرد على مصادر النيران في سوريا
  • توغل إسرائيلي جنوب لبنان