جنون إسرائيلي.. التفاصيل الكاملة لاغتيال قيادات كبيرة في حزب الله
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
بيروت - الوكالات
قتلت إسرائيل قياديا كبيرا في جماعة حزب الله وأعضاء آخرين بارزين في الجماعة اللبنانية خلال غارة جوية على بيروت أمس الجمعة، وتوعدت بمواصلة حملة عسكرية جديدة حتى تتمكن من تأمين المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي ومصدر أمني في لبنان إن الغارة الجوية أدت إلى مقتل إبراهيم عقيل وأعضاء بارزين آخرين في وحدة الرضوان التابعة للجماعة، في تصعيد حاد للصراع المستمر منذ عام بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران.
وأكد حزب الله في بيان بعد منتصف ليل أمس بقليل مقتل عقيل ووصفه بأنه "أحد كبار قادته" دون تقدم المزيد من التفاصيل حول كيفية مقتله.
وفي بيان لاحق، قال حزب الله إنه قتل في الضاحية الجنوبية لبيروت "إثر عملية اغتيال إسرائيلية غادرة".
وأضاف أن أحمد وهبي، وهو قيادي أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان حتى أوائل العام الجاري، قُتل أيضا في الغارة الإسرائيلية أمس الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 14 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في الغارة الإسرائيلية وإن العدد مرشح للزيادة مع عمل فرق الإنقاذ طوال الليل. وكانت الوزارة قالت في وقت سابق إن 66 شخصا أصيبوا، منهم تسعة في حالة حرجة.
وقال مصدر أمني آخر إن ستة قادة آخرين على الأقل من حزب الله لقوا حتفهم عندما سقطت عدة صواريخ على مدخل مرآب (جراج) أحد المباني. ودمر الانفجار الطوابق السفلية من المبنى بينما كان عقيل يجتمع بقادة آخرين في الداخل.
وقال حزب الله إن آخرين من أعضائه قتلوا دون الكشف عما إن كانوا قياديين أم مقاتلين.
وأفاد شهود بسماع صفير عال وعدة انفجارات متتالية وقت الغارة.
وفي بيان مقتضب نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن أهداف إسرائيل واضحة وإجراءاتها تتحدث عن نفسها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت على منصة إكس "سيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى نحقق هدفنا، وهي العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
وكان جالانت قد قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل ستشن مرحلة جديدة من الحرب على الحدود الشمالية.
وترك عشرات الآلاف منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ أن بدأت جماعة حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل فيما تقول إنه تعاطف مع الفلسطينيين بالتزامن مع الحرب الدائرة في غزة.
وتقول إسرائيل إنها ستستخدم القوة إذا لزم الأمر لضمان عودة مواطنيها. ولم تخض إسرائيل حربا شاملة مع حزب الله منذ 18 عاما.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عقيل كان يتولى منصب القائم بأعمال قائد وحدة الرضوان التابعة للجماعة، مضيفا أنه قُتل مع نحو 10 آخرين من كبار القياديين في أثناء عقدهم اجتماعا.
وقالت مصادر في لبنان لرويترز إن عقيل كان عضوا في المجلس العسكري الأعلى لحزب الله.
وشكلت الغارة ضربة جديدة لحزب الله بعد يومين من تعرض الجماعة لهجوم بتفجير أجهزة اتصال لاسلكي تعرف باسم (البيجر) وأجهزة لاسلكي (الوكي توكي) التي يستخدمها أعضاؤها مما أسفر عن مقتل 37 وإصابة الآلاف.
ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل نفذت تلك الهجمات رغم أنها لم تنف أو تؤكد ضلوعها فيها.
وبثت قنوات تلفزيون محلية مقاطع لسكان تجمعوا بالقرب من مكان الواقعة، وذكرت أنهم يبحثون عن أشخاص كانوا في المنطقة وما زالوا مفقودين، معظمهم من الأطفال.
واستمرت طائرات مسيرة في التحليق فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ساعات من الغارة الإسرائيلية.
وقال آلان فغالي، أحد سكان بيروت، لرويترز "نحنا ما بنخاف بس نحنا بدنا حل. نحنا ما فينا نكمل بهذا البلد هيك... ما حدا عارف شو بيصير. الوضع ما بيطمن بس نحنا مش خايفين غير على المستقبل".
وأضاف "حرب؟ ما بعرف إذا بلشت ولا لأ. بس ما في شيء بيطمن. الواضح إن ما هيوقفوا الجانبان".
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت إن الهجوم الذي وقع أمس الجمعة في منطقة مكتظة بالسكان في الضاحية الجنوبية لبيروت هو امتداد "لدائرة خطيرة للغاية من العنف سيكون لها عواقب مدمرة. لا بد لذلك أن يتوقف فورا".
وتلك هي المرة الثانية في أقل من شهرين التي تستهدف فيها إسرائيل قياديا عسكريا كبيرا في حزب الله في بيروت. ففي يوليو تموز قتلت غارة جوية إسرائيلية فؤاد شكر القائد العسكري بالجماعة.
ووفقا لموقع وزارة الخارجية الأمريكية على الإنترنت فقد رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل عقيل بسبب صلاته بتفجير مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت والذي أدى إلى سقوط قتلى عام 1983.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عقيل يتولى قيادة عمليات حزب الله منذ 2004 وكان مسؤولا عن إعداد خطة للإغارة على شمال إسرائيل على غرار الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي "قادة حزب الله الذين قضينا عليهم ... كانوا يخططون منذ سنوات لشن هجوم عبر الحدود الشمالية يشبه ما حدث في السابع من أكتوبر".
وأضاف "وصلنا إليهم، وسنصل إلى أي شخص يهدد أمن مواطني إسرائيل".
* حطام وسيارات محترقة
ذكر الجيش الإسرائيلي أن صفارات إنذار دوت في شمال إسرائيل بعد الهجوم الذي استهدف بيروت. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن شمال إسرائيل يتعرض لوابل من الصواريخ.
وقال حزب الله إنه شن هجومين بصواريخ كاتيوشا على ما وصفه بأنه المقر الرئيسي للمخابرات في شمال إسرائيل المسؤول عن عمليات الاغتيالات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أمس إنه ليس لديه علم بأي إخطار من إسرائيل للولايات المتحدة قبل تنفيذ هجمات في بيروت، مطالبا الأمريكيين بشدة بتجنب السفر إلى لبنان أو مغادرته إذا كانوا هناك بالفعل.
وأضاف كيربي "الحرب هناك... ليست حتمية، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لمحاولة منعها".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ "ضربة محددة الهدف في بيروت. في الوقت الحالي ليس هناك تغييرات في إرشادات الدفاع الخاصة بقيادة الجبهة الداخلية".
وتصاعدت حدة العمليات القتالية بشدة خلال الأيام القليلة الماضية بين إسرائيل وحزب الله، وهي عمليات قتالية بدأت بالتزامن مع اندلاع الحرب في قطاع غزة.
ويوم الخميس، نفذ الجيش الإسرائيلي أعنف هجمات جوية على جنوب لبنان منذ أكتوبر تشرين الأول.
والاشتباكات الدائرة حاليا بين إسرائيل وحزب الله هي الأسوأ منذ أن خاض الطرفان حربا في 2006. واضطر عشرات الآلاف من السكان للنزوح عن منازلهم على جانبي الحدود.
وشهدت المنطقة الحدودية وما حولها بالأساس أغلب الهجمات، لكن التصعيد الأخير زاد من المخاوف من اتساع نطاق وشدة الصراع.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الضاحیة الجنوبیة لبیروت وقال الجیش الإسرائیلی شمال إسرائیل حزب الله فی بیروت
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 شخص بعد فشله باعتراض صاروخ أطلق من اليمن
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، عن فشله في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه تل أبيب.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب على منصة “إكس”: “عقب إطلاق صاروخ من اليمن وتفعيل إنذارات وسط إسرائيل جرت محاولات اعتراض غير ناجحة ليتم تحديد منطقة سقوطه. التفاصيل لا تزال قيد الفحص”.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلا عن أطباء، “بأن ما لا يقل عن 14 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة، معظمهم بسبب الزجاج المكسور، نتيجة الهجوم، مشيرة إلى أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا أثناء هروبهم إلى الملاجئ”.
بدورها،أعلنت حركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن اليوم السبت أنها ضربت “هدفا عسكريا في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين 2”.
وأكد الناطق باسم “الحوثيين” يحيى سريع في بيان، أن الصاروخ الفرط صوتي على تل أبيب أصاب هدفه بدقة، حيث فشلت منظومات إسرائيل الاعتراضية في التصدي له.
وأضاف: “بعملية يافا النوعية نحيي أبناء شعبنا الذين خرجوا إلى الساحات والميادين مؤكدين على المواجهة والتحدي للعدو. كما حيت مجاهدي غزة وعملياتهم البطولية المستمرة ضد العدو ونؤكد استمرارية مساندتهم حتى وقف العدوان ورفع الحصار”.
وأوضح “الحوثيون” أن عمليتهم على تل أبيب “تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه وضمن المرحلة الخامسة من إسناد فلسطين”.
بين القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي فلسطين2. pic.twitter.com/VgAMOFMhhh
— العميد يحيى سريع (@army21ye) December 21, 2024وأمس الجمعة، أعلنت جماعة “أنصار الله- الحوثيين” اليمنية، أنها “نفذت عمليتين عسكريتين، بعدد من الطائرات المسيّرة ضد “أهداف حيوية” جنوب ووسط إسرائيل، إحداهما بالاشتراك مع جماعة عراقية مسلحة”.
والخميس، أعلنت الجماعة اليمنية “تنفيذ 3 عمليات عسكرية على مواقع إسرائيلية، بالتزامن مع غارات إسرائيل على صنعاء والحديدة”.
وكانت جماعة “أنصار الله”، قد أعلنت في العاشر من أكتوبر 2023، أنها ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و”خيارات عسكرية أخرى” إسنادًا للفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، حال تدخل الولايات المتحدة عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
وفي المقابل، شنّت إسرائيل عدة غارات على أهداف في اليمن، بما في ذلك الموانئ والمنشآت الطاقة في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
وقبل أيام، قتل 9 أشخاص وأصيب آخرون جراء غارات إسرائيلية على محطات توليد الطاقة في صنعاء وموانئ بحرية في الحديدة.
وتسيطر جماعة “أنصار الله”، منذ سبتمبر على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.