سودانايل:
2024-09-21@10:37:38 GMT

على حافة الإنهيار

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

بنات وأبناء الشعب يدركون اصرار قيادات الحرب على التوغل في هذه المحرقة الجماعية اشباعاً لنهمهم في السلطة والثروة فقط.هذه قناعة جماهيرية راسخة تبدد كل مزاعم القيادات بالقتال لصالح الشعب و اصلاح الدولة . لدى غالبية الشعب كذلك إيمانٌ ثابتٌ بأنّ أقطاب الحرب وصلوا إلى حافة اللاعودة.إذ يتشبسون مصيرا حتميا ؛إما النصر أو الانتحار.

فلاسبيل لمغادرة أيٍ منهما المأزق الراهن إلا بتدمير الآخر أو فناء الذات.الخسرانُ الفادح سيّدُ الأفق. كلاهما يرفضان التفاوضَ باعتباره مساومةً تنتهي بفقدان غنيمة السلطة والثروة. لهذا لا يفكرُ الطرفان في شقاء الشعب بل لا يترددان في سوقه قسراً إلى مغامرة انتحارٍ جماعي . هذا نهج يخلو تماما من المسؤوليةالوطنية في حدها الأدنى. بل هو انتهاكٌ لمبدأ إلتزام رؤساء الدول والحكومات في القمة العالمية 2005 بحماية الشعوب من الإبادة الجماعية وحروبِ التطهير العرقي و الحروبِ المضادة للإنسانية.
*****

واقعُنا الباعث على الحزن والقلق يشخّص أسوأ حالات الإنتهاك للقانون الانساني وأحطَّ أشكاله.فالصراعُ المسلّح المدمّر قوامهُ القواتُ المسلحة وميليشياتُها المخلّقةُ من أجل قمع حركة الجماهير .فالدولة الفاشلة لم تخفقْ فقط في حماية مواطنيها أوجلب مرتكبي الجرائم الوحشية للمحاسبة والمعاقبة . بل هي المسؤولة عن أعمال العنف الفظيعة -بل المشاركة- ضد القانون الانساني الدولي وحقوق الانسان وتدمير المؤسسات المدنية مثل المستشفيات ، الجامعات والمدارس بالإضافة إلى إعاقة وصول الإغاثة إلى المعذبين في أتون الحرب . فالدولة هي مُخلّقة الميليشيا ،حاضنتها ومربيتها . رغم هذه الحقيقة الدامغة لم يجروء أيُ مسؤولٍ على الاعتراف بها علناً و الاعتذار عنها ،دع عنك انتقاد التورط في تنشئتها.
*****

عوضا عن مكاشفة الشعب بتداعيات تلك الخطيئة يعمد قادة الجيش في محاولات بائسة -تراوح بين الاسفاف والاذلال- للاستقواء بالخارج ضد الميليشيات نفسهاصنيعة أيديهم. العديد من الهيئات التابعة للأمم المتحدة والمنطمات غير الحكومية ظلت منشغلة في حوارات غير رسمية في جنيف كما في نيو يورك على هامش الجمعية العامة للمنظمة الأممية وبعيدا عنها منذ ذلك التاريخ بمبدأ حماية السكان. لكن الفجوة لا تزال شاسعة وعميقة بين المأمول والممارس.هروب قادة الجيش إلى الخارج لم تحقيق تقدما أو مكسبا لصالح الشعب على الجبهة الداخلية أو الصعيد الخارجي.
*****

مثلُ غالبية الدول المتورطة -كحالتنا- في مستنقع عجز الدولة أو انخراطها في جرائم العنف ضد الشعب ترفض ادارتنا -شبه الحكومة-الاعتراف بارتكاب أخطاء فاضحة من أجل تأمين شعوبها ضد جرائم الحروب متباينة الأشكال عبر إجراءات وقائية . بالطبع هي تتبرأ من الإنزلاق إلى المستنقع عبر تبرير فعائلها باستخدام حقها في حماية مواطنيها. حتى في حالة صدقية هذا الزعم الباطل فالثابت في السياسة كما في الطب (الوقاية خير من العلاج). غالباً ما يكون الخيار المفضل للتبرير - مثلما هي حالتنا- اللجوء إلى مواجهة النار بالنار .بما أن (لكل فعل رد فعل مضاد )في علم السياسة كما في قوانين الفيزياء يتسع مستنقع العنف وتستفحل عذابات الشعب. جذرُ الأزمة يكمنُ في طول أمد إدارة الدولة بمنهج ارتجالي خارجَ علم السياسة وفنونها.اذ الإرتجال هو الطابع الغالب في حروب كما في سياساتها . هل فرض نظام الإنقاذ موسما زاهرا للسلام أو نعِمَ الشعبُ معه بفيء السلم ؟ذلك هو السؤل!
*****

فبينما ترتفع الأصوات المساندة للحرب الراجفةُ بالفشل محملةً أطرافاً خارجيةً مسؤوليةَ اضرام نار الحرب وإذكائها فإنها ترفض أي مبادرات خارجيةٍ من شأنها إخمادُ النار. الحالتان يشكلان وفق منطق شبه الدولة الفاشلة تدخلا خارجيا ينتهك السيادةَ الوطنية.مع أنه في الحالة الأولى - وفق توصيفها - تدخلٌ خبيث لم يتم باستئذان الدولة بينما في الثانية -حسب التوصيف المنطقي- تدخل حميد بعلمها يستهدف اجتثاث الخبيث لصالح الشعب والدولة! المسرح الدولي يقدم عروضا مفتوحة في شأن نجاح العمل الدولي المنسّق في حماية الشعوب و مؤسساتها الاقتصادية والخدمية وتأمين مساراتها الديمقراطية دون إملاءاتٍ أو شروط.لكن قيادت (شبه الدولة) لدينا لا تريد هذا التحولَ ،بل تتهيّبُ مقدماته .
*****

قطبا الاقتتال يراهنان على كسب الحرب عبر إطالة أمدها متجاهليْن مليّاً مأساة أجيال يتبعثر مستقبلها.كلاهما يدركان عدم قدرتهما على تحقيق تفوق عسكري يمكّن احدهما من انجاز نصر حاسم. لذلك غاية تكتيكاتهما تستهدف عدم السقوط تحت خط مرحلة التوازن. هذه التكتيكات يغلب عليها تأمينُ مخزونِ ترسانةٍ حربية ،نشرُ جنودٍ على على رقعة جغرافية واسعة والاستنادُ إلى ظهيرٍ خارجي ذي قدرة عسكرية أو نفوذ سياسي أو ربما الإثنتين معاً.هكذا ظلت المعارك تراوح بين قوى متكافئة في الضعف العسكري والسياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي. كلاهما يتسلحان ب(وهم القوة)وهما معاً(على حافة الإنهيار). بل الوطن بأسره . الانتصارُ في الحرب لا يتحقق بعدد ما يتم نشرُه من الجنود أو تكبيد الطرف الآخر من الضحايا أو بمخزون حجم الاسلحة ونوعيتها بل بما يتم انجازُه على الأرض من مكاسبٍ لصالح الشعب والدولة.

*****

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لصالح الشعب کما فی

إقرأ أيضاً:

ابراهيم جابر ل(المحرر): لا نخاف الضغوط الدولية ولكن نخشى الشعب السوداني

حوار حصري مع عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر
حوار: أميرة الجعلي
أجرت (المحرر) مقابلة شاملة مع عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر الذي تحدث عن الراهن السياسي والاقتصادي وعدد من الملفات المهمة.

وقال جابر إن تأسيس الجيش الواحد يمضي بخطى ثابته ، وأكد جميع القوات التي اتت مع توقيع اتفاق سلام جوبا تأتمر بأمر القائد العام للجيش وكثير منها اكمل اندماجه في القوات المسلحة، فإلى مضابط الحوار:

ظل المواطن السوداني يعاني من ويلات الحرب وينتظر لحظة الانتصار، حيث صرخت امرأة القرير وقالت (يا برهان تعبنا من الحرب) هل لديكم ما تزفونه للشعب السوداني بشان الانتصار في معركة الكرامة؟

الانتصار القائم والشاهد الان في هذا المثال هو ان الدولة ما زالت باقية بقيمها كافة بما في ذلك ان يكون لهذه المرأة ان تعبر عن رأيها بالطريقة التي تريد دون ان تخشى على نفسها ، ويكتمل الانتصار عندما تكون ذات القيم متوفرة لنساء الفاشر وسنار قريبا انشاء الله .

تلاحظ ان القوات المسلحة احرزت تقدم في عدد من الجبهات خاصة صد الهجوم على الفاشر لكن معركة تحرير المدن ماتزال تراوح مكانها خاصة الخرطوم ومدني وجنوب كردفان ودارفور ؟
لا احبذ كلمة تحرير ، اسمه تطهير من جيوب وتجمعات المتمردين في المدن وهو الوصف الوطني والعسكري المتبع والصحيح، لكن عموما تعمل القوات المسلحة وفق خطة متكاملة في مسرح عمليات شاسع الاركان وفيه مراعاة كبيرة لحياة وممتلكات المواطنين لأننا نعمل وفق قوانين الجيوش في الحرب ، ونحن راضين عن تنقيذ الخطة العامة وقريبا سيشهد الجميع الانتصار بوحدة الامة وسلامة المواطنين وتحقيق العدالة في كافة اراضي السودان .

رغم ضراوة الحرب الا انكم نجحتم في منع الانهيار الاقتصادي وتجنب الافلاس العام الى اي مدى سيصمد الاقتصاد السوداني وما هي ابرز الدول الداعمة لكم ؟

الاقتصاد السوداني يتعافى من الصدمة التي اوقعتها الحرب في قطاعات انتاجية مختلفة مثلا لزراعة والتعدين والقطاع المصرفي تعافى تماما ونعمل على تطوير القطاعات الخدمية والصناعية وغيرها، لكننا بالتأكيد لا ننسى وقفة الاشقاء في السعودية ومصر وقطر والصين وقبلهم رجال الاعمال الوطنيين.

بشرت الشعب السوداني بإنتاج زراعي وفير بينما تعاني عدد من الولايات من شح المواد وغلاء الاسعار كيف سيتم السيطرة على الأسواق ؟

هناك غلاء مرتبط بتوقف الانتاج المحلي واصبحنا نستورد معظم حاجياتنا وهناك غلاء متعلق بالندرة نسبة لان مدن كبيرة محاصرة مثل الفاشر وغرب كردفان ومدني لكننا نعمل توفير الحاجيات الاساسية لتقليل حجم الضغط على المواطنين.

البعض يقول ان ترددكم في اعلان حكومة مدنية منذ قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر ٢٠٢٢ ساهمت في تعقيد الوضع حتى اندلاع الحرب؟

الحكومة موجودة وهي مدنية بالكامل ،صحيح انها مكلفة لكنها حكومة السودان حاليا ، اذا كنتي تفصدين تعيين رئيس وزراء واعادة تكليف او تكليف وزراء هذا سيحدث قريبا بعد استيفاء بعض العوامل لذاتها .

هل ما زلتم تخشون الضغوط الخارجية في تشكيل الحكومة المدنية التي كثرت الوعود بتشكيها وهل نتوقع ان تعلن قريبا ومتى؟
نحن نخشى الشعب السوداني ونخشى عليه ايضا من الانقسامات التي يمكن ان يحدثها هذا الامر

، لأنه متى ما كان موحدا ستكون الحكومة قوية به ويخشاها الجميع بما في ذلك الخارج .
يتهمكم البعض بالقول ان سيطرتكم على السلطة المطلقة دون مرجعيات في الحكم هو سبب ترددكم بعدم تعيين رئيس وزراء يختص بالسلطات التنفيذية والسياسية هل هذا الاتهام صحيح؟

غير صحيح ، نحن لا نريد السلطة لكن نريد ان نكسب الحرب لصالح الشعب ، وهذين امرين المساومة بينهما معدومة والموازنة بينهما هو ما نفعله الان لنوفر الظروف الموضوعية بتحقيق الانتصار والاستقرار ليختار الشعب حكومته ورئيس وزرائه عبر الانتخابات لأنه المرجعية الاولى والاخيرة هي الشعب .

لماذا ترفض الحكومة مزاعم الامم المتحدة بوجود مجاعة في بعض اجزاء السودان وهل تعتقد انها مزاعم سياسية ؟

لأنه ليس هناك مجاعة ، هناك تجويع ممنهج يقوم به التمرد في انحاء واسعة من السودان ومتى ما خرج من المناطق المأهولة بالسكان ستنتهي المجاعة ومنظمة الفاو تعرف حجم انتاج الزراعة في السودان العام الماضي وهذا العام الانتاج سيكون فوق توقعات الجميع .
هل ندمتم على فتح معبر ادري اذ يتهم الجيش مؤخرا استغلال المعبر لإدخال المساعدات العسكرية للتمرد وهل ستتخذون خطوه اتجاهه ؟

نحن دولة وجيش مسؤول عن اي مواطن سوداني والمنظمات ستعرف الفرق بين الجيش والمليشيا ونحن موجودين وكل من يسئ او يهرب ستدور الدائرة عليه بأسرع مما يتصورون.
اشتدت الحملة الدبلوماسية علي الامارات في مجلس الامن والامم المتحدة وهناك ضغوط دولية آخرها الغاء حفل مغني الراب الشهير في دبي هل ستستمر المواجهة الدبلوماسية على الامارات، وهل هناك اي تطورات بعد محادثة بن زايد والبرهان ؟

هناك خطا وقع على الشعب السوداني ما في ذلك شك لكن استرداد او معالجة هذا ليس مكانها الاعلام بالتأكيد .

ما هي اخر معلوماتكم عن تدفق السلاح الاماراتي وهل صارت الكنغو ويوغندا وجنوب السودان ضمن حزام الامداد للتمرد؟

هناك تقارير كثيرة تتحدث عن خط لتسليح التمرد يمر عبر ليبيا واخر عبر افريقيا الوسطى وهذا يشمل تهريب الذهب ايضا عبر منطقة سنقو ونحن قادرون على التعامل مع تدفق الاسلحة ان كان عبر القوات العسكرية او عبر التواصل المستمر والمباشر مع الدول المعنية لوقف تدفق الاسلحة.

بحكم رئاستكم للجنة التعاون مع الامم المتحدة كيف ستتعاملون مع توصيات لجنة تقصي الحقائق في مجلس حقوق الانسان ؟

سنعمل على استنهاض القوى المجتمعية السودانية واصدقاء السودان في المحافل الاقليمية والدولية والعمل جار على مستويات عدة ان كان في مجلس حقوق الانسان او في الامم المتحدة والدبلوماسية السودانية لديها الخبرة والتجارب الكافية للتعامل مع مثل هذه التقارير غير الواقعية والمسيسة وحتما سيكون النصر حليف السودان لان الحق والحقيقة معنا .
الولايات المتحدة تعد لجولة جديدة للتفاوض غير المباشر هل ستشاركون في الجولات القادمة ؟
نرحب باي حوار يقود لتنفيذ مقررات جدة ان كان في ما يتعلق خروج التمرد من المناطق الحضرية والمأهولة بالسكان والمرافق العامة وبيوت المواطنين.

تأخرت اجراءات تطوير العلاقة مع روسيا الى علاقة استراتيجية هل هذا خوف من الضغوط الغربية ام لديكم حساباتكم الخاصة في هذا الامر؟

هناك موازنات وترجيحات نعمل عليها لتحقيق المصلحة العليا لشعب السودان والتي متى ما تحققت لن نتردد لحظة اذا كان ذلك يتعلق بروسيا التي هي صديق قديم او اي من دول العالم شرقا او غربا اذا ما احترمت سيادة السودان ستجد انها مرحب بها .
تطورات الحرب في اثيوبيا وصلت حدود السودان هل لديكم اي جهود وساطة لاستقرار الاوضاع كما فعلت اثيوبيا مع السودان؟
اثيوبيا دولة جارة مهمة ونحن نثمن زيارة رئيس الوزراء ابي احمد والتواصل بيننا مستمر لتامين الحدود وسلامة شعبي البلدين ومتى ما طلبنا الحكومة او الشعب الاثيوبي سيجدوننا لأننا أيضا نعاني من تمرد غير مسبوق.

هل أنت مطمئن لمستقبل السودان وما هي خططكم المستقبلية لتأسيس جيش وطني واحد وبناء نظام حكم يحفظ السلام والاستقرار للأجيال القادمة؟

تأسيس الجيش الواحد يمضي بخطى ثابته الان جميع القوات التي اتت مع توقيع اتفاق سلام جوبا تأتمر بأمر القائد العام للجيش وكثير منها اكمل اندماجه في القوات المسلحة والحرب رغم انها بشعة في انتهاكاتها لكنها ايضا ساعدت على تطوير المعدات وكشف الثغرات الامنية
والاستر اتيجية من خلال الدروس المستفادة من الحرب الذي سيكون له اثر كبير في حفظ الامن للأجيال القادمة.

سؤال اخير هل تخشي من حكم التاريخ عليكم؟
نحن نخشى الله كثيرا ثم الشعب السوداني ونريد ان يكون مستقبله مطمئن وتاريخه مشرف مثل ما كان وسيظل ابد الدهر انشاء الله.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اعتصام أمام مبنى بلدية نيويورك تنديدًا باستمرار الحرب على غزة
  • ناشطون يعتصمون أمام مبنى بلدية نيويورك تنديدا باستمرار الحرب على غزة
  • حوار على حافة قبر الإمام أحمد
  • سياسة حافة الهاوية.. ما ملامح "المرحلة الجديدة" من الحرب في لبنان؟
  • ابراهيم جابر ل(المحرر): لا نخاف الضغوط الدولية ولكن نخشى الشعب السوداني
  • أقوى تصريحات للعميد طارق صالح عن الدولة اليمنية ووحدة الشعب بعد لقاءه عيدروس الزبيدي
  • حزب المصريين: بناء الإنسان يعزز من حماية الأمن القومي للبلاد
  • وزير خارجية الأردن يجيب على سؤال إلغاء وادي عربة
  • شقير: حماية الشعب اللبناني تبدأ قبل كل شيء بإنتخاب رئيس للجمهورية