الكشف عن زوايا مظلمة في سلاسل توريد أجهزة حزب الله للاتصالات
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
عواصم - رويترز
أثار اختراق أجهزة الاتصالات اللاسلكية، التي تحمل علامة تجارية لشركة آسيوية ويستخدمها عناصر من حزب الله، بحثا مكثفا عن مسار هذه الأجهزة، مما كشف عن سوق غامضة لأجهزة بتقنيات قديمة قد لا يحصل فيها المشترون على ضمانات تذكر على ما يشترونه.
فقد قال محللون ومستشارون إنه رغم إدارة سلاسل التوريد وقنوات التوزيع للمنتجات الجديدة الأكثر تطورا بشكل محكم، فالأمر ليس كذلك بالنسبة للأجهزة الإلكترونية القديمة الواردة من آسيا لأن التقليد والمخزونات الفائضة والطبيعة المعقدة لصفقات التعاقد على التصنيع تجعل تحديد مصدر المنتج مستحيلا في بعض الأحيان.
وسلطت ردود فعل الشركات التي ارتبطت أسماؤها بالأجهزة المفخخة، التي قتلت 37 شخصا وأصابت نحو ثلاثة آلاف آخرين في لبنان الأسبوع الماضي، الضوء على صعوبة تحديد طريقة وتوقيت تحويلها إلى أسلحة.
وألقت شركة جولد أبوللو، التي مقرها تايوان، المسؤولية على شركة في أوروبا تحمل ترخيص استخدام علامتها التجارية، مما دفع المجر وبلغاريا والنرويج ورومانيا إلى إجراء تحقيقات لمعرفة مناشئ هذه الأجهزة.
وقالت شركة آيكوم اليابانية في بادئ الأمر إنها لا تستطيع تحديد ما إذا كانت أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تحمل اسمها أصلية لأن السوق مليئة بالمنتجات المقلدة. لكنها أصدرت بيانا أمس الجمعة قالت فيه إنه من المرجح بشكل كبير ألا تكون الأجهزة اللاسلكية التي انفجرت في لبنان من منتجاتها.
ونقل موقع آيكوم عن وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم قوله إن الأجهزة لم يتم استيرادها من خلال موزع وإن المنتجات المقلدة التي تحمل رقم الطراز نفسه يتم استيرادها من دول أخرى.
وقالت الشركة اليابانية إن فحص الأجهزة التي انفجرت سيكون ضروريا للتأكد من أنها ليست من إنتاجها، ولكن "في ضوء المعلومات المتعددة التي تم الكشف عنها، فإن الاحتمالات ضئيلة للغاية في أن تكون تلك الأجهزة من إنتاجنا".
وقال الخبير والاستشاري في مجال التكنولوجيا المقيم في الصين ديفيد فينشر "إذا تم اختراق سلسلة التوريد لوضع متفجرات داخل الأجهزة... فهذا تخطيط مذهل. غير أن اختراق سلسلة التوريد الحالية ليس صعبا، وهو ربما أسهل ما في الأمر".
وأضاف أن المنتجات المقلدة منتشرة بشكل كبير وخاصة في مراكز التصنيع الكبرى مثل الصين، حيث يمكن إنتاج مكونات مقلدة بسهولة، مضيفا أن الانتقال من المكونات المقلدة إلى اختراق سلاسل التوريد سهل.
وتابع "باعتباري متخصصا في مجال التكنولوجيا، أستطيع أن أقول إن وضع متفجرات بكميات قليلة في أجهزة اتصالات لاسلكية ليس صعبا".
وقال مصدر أمني إن حزب الله حصل على الأجهزة قبل نحو خمسة أشهر وإنه كان يعتقد أنه اشتراها من شركة جولد أبوللو.
وأظهرت صور لجهاز بعدما انفجر أن الأجهزة المحمولة كانت عليها ملصقات مدون عليها اسم شركة آيكوم وعبارة "صنع في اليابان".
واستبعدت الشركتان احتمال تصنيع أي من المكونات القاتلة في مصانع أي منهما على أراضي البلدين.
وقال وزير الاقتصاد التايواني كيو جيه-هوي إن مكونات الأجهزة التي انفجرت في لبنان لم تُصنع في تايوان.
وحسبما جاء في رسالة من بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي، خلص تحقيق أولي أجرته السلطات اللبنانية بشأن الأجهزة إلى أن المتفجرات زُرعت فيها قبل وصولها إلى البلاد.
* منتجات مقلدة
لكن في الوقت الحالي، ليست هناك معلومات أكيدة بخلاف ذلك. فليس من الواضح كيف أو متى جرى تفخيخ أجهزة البيجر والوكي توكي ليصبح من الممكن تفجيرها عن بعد.
وقال جو سايمون الشريك في شركة خدمات الملكية الفكرية الصينية إيست آي.بي إن جزءا من المشكلة هو أن العلامات التجارية الأصغر حجما تميل إلى عدم الاستثمار بشكل كبير في مراقبة المنتجات المقلدة، ويرجع ذلك لأسباب منها التكاليف التي قد تؤثر على ربحيتها.
وأضاف "السلطات لا تمانع التعامل مع المنتجات المقلدة منخفضة التقنية، لكن أصحاب الملكية الفكرية بحاجة إلى المراقبة والتحقيق وتقديم الشكاوى، وهذا لا يحدث دائما بقدر ما قد يحدث مع العلامات التجارية عالية التقنية والأكبر حجما".
بالنسبة لشركة آيكوم، فإنها تقول إن إحدى المشكلات هي أنها توقفت عن تصنيع الطراز آي.سي-في82 الذي يدور حوله النقاش منذ نحو 10 سنوات، وهو الوقت الذي بدأت فيه وضع ملصقات مجسمة للحماية من تقليد المنتجات.
وحذرت الشركة مرارا من المنتجات المقلدة، وخاصة من طرازاتها القديمة.
ووفقا لأحدث تقرير متاح من مكتب براءات الاختراع الياباني، أبلغت أكثر من سبعة بالمئة من الشركات في اليابان عن خسائر تجارية بسبب تقليد المنتجات في 2020، مع ارتباط نحو ثلث الحالات بالصين.
وحثت شركة آيكوم العملاء على استخدام شبكة الموزعين المعتمدين فقط للتأكد من أنهم يشترون منتجات أصلية.
لكن في الصين، خلص بحث أجرته رويترز إلى أن العشرات من المتاجر تبيع أجهزة اتصال لاسلكية تحمل علامة آيكوم التجارية على منصات تجارة إلكترونية مثل علي بابا وتاوباو وجيه.دي وبيندودو، ومن ضمنهم طراز آي.سي-في82.
ومن بين ثلاثة بائعين مقرهم الصين لمنتجات تحمل علامة آيكوم على علي بابا، لم يتم إدراج أي منهم موردين رسميين على موقع آيكوم على الإنترنت، قالت شركتا قوانغتشو ميتكسينج كوميونيكيشنز إكويبمينت وشيندونج بينجشن تكنولوجي إنهما تبيعان منتجات أصلية، بينما أقرت شركة قوانغتشو يشين تريدينج كو ببيع "منتجات مقلدةصينية الصنع" بالإضافة إلى المنتجات الأصلية.
وتقول آيكوم إنها تصنع جميع منتجاتها في مصانعها باليابان. ولم ترد بعد على طلب للتعليق على المنتجات التي تحمل علامة آيكوم التجارية والتي تباع في المواقع الصينية عبر الإنترنت.
وأظهر فحص أجرته رويترز أن الطراز آي.سي-في82 الذي توقف إنتاجه يباع أيضا في فيتنام على منصة التجارة الإلكترونية شوبي، مما يشير إلى توفر هذه المنتجات على نطاق واسع.
وبالنسبة لشركة جولد أبوللو، التي رخصت علامتها التجارية لشركة بي.إيه.سي ومقرها بودابست، فقد تحولت سلسلة التوريد إلى مسار إنتاج غامض تحاول السلطات في دول مختلفة الآن التعرف عليه.
وقال ديجانتا داس من مركز أدفانست لايف سايكل إنجنيرينج التابع لجامعة ميريلاند والذي يدرس الإلكترونيات المقلدة "التوفر واسع النطاق لمعدات التصنيع الرخيصة المستعملة يعني تزايد قدرة منتجي السلع المقلدة على فعل ما هو أكثر من مجرد إنتاج أحد المكونات، بل وربما تصنيع منتجات كاملة".
وأضاف "لن أسمي ذلك تقليدا بعد الآن، إنه أشبه بالتصنيع غير القانوني".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: المنتجات المقلدة تحمل علامة شرکة آیکوم التی تحمل
إقرأ أيضاً:
خلال زيارته طنطا.. وزير التموين يتفقد مخبز شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا
تفقد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، اليوم، مخبز شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا بمدينة طنطا. تأتي هذه الزيارة في إطار متابعة جهود الوزارة والمحافظة لتوفير الخبز بجودة عالية وبكميات تلبي احتياجات المواطنين، الدكتور محمود عيسى نائب المحافظ.
يقع المخبز بشارع الجلاء بطنطا، وقد تم إنشاؤه عام 1984، حيث ينتج يوميًا 2120 رغيفًا، ويخدم عددًا كبيرًا من المواطنين في منطقة الجلاء ومنطقة القرشي وغيرها ويضم المخبز معدات حديثة تضمن جودة الإنتاج وتواكب تطلعات الوزارة في تقديم خدمة متميزة للمستهلك.
كما تفقد الوزير والمحافظ معرض منتجات مخبز شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا، والذي عرض مجموعة متنوعة من المنتجات المتميزة التي تلبي احتياجات المواطنين بجودة عالية. شملت المنتجات الدقيق البلدي استخراج 87.5%، والدقيق الفاخر استخراج 72%، والنخالة الخشنة، بالإضافة إلى المكرونة بأنواعها القصيرة والطويلة، والدقيق المعبأ بأوزان مختلفة.
كما ضم المعرض تشكيلة واسعة من المخبوزات، منها الخبز البلدي الآلي، والخبز الفينو، وأنواع مختلفة من المخبوزات مثل النواشف (الكعك والبسكويت)، والحلويات الشرقية والغربية، وحلوى المولد النبوي، والجاتوهات والتورتات والفطائر. واشتمل المعرض أيضًا على منتجات مصنعات الورش، مما يعكس تنوع وقدرة الشركة الإنتاجية.
وأشاد الوزير والمحافظ بجودة المنتجات وتنوعها، مشيرين إلى أن مخبز شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا يعد نموذجًا متميزًا لتقديم منتجات عالية الجودة تلبي احتياجات المواطنين بأسعار تنافسية. وأثنى المسؤولون على جهود العاملين في تطوير المنتجات وتحقيق التميز في عمليات الإنتاج والتعبئة، مؤكدين أهمية استمرار الابتكار والتوسع في المنتجات بما يخدم الأسواق المحلية ويعزز فرص التصدير.
وأكد الدكتور شريف فاروق أن المعرض يعكس قدرة الشركة على تلبية احتياجات السوق مع الالتزام بأعلى معايير الجودة. فيما أشاد اللواء أشرف الجندي بدور المخبز في تعزيز الأمن الغذائي بالمحافظة وتوفير منتجات تناسب مختلف الفئات، معبّرًا عن فخره بالشركات الوطنية التي تسهم في دعم الاقتصاد المحلي.
وأكد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، أن التعاون المستمر بين المحافظة ووزارة التموين يهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مشيرًا إلى أن المخبز يعد نموذجًا يُحتذى به في كفاءة الإنتاج وضمان جودة الخبز.
وأوضح الدكتور شريف فاروق أن الوزارة حريصة على تعزيز قدرات المخابز الحكومية بما يضمن توفير رغيف الخبز المدعم بجودة عالية، مؤكدًا أن مثل هذه الجولات الميدانية تأتي لضمان تحقيق أعلى مستويات الأداء في خدمة المواطن.