رحيل الكاتب الصحفي الفاتح جبرا
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
فجعت الأوساط الصحفية، فجر اليوم السبت، بوفاة الكاتب الصحفي بصحيفة الجريدة، الفاتح جبرا، عن عمر ناهز 69عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض القلب الذي فقد نبضه فجأة في الساعات المبكرة من صباح اليوم السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤م، وفق أقاربه بجمهورية مصر العربية.
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) ، صدق الله العظيم
رحيل الكاتب الصحفي الفاتح جبرا
فجعت الأوساط الصحفية، فجر اليوم السبت، بوفاة الكاتب الصحفي بصحيفة الجريدة، الفاتح جبرا، عن عمر ناهز 69عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض القلب الذي فقد نبضه فجأة في الساعات المبكرة من صباح اليوم السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤م، وفق أقاربه بجمهورية مصر العربية.
ويعتبر الفقيد، الأستاذ الفاتح عبدالله يوسف الشهير ب(الفاتح جبرا) أحد ألمع كتاب أعمدة الرأي المصادمين، الذي عرف بحسه الوطني الغيور، وتناوله القضايا الوطنية المهمة، وظل يكتب ويحقق في قضايا الفساد أبرزها قضية (خط هيثرو) التابع للخطوط الجوية السودانية والذي تم بيعه بصفقة مشبوهة، وظل يكتب عن ملابساته لسنوات، كما درج أن يختتم أعمدته بالسؤال عن ملف القضية (أخبار خط هثرو شنو؟) كثيمة ثابتة في خاتمة زاويته المعنونة بساخر سبيل على أخيرة
صحيفة الجريدة
كسرة قديمة ثابتة:
أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟
(لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
وكان جبرا يتلقى العلاج مستشفيا من مرض القلب في احدى مشافي العاصمة المصرية القاهرة قبل أن يغادرها للمنزل في الأيام الماضية.
ويعتبر الراحل أحد الكتاب السودانيين المميزين في فنون كتابة العمود الصحفي باسلوبه الساخر المحبب للقراء، وله أراء وكتابات جريئة، وواستطاع الفقيد تفجير عدد من القضايا الشائكة والمهمة خاصة طوال سنوات الإنقاذ التي فرضت قيودا رقابية قاسية على الصحفيين والكتاب والمؤسسات الإعلامية بالاعتقال والتعذيب ومصادرة الصحف بعد الطبع.
ويعد الفقيد، الذي عرفت عنه مهنيته العالية وأخلاقه الحميدة، من الأقلام الصحفية الجريئة، ومن الكتاب المناضلين في طريق الحق والقضايا الوطنية، حيث عمل خلال تاريخه المهني الحافل في مجال الصحافة كاتبا في صحيفة (الخرطوم) 1996-2006م، وكان يكتب بها مقالاً أسبوعياً بعنوان (مساحة حرة) أيام صدورها في (القاهرة).
وبعد أن عاودت الصدور من الداخل (الخرطوم) كان يكتب مقالاً أسبوعياً بعنوان (شبابيك) كل يوم (إثنين).
عمل بصحيفة الرأي العام وصحيفة (السودانى 2005-2007)، ثم بعدها التحق بكوكبة جريدة الجريدة وأصبح يكتب بها عمود ساخر سبيل، ثم تحول منها لصفحة إلكترونية مزاولا بها الكتابة إلى حين وفاته.
القاهرة: محمد آدم بركة
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الکاتب الصحفی الیوم السبت
إقرأ أيضاً:
اليوم نرفع راية استقلالنا (1)
تعود ذكری الاستقلال من داخل البرلمان، وبلادنا تخوض حرب الكرامة لكن ذلك لا يمنعنا من الذكری فالذكری تنفع المٶمنين.
يحُقّ لأهل السودان أن يَتَباهوا علی ساٸر أهل أفريقيا طُرَّاً، وعلی كثيرٍ من أهل الدول العربية، بأنهم قد عرفوا سُبُل الحضارة قبلهم، وخَبِروا أساليب الحكم قديمها وحديثها، منذ عهودٍ موغلة فی القِدَم، بل منذ نشأة البشرية علی كوكب الأرض!!
وقد أثبت علماء التاريخ والآثار ذلك فی دراسات كثيرة، تنوء بها أرفف المكتبات القديمة، وتتداولها وساٸط الإعلام الحديثة، ويحتفي بها أُولو العزم من الدارسين، وقد ينكرها بعض المتعصبين من أصحاب الغرض، والغرض مرض !!
وقد يقول قاٸل (هب إن إنسان السودان كان أقدم البشر، وكان هو الإنسان الأول، وأن الجميع جاءوا من نسلهم – من لدن أبينا آدم عليه السلام وحتی يرث الله الأرض ومن عليها- !! فأين هو السودان، وإنسان السودان، وحكومات السودان من ذلك؟؟؟)
– منذ أن نال السودان استقلاله من دولتي الحكم (الثناٸی) -إنجلترا/مصر- فی الأول من يناير عام 1956م ، جَرَّب (ثلاثة) أنواع من الحكومات، فصلت بينها (ثلاث) ثورات شعبية وتخللتها (ثلاث) فترات إنتقالية۔
حكومة حزبية منتخبة۔حكومة يأتی بها إنقلاب عسكری ۔حكومة إنتقالية۔
ويمكن الحديث شيٸاً ما ولو شكلياً، عن نظام (حكم ملكي) فُرِضَ علی السودان الذي كانت تستعمره انجلترا (الملكية)، بالٕاشتراك مع مصر (الملكية) أيضاً، يديره حاكم عام إنجليزي تختاره (ملكة) إنجلترا ويُصدر (الخديوی) فی مصر فرماناً بتعيينه، وفي خِضَم التنازُع بين دولتي (الحكم الثناٸی)، نُودي ب (الملك فاروق ملكاً علی مصر والسودان) مع كون مصر نفسها كانت مستعمرة بريطانية حينذاك !!
تسلمت أول حكومة وطنية مقاليد الحكم من الإستعمار ، وكانت حكومة حزبية منتخبة برٸاسة السيد الأستاذ إسماعيل الأزهری، بعدما ذاب مٶتمر الخريجين – طليعة الوطنيين المنادين بإستقلال السودان – فی الحزبين الكبيرين، أو فی الطاٸفتين الكبيرتين علی وجه الدِّقة، فمٶتمر الخريجين الذی أنشِٸَ علی غرار حزب المٶتمر الهندی- القاٸم إلی يوم الناس هذا – وجد نفسه أمام (إنتخابات عامَّة) تتطلب ميزانيات ضخمة، ومعينات كثيرة، وتجربة جديدة كليَّاً، لا قِبَل له بها، خاصة بعد المعركة الإنتخابية عام 1943م لاختيار الهيٸة الستينية للمٶتمر والتی أدت لانقسام حاد، بين مجموعتين الأولی بزعامة الأزهري يساندهم الأبروفيون، والثانية مجموعة الشوقيين بزعامة محمد علی شوقي ومجموعة من أبناء الأنصار يساندهم بطبيعة الحال السيد عبد الرحمن المهدی، ووسط جماهير تدين بالولاء للسيدين الكبيرين، السيد (السير) علي الميرغنی زعيم طاٸفة الختمية، وسليل العترة النبوية !! والسيد عبد الرحمن المهدی زعيم طاٸفة الأنصار، ونجل السيد الإمام محمد أحمد المهدی مُفجر الثورة المهدية، الذی خاض غمار حرب ضروس ضد المستعمر وحرر البلاد من ربقة الإستعمار بحد السيف (حرفياً) بمساندة واسعة من جماهير الشعب السوداني الذی بذل الغالي والنفيس في سبيل نيله حريته. فقد كان من المحتم علی عضوية مٶتمر الخريجين أن ينضووا تحت عباءة أحد السيدين ربما تُقيةً، لكنه ليس عن قناعة حتماً، وعندها تفرق مٶتمر الخريجين أيدي سبأ، وحُرم السودان من تجربة حديثة لبناء دولة ديمقراطية حديثة، ونالت البلاد إستقلالها، بعد سودنة جميع الوظاٸف فی الدولة، وكانت السودنة هی الشرارة التي أطلقت التمرد فی جنوب السودان من عقاله، في اْغسطس 1955م، قُبيل إعلان الإستقلال إحتجاجاً علی إبدال الإنجليز الرحماء!! بالعرب القساة تجار الرقيق !! كما قالت بذلك الدعاية الإستعمارية (رمتني بداٸها وانْسَلَّتِ)، والذی أفضی في نهاية الأمر – بعد حرب أهلية هی الأطول فی القارة الأفريقية – إلی انفصال جنوب السودان بعد الإستفتاء الذی أقرته إتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) الموقع فی نيروبی يناير 2005م۔ وأدت ل(ثناٸية) جديدة !!
ونواصل إن أذِن الله لنا بالعودة.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.
-الخِزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء.
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب