أيلول أسود.. هذا ما كشفه خرق حزب الله!
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
"أيلول أسود" يعيشه "حزب الله" بكافة المقاييس، أمنياً وعسكرياً واستخباراتياً وذلك عقب الإستهدافات الاسرائيلية التي طالت أجهزة اتصاله وصولاً إلى عملية الاغتيال التي استهدفت كبار قادته المجتمعين في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى رأسهم الشهيد إبراهيم عقيل.
العملية التي استهدفت أبرز مسؤولي "حزب الله" يوم أمس "قاصمة للظهر" تماماً، فيما الأمر الذي يحتاج إلى إجابة حاسمة وشافية هو التالي: من هو الذي سرّب معلومة اجتماع "قادة الرضوان" في الضاحية للإسرائيليين؟ ألم يحن الوقت لاكتشاف شبكة العملاء التي ساهمت بتصفية كبار قادة "حزب الله" الواحد تلو الآخر؟
الصمود الذي يحاول الحزب تثبيته وترسيخه في وجه إسرائيل تقاطعه الأسئلة المطروحة، فالضغط بات كبيراً ضمن البيئة الحاضنة وتحديداً باتجاه الحصول على إجابات شافية عما يقوم به الحزب داخلياً لاكتشاف المتورطين بتسريب المعلومات عن قادته وتحركاتهم واجتماعاتهم وحتى عن الخطط العسكرية.
ما يظهر بعد الاستهدافات وتفجيرات أجهزة اللاسلكي أن "حزب الله" لم يستطع بتاتاً التغلب على التفوق الإستخباراتي الإسرائيلي، فالجولات التي خسرها صعبة جداً أمنياً وقيادياً، وما يبقى عليه الآن هو تكريس كافة جهوده لإعادة إحياء نفسه استخباراتياً، إلا أن المعضلة تكمن في أمر خطير وهو إن كان المتورطون بالتسريبات هم من أساس أمن "حزب الله" أو من العناصر الذين يعلمون تماماً بتحركات قادة الحزب أو على الأقل "وجوههم وخططهم".
عملياً، باتت كل سيناريوهات "الخرق" مطروحة، وما يضع "حزب الله" أمام حافة الإهتزاز هو عدم قدرته حتى الآن على ضبط الإنفلات الأمني داخله، ما يكشف عن ثغرات خطيرة لا يمكن الوقوف عندها بشكلٍ عادي، بل تستدعي "إعادة هيكلة جديدة".
هنا، تقول مصادر مطلعة على أجواء "حزب الله" لـ"لبنان24" إنَّ اغتيال عقيل يكشف عن ثغرة أمنية داخل بنيان الحزب باتت تطالُ "ثقة قادته ببعضهم البعض"، مشيرة إلى أن حديث نصرالله عن جعل الرد على تفجيرات أجهزة اللاسلكي ضمن أصغر دائرة، كان مؤشراً على أن هناك "أزمة ثقة" يعيشها حزب الله بشكل كبير، وهنا الأمر الخطير جداً.
بشكلٍ أو بآخر، ما يظهر هنا هو أن "حزب الله" يحتاج إلى رقابة داخلية فوق الرقابة المفروضة على قادته، ولكن.. من سيُمسك بزمام هذا الأمر؟ السؤال هذا بديهي لكنه في الوقت نفسه يُثير تساؤلات حول مدى "وفاء" تلك الجهة الرقابية. هنا، وبمجرد الحديث عن هذا الأمر، يظهر لنا بشكلٍ قاطع أن إسرائيل تحاول تفتيت "حزب الله" من الداخل عبر أمرين أساسيين: الأول وهو زرع الخوف والشكوك بين أفراد وقادة وعناصر "حزب الله" بسبب الخروقات التي حصلت، في حين أن الأمر الثاني يرتبط بزيادة حالة الإرباك ضمن القاعدة القيادية العليا للحزب، وبالتالي استهداف كبار قادة المجلس الجهادي أمثال عقيل والشهيد فؤاد شكر لجعل "العقول الرئيسية" غائبة تماماً عن أي مشهدية عسكرية قد تؤذي إسرائيل.
لهذا السبب وغيره، أصبح من اللازم تماماً على "حزب الله" إعادة تقييم وضعه بكافة المقاييس لسبب واحد وهو أن الإستمرار بهذه الوتيرة من الخرق ستعني انتقال الأمور إلى مرحلة أكثر تعقيداً، وبالتالي خسارة قادة كبار كانوا يخططون لاقتحام إسرائيل، الحلم الذي رسمه عقيل وحلم به نصرالله، لكنه لم يتحقق حتى الآن ولن يتحقق إن بقي الحزب أمام مرحلة خطيرة استخباراتياً.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يبقي موقفه ضبابياً من الاستحقاق الرئاسي
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": أيّ مرشح للرئاسة الأولى سيعطيه "حزب الله" أصواته المضمونة (14 صوتاً) في جلسة الانتخاب المقررة في التاسع من الشهر المقبل؟إثارة هذا السؤال لم تعد في الآونة الأخيرة ضرباً من السذاجة انطلاقاً من اعتبارات عدة أبرزها:
- أن المرشح الحصري المعروف للحزب منذ أن خلت سدة الرئاسة الأولى هو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية. وقد برزت بعد التطورات والتحولات الدراماتيكية الأخيرة في لبنان وسوريا مؤشرات توحي بأن الرجل صار عازماً على الانسحاب من السباق الرئاسي بعدما فقد قدرة وصوله المحتمل إلى قصر بعبدا.
- أن الحزب نفسه يعيش منذ أن وضعت المواجهات العسكرية في الجنوب أوزارها تحت وطأة إعادة النظر في كل ما حصل بعد نتائج كارثية – زلزالية نزلت به وببيئته الحاضنة، وبات لزاماً عليه أن يتواضع وأن تكون له سياسة جديدة في مقاربته للواقع اللبناني تعتمد على أن الظروف والمعطيات التي سمحت له قبل نحو ثمانية أعوام بإيصال مرشحه إلى سدة الرئاسة الأولى قد ولّت.
وبناءً على ذلك ومع يقين الحزب بأنه لم يعد بمقدوره فرض مشيئته في موضوع الرئاسة الأولى، فإنه حسب مصادر على صلة به يجد نفسه ملزماً بدخول المشهد الرئاسي من باب مختلف يكون فيه ملزماً بالاعتراف بأنه لم يعد يملك القدرة على فرض فيتو يؤجّل الانتخاب ويماطل إن لم يكن متأكداً من أن مرشحه هو المضمون.
من هنا اتبع الحزب وفق تلك المصادر نهجاً مرناً، فأخرج الموضوع من أولويات خطابه السياسي، مقدّماً عليه ملفات وقضايا أكثر إلحاحاً وضرورة عنده مثل إعادة إعمار ما هدمته الحرب، والحديث عن أنه ما زال قادراً على الاحتفاظ "ببندقية المقاومة" شمالي نهر الليطاني.
ومع ذلك لم يكن ممكناً عند الحزب أن يسقط هذا الاستحقاق من لائحة اهتماماته، فعكف على إدارة الموضوع بطريقة مختلفة على نحو أشعر المعنيين بالأمر بأنه أخرج نفسه من مربّع التعطيل، وأنه صار استطراداً مع انتخاب رئيس جديد يقيناً منه بأن هذا الأمر من شأنه أن يقدّم برهاناً على سعيه لمدّ جسور التصالح والثقة مع الوسط السياسي اللبناني.
وبالتوازي مع ذلك فتح الحزب أبواب التواصل مع كل المرشحين للرئاسة الأولى (باستثناء سمير جعجع) إما مباشرة أو بإبلاغهم أنه ليس ضدّ وصولهم إلى قصر بعبدا في يوم من الأيام.
وكل هذا مشروط بانسحاب فرنجية الطوعي من السباق الرئاسي، أما إذا ظلّ على ترشّحه فإن الحزب ماضٍ في الوقوف إلى جانبه ولو ظلّ وحيداً.
أما الأمر الثاني الذي يعلن الحزب التزامه به دوماً فهو أنه لن يذهب إلى جلسة الانتخاب من دون أن يكون اتفق مع الرئيس نبيه بري على مرشح بعينه بحيث تصبّ الأصوات الشيعية النيابية لمصلحة مرشح واحد، تتوفر فيه صفات المرشح التوافقي.
وثمة نواب من الكتلتين الشيعيتين يؤكدون أن اسم مثل هذا المرشح لم يتبلور بعد عندهما، فهما لم يحسما بعد مسالة الاقتراع للمرشح المرتفع الأسهم وهو العماد جوزف عون، على رغم معرفتهما بأن ثمة ضغوطاً كبرى داخلية وخارجية تسعى جاهدة لتكريس انطباع فحواه أن لا فرصة لسواه لبلوغ هذا المنصب.
ولم يعد خافياً أن الرئيس بري ما زال يبعث بإشارات ورسائل إلى من يعنيهم الأمر بأنه لم يعد بالتصويت لهذا المرشح وأن له ملاحظات على أدائه فضلاً عن الكثير من التحفظات انطلاقاً من أنه "لا يتمتع بالمرونة الكافية"، بينما ثمة من وضع نفسه في خانة إيصال الرسائل بين الحزب والعماد عون يؤكد أن الحزب أبلغه بأن لا فيتو عنده على ترشيح قائد الجيش إلا أن أمر إعطاء الأصوات له حسابات أخرى أكثر تعقيداً.
ولأن الحزب يعرف أن ثمة عروضاً بالجملة ستأتيه مع ارتفاع عدد المرشحين فإنه لا يبدو مستعجلاً على إعطاء كلمته لأي مرشح وأنه يفضّل البقاء على ضبابية موقفه.
ومع كل ذلك فإن الحزب يدرك أن ثمة تحولات ستملي عليه في ساعة قريبة الدخول في مساومات وتفاهمات مع الآخرين لاختيار مرشح بعينه، وهو بالتأكيد ليس مرشحه هو، فزمن مثل ذلك قد ولّى وثمة زمن جديد على الحزب تقبّل وقائعه ومعادلاته.