شبكة انباء العراق:
2025-01-13@20:44:14 GMT

أكثر الناس حقارة!!

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

بقلم : تيمور الشرهاني ..

يتحدث الكثيرون عن الحقارة، لكن هناك القليل من يُدرك مفهومها الحقيقي وأثرها العميق في العلاقات الإنسانية. مع ذلك، يُمثل الشخص الحقير ذلك الذي ينحاز لنفسه ويغفل عن أولئك الذين بأمس الحاجة إليه، مما يخلق شعوراً بالخيانة والهجر في عالم تتزايد فيه الحقارة ومظاهر الخيانة وعدم الاكتراث بالغير.

كذلك، عندما تبحث عن الصدق والوفاء في زمن قلما نجد فيه من يتسم بهما، لهذا نرى الكثير من يتوسم بالحقارة لكونها تمثل حالة من عدم الأخلاق التي يُظهرها البعض عند مواجهتهم لمواقف تتطلب منهم التعاطف والدعم، حيث تظهر هذه السلوكيات في العلاقات عندما يختار الفرد مصلحته الشخصية على مصلحة الآخرين. لذلك، تصبح العلاقات الإنسانية أكثر هشاشةً وتفككاً بسبب الحقارة المستشرية في العروق، فأكثرها ينعكس على الثقة ويعزز مشاعر الخيانة بين الأفراد.
في عصرنا الحالي، ومن خلال اطلاعنا، تتزايد فيه مظاهر الخيانة بشكل ملحوظ، يمكن أن تشمل عدم الوفاء بالعهود أو الطعن في الظهر عندما يكون الشخص في حاجة ماسة للدعم من المُقربين. بيد أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى عوامل تمكين للخيانة والمراوغة والكذب وعدم الوفاء بالعهد، إذ يسهل التواصل غير الصادق. لذلك، يحتاج الشخص إلى إدراك هذه المظاهر لحماية نفسه من الأذى العاطفي والنفسي عندما يبحث عن الصدق في زمن الخداع.
أدركت تماماً في هذا الزمن المليء بالتناقضات، تلاشت فيه القيم ليصبح العثور على الصدق تحدياً كبيراً. يتطلب الأمر الحذر والفطنة للتفريق بين الصدق والزيف، ولابد من أن تنبع أهمية الصدق من كونه أساس العلاقات الصحية والموثوقة، بغض النظر عن التحديات. لذا يجب على الفرد السعي جاهداً للتمسك بالصدق كونه قيمة لا يمكن التفريط فيها مهما كانت الظروف.
سيما أن الوفاء والصدق هما من أسمى القيم الإنسانية، ولكنهما يضيعان أحياناً في قلوب ضعفاء النفوس ليصبح الشخص الجبان غير قادر على مواجهة المواقف، ويتهرب ويماطل وهو في أدنى مستوياته لعامة الناس. وبدلاً من ذلك، يختار الغدر وترك الأصدقاء والمحبين في أوقات الحاجة. اليوم، الناس بحاجة إلى فهم معنى الوفاء لمعالجة العلاقات بشكل إيجابي. في هذا الشأن، سوف تساعد تلك المعرفة في بناء مجتمع متماسك يعتمد على الثقة.
ومن أهم عناصر بناء العلاقات الصادقة، أهمية الدعم والمساندة في الأوقات الصعبة.
ويصبح دعم الآخرين حاجة مُلحة اذ يوفر الدعم الشعور بالأمان ويعزز الروابط الإنسانية. عندما يُقدم الشخص المساعدة للآخرين، يتمتع بإحساس عميق بالقيمة الذاتية، لذا يتوجب علينا تعزيز ثقافة المساندة، حيث يعتبر ذلك أحد المفاتيح لتعزيز السلم الداخلي والاندماج الاجتماعي.
فضلاً عن ذلك، يُعد تمييز الأصدقاء الحقيقيين عن المزيفين مهارة مهمة. الأصدقاء الحقيقيون يظهرون دعمهم وولاءهم في الأوقات الصعبة، بينما يختفي المزيفون عند الحاجة. هنا يمكن أن تكون علامات الأصدقاء الحقيقيين هي التجاوب العاطفي والاهتمام الحقيقي، لذا من المهم توخي الحذر وتقييم العلاقات بعناية لتجنب الألم الناتج عن الخيانة والتزيف. فلابد أن نفهم أن السعي وراء القيم الحقيقية مثل الصدق والوفاء هو ما يقوي العلاقات الإنسانية، بينما يتزايد وجود أشخاص حقيرين كذابين (مُشخصين سلفاً) كلما تحاول التمسك بهم، إلا أنهم يثبتون تفاهتهم وخداعهم. إضافة إلى ذلك، يمكن لكل فرد اتخاذ القرار الصائب ليكون داعماً ومسانداً للآخرين. العلاقة الحقيقية تحتاج إلى بناء قائم على الثقة والاحترام المتبادل، وهذا ما يجعلنا بشراً أفضل في عالم مليء بالتحديات.

تيمور الشرهاني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات عندما ی

إقرأ أيضاً:

3 خيارات.. هكذا علّقت مصادر على طلب الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير تأجيل موعد الإستشارات

بعدما طلبت كتلتا التحرير والتنمية والوفاء للمقاومة تأجيل موعدهما المحدد اليوم للاستشارات النيابية الملزمة  التي يجريها رئيس للجمهورية العماد جوزاف عون  لتكليف رئيس للحكومة إلى يوم غد،  قالت مصادر مطلعة ان خطوة الثنائي يمكن أن تؤدي إلى خيار من ثلاثة: الخيار الاول  هو من أجل التباحث مع القاضي نواف سلام  الذي سيعود مساء اليوم الى بيروت من باريس، على غرار ما حصل مع تأجيل الساعتين قبل انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون.     اما الخيار الثاني فهوالإعلان عن عدم المشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة وسوف تبرز التساؤلات حول كيف يمكن أن يسمي رئيس الحكومة من دون المكون الشيعي.     ويبقى الخيار الثالث  المتمثل بورقة بيضاء بمعنى ألا تسمي الكتلتان احدا وتتركا التسمية للرئيس عون، ويكون ذلك بمثابة إمتحان اول للرئيس أين سيذهب بهذه الاصوات، علما ان الرئيس يمكن ألا يذهب بهذه الأصوات إلى أي مكان، خاصة أنه ليس مضطرا لتجيير هذه الأصوات وليس صندوق بريد.       المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • 3 خيارات.. هكذا علّقت مصادر على طلب الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير تأجيل موعد الإستشارات
  • كتلة طلبت تأجيل موعد الحضور إلى بعبدا... وهذا موقف الرئيس عون
  • نجيب ساويرس: لا يمكن أن أكون سعيداً ومن حولي تعساء
  • قصة الوفاء للشهيد هدار الشوحطي مستمرة .. الشرطة يمطر شباك منتخب لحج بخماسية
  • علاقات فنجال القهوة: بين عمق الماضي وسطحية الحاضر
  • ترقب معجزة أو نقمة تشعل الجحيم أكثر.. حرائق لوس أنجلوس بوجه رياح وهذا ما يمكن أن يحصل
  • خرج ولم يعد
  • خير الأصحاب.. وصية النبي الذهبية في العلاقات الإنسانية
  • دياموند أبو عبود تكشف هشاشة العلاقات في مسلسل "سراب"
  • الانتظار 24 ساعة.. متى يمكن إبلاغ الشرطة عن الأشخاص المفقودين؟