تقرير لـWashington Post: الحرب بين لبنان وإسرائيل أصبحت حتمية الآن
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
ذكرت صحيفة "The Washington Post" الأميركية أنه "وعلى مدى أشهر، استخدم المسؤولون الأميركيون مراراً وتكراراً العبارة عينها، وهي أنهم لا يريدون أن يروا حرباً أوسع نطاقاً تنفجر عبر الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. وأشار كل من قادة "حزب الله" وإيران إلى أنهم هم أيضاً ليس لديهم رغبة كبيرة في صراع شامل.وفي إسرائيل، كان كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين يتجادلون حول ما يجب فعله إزاء التهديد الذي يشكله حزب الله.
وبحسب الصحيفة، "لم يعلن المسؤولون الإسرائيليون مسؤوليتهم عن الهجمات علناً، لكنهم أكدوا في لقاءات خاصة تورطهم فيها مع محاوريهم في واشنطن. وتثير الضربة تساؤلات عميقة حول مستقبل الحرب السيبرانية، وضعف سلاسل توريد التكنولوجيا، والأخلاقيات وراء مثل هذه العمليات. واتهم العديد من خبراء القانون الدولي، بما في ذلك لجنة تابعة للأمم المتحدة، إسرائيل بانتهاك القانون الدولي وتنفيذ شكل من أشكال الإرهاب، بغض النظر عن كونها محاولة لإضعاف "حزب الله". أما بالنسبة للأخير، فقد كانت العملية كارثية".
وتابعت الصحيفة، "لقد اشتعلت حرب منخفضة المستوى بين حزب الله وإسرائيل لعدة أشهر منذ السابع من تشرين الأول، عندما شنت "حركة حماس" هجومها القاتل على جنوب إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع الحرب المدمرة المستمرة في غزة. وردًا على القصف الإسرائيلي المدمر للفلسطينيين، أطلق حزب الله صواريخه على شمال إسرائيل، مما أجبر عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الفرار من منازلهم. واستمرت الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران صواريخ حزب الله بشكل شبه مستمر. وفي الأيام الأخيرة، جعلت القيادة الإسرائيلية عودة سكانها النازحين إلى مجتمعاتهم في الشمال هدفًا معلنًا للحرب. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الأربعاء إن الحرب ضد حزب الله دخلت "مرحلة جديدة" وإن إسرائيل ستركز المزيد من جهودها ضد الحزب. وقال غالانت لأفراد من القوات الجوية الإسرائيلية في قاعدة جوية: "مركز الثقل يتحرك شمالاً. نحن نحول القوات والموارد والطاقة نحو الشمال"."
وأضافت الصحيفة، "بحلول اليوم التالي، ضربت عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية أهدافاً مزعومة لحزب الله في جنوب لبنان. وفي الوقت نفسه، ألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خطاباً وصف فيه الهجمات السرية بالمتفجرات بأنها "عمل حربي" من جانب إسرائيل و"اعتداء كبير على لبنان وأمنه وسيادته، وجريمة حرب". ونظر الدبلوماسيون إلى الأمر بذهول. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في القاهرة يوم الأربعاء، متحدثًا إلى جانب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "إن هذا العمل التصعيدي الخطير سيقود المنطقة إلى ما حذرنا منه، وهو حرب شاملة ستحول المنطقة إلى أرض محروقة"."
وبحسب الصحيفة، "رغم أن هجمات أجهزة "البيجر" تمثل انتصاراً تكتيكياً دراماتيكياً للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فليس من الواضح ما هي الأهداف الاستراتيجية التي تحققها. فحزب الله يعاني من حالة من الاضطراب والفوضى، ولكن ربما تكون إسرائيل قد نفذت الهجوم لأن الحزب كان على وشك اكتشاف أن تكنولوجيته قد تعرضت للخطر. وقال مسؤول إسرائيلي سابق رفيع المستوى مطلع على العملية: "إن التوقيت لا يعكس تحركاً استراتيجياً من جانب إسرائيل. لقد كان التوقيت مصادفة بسبب أشياء ربما حدثت على الأرض والتي كانت لتسمح بكشف هذه القدرة"."
ورأت الصحيفة أن "هذا من شأنه أن يقيد المنطقة في سلسلة تصعيدية حتمية. وقال مسؤول أمني مقيم في الشرق الأوسط، وتحدث أيضاً بشرط عدم الكشف عن هويته: "حتى لو كانوا يحاولون إرسال رسالة، فلماذا الآن؟ سيكون هناك رد فعل من حزب الله. لماذا تفعل هذا إذا كنت مهتماً حقاً بمنع حرب أوسع نطاقاً؟".وكان بعض صناع القرار الإسرائيليين والغربيين يأملون في فصل الصراع مع حماس عن التوترات مع حزب الله، لكن مسار الأحداث الحالي يجعل ذلك أكثر صعوبة. وقال فراس مقصد، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط: "إسرائيل على استعداد لشن المزيد من العنف على حزب الله على أمل إجباره على وقف إطلاق النار عبر الحدود. ومع ذلك، لا يمكن لحزب الله أن يستسلم دون تقويض "وحدة الجبهات" التي أعلنها هو وإيران بعد السابع من تشرين الأول. وبالتالي، أصبح توسيع نطاق الحرب أمرًا لا مفر منه"."
وبحسب الصحيفة، "بالنسبة لإسرائيل، فإن الكثير من المداولات حول ما يجب القيام به يتوقف على حسابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الحفاظ على السلطة. لقد استرضى نتنياهو ائتلافه اليميني المتطرف خلال مراحل مختلفة من الحرب، على الرغم من أن بعض المحللين يشيرون إلى أنه ربما كان يفضل خفض التصعيد على طول الحدود الشمالية في مرحلة ما. وقالت غاييل تالشير، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية: "إن الأمر لا يتعلق بما يريده نتنياهو، بل يتعلق بمن يملك النفوذ لجر نتنياهو إلى فعل ما يريده. ويريد أنصاره الأكثر تطرفاً أن يكون لإسرائيل احتلال عسكري لقطاع غزة ومنطقة أمنية في الجزء الجنوبي من لبنان"."
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الخولي: الانتهاكات الجوية الإسرائيلية حرب نفسية على كرامة لبنان
عقدت الهيئة الادارية لـ"التحالف اللبناني للحوكمة الرشيدة" اجتماعها الدوري برئاسة مارون الخولي وبحثت التجاوزات الجوية الإسرائيلية اليومية للبنان. واعتبر الخولي في تصريح "أن التحليق اليومي المكثف لطائرات التجسس الإسرائيلية من نوع "MK" في الأجواء اللبنانية، واستمرار انتهاك سيادة لبنان الجوية، يمثلان اعتداءً صارخًا على القانون الدولي واتفاقية وقف إطلاق النار، ويشكلان استمرارًا للحرب النفسية التي تستهدف كرامة اللبنانيين واستقرارهم. فصوت هذه الطائرات لم يعد مجرد ضجيج عابر، بل تحوّل إلى أداة قمع يومية تذكّر الشعب اللبناني بفقدان سيادته، وتعزّز شعورًا بالإحباط والاستسلام".
ورأى أن "هذه الممارسات ليست انتهاكًا للقانون الدولي فحسب، بل هي اختبار صارخ لإرادة المجتمع الدولي في احترام مواثيقه. فاتفاقية وقف إطلاق النار (القرار 1701) لم تُوضع لتبقى حبرًا على ورق، بل لتحمي المدنيين وتضمن أمنهم. إلا أن التغاضي الدولي عن هذه الانتهاكات يُشجّع إسرائيل على المضي في سياسة التطبيع مع انتهاك السيادة، وهو أمرٌ لا يمكن قبوله".
تابع: " نطالب الحكومة بتحريك أقصى درجات الديبلوماسية النشطة، عبر رفع الصوت في كل المحافل الدولية، بدءًا من مجلس الأمن والأمم المتحدة،والقمة العربية وصولًا إلى التحالفات الإقليمية والدولية الداعمة للعدالة. لا يجوز أن تتحوّل هذه الطائرات إلى "جزء من الواقع اليومي"، أو أن يُفرض على اللبنانيين الاختيار بين الحرب واحتضان داء فقدان السيادة. الكرامة ليست مساومة، والسيادة ليست رفاهية"
ختم: "نذكّر بأن الصمت الرسمي يُكافئ العدوان ضمًناً. فالعيش تحت وطأة الحرب، وإن كان مرهقًا، قد يكون أكثر كرامة من الاستسلام لاحتلال جوي يُمهّد لتقبّل انتهاك الحقوق. إن استعادة الأجواء اللبنانية ليست قضية أمنية فحسب، بل هي معركة وجودية لضمان مستقبل يستحقّه أبناء هذا الوطن. ندعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته،ونحث سفراء الدول الاجنبية والعربية في لبنان الى نقل هذا الانتهاك الاسرائيلي اليومي لدولهم ومساعدة لبنان لاسترجاع اجوائه وكرامته، ونحذّر من تداعيات الاستمرار في تجاهل هذه الانتهاكات التي تُهدّد الاستقرار الإقليمي. فلبنان ليس ساحة مفتوحة للاختراقات، وشعبه ليس رهينة لسياسات القوة. الكرامة والسيادة خطان أحمران. والوقت ليس في صالح المنتظرين".