تلقى"حزب الله"ضربة هي الاقسى في تاريخه بعد ضربة "البيجر" والاجهزة اللاسلكية، فجاء اغتيال مجموعة كبيرة من قادة الحزب الاساسيين في غارة واحدة استهدفت اجتماعا مركزيا في حدث له ما بعده، اذ ان حجم الضربة يفتح الباب على سلسلة كبيرة من الاحداث قد تصل الى الحرب المفتوحة التي لن يبقى فيها اي سقوف او محرمات خصوصا في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة.



منذ اللحظة الاولى لانخراط "حزب الله" في "حرب الاسناد" عند الحافة الامامية، ارتضى لنفسه شكلا مختلفا من المعارك، وقد كان القرار حاسما بعدم الذهاب الى اي شكل من اشكال الحزب المفتوحة مع اسرائيل، لان الوقت والظرف ليست مناسبين لهذه المنازلة التي يجب الا تكون هناك منازلة اخرى بعدها، وكانت ردود الحزب على كل تصعيد اسرائيلي مدروسة الى حد ممل تجنبا للانخراط بالحرب.

لكن في الاسابيع الاخيرة بات الاستنزاف الذي يتعرض له الحزب استثنائيا ولا يمكن التعامل معه بأنه ثمن مقبول للمعركة خصوصا ان شكل الاشتباك الحاصل يجعل من قدرة الحزب على ايلام اسرائيل محدودة، وعليه يصبح الاستنزاف معاكساً، وهنا تصبح خيارات الحزب محدودة في الوقت الراهن خصوصا بعد ضربات الاسبوع الحالي.

السيناريو الافضل بالنسبة لرئيس حكومة العدو هو ايقاف"جبهة الاسناد" من دون حرب كبرى، لذلك يعمل على رفع التكلفة بالنسبة للحزب،لكنه،في المقابل،مستعد للذهاب الى الحرب في حال كان الخيار الوحيد بشرط ان تنتهي قبل الانتخابات الاميركية، وهذا ما كان "حزب الله" يتجنبه حتى اللحظة. يلعب نتنياهو كل اوراقه، فإما ان يفرض على الحزب الاستسلام او يفرض عليه الحرب الشاملة وفي الحالتين يعتقد نتنياهو ان الظروف ستساعده على استثمار النتائج.

امام "الحزب" خياران، الاول هو تحمل اعباء عدم الذهاب الى حرب شاملة واستيعاب الضربات الاسرائيلية وهو قادر على ذلك ضمن تكلفة عالية نسبيا، وهذا ما سيؤدي الى تعديل الظروف الدولية ليصبح التصعيد في مصلحته بعد الانتخابات في واشنطن.

اما الخيار الثاني فهو الذهاب الى الحرب الشاملة، وعندها سيستغل نتنياهو الفرصة من اجل ادخال الولايات المتحدة الاميركية في الحرب بشكل مباشر وهو ما يهرب منه "المحور" بأكمله، علما ان هناك نظرية تقول بأن تصعيد الحزب واللعب على حافة الهاوية سيجعل اسرائيل ترتدع لانها غير جاهزة لحرب شاملة معه، وان كل ما تفعله اليوم يعود لقناعتها بأنه غير راغب بالتصعيد ولن يذهب بعيدا بالرد.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بعد تفجير أجهزة الإتّصالات... هل يكون ردّ حزب الله إعلان حربٍ؟


 يدلّ قيام العدوّ الإسرائيليّ بتفجير أجهزة "البيجر" واللاسلكيّة التي يستخدمها عناصر "حزب الله" على مدى يومين متتاليين على أنّ حكومة بنيامين نتنياهو تسعى إلى الحرب وتوسيعها إلى لبنان، ولا تُبالي بالمُفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة ولا بحياة مواطنيها المحتجزين لدى حركة "حماس".
 
وفي وقتٍ اكتفت إسرائيل بشنّ هجوم إلكترونيّ غير مسبوق في لبنان والعالم، ولم تُتبعه بأيّ هجوم جويّ كبيرٍ أو باجتياحٍ بريّ، فإنّ رغبتها بجرّ "حزب الله" إلى الحرب واضحة جدّاً، وهي منذ 8 تشرين الأوّل الماضي تعمد إلى استفزاز "المقاومة الإسلاميّة" اما باستهداف الضاحية الجنوبيّة او باغتيال قياداتها البارزة وآخرها فؤاد شكر، وحاليّاً عبر تفجير أجهزة الإتّصالات.
 
وصحيحٌ أنّ إسرائيل نفّذت هجوماً سيبرانيّاً يُعتبر إعلان حربٍ وتخطيا لكافة الخطوط الحمراء وقواعد الإشتباك، لكنّها استهدفت عناصر من "حزب الله" أكانوا مقاتلين أم مدنيين أو عاملين في مؤسسات "الحزب"، مما يعني أنّها لا تزال تحصر المواجهة مع "المقاومة" وتعمد إلى اغتيال أفرادها من دون أنّ تكون هي البادئة في الحرب، رغم تهديدها بها يوميّاً وإعلانها أنّها تحشد عسكريّاً وتستعدّ لها.
 
وكالعادة أصبحت توسعة الحرب مرتبطة بردّ "حزب الله" المضبوط من عدمه على إسرائيل، وهذه المرّة من المُؤكّد أنّ إنتقام "الحزب" سيكون مُختلفاً عن السابق، فالعدوّ استهدف مُختلف المناطق التي ينتشر فيها أنصار "المقاومة" في وقتٍ واحدٍ وخصوصاً الضاحية الجنوبية التي أصابها هجوم "البيجر" واللاسلكيّ بشكل مباشر.
 
من هذا المُنطلق لن يكون ردّ "حزب الله" عاديّاً أو مُختلفاً بمعنى أنّه من المتوقّع أنّ يضرب أهدافاً إسرائيليّة كثيرة في هجومٍ واحدٍ، لتوجيه رسالة إلى العدوّ أنّه قادر على قصف عدّة مواقع في عمليّة واحدة وسريعة. كذلك، فإنّ "الحزب" سيبقى يستهدف مراكز وقواعد عسكريّة مهمّة ومن المُرجّح أنّ يُدخل مستوطنات جديدة في مرمى نيرانه وصواريخه، كما أنّه قد يُحدّد مدينة بارزة فيها قاعدة للجيش الإسرائيليّ أو لـ"الموساد" كيّ تكون ضمن ردّه المنتظر.
 
ويبدو أنّ الحرب بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ انتقلت الآن إلى مُواجهة إستخباراتيّة، ومن المبكر الحديث عن عمليّة بريّة تشنّها تل أبيب على لبنان، لأنّ "الحزب" لن يقصف المدنيين الإسرائيليين. فمنذ بدء الحرب في غزة، لم تنجرّ "المقاومة" إلى أنّ تكون هي من يُوسّع رقعة النزاع في غزة، ولا تزال تدرس أهدافها بدقّة كبيرة.
 
وبالعودة إلى الحرب الإستخباراتيّة، فإنّ ردّ "حزب الله" يتوقع أنّ يكون مماثلاً لتفجيرات "البيجر"، وربما قد يكتفي بإطلاق رشقات كبيرة جدّاً من الصواريخ يكون عددها يرمز للمصابين والشهداء الذين سقطوا يوميّ الثلاثاء والأربعاء، لأنّ تل أبيب كما بات واضحاً مُتقدّمة أكثر على "الحزب" في ما يتعلّق بالتكنولوجيا والهجمات الإلكترونيّة، في المقابل تمتلك "المقاومة" ترسانة كبيرة من الصواريخ والكادر البشريّ الذي يُخوّلها شنّ هجوم كبيرٍ بآلاف القذائف والمسيّرات.
 
ومع اقتراب مرور سنة على هجوم "طوفان الأقصى"، فإنّ إسرائيل لم تعدّ تحترم أيّ قواعد حرب، وأمسى النزاع في غزة والمعارك في جنوب لبنان مرتبطين بالإنتخابات الأميركيّة، ومن المحتمل كثيراً أنّ تبقى الحرب قائمة إلى حين وصول دونالد ترامب أو كامالا هاريس إلى البيت الأبيض، وحتّى حلول تشرين الثاني، قد يُفجّر نتنياهو وحكومته المتطرّفة الأوضاع الأمنيّة أكثر، لإدخال "حزب الله" وإيران في الصراع.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ما هي خيارات “حزب الله” بعد التصعيد “الإسرائيلي”؟
  • مجلس الأمن يحذر من خطر نشوب حرب إقليمية.. اسرائيل تواصل عدوانها وحزب الله يعد برد نوعي
  • اسرائيل تصعّد ضرباتها النوعية: سنجرّ حزب الله إلى الحرب
  • خبراء للجزيرة نت: لبنان مقبل على حرب مفتوحة دون اجتياح
  • بعد تفجير أجهزة الإتّصالات... هل يكون ردّ حزب الله إعلان حربٍ؟
  • معلومات عن أسر جثماني شهيدين من الحزب من قبل اسرائيل
  • الحزب سيرد أمنياً .. ويتمسك بعدم الذهاب إلى الحرب الشاملة
  • اسرائيل تقصف مواقع لحزب الله غداة موجة تفجيرات دامية جديدة لأجهزة اتصالات  
  • اتصالات حكومية مكثفة لردع عدوانية اسرائيل وقلق دولي من توسيع نطاق الحرب