الهوية الوطنية المصرية تُعتبر حجر الزاوية في بناء المجتمع المصري والحفاظ على تماسكه عبر العصور، وتتجلى هذه الهوية في شعور المصريين بالانتماء والولاء لوطنهم، وتجعل من الفرد جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، ما يُعزز دوره الفاعل في نهضة وتقدم البلاد لتحقيق التنمية المستدامة والمسير نحو تحقيق أهداف الدولة، والهوية الوطنية تجعل المواطن مدركًا للشئون والتحديات الصعبة التي تواجه الدولة، وتحثه على إيجاد حلول لحماية مقدرات البلاد وأمنها القومي، إذ أن هذا الانتماء لا يقتصر على المشاعر وترديد الشعارات فقط، بل يتجسد في المشارك ة السياسية والالتزام بالدستور، بهدف تحقيق الصالح العام واستقرار الدولة.

الدولة بدورها تعزز هذا الارتباط من خلال بناء بيئة عادلة تحترم الحريات الفردية، وتعمل على تهيئة الأجواء للأمن والأمان، وتقوم على التعليم كركيزة أساسية لتنشئة الأجيال القادمة، فالدولة المصرية في السنوات الأخيرة تولي اهتماما كبيرا بملف التعليم والبحث العلمي من خلال إعادة هيكلة المناهج التعليمية وإيجاد حلول فعالة وقوية لمشكلات زيادة الكثافة الطلابية ونقص أعداد المدرسين، والاهتمام أكثر بملف التعليم والتوجه نحو تعلم البرمجة بما يواكب متطلبات العصر ويهدف لخدمة الوطن، وذلك بالتوازي مع برامج تنموية تهدف إلى غرس قيم الانتماء والشراكة المجتمعية، فالوطن للجميع دون استثناء، والمشاركة في النقاشات الوطنية وصياغة الاستراتيجيات العامة واجب وطني، يعزز من المسؤولية الجماعية لتحقيق أمن واستقرار البلاد.

من ناحية أخرى، تلعب الهوية الرقمية دورًا متزايدًا في حياة الأجيال الجديدة، حيث تمثل التكنولوجيا غزوًا للشعوب والأجيال الصاعدة لما لها من تأثير كبير على العقول، حيث يُحاول أن يستغلها البعض لتتفوق على الهوية الوطنية، ما يشكل تهديدًا على الأصالة والانتماء، يقضي الفرد وقتًا طويلًا في العوالم الافتراضية التي تقدم ثقافات مستوردة تُغري البعض بالتخلي عن هويتهم الأصلية، وهذا التأثير الممنهج يساهم في إضعاف القيم الوطنية ويعزز من ثقافة الفردية التي تتجاهل المصالح العامة.

في هذا السياق، تلعب الأسرة دورًا محوريًا في غرس القيم الوطنية، من خلال تعزيز الولاء والانتماء للوطن، وتربية الأبناء على حب الوطن والتضحية من أجله، إذ تعتبر الأسرة أساس التنشئة والفكر الذي يربو عليه الطفل في مراحله الأولى، كما يجب على المؤسسات التربوية والتعليمية أن تتضافر جهودها مع بقية المؤسسات المجتمعية لتعزيز هذه الهوية، وذلك من خلال تناول القضايا المعاصرة والمتغيرات العالمية بالدراسة والتحليل، وتوجيه الشباب نحو القيم النبيلة التي تشكل دعامة الهوية الوطنية.

الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية يتطلب وعيًا جماعيًا وجهودًا متواصلة لتربية الأجيال القادمة على قيم الانتماء، مع تعزيز القدرة على التكيف وفهم الثقافات الأخرى دون التخلي عن القيم الوطنية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهوية الوطنية حب الوطن الوطن القيم الوطنية الحريات الحريات الفردية الهویة الوطنیة من خلال

إقرأ أيضاً:

انطلاق برنامج إعداد قادة الابتكار الاجتماعي لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية

انطلقت اليوم فعاليات برنامج إعداد قادة الابتكار الاجتماعي لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية، والذي ينظمه معهد إعداد القادة بالوزارة، برعاية الدكتور أيمن عاشور، والدكتور مصطفى رفعت أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير المعهد، بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات وقطاع الأنشطة الطلابية بالوزارة.

ويستمر البرنامج حتى الجمعة 11 أبريل 2025، ويهدف إلى تنمية مهارات القيادة الاجتماعية والابتكار لدى الطلاب، وتمكينهم من مواجهة التحديات المجتمعية من خلال أدوات حديثة مثل ريادة الأعمال الاجتماعية والذكاء الاصطناعي.

وأشار الدكتور أيمن عاشور، إلى أن البرنامج يُعد جزءًا من توجه الدولة لإعداد جيل جديد من القادة المؤثرين، لافتًا إلى أن التعليم الجامعي بات منصة لاكتشاف المواهب وتنمية التفكير الابتكاري، مما يعزز من بناء كوادر قادرة على إحداث التغيير وصياغة مستقبل أكثر استدامة وابتكارًا.

من جانبه، أوضح الدكتور كريم همام، أن البرنامج يمزج بين النظري والتطبيقي، ويشمل محاضرات وورش عمل تتناول قضايا الأمن القومي، ومكافحة الفكر المتطرف، والابتكار الاجتماعي في ظل التحول الرقمي، إلى جانب تدريب عملي على تصميم وتنفيذ مبادرات مجتمعية ريادية.

ويتناول البرنامج عددًا من المحاور المتخصصة، أبرزها: تنمية مهارات القيادة الاجتماعية في بيئات الابتكار، والابتكار الاجتماعي في عصر الذكاء الاصطناعي، إلى جانب ورش تطبيقية في مجالات التسويق الاجتماعي، وتصميم المبادرات المجتمعية، وريادة الأعمال.

اقرأ أيضاًوزير التعليم العالي: 40 بروتوكول تعاون لدعم الشراكة الأكاديمية بين مصر وفرنسا

وزير التعليم العالي: 40 بروتوكول تعاون لدعم الشراكة الأكاديمية بين مصر وفرنسا

وزير التعليم العالي: 40 بروتوكول تعاون لدعم الشراكة الأكاديمية بين مصر وفرنسا

مقالات مشابهة

  • تقديرا لدوره البارز في تعزيز الهوية المصرية.. ثقافة الغربية تحتفي بـ نجيب محفوظ
  • هالة أبو السعد: الحوار الوطني ضرورة وجودية لمواجهة التحديات الإقليمية وحماية الهوية الوطنية
  • نائبة: الحوار الوطني ضرورة وجودية لمواجهة التحديات الإقليمية وحماية الهوية الوطنية
  • الحكومة اليمنية: ''مفاجآت سارة خلال الأسابيع القادمة تثلج قلوب كل اليمنيين''
  • توصيات بسَن تشريعات تحفظ الهوية العُمانية وتُعزز الولاء والانتماء الوطني
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية ترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز ثقافة التضامن
  • انطلاق برنامج إعداد قادة الابتكار الاجتماعي لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية
  • محافظ أسيوط يشهد احتفالية التضامن الاجتماعي لتكريم الأم المثالية
  • ستارمر: بريطانيا لن تبرم صفقة تجارية مع أمريكا دون مراعاة مصلحتها الوطنية
  • لعزة الهوية المصرية.. الوادي الجديد تحتفي بـ "محفوظ فى القلب"