المتمرد أبو عاقلة محمد أحمد كيكل – قائد الجنجويد في ولاية الجزيرة – أحد أبرز قادة التمرد في ولايات الوسط، وهو من أبناء شرق الجزيرة، يعتبر قائداً مثيراً للجدل رغم أنه بلا تاريخ نضالي أو عسكري، فقد ظهر كيكل على مسرح الأحداث بعد اتفاق جوبا للسلام، من خلال إعلانه لتكوين درع السودان.

و بحسب تقرير الصحافية مزدلفة عثمان والذي نشره موقع (الجزيرة نت) كان الظهور الأول لقائد “درع السودان” في منتصف ديسمبر 2022م، حين نظّم عرضاً عسكرياً لقواته بمنطقة “الجبال الغُر” في “سهل البطانة” ، وسط السودان، وعرضت “درع السودان” وقتها قوة قدّرتها بـ35 ألف جندي، وقالت إن لديها آلاف المؤيدين في العديد من مناطق السودان، لكن قادتها الذين ظهروا وقتها بالزي العسكري أعلنوا أنهم ليسوا في حالة عداء مع أحد.

وتحدث أبو عاقلة كيكل عن أن هدف قواته هو إعادة التوازن الإستراتيجي بالبلاد، بعد أن ألحقت اتفاقية جوبا للسلام الموقّعة في 2020 “ظلمًا بمناطق الوسط وشمال وشرق السودان، وانحازت لحركات دارفور”، على حد قوله.
كما أعلن أنه يهدف إلى القضاء على التهميش السياسي والاقتصادي الذي يعانيه وسط السودان، لافتاً إلى أن منطقة “البطانة” غير ممثّلة في كل الوحدات النظامية، والمجلس السيادي والانتقالي.

بعد اندلاع حرب 15 ابريل أعلن كيكل انضمام قواته إلى متمردي الدعم السريع “من أجل حقوق المهمشين” ومحاربة من أسماهم بفلول النظام السابق، وقال: نوكد إن انضمامنا إلى قوات الدعم السريع لا يمثل قبيلة ولا منطقة بل يمثل قناعاتنا فقط ضباط وجنود درع السودان.

ماذا أراد كيكل بانضمامه للدعم السريع؟!
أراد كيكل بانضمامه لمتمردي لدعم السريع تحقيق حزمة من الأهداف التي يحلم بها، كما أنه بهذه الخطوة حقق هدفاً مهماً للتمرد بضخ روح جديدة في الدعم السريع وإلباسها ثوباُ قومياً بعد وصفها بالمليشيا القَبَلية، لذلك وجد كيكل دعماً كبيراً من قيادات التمرد، ويتضح ذلك من خلال خطاباته المتعددة بان توجيهات الفريق حميدتي بحماية المواطنين. الا أن تسريبات، أشارت إلى أن كيكل اتفق مع قائد الدعم السريع ، قبل الحرب، على توفير الغطاء العسكري والدعم المادي لتكوين القوات وحشدها، على أمل أنه حال الإدماج وفق الوثيقة الاطارية في الدعم السريع أو الحرب إلى صفه حال اندلعت.

قاد كيكل مجموعة من متمردي الدعم السريع وتوجه الى ولاية الجزيرة قبل دخول حاضرتها ود مدني، وهو ما رآه البعض تخطيطاً استراتيجياً بتخفيف الهجوم والضغط على العاصمة الخرطوم، استناداً لما جرى سابقاً بتصنيف قوات درع السودان بأنها واجهة استخباراتية تحظى بدعم وإسناد قادة الجيش، وخلق أذرع جديدة في موازاة حركات دارفور المسلحة والموقعة على اتفاقية جوبا.

هذه الوضعية المميزة خدمت أجندة كيكل في (مسك العصا من النصف)، وهو وضع يمكنه من اختيار جانبه عندما تنكشف الكفة الراجحة، بحسب تقديراته وتقديرات الرأي العام، كما أنها مكنته من التحرك بسهولة في الجزيرة التي يعلم وديانها والبطانة التي خبر سهولها، بالإضافة لمعرفته بإنسان الولاية المسالم واكتفائه بأقل الضروريات الحياتية وعلى رأسها نعمة الأمن.

سيناريوهات كيكل القادمة..!!
يرى مراقبون أن كيكل يحاول تسديد فاتورة حميدتي التي قبض ثمنها، كما أنه يعمل على حماية نفسه من غارات القوات المسلحة الجوية ومهام العمل الخاص التي اعترف بتغلغلها وسط قواته وتمكنها من قتل مدير إعلامه ومنصاته على وسائل التواصل الإعلامي، ومعرفته بقدرة هذه القوات على نهاية مسيرته في أية لحظة، وهي موازنه تشكل له تحدياً كبيراً، وهو ما وضع كيكل أمام عدة سيناريوهات محتملة لمستقبل قواته المتبقية في المرحلة القادمة.

يراهن كيكل بوقوف قوة مدنية تؤيده في ولاية الجزيرة فهو رجل يتصف بقدر من الذكاء وله خبرة واسعة في مجتمعات الجزيرة استطاع بخبثه ابتزاز قرى ومجتمعات كاملة لكسب تأييدها، وظل يمارس فيها مهنته الأولى (جريمة السالف)، ويقدم نفسه كمخلص من الخوف والهلع ويختار قرى في مناطق حاكمة وذات ثقل جماهيري كما فعل في منطقة التكينة ينشر الخوف والهلع أولاً ويطلق لمجرمي الدعم السريع العنان باستباحة هدفه ثم يأتي بعد ذلك ليخلصهم من الموت بعد أن تفقد القرية خيرة شبابها ويقنعهم بخبثه على تسليح أبنائهم وتجنيدهم لصالح قواته في قريتهم، كما انه يقوم بإطلاق سراح بعض المعتقلين من قبضة قواته الذين يرتب معهم أمر الاعتقال والاختطاف، وبهذه الطريقة اعتقد كيكل أنه يؤمن قاعدة جماهيرية ظلت تستقبله بالتكبير والتهليل وتقدم له الذبائح على طبق من ذهب.

والسيناريو المتوقع في هذه الحالة العودة لدرع السودان كحركة مسلحة في الوسط تقاتل في صف القوات المسلحة وبذات منفستو (المشتركة) في الفاشر، وقد مهد لهذا السيناريو بتسجيل مقطع مجد فيه القوات المسلحة ووصفها بـ(المؤسسة العريقة) على مستوى العالم وقال إن هذه الحرب ليس فيها منتصر، كما ظهر في مقاطع فيديو حديثة بمركبات عليها شعار درع السودان دون أن يخلع بزة الدعم السريع، بالإضافة الى ما رشح من معلومات مؤكدة تفيد بخلافات حادة مع القائد (قجة) الذي عاث في الأرض فساداً.

السيناريو الثاني لكيكل في المرحلة القادمة أن يرتب ما تبقى من صفوفه ويعقد صفقة استخباراتية مقابل سلامته لتنظيف الجزيرة من دنس التمرد، ومحاولة تغيير الصورة الذهنية السالبة عنه بالنسبة لمواطن الجزيرة ولأهله في شرق الجزيرة والبطانة الذين تبرأوا منه ومن أفعاله.

السيناريو الأخير المتوقع لأبوعاقلة كيكل بعد فقده الكثير من قواته التي تعرضت للهلاك أن يهلك على يد القوات الخاصة في قلب الجزيرة ويشرب من ذات الكأس الذي شربه الهالك حميدتي.

المحقق – علي الصادق البصير

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع درع السودان

إقرأ أيضاً:

بلينكن: التقدم في إرسال المساعدات أصبح مهدداً بهجوم الدعم السريع في الفاشر

أنتوني بلينكن أكد أنه يجب على الجيش والدعم السريع أن يجتمعا على طاولة المفاوضات للاتفاق على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جدة ووقف هذه الحرب الوحشية.

القاهرة: التغيير

أبدى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تخوفه من عقبات تكتنف التقدم الذي أحرز في مجال إرسال المساعدات الإنسانية إلى السودان، جراء هجوم قوات الدعم السريع في الفاشر. فيما عبر عن تقديره للدور الذي لعبته مصر في معالجة الصراع.

واجتمع بلينكن يوم الأربعاء، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة على هامش الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطيلقد بالقاهرة، إن مصر لعبت دوراً فعالا في معالجة الصراع في السودان– أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وأضاف: “بالتعاون مع شركائنا الدبلوماسيين– المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وسويسرا، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، وغيرها– أحرزنا تقدما في سويسرا الشهر الماضي، بفتح معابر جديدة للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الناس الذين يحتاجون إليها، وحمل قوات الدعم السريع على الموافقة على مدونة قواعد سلوك لمقاتليها”.

وتابع: “بيد أن هذا التقدم أصبح الآن مهددًا بهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع في الفاشر، أسفر بالفعل عن مقتل وتشريد الآلاف من الأشخاص الضعفاء”.

وأكد بلينكن أنه يجب على قوات الدعم السريع أن تتخذ كل الخطوات اللازمة لحماية أرواح الأبرياء واحترام التزامها بحماية المدنيين. ويجب على القوات المسلحة السودانية أن توقف القصف العشوائي.

وشدد بأنه يجب على الطرفين أن يجتمعا ويجلسا على طاولة المفاوضات للاتفاق على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جدة ووقف هذه الحرب الوحشية.

وكشف بلينكن أنه في الأسبوع المقبل، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سيجتمع بشركائهم للاتفاق على الخطوات التالية لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، والدفع نحو وقف الأعمال العدائية.

وعبر عن شعور الولايات المتحدة بالامتنان لشراكة مصر المستمرة وقيادتها في هذا العمل، وأضاف: “ويجب أن أقول أيضاً، ولكرم الشعب المصري في الترحيب بمئات الآلاف من اللاجئين السودانيين”.

الوسومأنتوني بلينكن الجيش الدعم السريع السودان الفاشر القاهرة الولايات المتحدة بدر عبد العاطي عبد الفتاح السيسي مصر

مقالات مشابهة

  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ (1)
  • ???? وصول سلاح إسترايجي مهم وحاسم الى جيش السودان
  • قائد الدعم السريع: الحرب ليست خيارنا ومستعدون لوقف إطلاق النار
  • بلينكن: التقدم في إرسال المساعدات أصبح مهدداً بهجوم الدعم السريع في الفاشر
  • البرهان يرحب ببيان بايدن ويدعو لمحاسبة مساندي الدعم السريع
  • مديرة المتاحف السودانية لـ«التغيير»: قوات الدعم السريع سرقت الآثار وهربتها
  • بلينكن: هجوم الدعم السريع على الفاشر يهدد إحراز تقدم في أزمة السودان
  • المسكوت عنه في حرب السودان .. جرائم العنف الجنسي صوت مكبوت في ولاية الجزيرة
  • راشد عبد الرحيم: الإقامة إنتهت