موقع 24:
2024-09-21@07:55:40 GMT

ما بعد الضربة والرد..حروب بلا حلول

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

ما بعد الضربة والرد..حروب بلا حلول

الضربة موجعة جداً وأبعد من حدود التوحش الإسرائيلي في غزة. ولا مجال لرؤية مثيل لها إلا في أفلام الخيال العلمي شغل هوليوود، محاولة قتل نحو 7 آلاف من أعضاء حزب الله خلال دقيقة بكبسة زر من بعيد عبر تفجير سيبراني لأجهزة الاتصال لديهم.

لكن الحزب أوحى أنه احتوى الضربة الإسرائيلية التي هزته وهزت لبنان، وأفشل أهدافها كما قال أمينه العام حسن نصر الله.

فهو ركز على ثلاثة أهداف مترابطة، الدفع نحو وقف "حرب الإسناد" لحركة حماس في غزة عبر جبهة الجنوب اللبناني، وضرب أو إرباك بنية "المقاومة الإسلامية"، وإضعاف "بيئة المقاومة". وما أكده هو أن "جبهة الإسناد" مستمرة مهما تكن الضغوط والتضحيات، وأن "بنية المقاومة" لم تتأثر ومعها السيطرة والقيادة، وأن "بيئة المقاومة" ازدادت صلابة وتماسكاً وسط تضامن وطني لافت. أما الرد على مجزرة "البيجر" و"التوكي ووكي" فإنه "القصاص العادل من حيث يحتسب العدو ولا يحتسب". وهو منفصل عن حرب الإسناد.
ومعنى ذلك أنه ليس بعد الضربة سوى مزيد مما كان قبلها، بصرف النظر عن القول الشائع بعد كل تطور من أن ما بعده ليس كما قبله. فلا كلام وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على "مرحلة جديدة" في الحرب واقعي، ولا ما يراه المتحمسون فرصة لتحرير فلسطين هو على جدول الأعمال حالياً. والضوابط لا تزال فعالة. فليس سهلاً على نتنياهو شن حرب شاملة من دون ضوء أخضر أمريكي هو حالياً أحمر لاعتبارات كثيرة، ولا سيما خلال الأسابيع الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية الأميركية. ولا طهران في وارد الانخراط في حرب شاملة ولو عبر وكلائها، إذ هي ترفض الوقوع في فخ نتنياهو. أي فخ؟ سيناريو استفزاز حزب الله لدفعه إلى عمل كبير يعطيه فرصة لتوسيع الحرب، بالتالي دفع إيران إلى دعم الحزب بحيث تضطر أمريكا للانخراط في الحرب ضد الجمهورية الإسلامية بما يهدد أولويات الحفاظ على نظامها ومشروعها الإقليمي وبرنامجها النووي.
أكثر من ذلك، فإن ما تسميه إسرائيل حرب الشمال هي حرب كل الجهات وليست محصورة بالجغرافيا اللبنانية. إذ إن "وحدة الساحات" في إسناد حماس داخل غزة ستعمل لإسناد حزب الله داخل لبنان. وتطورات الحرب قد تدفع إيران إلى دعم مباشر لأهم جماعة أسستها وصارت أقوى الساحات وصاحبة أخطر دور إقليمي ضمن أدوار الحرس الثوري الإيراني. ولا شيء يغري حزب الله بالذهاب إلى حرب إقليمية واسعة، فهو حقق عبر حرب الاستنزاف أهدافاً مهمة في الجليل لا سابق لها في الحروب مع إسرائيل. ولا أحد يجهل أن حرباً في الشمال لا تعيد المستوطنين المهجرين إلى مستوطناتهم بمقدار ما تزيد أعداد المهجرين.
فضلاً عن أن الحرب الواسعة باتت مرتبطة، ليس فقط بأن نتانياهو ويحيى السنوار مستفيدين منها بل أيضاً بتأثيرها في حظوظ المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية. واللعبة معقدة، أمريكا تكرر بالقول والفعل وعبر رحلات المسؤولين فيها أن الدبلوماسية هي التي تضمن عودة المستوطنين إلى الجليل. ونصر الله يعلن بوضوح أن لا وقف لحرب الإسناد عبر جبهة الجنوب إلا بعد وقف النار في غزة. والواقع حتى إشعار آخر، هو أن لا الحرب، ولا الدبلوماسية تفتح باب العودة للمستوطنين.

أولاً لأن الخيار العسكري يقود إلى عكس ما تحتاج إليه إسرائيل. وثانياً لأن الخيار الدبلوماسي مربوط بمسألة عسكرية بامتياز داخل غزة.صحيح أن جبهة الإسناد في لبنان لم تعد جبهة فرعية بل تكاد تصبح الجبهة المركزية بعدما خفت المعارك الكبيرة داخل غزة، إذ الباقي حرب استنزاف وحرب عصابات ضد المحتل. لكن الصحيح أيضاً أن حرب غزة هي "حرب وجود" بالنسبة إلى كل من إسرائيل وحماس، في حين أن الحرب على جبهات الإسناد هي حرب دعم ونفوذ إقليمي. والعقدة التي تعرقل صفقة وقف النار وتبادل الرهائن والأسرى هي إصرار كل طرف على هزيمة الطرف الآخر. فالانسحاب الإسرائيلي الكامل الذي تطلبه حماس يعني إعلان إسرائيل أن حربها في القطاع انتهت بهزيمتها. والبقاء في نتساريم وفيلادلفي الذي يصر عليه نتانياهو يعني أن إسرائيل لن تخرج من غزة حتى تحقق الأهداف التي فشلت في تحقيقها خلال 11 شهراً من حرب الإبادة، بالتالي إعلان هزيمة حماس.

لكن المفاجآت تبقى واردة. فما تسمى "الخطوط الحمر" ليست شيئاً ثابتاً، ولا هي التي تمنع تجاوزها. وما يمنع أو يسمح بتجاوز الخطوط الحمر هو حسابات الربح والخسارة، الكلفة والمردود، لدى كل طرف. ومن يتصور أن المردود أهم من الكلفة لا يتوقف عند خطوط حمر. فلو حسبت ألمانيا، والإمبراطورية النمساوية المجرية كلفة الحرب ومردودها لما أقدمت على الحرب العالمية الأولى انتقاماً لاغتيال ولي عهد النمسا والتي انتهت بنهاية الإمبراطورية النمساوية المجرية وإذلال ألمانيا.

يقول الرئيس أبراهام لينكولن "إن وجود قادة لا يريدون حرباً لا يكفي. المشكلة إن كانت هناك أشياء يريدونها أكثر من الحرب، ويرغبون في الحصول عليها ولو بقبول الحرب. والحرب الأهلية حدثت مع أن الكل خاف منها وأكد عدم حصولها".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل غير قانونية وغير مقبولة

تناول المقال الافتتاحي في صحيفة "الغارديان" البريطانية، تفجيرات الاحتلال في لبنان التي استهدفت عددا من المدنيين وعناصر حزب الله.

وقالت الصحيفة، "في الحرب العالمية الثانية، نشرت قوات الفدائيين كميات ضخمة من الأجسام المفخخة التي يحتمل أن تجذب إليها المدنيين، وكانت الفكرة من ذلك التسبب في القتل العشوائي على نطاق واسع".

وأضافت، أن اليابانيين صنعوا غليون تدخين مفخخا بمواد فجرت بصاعق مرتد، أما الإيطاليون فأنتجوا سماعة تنفجر عند توصيلها.



وبعد مرور أكثر من قرن، تم إبرام معاهدة عالمية "حرمت في كافة الظروف استخدام الأجسام المفخخة أو أي وسائل أخرى تتخذ شكل ما يبدو أنها أجسام غير ضارة، ولكنها في الواقع مصممة ومركبة بحيث تحتوي على مواد متفجرة"، وفقا للمقال.

وتساءلت، هل أخبر أحد إسرائيل وأنصارها المبتهجين بأنها، كما أشار إلى ذلك برايان فينوكان من مجموعة الأزمات الدولية، أحد الموقعين على البروتوكول؟

ويوم الثلاثاء، انفجرت بشكل متزامن تقريبا أجهزة المناداة (البيجر) المستخدمة من قبل المئات من أعضاء مجموعة حزب الله في لبنان وسوريا، ما أفضى إلى مقتل ما لا يقل عن اثني عشر شخصا – بما في ذلك طفلان وأربعة من العاملين في المستشفيات – وكذلك إلى جرح آلاف آخرين.

وبينت الصحيفة، أن هذا الوضع مشابه تماماً للممارسات التاريخية التي تحرمها صراحة معاهدات التسليح العالمية الحالية.

وتقول وسائل الإعلام الأمريكية إن إسرائيل تقف من وراء الهجوم، وإن البلد لديه الحافز والوسائل الكفيلة باستهداف أعدائه المدعومين من قبل إيران.

وأشارت إلى أن زعماء إسرائيل يمتلكون تاريخا طويلا في تنفيذ العمليات المعقدة عن بعد، والتي تتراوح ما بين الهجمات السيبرانية، إلى الهجمات التي تنفذ بواسطة مسيرات انتحارية، إلى الأسلحة المتحكم بها عن بعد والمستخدمة في اغتيال العلماء الإيرانيين.

ويوم الأربعاء، نشرت تقارير تفيد بأن إسرائيل فجرت الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية المستخدمة من قبل أعضاء حزب الله في لبنان، ما نجم عنه مقتل تسعة وجرح المئات.

وبينت أن هجمات هذا الأسبوع لم تكن، كما زعم المدافعون عن إسرائيل، "جراحية" أو أنها "استهدفت بدقة عمليات ضد الإرهاب"، ولا ريب في أن إسرائيل وحزب الله عدوان لدودان لبعضهما البعض.

فقد شهدت الجولة الحالية من القتال نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من الحدود الإسرائيلية اللبنانية بسبب صواريخ وطلقات المدفعية التي تنهال عليهم من طرف "المليشيات الشيعية"، وفق تعبير الصحيفة.

وأردفت بأن تفجيرات أجهزة المناداة قصد منها بوضوح استهداف الأفراد المدنيين – وبعضهم من الدبلوماسيين والسياسيين – الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في الأعمال القتالية.

وتابعت، يبدو أن الخطة كانت ترمي إلى إنتاج ما قد يطلق عليه المحامون "أضرار بليغة تلحق بالمدنيين عن طريق الصدفة"، لقد استخدمت نفس هذه الحجج ضد روسيا للزعم بأن موسكو ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا.

وبحسب المقال، فإنه يصعب القول لماذا لا يتم تطبيق نفس المنطق في حالة إسرائيل – فيما عدا أنها حليف للغرب.

ومثل هذه الهجمات غير المتكافئة، والتي يبدو أنها غير قانونية، ليست فقط غير مسبوقة، بل ويمكن أيضاً أن تصبح أمراً طبيعيا، إذا كان الأمر كذلك، فإن الباب سيفتح أمام دول أخري لاختبار قوانين الحرب بشكل فتاك وفقا للغارديان.

وأشارت إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تتدخل وتقيد حليفها، ولكن لا يظهر جو بايدن أي أمارات على الرغبة في التدخل لوقف سفك الدماء. يمر الطريق نحو السلام بغزة، ولكن خطة السيد بايدن للسلام – وتحرير الرهائن – لم تجد قبولاً لا لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا لدى حماس.



ويُخشى أن تفضي أفعال إسرائيل إلى صراع كارثي واسع النطاق، يجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية، بحسب وجهة نظر الصحيفة، التي ترى العالم يقف على شفا هوة من الفوضى، لأن استمرار نتنياهو في إحكام قبضته على السلطة، وبالتالي تحصين نفسه من الملاحقة بتهم الفساد، يتوقف إلى حد كبير على خوض بلده للحرب.

وبين أنه لا يمكن لشيء من ذلك أن يحصل دون تواطؤ الولايات المتحدة ومساعدتها، لربما فقط بعد انتخاباتها الرئاسية قد تتمكن الولايات المتحدة من القول إن ثمن إنقاذ السيد نتنياهو لا ينبغي أن يدفعه الناس في شوارع لبنان أو الفلسطينيون في المناطق المحتلة.

وختمت، "حتى ذلك الحين، سوف يستمر النظام الدولي القائم على القواعد والأحكام عرضة للتقويض من نفس البلدان التي أوجدت النظام".

مقالات مشابهة

  • "حماس": اغتيال إبراهيم عقيل "جريمة" ستدفع إسرائيل ثمنها
  • خبير استراتيجي: الحرب مع حزب الله «عنقودية» والخسائر التي لحقت به غير مؤثرة
  • نصرالله يحصن الرد بالغموض: لا عودة للمستوطنين قبل وقف الحرب في غزة
  • الحوثيون يعلقون على خطاب حسن نصر الله
  • ما رسائل نصر الله بعد تفجيرات البيجر؟ محللون يجيبون
  • نصر الله: تفجيرات “إسرائيل” للأجهزة اللاسلكية تُعد “إعلان حرب” والرد سيكون قاسياً وعسيراً
  • بعد حادث لبنان.. هل تُستخدم الأجهزة الإلكترونية كسلاح في حروب المستقبل؟
  • الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل غير قانونية وغير مقبولة
  • لماذا سرّعت إسرائيل تفجير أجهزة ” البيجر ” التي يستخدمها حزب الله؟.. مسؤول أمريكي يكشف السر