عربي21:
2025-04-02@12:23:08 GMT

الخطوط الحمراء: حدود المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله»

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

ليس من المجدي في رأيي محاولة التقليل من شأن الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي، الذي أسفر عنه التفجيران الأخيران اللذان تسببا في استشهاد قرابة سبعةٍ وثلاثين حتى وقت كتابة هذا المقال، ناهيك عن كون هذا الرقم مرشحاً للزيادة نظراً إلى طبيعة الإصابات.

ثم أعقبت ذلك الطلعات الجوية التي صرح كيان الاحتلال بأنها دمرت ما يقرب من مئة فوهة إطلاق صواريخ تابعةٍ لحزب الله في الجنوب اللبناني، وإن كنا لا نعتمد على رواية العدو تماماً، إلا أن تسلسل الأحداث وطبائع الأمور من شأنهما أن يحملانا على تصديق أن ضرراً ما قد حل ببعضٍ من هذه المنصات، بغض النظر عن حجمه.



أعترف عن نفسي بكم كان هذا التطور مفاجئاً، بقدر ما هو مزعجٌ ومؤلم، ولن أنكر أن قدراً من الإحباط قد تطرق إلى نفسي، ولم يخفف من حدة تلك المشاعر سوى اعتراف السيد حسن نصر الله بفداحة هذه الانتكاسة، الأمر الذي يثبت مرةً أخرى جديته وتنظيمه، ووعيده بالثأر الذي أصدقه، بالإضافة إلى تحليلٍ متأنٍ للحدث لوضعه في سياقٍ موضوعي يسمح بتقييم وزنه جيداً.
الجديد هنا هو التوسع في استعمال تلك التقنية بحيث تتخطى الاغتيال أو الضربة شبه الجراحية
ثمة عاملان مهمان هنا. أما الأول فيتمثل في طبيعة هذا العملية، حيث لا بد من التذكير بأنها ليست سابقةً من حيث نوعيتها، فقد سبقتها عملياتٌ مماثلة كتفخيخ هاتف المهندس يحيى عياش، واغتيال العلماء الإيرانيين وصولاً إلى اغتيال الشهيد إسماعيل هنية؛ الجديد هنا هو التوسع في استعمال تلك التقنية، بحيث تتخطى الاغتيال أو الضربة شبه الجراحية، لتأخذ صبغة عمليةٍ عسكرية واسعة، لا تفرق بين عسكريٍ ومدني، تتساوى في ذلك مع أي قصفٍ صاروخيٍ عشوائي للمدنيين، وبذا تُشكل إرهاب دولةٍ بامتياز.

أما العامل الثاني فهو، حسم فترة الترقب التي عشناها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والإجابة على سؤال «أكون أو لا أكون» في ما إذا كانت الحرب ستتوسع لتشمل لبنان أم لا؛ يجوز أن كل المؤشرات كانت ترجح أن مصلحة نتنياهو المأزوم، تكمن في استمرار الحرب، ليستمر تحالفه ومن ثم هو شخصياً، إلا أننا لم نعدم في أي لحظة المراهنين على من قد يلجمونه في المؤسسة العسكرية الاستخباراتية الإسرائيلية، بالإضافة إلى الحسابات والخوف الإسرائيليين من توسعٍ كهذا في العمليات، وعمق الجبهات، خاصةً مع القوة الأكبر والأفضل تسليحاً المتمثلة في حزب الله ، فها هو الأمر قد قُضي والحيرة تبددت وصعدنا إلى مستوىً آخر يفرض تقييماً آخر.

لذا أكرر، أنه من غير المجدي ولا التعقل التقليل من حجم هذا التصعيد، لكنه مع التفكير المتروي المتعمق ينبغي أيضاً عدم التهويل من شأنه. أجل، هو مؤلمٌ وجارح، لكنه ليس حكماً بالهزيمة، بل وأبعد ما يكون عن ذلك..

من حيث المبدأ فإن أي تحليلٍ منطقي من شأنه أن يقودنا إلى أن كياناً كإسرائيل الذي نعرفه، بطبيعة نشأته وأهدافه، لم يكن له أن يقبل بحالة التعايش القلق التي سادت بينه وبين حزب الله، منذ انسحابه من الجنوب مع بداية الألفية الجديدة، ناهيك عن الثأر من عار هذه الهزيمة المهينة؛ تلك المناوشات المتفرقة التي لم تتطور إلى حربٍ شاكلة، لم تكن لتغني عن تلك الحاجة الإسرائيلية، التي سنحت الآن أو أملتها الظروف بتعبيرٍ أدق.

أما من ناحية طبائع الأمور وجوهر الأشياء، فإن التفوق الإسرائيلي التقني والاستخباراتي ليس بالجديد، بل هو شرطٌ وجودي ومكونٌ أساسي في المعادلة، قبلت المقاومة به ونشأت وترسخت في ظله، ولم يكن مطروحاً في أي مرحلة من المراحل، ولم يزعم أحد أن كفة هذا التفوق قد اختلت لصالح المقاومة.
الركن الأساسي الذي تستند إليه ظاهرة المقاومة، هو تحدي هذا التفوق والقبول بتلقي الضربات والخسائر الأكبر
إن الركن الأساسي الذي تستند إليه ظاهرة المقاومة، هو تحدي هذا التفوق والقبول بتلقي الضربات والخسائر الأكبر، وتحملها طالما استطاعت في المقابل أن ترد بعملياتٍ نوعية، تؤلم العدو وتدميه وتستنزفه.

أما عن دهشتنا من فكرة النقلة الكمية المتمثلة في هذا الكم من التفجيرات، فهي في الحقيقة مبعث الدهشة، إذ ما الغريب في كون تلك القوة الاستعمارية الاستيطانية -الإحلالية التي تمارس إبادةً جماعية وحشية منذ قرابة العام في آخر جولاتها ضد شعبنا، تقدم على استهداف وقتل هذا العدد؟

لعل مبعث الدهشة الأولية من العمليات الأخيرة يمكن في خطأنا في الحساب عقب السابع من أكتوبر، واندفاعنا وراء الأماني ونسياننا لركائز أساسية حكمت هذا الصراع الوجودي منذ البداية، إذ يجوز أن هجوم حماس، شكل تطوراً نوعياً مبهراً من قبل المقاومة، إلا أن ذلك لا يعني أن إسرائيل، المدعومة دائماً وأبداً من الغرب، أصبحت خصماً تافهاً أو منعدم القدرات.

وينبغي أن لا ننسى أنها كمجتمعٍ يجنح يميناً ويزداد شعوره بالخطر سوف يصبح أكثر شططاً وجنوحاً ليعيد رادع الخوف من العقاب وحجم الانتقام إلى المعادلة، تماماً كالنظام المصري الذي يمارس أبشع تنكيل عقب يناير/كانون الثاني.

إن أي قراءة جيدة لطبيعة إسرائيل والدور الذي أنشئت من أجله، ولم تزل تقوم به وأي تتبعٍ لتطور الأحداث ووحشية العمليات المقترن بالصمت الغربي والموافق فعلياً، كان من المفترض أن يقودنا إلى شبه اليقين بحتمية التصعيد مع حزب الله، كما مع إيران، فذلك الكيان الذي لا يستطيع الاستمرار من دون التفوق على كل محيطه مجتمعاً، لا يستطيع أيضا الاستمرار وقد تجرأ أعداؤه عليه لهذه الدرجة وازدادت قناعتهم بأنهم يشكلون خطراً وجودياً عليه.

لا بد لإسرائيل، وفق منطقها الخاص النابع من وضعها الأخص، أن تستمر وتتوسع حتى تحدث أكبر ضررٍ وتدميرٍ ممكن، بحيث تتمكن من دحر أي تصورٍ كهذا وإعادة ترميم جدرانها في وجه أعدائها.
لقد أخطأنا حين استسلمنا إلى نشوة إهانة كيان الاحتلال في السابع من اكتوبر.

في الخلاصة لا بد من وضع الأمور في سياقها التاريخي وفي حجمها الحقيقي: لم يكن لدى إسرائيل مهربٌ من التصعيد، وستستمر في ضرب المقاومة في لبنان. سيرد حزب الله في الوقت المناسب، بعد أن يصلح الضرر في خطوطه، وعلى الأغلب سيكون الرد موجعاً. نحن مقبلون على الأغلب على مزيدٍ من التدمير والألم.

لم تنته إسرائيل بعد ولم تضمحل كقوةٍ عسكريةٍ استخباراتية، كما أن المقاومة لم تُهزم رغم الضربة المؤلمة.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال اللبناني حزب الله حماس لبنان حماس حزب الله الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

غزة وصنعاء تنتصران

 

أطلق خيالك وتفكر بأي نوع من العذاب أو الضيق في هذه الدنيا، أي الصور الآتية تستحق جائزة البوليتزر لأجمل لقطة تبهر المتفرجين : مجموعة رجال مذعورين يستخدمون مطرقة واحدة لتحريك كتلٍ إسمنتية تزن أطنانا لمحاولة انقاد الضحايا العالقين تحتها أم مجموعة من الأمهات المفزوعات بالقتل وهن يحملن جثامين أطفالهن المقطعة بين أيديهن؟ هل تعرفون معنى المجاعة حقا؟ هل تعرفون معنى وجود مائة وخمسين ألف جريح دون دواء ولا مستشفيات ولا أطباء؟ هل تريدون صفوفا من الأرامل بطول كيلو متر؟ هل تعرفون معنى البرد في الخيام بلا طعام ولا كهرباء ولا مقومات للحياة؟ هذه هي غزة في يوم القيامة، مدينة المقاومة في أعتاب القرن الجديد، حيث تخلى الكل عن غزة إلا من اختار البقــاء .

لأول مرة في التاريخ تُحاصر القضيةُ الفلسطينية وشعبها بهذا القدر من الإجرام ومحاولات الإذابة باستخدام الجريمة والمافيا السياسية والعسكرية، لأول مرة في التاريخ يجري اللعب في الأمن العالمي ويتحول الرؤساء إلى أفراد في عصابات عالمية أهدافها لا تتعدى جمع الثروات الفائقة ، لأول مرة تشن حرب يقتل فيها خمسون ألف فلسطيني ويتم فيها تدمير مدن كاملة بايعاز من شركات السلاح والطاقة الأمريكية ، لأول مرة تتحالف الرجعية العربية وتتكشف عن أصولها اليهودية في خدمة المشروع الذي عُيِنت لأجله، لأول مرة تُشهر الولايات المتحدة انحطاطها الحضاري بهذه الكمية وبهذه الوحشية لتكرس فكرة الوأد للقضية الفلسطينية واستدراجها نحو حفرة كبيرة من الساحة الخلفية للتاريخ حيث يمكن قتل الضحية وإخفاؤها وسط الليل دون شهود، لأول مرة في التاريخ تقف ثلة قليلة صاحبة الحق والشرعية في مواجهة أكبر تحالف عالمي من الصهيونية الأخلاقية والإبادة المصوت عليها بالموافقة الإجماعية .

غزة فلسطين محاصرة مجوعة، تتعرض للقتل اليومي وتحولت إلى جحيم أرضي ومثلها الضفة الغربية، لبنان حكومةً يتوسل السلطات الصهيونية والفرنسية للالتزام بالهدنة ويعد بأن يبقى مؤدبا ومسالما في الوقت الذي يتعرض فيه للقصف والضرب بعدما كان لبنان قبل بضعة أشهر يمتلك الفرصة لتغيير تاريخ المنطقة إلى الأبد، مجموعات عربية ذات أصول يهودية ثرية تعرض خدماتها الوفية للكيان الصهيوني لإغواء وتهديد مصر والسلطة والأردن وتعلن تشددها بأكثر من سموتريتش في ضرورة القضاء على المقاومة وكل معالم الوجه الإسلامي للمنطقة، اليمن أرض العروبة والبطولة يتعرض لغارات متواصلة بين القتل والتدمير ليس لحماية الكيان بقدر الاستيلاء الأمريكي على البحر الأحمر وإذلال أوروبا والعرب، سوريا دخلت النفق الصهيوني والمصير تشوبه ظلال مخيفة من الشكوك والتيه والتحول إلى قضية سورية جديدة عنوانها السويداء والقنيطرة والعلويين ومن يلعب على من ، المجرم المطلوب نتانياهو يصر في كل خطاب له على مصطلح تغيير وجه الشرق الأوسط ليقول لكل الكتلة العربية بأنكم مجرد عبيد في أرضنا وتاريخنا . كل هذه الإنجازات الإسرائيلية التي حدثت في لبنان وسوريا ليست إلا تمهيدا للوصول إلى ايران في التوقيت الصحيح والرسالة هنا لكل الإقليم المضطرب .

لقد تبين الآن أن المقولة الشهيرة ” حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل ” ليست وهما ولا مشروعا قادما، بل هي واقع قائم ولكننا مغفلون وغافلون، لا يوجد أي شيء يفسر هذه الحال التي وصلناها إلا هذه الفكرة، لقد تبين للتو بأن حدود هذا الكيان جاهزة ومجهزة ولا يلزمها سوى رفع علمها الرسمي فوق المحافظات الإسرائيلية المترامية الأطراف حول فلسطين، المحافظتان الوحيدتان اللتان ليستا خاضعتين لهذا الكيان هي غزة وصنعاء ولذلك تشتغل كل مملكة إسرائيل الكبرى لتركيع وضم هذه المحافظات، وضمن هذه الوضعية ومع استمرار عداد القتل داخل الأرض العربية بالتصاعد ترفض الكتل الصخرية العربية أن تستجيب للقوى التكتونية للتاريخ مما سيقود حتما إلى كسرها وتفتتها وانجرافها مع طوفان الأقصى العظيم الذي دفعت به المقاومة الفلسطينية لتحظى هذه الأمة بالفرصة للنهوض والصعود وكسر القيود .

لقد أصبح العالم العربي الساكت جثةً هامدة مثل كائن فضائي وقع بين أيدي رزمة من علماء التشريح الرأسماليين الذين يريدون معرفة ما بداخل كل عضو فيه لتقييم سعره وابتزاز خصائصه، تتحول مصر والأردن ولبنان وسوريا والباقي بلا استثناء إلى قطع غيار معروضة في متجر بيع الأعضاء الأمريكي بعد تقطيع الجسد وتفكيك أعضائه وعرض كل عورة للبيع والابتزاز، لقد أصبح السيد ويتكوف بمثابة المندوب السامي الأمريكي والفارغ عقلا، يتحرك عبر المنطقة ليشرف بنفسه على إذلال حكامها وتحويلهم إلى حرس لمشروع السيطرة الأمريكي ويهدد الأنظمة بالسقوط مع ورقة الإفلاس والبطالة والسخط عليهم .

إن ما يحدث ونراه ولم يعد يُصدق أصبح واقعا، وهنا سادتي لم يعد التحليل السياسي ولا الاقتصادي ولا العلمي ولا التاريخي كافيا لفهم واعتبار ما يحدث بالشكل الصحيح، هنا بالضبط تتدخل النصوص المقدسة المنزلة من السماء لتكشف الغيب وتطمئن القلوب وتريح العقل والنفس قبل أن نفقد عقولنا ونفوسنا من فرط وحشية المؤامرات، لم يكتف المجرمون بحملات صليبية صهيونية عسكرية على غزة ولا بحملات إعلامية أشد فتكا، بل اليوم يحاولون العبث داخل غزة بمحاولات رخيصة مكشوفة لكسر الحاضنة الشعبية للمقاومة والحفر من تحتها، أخطر تجليات هذه المؤامرات هو المظاهرة المفبركة ضد المقاومة التي جرى إعدادها جيدا لتسمم النفوس وتضع الجرح قرب الملح، هؤلاء الذين رتبوا مثل هذه المسرحية العبثية هم ما يسمى بالمقاومة الإسرائيلية، هم أنفسهم من يعبثوا بوعي شعوب العرب طيلة شهر رمضان بالمسابقات والمسلسلات، وهم أنفسهم من يقيم الأفراح والليالي الملاح ويصنعون هيئة إلغاء العقل بالفرفشة والأغاني والطرب واللهب، هم أنفسهم من يشكك في جدوى المقاومة ويشيطن عملية طوفان الأقصى تلبية لنداء كوهين وبنيامين، هؤلاء هم من يطعن ظهر المقاومة ويتهمونها بأنها من تسببت في خراب غزة ، هذه هي المقاومة الإسرائيلية التي رتبت المظاهرات التي تولاها بعض العملاء والسفهاء وتطالب بتنحية المقاومة، إنها الشيء الموازي لكل الجرائم العسكرية والسياسية التي تجري على أرض غزة واليمن ولبنان وسوريا .

لكننا نطمئن المقاومة والرجال الصابرين المجاهدين في غزة واليمن بأن علامات الشدة والبأس والضيق الشديد هي ذاتها علامات الفجر المتربص من الجهة الأخرى للبصيرة المقاتلة، يجب أن تصل القلوب الحناجر من الحصار والقصف والموت والجوع وعربدة العدو شمالا ويمينا، يجب أن تشتد الأزمة حتى الفيضان، يجب أن يغلق الرئيس المعبر ويعتقل كل من يذكر اسم فلسطين ويكون شريكا رسميا في خدمة المجرمين، يجب أن يتآمر الأعراب ويطلعوا بكل أموالهم للقضاء على المقاومة لأن الله مظهر لما في قلوبهم من كفر ونفاقٍ ومكر تزول منه الجبال، يجب أن يجتمع كل أولئك حتى يكون النصر جديرا باسمه، النص الخالد يعيد بعث نفسه من جديد، ويكرر نبوءته حيال المجاهدين عندما واجهوا النسخ القديمة في التاريخ من ترامب ونتانياهو وزعماء القبيلة، (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما)، نعم يا سادتي يجب أن يجتمع الشرق والغرب ضد المقاومة ويجب أن تصل الحبكة إلى ذروتها لكي ينصف الله الحق من الباطل وندخل مشارف معركة الخلاص، وسترون أن غزة ستكسر جبروت المستعمرة الأمريكية، وستشهدون بأنفسكم بأن اليمن العظيم الفقير المعدم الذي يتعرض كل يوم للموت والقصف هو من سيكسر جبروت إمبراطورية الشر الكبرى ويجعلهم أمثولة للزمان .

في داخل الفهم العميق لميكانيكا الكم القرآنية العجيبة هنالك قانون خارق يربض مبيتا داخل المنظومات اسمه ” أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ” وهذا القانون لا يمكن لكل علوم العساكر والسياسة والعلوم البحتة والتطبيقية ان تحكمه أو تفهمه لأنه خارج نطاق هذا العالم، هذا القانون هو سلاح نصر لا يقل عن فعلة قنبلة ذرية، ثمة قانون آخر في هذا العلم العجيب أشد خطورة يصف لكم كيف أن شيئا صغيرا يلقف ويستولي على تأثير شيء أضخم منه، تلك القاعدة هي ” فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ”، هذا هو بالضبط ما لقفته عصا السنوار الخالدة من الهجمة العظيمة على هذه الأمة ووضعته في مهب الريح، وهذا هو النهج الكوني الذي منحه الله للمستضعفين في الأرض وللفئة الصابرة الصالحة التي تضرب ضربتها فتلقف كل ما يؤفكون من جرائم ومؤامرات وحبائك، هذا هو ما تقوم به صواريخ اليمن المقدسة وصمود المقاومة الفلسطينية.

لقد صمدت أيها البطل خمسة عشر شهرا دون ان تنحني هامتك، خمسة عشر شهرا وفشلت أمريكا وفشل آل صهيون وفشل حكم العرب في مسح اسمك الخالد فوق غزة الخالدة، فهل ستحني هامتك بضع بعوضات تحلق قرب قدميك ؟

كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • مقرر أممي يدعو لمعاقبة إسرائيل على حملة التجويع التي تمارسها ضد المدنيين بغزة
  • غزة وصنعاء تنتصران
  • تركيا و«إسرائيل» وسوريا واليمن وتداعيات الحرب
  • سعاد تطلب الخلع أمام محكمة الأسرة: أخاف ألا أقيم حدود الله
  • إسرائيل تستعد لبناء حاجز جديد على حدود الأردن
  • حسن بدير.. من هو القيادي في حزب الله الذي استهدفته إسرائيل؟
  • علي عمار: للصبر حدود
  • كان يُخطّط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص.. معلومات عن حسن بدير الذي استهدفته إسرائيل في غارة الضاحية
  • أنصار الله في مواجهة الأمريكيين.. كيف يمكن أن ينتهي هذا الاشتباك غير الطبيعي؟
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية