«واشنطن بوست»: السؤال الرئيسي بعد الهجوم الإسرائيلي على أجهزة حزب الله.. لماذا الآن؟
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدو أن الهجوم المعقد متعدد المراحل الذى تسبب فى انفجار الآلاف من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الراديو المحمولة التابعة لحزب الله فى مختلف أنحاء لبنان كان مخططا له بدقة، إلا أنه جاء فى وقت تشهد الحكومة الإسرائيلية حالة من الاضطراب.
ولم تعلن إسرائيل، التى نادرًا ما تعلق على عملياتها الاستخباراتية فى الخارج، مسئوليتها عن الهجوم الذى استمر لليوم الثانى الأربعاء مع انفجار المزيد من العبوات الناسفة فى مختلف أنحاء لبنان.
ولم يبلغ الإسرائيليون الولايات المتحدة بتفاصيل الهجوم قبل وقوعه، لكنهم أبلغوا واشنطن بعد ذلك من خلال قنوات استخباراتية، وفقًا لمسئولين أمريكيين قالوا: "لم نكن على علم بأن مئات الأجهزة اللاسلكية سوف تنفجر فى لبنان فى نفس الوقت."
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن السؤال الحاسم الذى يلوح فى الأفق بشأن هذه العملية غير المسبوقة: لماذا الآن؟، حيث تعيش الحكومة الإسرائيلية حالة من الاضطراب، وكانت واشنطن تحاول جاهدة منع اندلاع صراع أوسع نطاقًا، الأمر الذى جعل الخبراء والمسئولين يتساءلون عن توقيت الهجوم وما يشير إليه فيما يتصل بنوايا إسرائيل فى لبنان.
التوقيت لم يكن الأمثلوقال عوديد عيلام وهو عميل سابق رفيع المستوى فى الموساد أشرف على عمليات مكافحة الإرهاب الدولية، إن غياب أى متابعة عسكرية كبيرة من جانب إسرائيل فى الساعات التى أعقبت الانفجارات الأولى يشير إلى أن "التوقيت لم يكن الأمثل".
ولكن كيف تمكنت إسرائيل بالضبط من تنفيذ العملية ــ وما إذا كانت قد انتهت بالفعل ــ ظل الأمر غير واضح يوم الأربعاء.
وقدر مستشار لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقائد كبير سابق فى جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى أن العملاء ربما سيطروا على سلسلة توريد أجهزة النداء، وأفرغوا محتويات الأجهزة وملأوها بكميات صغيرة من المتفجرات.
وقال لصحيفة واشنطن بوست إنه بمجرد اكتمال ذلك، فإن الوقت المتاح للتحرك كان محدودا: "إن مستوى الشكوك مرتفع، ولا يتطلب الأمر سوى انفجار واحد من غير قصد لإحراق العملية".
وردد مسئولون سابقون آخرون فى الاستخبارات الإسرائيلية هذا الرأي، قائلين إن مثل هذه العمليات ـ التى تستغرق شهورًا، إن لم يكن سنوات، فى طور الإعداد ـ لا تدوم طويلًا بعد تنفيذها.
وفى حالة أجهزة النداء المتفجرة، ربما كان قرار حزب الله بالتحول إلى ما اعتقد أنه أجهزة أكثر أمنًا وأقل تقنية بعد موجة من الاغتيالات الإسرائيلية المستهدفة بمثابة فرصة سانحة، كما أوضح عيلام.
وتابع إن الاعتبارات الاستراتيجية، مثل احتمال نجاح العملية فى تحقيق أقصى قدر من التأثير، تحتاج إلى الموازنة مع خطر تعرض العملية للخطر، ووصف الهجوم بأنه "بيرل هاربور" بالنسبة لحزب الله.
ولكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت العملية تهدف إلى أن تكون بمثابة دفعة أولى فى صراع واسع النطاق أو تحذير لحزب الله بشأن التكاليف المحتملة لمثل هذه المواجهة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت لقواته فى قاعدة رامات ديفيد الجوية فى حيفا الأربعاء: "نحن فى بداية مرحلة جديدة فى الحرب. مركز الثقل يتحرك شمالا".
وبدأ حزب الله فى شن هجمات ضد إسرائيل فى الثامن من أكتوبر الأول دعمًا لغزة وحركة حماس، وتعهد بعدم التراجع حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة.
وبينما كانت سيارات الإسعاف تجوب شوارع بيروت مرة أخرى يوم الأربعاء، تعهدت الجماعة المسلحة بـ"المحاسبة" لإسرائيل.
وفى الدول العربية المجاورة، التى تعيش بالفعل حالة من التوتر بعد أشهر من تكثيف الضربات والضربات المضادة على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، شعر مسئولو الاستخبارات والأمن بالانزعاج إزاء الاستفزاز الأخير.
وقال أحد المسئولين الإقليميين: "كنا بالفعل فى أعلى سلم التصعيد. لقد كانت هذه مقامرة كبيرة من جانب إسرائيل".
لم يكن منطقيًاوتكهنت أجهزة الأمن العربية بأن حزب الله اكتشف مشكلة فى أجهزة الإنذار وأن إسرائيل تواجه لحظة "استخدمها أو ستخسرها".
وخلافًا لذلك، قال العديد من المسئولين إن توقيت الهجوم لم يكن منطقيًا على الإطلاق، بحسب "واشنطن بوست".
وقال مسئول أمنى إقليمى ثان: "حتى لو كانوا يحاولون إرسال رسالة، فلماذا الآن؟ سيكون هناك رد فعل من حزب الله. لماذا تفعل هذا إذا كنت مهتمًا حقًا بمنع حرب أوسع؟"
وفى مقطع فيديو، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء بأن إسرائيل "ستعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وأدت صواريخ حزب الله إلى نزوح نحو ٦٠ ألف شخص من المجتمعات الإسرائيلية فى الشمال؛ وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، جعلت الحكومة الأمنية فى البلاد عودتهم هدفًا رسميًا للحرب.
ويبدو أن واشنطن محدودة فى قدرتها على كبح جماح أقرب حلفائها فى الشرق الأوسط. فقد زعم مسئولو البيت الأبيض أنهم غاضبون من اغتيال إسرائيل لزعيم حماس إسماعيل هنية فى أواخر يوليو، فى لحظة محورية فى مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وفى أبريل، أعرب مسئولون فى البنتاجون عن إحباطهم لعدم إخطارهم مسبقًا بضربة إسرائيلية أسفرت عن مقتل اثنين من كبار القادة الإيرانيين بالقرب من منشأة دبلوماسية فى العاصمة السورية دمشق.
وقال رئيس الموساد السابق دانى ياتوم إن الأجهزة المتفجرة كانت تهدف إلى "إثارة الذعر والتوتر والصدمة" داخل حزب الله".
وأضاف أن "هذه العملية لا يمكن أن تستمر من تلقاء نفسها، بل إنها قد تكون بداية لحرب أكثر حسمًا فى لبنان".
ولكن الخلفية السياسية الداخلية للعملية أثارت أيضًا تساؤلات حول توقيت الهجوم وأهميته الاستراتيجية الأوسع.
وكان الأسبوع الماضى مضطربًا بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، حيث تزايدت التقارير التى تفيد بأن نتنياهو يسعى إلى استبدال جالانت بعد أشهر من الاحتكاك بشأن استراتيجية الحرب. وقد دفع جالانت علنًا نتنياهو إلى الموافقة على وقف إطلاق النار بغزة، مما سيسمح للجيش بتحويل انتباهه الكامل إلى لبنان.
وبغض النظر عن النوايا الأولية لإسرائيل قبل شن الهجوم، فإن الحكومة ستواجه الآن ضغوطًا محلية متزايدة للاستفادة من الزخم وضرب حزب الله وهو فى حالة ضعف، بحسب ما يقول المحللون.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حزب الله لبنان الهجوم الإسرائيلي إسرائيل أجهزة حزب الله واشنطن بوست حزب الله لم یکن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقر بمسؤوليته عن مقتل عامل إغاثة تابع للأمم المتحدة
(CNN) -- أقرّ الجيش الإسرائيلي، الخميس، بمسؤوليته عن مقتل عامل إغاثة تابع للأمم المتحدة في غارة على دار ضيافة تابعة للأمم المتحدة في غزة الشهر الماضي، متراجعًا عن نفيه السابق في ظل تزايد الأدلة العلنية على مسؤولية إسرائيل.
وأعلن الجيش أن تحقيقه الأولي في الحادث "يشير إلى أن الوفاة نجمت عن نيران دبابة أطلقتها قوات عاملة في المنطقة".
وأفادت الأمم المتحدة بأن الغارة أسفرت عن مقتل مارين مارينوف، وهو رجل بلغاري يبلغ من العمر 51 عامًا، كان يعمل على إيصال مساعدات إنسانية لسكان غزة كما أصيب 6 آخرون في الهجوم المميت الذي وقع بعد يوم واحد من استئناف إسرائيل قصفها لغزة، منهيةً بذلك وقف إطلاق نار دام شهرين.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان: "قُصف المبنى بسبب الاعتقاد بوجود عناصر للعدو، ولم تُحدّده قواتنا كمنشأة تابعة للأمم المتحدة"، وأضاف: "يأسف الجيش الإسرائيلي لهذا الحادث الخطير، ويواصل إجراء عمليات مراجعة شاملة لاستخلاص الدروس العملية وتقييم التدابير الإضافية لمنع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل، نعرب عن حزننا العميق على الخسارة ونُقدّم تعازينا للعائلة".
وفي البداية، نفى الجيش الإسرائيلي أي دور له في الهجوم على دار الضيافة التابعة للأمم المتحدة، واتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأمم المتحدة بـ"الافتراء الذي لا أساس له" لقولها إن نيران الدبابات الإسرائيلية كانت مصدر الهجوم.
وهذه هي المرة الثانية خلال الشهر الماضي التي يُدلي فيها الجيش الإسرائيلي بتصريحات كاذبة حول هجوم على عمال إغاثة، ليتراجع بعد ذلك أمام أدلة دامغة تُناقض الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي.
وفي الأسبوع الماضي، أقرّ الجيش الإسرائيلي بارتكاب "أخطاء" دفعت قواته إلى مهاجمة عدة سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء ومركبة تابعة للأمم المتحدة، مما أسفر عن مقتل 15 عامل إنقاذ وإغاثةولكن فقط بعد ظهور فيديو للحادث، دحض الرواية الأولية للجيش الإسرائيلي.
وظهرت أدلة على مسؤولية إسرائيل عن الهجوم على دار الضيافة التابعة للأمم المتحدة في 19 مارس/آذار على الفور تقريبًا."
في يوم الهجوم، صرّح خبراء أسلحة لشبكة CNN بأن الأضرار التي لحقت بالمبنى وشظايا الأسلحة التي صُوّرت في موقع الهجوم تتوافق مع نيران الدبابات الإسرائيلية.
وقال تريفور بيل، العضو السابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأمريكي، والذي راجع اللقطات، إن الشظايا تتوافق مع قذيفة دبابة إسرائيلية من طراز M339. وقال جينزن جونز، مدير خدمات أبحاث التسلح (ARES)، والذي حلل اللقطات أيضًا، في ذلك الوقت: "يبدو أن البقايا من قذيفة دبابة إسرائيلية عيار 120 ملم، وعلى الأرجح من طراز M339 متعدد الأغراض".
وخلص تقرير لاحق نشرته صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن قذيفتي دبابة إسرائيليتين قتلتا على الأرجح موظف الأمم المتحدة وأصابتا 5 آخرين في تلك الضربة.
كما حدد تقرير الصحيفة موقع دبابة إسرائيلية على بُعد ما يزيد قليلًا عن ميلين من دار الضيافة في صور الأقمار الصناعية الملتقطة في اليوم السابق للهجوم.
وقالت الأمم المتحدة إنها أبلغت الجيش الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا بموقع دار الضيافة، بما في ذلك في الليلة التي سبقت الغارة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن نتائجه الأولية قُدمت إلى رئيس أركانه وممثلي الأمم المتحدة، وأن تحقيقًا شاملًا سيُستكمل "في الأيام المقبلة، ريثما ترد معلومات إضافية مطلوبة".
"ضغط أشد وأكثر تأثيرا"
وشنّ الجيش الإسرائيلي، الخميس، غارة على مقرّ للشرطة في جباليا، ما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل ومقتل 10 فلسطينيين، وفقًا لفارس عفانة، مدير خدمات الطوارئ في شمال غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت مركز قيادة وتحكم لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني"كان يُستخدم لتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين الإسرائيليين وجنود الجيش الإسرائيلي".
وأدى هجوم منفصل في مدينة غزة إلى إلحاق أضرار جسيمة بمبنيين سكنيين، ما أسفر عن مقتل 7 فلسطينيين، وفقًا لمنظمة الدفاع المدني في غزة.
ويُظهر مقطع فيديو من موقع الحادث طفلًا على سطح مبنى يصرخ طلبًا للمساعدة، والدم يغطي جبينه وهو يلوّح بيده الملطخة بالغبار في الهواء.
وتواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق.
وصرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خلال زيارة إلى غزة الخميس: "إذا لم نشهد تقدمًا في إعادة الرهائن، فسنوسع نطاق عملنا إلى عملية أكثر كثافةً وأهمية".
كما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لمنطقتين في شمال غزة، في ظل توسيع إسرائيل قصفها للقطاع المحاصر، فيما وصفه بأنه محاولة لزيادة الضغط على حماس.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن أوامر الإخلاء صدرت بعد أن واجهت القوات "أنشطة إرهابية ونيران قناصة".
إسرائيلبلغارياالأمم المتحدةالجيش الإسرائيليالحكومة الإسرائيليةحركة حماسغزةنشر الخميس، 24 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.