«تليجراف»: حرب الصين على الاقتصاد الغربي.. تحذيرات من عواقب مدمرة.. استيراد السيارات الكهربائية الصينية يشكل «منافسة نظامية» تُهدد الأمن الوطني للدول المستوردة
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذرت صحيفة "التليجراف" البريطانية من خطورة النزيف المستمر لرأس المال من الصين، مؤكدة أن هذا مؤشرا خطيرا على حالة الاقتصاد الصيني المتردية، وأن هذا "النزيف" قد يُؤثر بشكل كبير على الاقتصادات الغربية.
وذكرت الصحيفة أن حالة الاقتصاد الصيني، التى توصف بالمتردية، دفعت إلى زيادة غير مسبوقة فى هروب رأس المال، كثيرا منه غير قانوني، وبالتالى لا يتم الإبلاغ عنه.
وأشارت إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينغ، على الرغم من محاولاته وقف تدفق ثروات الشركات، لم يتمكن من منع هجرة الأفراد الأثرياء الذين ينقلون مليارات الدولارات إلى الخارج عبر طرق سرية مثل العمل المصرفى الموازي. وتوقعت "التليجراف" أن يغادر نحو ١٥ ألف صينى من الأثرياء جمهورية الصين الشعبية هذا العام إلى ملاذات آمنة مثل الخليج أو اليابان، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن العام الماضي.
وتلقى "التليجراف" باللوم على سياسات شى جين بينغ فى هجرة الأثرياء الصينيين، حيث تصفها بـ"اللاإنسانية" التى تُجعل الحياة لا تطاق بالنسبة لهم. وتُشير الصحيفة إلى انعدام الثقة الشديد من جانب شى جين بينج، واضطهاده وتعطيله لرجال الأعمال الناجحين، وعدم قدرته على معالجة الأسباب الرئيسية للركود الاقتصادى والانحدار، وأبرزها سوق العقارات المشوهة والعلاقات المتوترة بشكل متزايد مع الشركاء التجاريين الأجانب الرئيسيين والمخاوف بشأن التعريفات الجمركية والعقوبات المستقبلية المرتبطة بعلاقة أوكرانيا وتايوان.
صراع الصين مع الغربالصراع المتصاعد الذى يخوضه بوتين فى أوكرانيا يعتمد إلى حد كبير على الدعم الصيني، فبدلًا من إعطاء الأولوية للازدهار المحلي، ينفق شى جين بينغ مبالغ أكبر كثيرًا على المراقبة الرقمية فى الداخل وتوسيع النفوذ العسكرى فى الخارج، بما فى ذلك أسرع انتشار للأسلحة النووية منذ الحرب الباردة.
وسمحت رعاية بكين لكيم جونج أون بالعودة علنًا إلى سباق التسلح النووي، وإيران عضو آخر فى هذه المؤامرة، وقضيتهم المشتركة هى التفوق على الولايات المتحدة، بحسب التليجراف.
وتوضح "التليجراف" أن شى جين بينج لا يرغب فى إحياء حالة مستقرة فى أى جانب من جوانب العلاقات مع الغرب، وأن هدفه هو الانخراط فى شراكات مالية وتجارية أجنبية تخدم أجندته العسكرية والسياسية، التى تعارض بشكل مباشر المصالح الغربية. وتشدد الصحيفة على أن الصين تستخدم فوائضها التجارية للتصعيد من الصراع والمنافسة مع الغرب.
وتُذكر "التليجراف" أن الصراع فى أوكرانيا، الذى يخوضه بوتين، يعتمد بشكل كبير على الدعم الصيني، وأنه بدلًا من إعطاء الأولوية للازدهار المحلي، ينفق شى جين بينغ مبالغ أكبر على المراقبة الرقمية داخل الصين، وتوسيع النفوذ العسكرى فى الخارج، بما فى ذلك أسرع انتشار للأسلحة النووية منذ الحرب الباردة.
وتختم "التليجراف" مقالها بتحذير صريح، تُؤكد فيه أن استيراد السيارات الكهربائية الصينية يشكل "منافسة نظامية" تُهدد الأمن الوطني للدول المستوردة، وتعمل على تقويض جهود الحلفاء والشركاء. وتدعو الصحيفة إلى ضرورة الوعى بمخاطر التعامل مع الصين، والتعامل معها بحذر شديد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين الرئيس الصيني شي جين بينغ السيارات الكهربائية الصينية الاقتصاد الغربي
إقرأ أيضاً:
نموُّ الاقتصاد الصيني في الربع الأول قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ
العمانية و (أ ف ب): أكدت الصين اليوم أنها "لا تخشى" خوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة، مجددة في الوقت نفسه دعوتها إلى الحوار بعدما اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الصين هي من عليها أن يأتي إلى طاولة المفاوضات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان "إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقا حل المشكلة من خلال الحوار والتفاوض، فعليها التوقف عن ممارسة الضغوط الشديدة ووقف التهديد والابتزاز والتحدث مع الصين على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة".
ويأتي هذا البيان عقب تصريحات من البيت الأبيض الثلاثاء مفادها أن الكرة "أصبحت في ملعب الصين" في ما يتعلق بالمفاوضات.
وفيما أكّدت المتحدّثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت انفتاح ترامب على إبرام اتفاق مع بكين، شدّدت على وجوب أن تبادر الصين لاتّخاذ الخطوة الأولى، معتبرة أن قوة السوق الاستهلاكية الأمريكية تشكل ورقة ضغط.
وجاء في بيان للرئيس تلته ليفيت في مؤتمر صحفي أن "على الصين أن تبرم معنا اتفاقا. لسنا نحن من يتعيّن عليه إبرام اتفاق معهم".
وأضافت "الكرة في ملعب الصين" إذا أرادت إنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
- "ضغط" -
وأظهرت الصين الأربعاء وضعا اقتصاديا أفضل من المتوقع في الربع الأول من 2025، بفضل مسارعة المصنّعين إلى تصدير المنتجات قبل فرض ترامب رسوما جمركية إضافية مرتفعة ما يؤدي إلى "ضغوط"، على ما أفادت بكين.
وبلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني 5,4% في الربع الأول، بحسب المكتب الوطني للإحصاء، وهي نتيجة أعلى بكثير من نسبة 5,1% التي توقعتها مجموعة من الخبراء استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس.
وأمرت الصين شركات الطيران التابعة لها بتعليق استلام كل الطائرات التي طلبت شراءها من شركة بوينج الأمريكية، على خلفية تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة بلومبرج الثلاثاء.
وعلّق ترامب الثلاثاء على منصة "تروث سوشال" على ذلك قائلا "من اللافت أنهم نكثوا بصفقة كبيرة مع بوينج، قائلين إنهم لن يتسلموا الطائرات التي التزموا بها بالكامل".
وبحسب بلومبرج، طلبت الصين أيضا من شركات الطيران في البلاد "وقف شراء كل المعدات وقطع غيار الطائرات من الشركات الأمريكية"، وفق ما نقلت بلومبرج عن مصادر مطلعة.
وتبدو بكين عازمة أيضا على استهداف الزراعة الأمريكية، فقد أكدت رابطة مصدّري اللحوم الأمريكية لوكالة فرانس برس أن غالبية تراخيص مصدّري لحوم البقر لم تُجدَّد منذ منتصف مارس.
كذلك، أعلنت إدارة بريد هونج كونج الأربعاء أنها ستعلق إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة.
وشكّلت الجبهات الجديدة التي فتحها دونالد ترامب من خلال حملته الجمركية، ضغطا على أسواق الأسهم العالمية الأربعاء، مع تأثر أسهم قطاع صناعة التكنولوجيا خصوصا بسبب القيود المفروضة على رقائق شركة إنفيديا العملاقة.
وفي أوروبا، تراجعت بورصة باريس في التعاملات المبكرة 0,6% وفرانكفورت 0,6% ولندن 0,2% وميلانو 0,7%.
وفي آسيا، أغلقت بورصة طوكيو على انخفاض نسبته 1,01%. كذلك تراجعت الأسواق الصينية بشكل حاد وخسر مؤشر هانج سنج في هونج كونج نحو 2% في حين خسر مؤشر شنتشن 0,8%، فيما حافظ مؤشر شنجهاي على استقراره.
- "موقع قوة" -
من جهته، يواصل الرئيس الصيني شي جين بينج جولته في جنوب شرق آسيا بزيارة لماليزيا الأربعاء، في محاولة لتنظيم استجابة منسقة للرسوم الجمركية الأمريكية.
فرض ترامب في بادئ الأمر رسوما جمركية على الواردات الصينية على خلفية اتّهامه بكين بالضلوع في توريد مادة الفنتانيل المخدّرة، ثم زاد نسبة هذه الرسوم بشكل حاد قائلا إنها رد على ممارسات تجارية للصين تعتبرها واشنطن مجحفة.
ومنذ مطلع هذا العام، فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 145 في المائة على كثير من الواردات الصينية، تضاف إلى رسوم فرضتها الإدارات السابقة.
وشمل ذلك 20 في المائة على صلة بعدم مكافحة بكين توريد الفنتانيل وغيرها من المواد المخدّرة، بالإضافة إلى 125 في المائة على صلة بالممارسات التجارية.
وردّت بكين بفرض رسوم بلغت نسبتها حتى الآن 125%.
مع ذلك قرّرت إدارة ترامب إعفاء بعض سلع التكنولوجيا المتطوّرة على غرار الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الأخيرة.
وعلّقت الرسوم الجمركية المتبادلة التي تزيد عن حد أدنى نسبته 10% لمدة 90 يوما، مع فتح البيت الأبيض الباب أمام التفاوض.
وفي هذا الإطار، أعلنت كوريا الجنوبية، أحد أكبر مصدري السيارات وأشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة، الأربعاء أن وزير المال تشوي سانج-موك سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للقاء نظيره سكوت بيسنت.
من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في مقابلة مع مجلة "دي تسايت" الألمانية أن الاتحاد الأوروبي "في موقف قوي" في المفاوضات المقبلة "لأننا كأوروبيين نعرف بالضبط ما نريد وما هي أهدافنا".
أما كندا، وهي دولة أخرى في مرمى نيران ترامب، فقدمت لفتة لشركات صناعة السيارات الثلاثاء ستسمح بها بموجبها باستيراد عدد معين من المركبات المصنوعة في الولايات المتحدة في مقابل التزامها الحفاظ على إنتاجها في كندا، من دون رسوم جمركية.
وفرضت أوتاوا رسوما جمركية نسبتها 25% على هذه المنتجات ردا على الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضتها واشنطن على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة.
نموُّ الاقتصاد الصيني
وتجدر الاشارة الى ان الاقتصاد الصيني سجل خلال الفترة من يناير إلى مارس الماضيين نموًّا في الربع الأول بمعدل 5.4 بالمائة ، قبل بدء تطبيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للزيادات السريعة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية.
وأفاد المكتب الوطني للإحصاء في بيان له بأنّه بحسب التقديرات الأولية، بلغ الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول 31875.8 مليار يوان، بزيادة 5.4 بالمائة على أساس سنوي بأسعار ثابتة.
وأشار إلى أن الصادرات الصينية ارتفعت بأكثر من 12بالمائة في مارس، وبنحو 6 %خلال الربع الأول، حيث سارعت الشركات إلى الشحن قبل بدء تطبيق تعريفات ترامب، وهو ما دعم نشاطا صناعيًّا قويا خلال الأشهر الماضية.
وتخوض بكين وواشنطن حربا تجارية بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية إضافية، حيث فرض منذ مطلع هذا العام، تعريفات جمركية بنسبة 145بالمائة على كثير من الواردات الصينية، تضاف إلى رسوم فرضتها الإدارات السابقة.
من جهتها ردّت بكين بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 125بالمائة على الواردات الأمريكية.