مشاركون في جلسة نقاشية يطالبون بمبادرات عالمية تحتضن أفكار الشباب وتمكنهم من المشاركة الفاعلة في تعزيز العمل المناخي
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أبوظبي – الوطن:
أكد شباب،مشاركون في جلسة نقاشية، أن تنامي التحديات البيئية حول العالم يتطلب تفعيل دور الشباب في مواجهة قضايا البيئة والتغير المناخي، وتكاتف الجهود من جميع الفئات الفاعلة في المجتمعات، وفي مقدمتها الشباب، من أجل التغلب على أزمة التغير المناخي والحد من آثارها الكارثية على البشرية، إلى جانب العمل الفاعل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتحضر للاقتصاد الأخضر، وذلك عبر الانخراط في العمل المناخي والمشاركة في المزيد من المناقشات البناءة لتوليد حلول ناجعة وقابلة للتطبيق.
وشدد المشاركون في الجلسة النقاشية التي حملت عنوان: «الشباب وكوب 28.. المشاركة الفاعلة في تعزيز العمل المناخي»، ونظمها مجلس شباب «تريندز»، ضمن برنامج احتفالات مركز تريندز للبحوث والاستشارات باليوم العالمي للشباب، على ضرورة إطلاق المزيد من المبادرات العالمية الفاعلة التي تحتضن أفكار الشباب، وتستهدفهم وتعرفهم بالمخاطر البيئية الناجمة عن التغير المناخي.
وأشاروا إلى أن الشباب ليسوا مجرد ضحايا لتغير المناخ، فهُم مساهمون مهمون في العمل المناخي، ووكلاء للتغيير ورواد أعمال ومبدعون، وقادرون على تكثيف جهودهم وتطويع مهاراتهم لتسريع العمل المناخي، سواءً من خلال التعليم، أو التدريب، أو العلم، أو التكنولوجيا.
مشاركة واسعة
وشهدت الجلسة النقاشية مشاركة واسعة من الشباب، ومن بينهم الدكتورة نورة الكربي، الأكاديمية في قسم علم الاجتماع – جامعة الشارقة، وخليفة خالد، الأمين العام لرابطة طلبة الإمارات، وسعاد الحوسني، عضو مجلس شباب أبوظبي، ونوف القاضي عضو مجلس شباب هيئة البيئة -أبوظبي، وميثة المنصوري، عضو مجلس شباب هيئة البيئة – أبوظبي، وعمر خليفة الشرياني، عضو مجلس شباب الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وعبدالله الظاهري، نائب رئيس مجلس مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، ويارا الجيطان، منسقة المشاريع بمجلس الشباب العربي للتغير المناخي.
تأهيل الشباب
واستهل الحلقة النقاشية، الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، مرحباً بالشباب الحضور، ومؤكداً حرص المركز على دعم الشباب وتعزيز دورهم في المجتمع، وسعيه الدؤوب لتأهيل الشباب في شتى مجالات البحث العلمي والإبداع، وهذا من منطلق إيمان «تريندز» الراسخ بأن الاستثمار في الشباب استثمار ناجح في المستقبل.
وذكر العلي أن الشباب يعد وقود الانطلاق نحو المستقبل، داعياً إلى ضرورة تعزيز دور الشباب في المجتمعات والاستفادة القصوى من طاقتهم، لا سيما القضايا الملحة التي تواجه الدول والحكومات، وفي مقدمتها قضايا البيئة والتغير المناخي.
دعم لا محدود
بدوره، أوضح صقر الشريف، مدير إدارة التدريب، رئيس «مجلس شباب تريندز»، أن مركز تريندز يحرص على إتاحة العديد من الفرص للشباب لإثبات قدراتهم ودورهم الفاعل في خدمة الوطن والمجتمع، كما يقدم لهم دعماً غير محدود لإثبات جدارتهم وقدرتهم على القيادة والتفكير الإبداعي، من أجل إعداد جيل متمكن من الباحثين الشباب، وتسليحهم بالمعرفة وأصول وأدوات البحث العلمي الجاد.
وتابع الشريف: «من هذا المنطلق، يعلن مركز تريندز عن (مسابقة البحوث الخضراء للشباب)، في إطار حرصه على تفعل دور الشباب في مواجهة قضايا البيئة والمناخ مع اقتراب مؤتمر «كوب 28».
كفاءات شابة
وأدار النقاش في الجلسة، سلطان الربيعي، نائب رئيس قطاع البحوث والاستشارات، حيث شهدت مشاركة عدد من الكفاءات الشابة من جهات عدة، لمناقشة مدى وعي الشباب بأهمية العمل المناخي وحماية البيئة.
ولفت إلى أن الجلسة النقاشية تمحورت حول وعي الشباب بأهمية العمل المناخي وحماية البيئة، ومدى وعي الشباب بمؤتمر «كوب 28» والقضايا المطروحة على أجندته، إلى جانب كيفية مشاركة الشباب بفاعلية في إنجاح «كوب 28»، وإبراز القضايا الخاصة بهم في أجندة المؤتمر.
وذكر الربيعي أن اليوم العالمي الشباب مناسبة مهمة للاعتراف بالإبداع الذي يمتلكه الشباب، فهم رمز للقوة والطاقة والحماس والتفاؤل، ولديهم القدرة على التأثير الإيجابي على المجتمعات من خلال مساهماتهم البناءة، مضيفاً أننا نعيش اليوم في عالم يواجه تحديات كبيرة، ومن أهمها التغير المناخي الذي يمثل تهديداً وجودياً للبشرية، ما يجعل من مؤتمر «كوب 28»، حدثاً بالغ الأهمية، ليعبر الشباب من خلاله عن التزامهم بمواجهة تحديات التغير المناخي.
الاستثمار في الشباب
من جانبها، أشارت وردة المنهالي، مدير إدارة الاتصال المؤسسي، عضو مجلس شباب «تريندز»، إلى أن الماضي خطوات رسمها الشباب بهمة، والحاضر قفزات تنفذها الطاقات الشبابية، والمستقبل رؤية يقودها الشباب نحو الصدارة، فأمس كان هدفه إبراز جهود الاهتمام بالشباب وصقل مواهبهم، وتعزيز مفهوم تمكين الشباب، والتركيز على قضاياهم، فضلاً عن تسليط الضوء على أهمية الاستثمار في طاقاتهم، مضيفة أن اليوم أكثر من نصف كوكب الأرض من الشباب، الذين أثبتوا جدارتهم في المجالات كافة، وأصبحوا مصدر إلهام لغيرهم، وأضحى تمكينهم أولوية يتسابق عليها المجتمع الدولي.
توصيات هادفة
من جانبهم، قدم المشاركون في الجلسة النقاشية مجموعة من التوصيات الهادفة، ومنها ضرورة إطلاق المزيد من المبادرات العالمية الفاعلة التي تحتضن أفكار الشباب، وتستهدفهم وتعرفهم بالمخاطر البيئية الناجمة عن التغير المناخي، مطالبين الشباب بالمشاركة النشطة في التوعية المجتمعية بقضايا البيئة والتغيرات المناخية، بما يرسّخ مجموعة متكاملة من السلوكيات اليومية المستدامة، التي تلهم أقرانهم وتحافظ على مكتسبات مجتمعاتهم، وتحقق أهداف التنمية الاقتصادية بالتزامن مع الحفاظ على البيئة ومواجهة مسببات التغير المناخي.
وبينوا أن التغيرات المناخية التي تفاقمت خلال العقود الماضية، تشكل تهديداً مباشراً على صحة البشر، ومن هنا يجب على الجميع التكاتف من أجل مواجهتها، وفي مقدمتهم الشباب الذين يجب أن يكون لهم دور ريادي في مواجهة تلك التهديدات، مضيفين أن الشباب لديهم القدرة والحماسة على المساهمة الإيجابية في العمل المناخي، من خلال تكثيف جهودهم واستخدام مهاراتهم العلمية والثقافية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية.
حماة البيئة
ولفت المشاركون في الجلسة إلى أنه يمكن النظر إلى الشباب على أنهم حماة بيئيّون للمستقبل، إذ قاد الشباب عدة تحركات على مستوى العالم ضد تغير المناخ عبر أشكال مختلفة، والمشاركة الفاعلة في الخطوات التي تتخذ من أجل مواجهة التداعيات الناجمة عن ذلك، كما يمكن للشباب المساعدة في وقف تغير المناخ من خلال المشاركة في العديد من الأنشطة المناخية، على غرار مبادرات غرس الأشجار وإعادة التدوير، والمساهمة في تكريس عادات الاستهلاك الواعي الذي يراعي البيئة، ويحافظ على الموارد، ويحقق معايير الاستدامة، مؤكدين أهمية تفاعل الشباب العربي مع القضايا البيئية، ودعم العمل الشبابي بابتكار وتصميم وتنفيذ الحلول المستدامة لتحدي التغير المناخي، وكذلك المساهمة في معالجة المشكلات البيئية.
صون البيئة
وفي سياق متصل، شارك عبدالرحمن الجنيبي، مدير إدارة التسويق في «تريندز»، في حلقة نقاشية بعنوان: «الكل من أجل الاستدامة.. الاستدامة الشاملة»، نظمتها هيئة البيئة – أبوظبي في منارة السعديات، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، وعرض خلال النقاش مبادرات مركز تريندز للبحوث والاستشارات الخاصة بمؤتمر «كوب 28»، كما تطرق إلى دور الشباب في صون البيئة وقضايا التغير المناخي.
ونوه بأن اليوم العالمي للشباب يتيح الفرصة للاحتفال بالشباب وإسماع أصواتهم وأعمالهم ومبادراتهم ومشاركاتهم الهادفة وتعميمها، مبيناً أن مواجهة التغير المناخي تتطلب وبصورة عاجلة رفع الوعي بين الشباب بالقضايا البيئية والمناخية، وأخذ أفكارهم وحلولهم بعين الاعتبار من قبل الحكومات والجهات المعنية، وجلوسهم إلى طاولة المفاوضات عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالمناخ.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
إشادة عالمية بدور عُمان في إنجاح أعمال اجتماع "مجلس العلوم الدولي"
مسقط- الرؤية
اختتم مجلس العلوم الدولي (ISC) الاجتماع الثالث لجمعيته العمومية بمشاركة نخبة من خبراء العالم وممثلين عن منظمات ومبادرات علمية عالمية، بعد يومين من المناقشات الاستراتيجية بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض في مسقط.
وتضمن الاجتماع استعراض خطة المجلس الاستراتيجية 2025-2028 والميزانية المتعلقة بها، بالإضافة إلى استعراض الاتجاهات الجديدة في ملف الحرية والمسؤولية في العلوم، وتحديد أجندة علمية متجددة، والرؤى المستقبلية لعضوية المجلس، ومناقشة عدد من القضايا الملحة المتعلقة بمستقبل نظم العلوم، فضلًا عن التواجد الإقليمي للمجلس بإنشاء مكاتب إقليمية جديدة، والتعديلات النهائية في النظام الأساسي المعدل وغيرها من الإجراءات الخاصة بالمجلس.
ويُعد هذا الحدث علامة فارقة مهمة، كونه أول اجتماع حضوري للجمعية بعد تأسيس المجلس في يوليو 2018، حيث تم عقد الاجتماعيين الأول والثاني افتراضيا.
وثمن البروفيسور سير بيتر غلوكمان رئيس مجلس العلوم الدولي (ISC) استضافة السلطنة لهذا الحدث قائلا: ""لم يكن من الممكن عقد هذا الاجتماع دون الدعم السخي من الدولة المضيفة سلطنة عمان، ممتنون بعمق لجهود السلطنة الاستثنائية في احتضان هذا الحدث، وأتوجه بالشكر العميق هنا لقيادة سلطنة عمان ممثلة بجلالة السلطان وحكومته ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على ضيافتهم والتزامهم الاستثنائي الذي أسهم في نجاح أعمال الجمعية العمومية وغيرها من الفعاليات والمبادرات والمنتديات المصاحبة لهذا التجمع العلمي العالمي الكبير."
من جانبه، أوضح الدكتور يوسف بن عبدالله البلوشي عضو مجلس الزمالة بمجلس العلوم الدولي: "شهدنا الاجتماع الحضوري الأول للجمعية العمومية لمجلس العلوم الدولي بحضور ما يقارب 400 عالم، وأبرز يميز اجتماعات الجمعية العمومية هو تقديم تقرير شامل لمجلس الإدارة السابق، وإجراء تصويت واعتماد لعدد كبير من التوصيات المتعلقة بأنشطة المجلس العالمي للعلوم كقائد للحراك العالمي للعلوم في التصدي لتحديات وقضايا عالمية محورها التنمية المستدامة".
وأضاف: "قدمت أجندة الجمعية مراجعة مكثفة وكبيرة لعدد كبير من السياسات التي ركزت على تعزيز قيمة العلوم في التصدي للتحديات المتعلقة بالترابط الدبلوماسي والتعاون الدولي، مستفيدة من الزخم الحضوري الذي شهدته نقاشات وجلسات حوار المعرفة العالمي والمنتديات المصاحبة لاجتماع الجمعية العمومية الثالث هذا العام."
وشارك أعضاء المجلس والخبراء والعلماء من مختلف أنحاء العالم في نقاشات مباشرة مرتبطة بالمجالات ذات الأولوية والتي أُدرجت في مسودة الخطة الاستراتيجية، شملت: الحرية، والمسؤولية والشمولية في العلوم، وإعداد الأجندة العلمية الدولية، وتطور العلوم وأنظمتها، بالإضافة إلى صنع السياسات المستندة إلى الأدلة ودبلوماسية العلوم.
ونتج عن هذه المناقشات مدخلات قيمة تسهم في تحسين الاتجاهات الاستراتيجية للمجلس وضمان توافق مبادراته مع الاحتياجات المتطورة للمجتمع العلمي العالمي؛ بما في ذلك حرية تنقل العلماء، والتحديات المرتبطة بعمليات الحصول على التأشيرات، والحاجة إلى تعزيز تمثيل المجتمعات العلمية المتنوعة.
وصاحب هذه النقاشات، عقد منتديات عضوية مخصصة لكل فئة من أعضاء مجلس العلوم الدولي، والباحثين المستجدين في مراحلهم المبكرة والمتوسطة، وأعضاء مجلس الزمالة، والمجموعات الموضوعية، والأكاديميات الشابة، قدمت هذه المنتديات مساحات للنقاش والمدخلات حول الأولويات الاستراتيجية الرئيسية في مناطق أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، وأفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ في مجالات تعزيز العمل الجماعي، والتخطيط الإقليمي، وقد شارك أعضاء المجلس ملاحظاتهم وتوصياتهم؛ مما قدم رؤى عملية قيمة لتحسين مسودة الخطة الاستراتيجية والتعديلات المقترحة على النظام الأساسي للمجلس، بما في ذلك القيم الأساسية للمجلس ولجانه، وحوكمته ورسوم العضوية.
التأكيد على ضمان بقاء العلوم حجر الزاوية في صنع القرارات السياسية والاجتماعية
وأكد اجتماع الجمعية العمومية التزام المجلس بضمان بقاء العلوم حجر الزاوية في صنع القرارات السياسية والاجتماعية، وذلك عبر توجيه هذه النقاشات واتجاهاتها الاستراتيجية لتأسيس المزيد من المبادرات والشراكات في السنوات المقبلة لتعزيز التواجد العلمي على الساحة العالمية.
وفي ختام أعمال حوار المعرفة العالمي واجتماع الجمعية العمومية لمجلس العلوم الدولي التي استضافتها سلطنة عمان بتنظيم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع مجلس العلوم الدولي خلال الفترة من 26- 30 يناير 2025،
وثمن المشاركون استضافة السلطنة ودعهما السخي الذي أسهم في نجاح هذا الحدث العلمي العالمي الكبير، ومن بينهم أنيك بهادوري الرئيس المشارك لمبادرة "مستقبل الأرض" في آسيا ومدير مهمة العلوم الآسيوية، وسليم عبد الكريم عالم أوبئة وعضو مجلس إدارة مجلس العلوم الدولي، والدكتور لطيف عبد الرضا عطيه الخفاجي مساعد العميد للشؤون العلمية والدراسات العليا بجامعة القادسية بجمهورية العراق، وقريشة عبدالكريم عالمة أوبئة ورئيسة الأكاديمية العالمية للعلوم (TWAS) .