21سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
شكلت ثورة 21سبتمبر 2014م نهاية حقبة تاريخية سوداء في تاريخ اليمن فيما يتعلق بالسيادة الوطنية واستقلالية وحرية القرار والإرادة اليمنية التي كانت مرتهنة وخاضعة لسفارتي وسفيري الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في صنعاء، فلا صوت يعلو قبلها على صوت أمريكا والسعودية، النظام الحاكم والسلطة الحاكمة، كانت تدين بالولاء للبيت الأبيض والرياض، وكان للسفير الأمريكي سلطته وسطوته في المشهد اليمني، وكان السفير السعودي واللجنة الخاصة السعودية، أصحاب الحل والعقد في كثير من القضايا والملفات الهامة، مساعدات أمريكا المشروطة، ومرتبات اللجنة السعودية الخاصة، كلها كانت تصب في جانب تعزيز وترسيخ الولاء لأمريكا والسعودية، والتسليم المطلق لهما، والعمل وفق أجندتهما وتوجيهاتهما، فكان القرار اليمني قرارهما، وكانت الإرادة اليمنية إرادتهما، والسلطة الحاكمة مجرد منفذ فقط .
كانت اليد السعودية والأمريكية ممدودة بكل قوة للداخل اليمني، وكان اليمن خاضعا للوصاية والتبعية السعودية والأمريكية، حتى وصل بهما الحال إلى أن تتدخلا في تسمية بعض الوزراء والسفراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين، حيث سيطرت السعودية على الجناحين القبلي والعسكري، واستخدمتهما كورقة ضغط على الجناح السياسي الذي يمثل رأس الهرم في السلطة، ونجحت من خلال هذه السياسة في الإستحواذ على عسير ونجران وجيزان بعد أن أقدمت السلطة الحاكمة على توقيع اتفاقية ترسيم الحدود، وشروع السعودية في بناء الجدار العازل بعد قيامها بضم مناطق الرعي الفاصلة بين الجانبين إلى أراضيها، في انتهاك سافر وتعد قذر على السيادة اليمنية، وظلت السعودية تحيك المؤامرات ضد اليمن واليمنيين، مستغلة انبطاح السلطة الحاكمة ونفوذ أذرعها الذي تنامى بشكل ملحوظ حتى بات الجنرال العجوز على محسن الأحمر هو الرجل الأول في البلاد .
وخلال أحداث 11فبراير والإطاحة بـ «علي عبدالله صالح» عبر ما سمي بالمبادرة الخليجية، التي كانت مؤامرة خبيثة، برز النفوذ السعودي في اليمن بشكل لافت، حيث سعت السعودية لمواصلة فرض وصايتها على اليمن واليمنيين، وعملت على فرض أذرعها وأدواتها حكاما عليهم، رغم أنهم كانوا أركان نظام عفاش الذي خرج الشباب في أحداث فبراير ضده، حينها أدركت القوى الوطنية الثورية خطورة الموقف ووقفت ضد هذه المؤامرة وأعلنت استمرار حراكها الثوري حتى تتحقق الأهداف التي خرج الشباب للساحات من أجلها، وتمكنت هذه القوى من إسقاط نظام الوصاية والتبعية، وإفشال وإحباط المؤامرة السعودية، من خلال إشعال ثورة 21سبتمبر التي لم تأت كبديل لثورة 26سبتمبر كما يروج الخونة العملاء، وإنما جاءت لتصحيح مسارها، والانتصار للسيادة اليمنية، وإنهاء حقبة الوصاية والتبعية السعودية، من خلال قطع أذرعها التي كانت ممتدة للداخل اليمني، حيث سقط الهوامير والطواغيت ولاذوا بالفرار نحو ولي نعمتهم السعودي بعد أن أغرقهم طوفان الثورة السبتمبرية الوليدة، التي جعلت من أهداف ثورة 26سبتمبر أهدافا عملية لها تضاف إلى أهدافها، وهو الأمر الذي أزعج السعودي ومن قبله الأمريكي، ودفع بهما لشن عدوانهم الغادر على بلادنا في 26مارس 2015م بهدف وأد ثورة 21 سبتمبر تماما، كما عملوا مع ثورة 26 سبتمبر .
ثورة 21سبتمبر هي امتداد لثورة 26 سبتمبر، جاءت الأولى من أجل تصحيح مسار الثانية والإسهام في تحقيق أهدافها، ولا يمكن لثورة أن تلغي أخرى، ومن تأثرت مصالحهم عقب قيام ثورة 21سبتمبر، هم اليوم من يحقدون عليها ويحرضون ضدها، ويحاولون الإساءة إليها تحت يافطة ثورة 26 سبتمبر، ولهؤلاء الحمقى أقول : لن تجديكم نفعا مزايداتكم على الثورة والجمهورية، وأحاديثكم عن الوطن والوطنية، فاقد الشيء لا يعطيه، الثائر والجمهوري والوطني لا يبيع وطنه ويتآمر عليه، الوطنية لها رجالها الأوفياء، والجمهورية لها حراسها الأمناء، كفاكم دجلا ونفاقا، من يرفع علم السعودية والإمارات، وصور ملوكهما وأمرائهما، ويدين بالولاء والطاعة لهما، هو أبعد ما يكون عن الوطنية، اليوم نحتفل بالعيد العاشر لثورة 21سبتمبر، وسنحتفل بعد أيام بالذكرى الـ61 لثورة 26سبتمبر، وأنتم موتوا بغيظكم وحقدكم الدفين، لقد مل الشعب من خزعبلاتكم وهرطقاتكم وترهاتكم التي أكل عليها الدهر وشرب .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مفهوم الحرية بين الخصوصية المجتمعية والمواثيق الدولية: جدل يتجدد في باب حوار
وناقش برنامج "باب حوار" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- فرضية حق المجتمعات في تحديد مفهومها الخاص للحرية، واستضاف مجموعة متنوعة من المفكرين والمتخصصين لمناقشة هذه القضية من زوايا مختلفة.
وبحسب أستاذ الشريعة الإسلامية يونس ريحان، فإن مفهوم الحرية يختلف باختلاف المرجعيات الفكرية، إذ يمكن أن تكون إما حرية بمرجعية فلسفية مادية تسعى إلى التخلص من كل القيود أو حرية ذات مرجعية أخلاقية عليا.
واستشهد ريحان بمفهوم الحرية عند سقراط الذي يراها "قدرة الإنسان على فعل الخير"، في حين يعرّفها مونتسكيو بأنها "انضباط بالقوانين".
وفي السياق ذاته، أوضحت طالبة الدراسات العليا نور أنور أن مفهوم الحرية يجب أن يراعي تنوع المجتمع الواحد، خاصة في الدول التي تضم تنوعا دينيا وعرقيا.
وأشارت نور إلى ضرورة توافق أفراد المجتمع على تعريف مشترك للحرية يحدد ما يمكن ممارسته وما لا يمكن.
أما الطبيب النفسي حذيفة برهم فقدّم تحليلا نفسيا لمفهوم الحرية، مستندا إلى نظرية فرويد في تقسيم النفس البشرية إلى 3 مكونات: الهو (الغرائز)، والأنا الأعلى (المثل العليا)، والأنا الذي يوازن بينهما.
وأكد برهم أن "الحرية المطلقة عبودية مطلقة"، مشددا على ضرورة وجود ضوابط تنظم الحريات.
وفي تناول مختلف، أكد الناشط الحقوقي أشرف يزبك أن الحرية حق إنساني لا يمكن فصله عن الأخلاق، مشيرا إلى أن الحريات الفردية تشمل حرية التعبير واختيار المعتقد والهوية.
وحذر يزبك من تحول الدكتاتوريات في العالم العربي من القمع السياسي إلى القمع الفردي.
من ناحيتها، رأت الصحفية والناشطة النسوية آلاء العمري أن المواثيق الدولية وميثاق حقوق الإنسان يجب أن تكون المرجعية الأساسية، محذرة من أن المجتمعات التي لا تلتزم بهذه المواثيق هي مجتمعات دكتاتورية وقمعية.
لكن طالبة الدراسات العليا مريم هاني قدمت نقدا للمواثيق الدولية، مشيرة إلى أن صياغتها تمت بمعزل عن العالم العربي وبقيادة دول غربية، مثل فرنسا وكندا والولايات المتحدة.
ودافعت عن حق كل مجتمع في تعريف الحرية بما يتناسب مع سياقه الثقافي والاجتماعي والتاريخي.
وأظهر النقاش بين ضيوف الحلقة تباينا واضحا في المواقف بين اتجاهين رئيسيين: الأول يدعو إلى الالتزام بالمعايير الدولية للحريات باعتبارها ضمانة أساسية لحقوق الإنسان، والآخر يطالب بمراعاة الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات في تحديد مفهوم الحرية وضوابطها.
23/11/2024