الإمارات تحقق قفزات هائلة في مجال الفضاء
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةاستطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تحقق قفزات هائلة في مجال الفضاء من خلال الاستثمارات الضخمة والشراكات الدولية التي عززت مكانتها كقوة صاعدة في هذا القطاع، حيث يعتبر التعاون الدولي أحد المحاور الأساسية التي اعتمدت عليها الإمارات في بناء وتطوير برنامجها الفضائي، سواء من خلال شراكات مع وكالات الفضاء الرائدة أو من خلال التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية العالمية.
وأصبح قطاع الفضاء في دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في كيفية الاعتماد على التعاون الدولي والشراكات الاستراتيجية لتحقيق الإنجازات من خلال رؤية واضحة واستراتيجية محكمة، حيث تمكنت الإمارات من بناء برنامج فضائي طموح يسهم في تعزيز مكانتها على الساحة العالمية وتطوير قدراتها التكنولوجية، كما وتستمر الإمارات في السعي لتحقيق المزيد من النجاحات من خلال تعزيز تعاونها الدولي والمساهمة في تطوير مستقبل الفضاء العالمي.
وتعد زيادة الاستثمارات في تكنولوجيا الفضاء إحدى أبرز الأولويات التي تركز عليها دولة الإمارات حالياً، وذلك بهدف دعم نمو هذا القطاع، حيث وصلت قيمة الاستثمارات في الدولة 40 مليار درهم، وتم توجيهها نحو استكشاف الأرض والفضاء، والبث عبر الأقمار الاصطناعية، والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، ومن المتوقع أن يرتفع المبلغ خلال الفترة المقبلة بفضل إنشاء صندوق الفضاء الوطني الذي يدعم تمويل جهود البحث والتطوير، ويساعد على دفع عجلة التقدم التكنولوجي والابتكار.
الإنفاق التجاري
وأطلقت دولة الإمارات 22 قمراً اصطناعياً في الفضاء، بالإضافة إلى 8 أقمار اصطناعية جديدة قيد التطوير يتم العمل عليها حالياً، حيث بلغت نسبة ارتفاع الإنفاق التجاري في قطاع الفضاء 29.5%، فيما بلغت نسبة إجمالي القيمة المضافة للقطاع 7.73%، كما وصلت نسبة التغطية العالمية للأقمار الاصطناعية التي تم إطلاقها 80% لتوفر خدمات الإنترنت والبث الفضائي وربط الشركات وحلول الاتصالات المتنقلة، بالإضافة إلى نجاح الدولة في تأهيل 4 رواد فضاء، وتسجيل أكثر من 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية.
التعاون الدولي
كانت إحدى أبرز محطات التعاون الدولي، هو مشروع مسبار الأمل، والذي يهدف إلى استكشاف الغلاف الجوي للمريخ، وعلى الرغم من أن الإمارات كانت الدولة العربية الأولى التي تطلق مهمة إلى المريخ، إلا أن هذا الإنجاز لم يكن ليتم من دون التعاون الدولي الوثيق، حيث اعتمد المشروع على دعم فني وعلمي من مجموعة من المؤسسات والجامعات الدولية، بما في ذلك جامعة كولورادو بولدر وجامعة كاليفورنيا بيركلي، واسهم هذا التعاون في نقل المعرفة العلمية والتكنولوجية إلى المهندسين والعلماء الإماراتيين، مما عزز من قدراتهم ومهاراتهم.
كما تعد اليابان شريكاً مهماً للإمارات في مجال الفضاء، حيث تم إطلاق مسبار الأمل باستخدام صاروخ ياباني من مركز تانيغاشيما الفضائي، وتعتبر هذه الشراكة مع اليابان مثالاً آخر على كيفية اعتماد الإمارات على الشراكات الدولية لتحقيق أهدافها الطموحة، كما وتشارك الدولة في مشروع محطة الفضاء القمرية «Gateway» بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي.
ولم تقتصر شراكات الإمارات على الولايات المتحدة فقط، حيث تتعاون مع وكالات فضاء أوروبية مثل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وروسيا، واليابان، وتعاونت دولة الإمارات مع روسيا في تدريب أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري، الذي أصبح أول إماراتي يصعد إلى محطة الفضاء الدولية في 2019، ويعد هذا التعاون مع روسيا خطوة هامة نحو بناء قدرات رواد الفضاء الإماراتيين وتجهيزهم لقيادة مهام فضائية مستقبلية.
ولم تقتصر الشراكات الدولية للإمارات على التعاون مع الحكومات ووكالات الفضاء فقط، بل امتدت أيضاً إلى الشركات الخاصة والمؤسسات التجارية، ويعتبر التعاون مع شركات مثل «سبيس إكس» و«بوينغ» جزءاً مهماً من استراتيجية الإمارات لتعزيز قدراتها التكنولوجية في مجال الفضاء، ومن خلال التعاون مع «سبيس إكس»، سيتم إطلاق القمر محمد بن زايد سات في أكتوبر المقبل، كما تستفيد الإمارات من الشراكات مع الشركات الخاصة لتسريع الابتكار وتعزيز قدراتها الصناعية في هذا القطاع الناشئ.
البحث العلمي والتعليم
إلى جانب التعاون في مجال استكشاف الفضاء، تعمل الإمارات على تعزيز التعاون الدولي في مجالات البحث العلمي والتعليم، حيث أطلقت الإمارات برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي يهدف إلى تدريب العلماء والمهندسين الإماراتيين على أحدث تقنيات الفضاء من خلال التعاون مع الجامعات والمعاهد العالمية.
كما أن التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية العالمية يشمل إجراء أبحاث مشتركة وتطوير حلول تكنولوجية متقدمة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد، ويتيح هذا التعاون للعلماء الإماراتيين الفرصة للاستفادة من الخبرات الدولية وتطبيقها في تطوير البنية التحتية الفضائية الوطنية.
المبادرات العالمية
تلعب الإمارات دوراً نشطاً في تعزيز التعاون الدولي من خلال المشاركة في المنظمات الدولية المعنية بالفضاء، حيث تعتبر الإمارات عضواً في اللجنة الدولية لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية التابعة للأمم المتحدة، وتسعى إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، كما أطلقت الإمارات مبادرات عالمية لتعزيز التعاون الفضائي بين الدول، مثل حوار أبوظبي للفضاء والقمة العالمية للفضاء، وهي منصة تجمع القادة والخبراء من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات والتعاون في مجال استكشاف الفضاء وتطوير التكنولوجيا.
ومن خلال التعاون الدولي، تستفيد الإمارات ليس فقط من نقل التكنولوجيا والخبرات، بل تسهم أيضاً في تطوير حلول مبتكرة تسهم في تحقيق أهداف الفضاء العالمية.
هذه الشراكات تتيح للإمارات الاستفادة من التقدم التكنولوجي وتقديم مساهمات كبيرة في مجال الفضاء، وفي المقابل، تستفيد الدول الأخرى من التعاون مع الإمارات، حيث تقدم الدولة بيئة استثمارية جاذبة ودعماً حكومياً قوياً لمشاريع الفضاء، كما تسهم الإمارات من خلال تجربتها في تعزيز التعاون الدولي لتحقيق أهداف الفضاء المشتركة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفضاء الإمارات صناعة الفضاء استكشاف الفضاء القطاع الفضائي تكنولوجيا الفضاء الاستثمار الفضائي الأقمار الاصطناعية تعزیز التعاون الدولی من خلال التعاون فی مجال الفضاء دولة الإمارات التعاون مع
إقرأ أيضاً:
المؤتمر الدولي لحقوق النسخ ينطلق في الإمارات
افتتحت الرئيسة الفخرية لجمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، فعاليات المؤتمر الدولي الأول لإدارة حقوق النسخ في الإمارات، الذي تنظّمه الجمعية على مدار يومين في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار. وتنظم الجمعية المؤتمر بالتعاون مع وزارة الاقتصاد في الإمارات والاتحاد الدولي لمنظمات حقوق النسخ.
وأكّدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أن الإمارات برؤيتها الطموحة واقتصادها القائم على الإبداع والمعرفة، تدرك أن حماية حقوق النسخ ليست مجرد التزام قانوني، بل هي ضرورة حتمية لازدهار الاقتصاد الإبداعي وتعزيز الابتكار، مشيرةً إلى أن حقوق الملكية الفكرية تشكّل الركيزة الأساسية التي تُمكّن المبدعين من تحويل أفكارهم إلى مشروعات مستدامة تُثري المشهد الثقافي والاقتصادي على حد سواء.وأضافت: "في عالم تعد فيه الأفكار والمعرفة شكلاً من أشكال رأس المال، فإن حماية حقوق المبدعين ليست مجرد التزام قانوني بل ضرورة استراتيجية، وتشكّل الملكية الفكرية الدعامة الأساسية للاقتصاد الإبداعي المزدهر، الذي يُمكّن الناس، ويعزز الصناعات، ويدعم الابتكار المستدام. ومن خلال هذا المؤتمر الدولي الأول لحقوق النسخ في الإمارات، نجدد التزامنا بوضع أطر تحقق التوازن بين إمكانية الوصول والإنصاف في الحقوق، لضمان استمرار مساهمة المؤلفين والناشرين والمبدعين بإثراء المجتمعات حول العالم؛ ليبقى الإبداع قوةً دافعةً للتقدّم الثقافي والاقتصادي"
وقدم وزير الاقتصاد عبدالله بن طوق المري كلمة ثمن فيها الجهود التي تبذلها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في تعزيز قطاع النشر والصناعات الإبداعية في الإمارات، ودورها القيادي في الدفع بعجلة التعاون الدولي لحماية حقوق المبدعين وتمكينهم.
وأضاف: "يعكس استضافة الإمارات للمؤتمر الدولي الأول لحقوق النسخ، التزامها ودورها الفعّال في تعزيز النقاش والحوار على المستويين المحلي والعالمي، لتوفير كافة الممكنات والسُبل التي تدعم حماية حقوق الملكية الفكرية لا سيما حقوق النسخ". مشيراً إلى أن الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، قطعت أشواطاً واسعة في تطوير بيئة تشريعية متقدمة لقطاع الملكية الفكرية اعتماداً على أفضل الممارسات المتبعة، لا سيما المرسوم بقانون اتحادي 38 لسنة 2021 بشأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والذي عملت وزارة الاقتصاد بالتعاون مع شركائها على تطويره من أجل خلق مناخ تشريعي تنافسي وقوي للمؤلفين وأصحاب الأعمال الإبداعية، بما يُرسخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية رائدة للصناعات الإبداعية.
وذكرعبدالله بن طوق، مجموعة من الأرقام التي حققها قطاع الملكية الفكرية في الدولة بنهاية عام 2024، ومن أبرزها وجود أكثر من 370 ألف علامة تجارية وطنية ودولية مُسجّلة في الأسواق الإماراتية، وأكثر من 21 ألف إجمالي المصنفات الفكرية المُسجّلة في الدولة، في حين تم استقبال قرابة 24500 ألف طلب للتسجيل في المصنفات الفكرية، ووصل إجمالي براءات الاختراع المُسجّلة في الدولة إلى أكثر من 6100 ألف براءة اختراع، و9500 ألف إجمالي النماذج الصناعية المُسجّلة، موضحا أن "مختبر مكافحة القرصنة"، الذي دشنته الوزارة في العام الماضي لحجب المواقع الإلكترونية المنتهكة لحقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف والنشر، نجح في حجب 4076 ألف موقع مخالف.
كما اشتمل جدول أعمال المؤتمر في يومه الأول على جلسات نقاشية ركّزت على القضايا المحورية في المؤتمر.