د. شيخة سالم الظاهري
يحتفل العالم في الحادي والعشرين من سبتمبر من كلِّ عام بيوم الانبعاثات الصفرية، لتسليط الضوء على الممارسات والأساليب التي من شأنها أن تقلِّل الانبعاثات، وتحقِّق التوازن البيئي، وتخفِّف من آثار تغيُّر المناخ.
تشهد دولة الإمارات هذا اليوم، وهي تمتلك سجلاً حافلاً في مجال الاستدامة البيئية، والحفاظ على التنوُّع البيولوجي، مما أسهم في تصدُّرها العديد من مؤشرات التنافسية العالمية في قطاعات البيئة.


واستثمرت دولة الإمارات أكثر من 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة النظيفة في 70 دولة، وتعهَّدت باستثمار 50 مليار دولارٍ أخرى على مدى العقد المقبل.
حقَّقت إمارة أبوظبي، بفضل السياسات البيئية الرائدة التي وضعتها بما يتماشى مع رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، إنجازاتٍ في مجال العمل المناخي، وتجلّى ذلك في الإعلان عن استراتيجية أبوظبي للتغيُّر المناخي التي اعتمدها المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي التي عملت على إعدادها هيئة البيئة – أبوظبي ويتم تنفيذها على مدى خمس سنوات.
تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز مرونة الإمارة في مواجهة مخاطر التغيُّر المناخي، ودعم جهود تحقيق أهداف الحياد المناخي، وتعزيز مساهمة الإمارة في دعم الدور الريادي العالمي لدولة الإمارات في مجال الاستدامة وجذب الاستثمارات، وضمان نمو اقتصادي مستدام، إضافةً إلى خفض الانبعاثات السنوية في الإمارة بنسبة 22% عن مستوى الانبعاثات الكلية في عام 2016، ما يُعادل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تختزنها 500 مليون شجرة لمدة 10 سنوات.
وتقوم الاستراتيجية على ركيزتين أساسيتين: التخفيف من تغير المناخ عن طريق الحد من الانبعاثات في القطاعات الرئيسية، واحتجاز الكربون، واستخدامه وتخزينه.
ويتم تحقيق ذلك من خلال التنويع الاقتصادي وابتكار حلول منخفضة الكربون وتحديد الفرص المتاحة في هذا المجال وتقوم هيئة البيئة – أبوظبي حالياً بالتنسيق مع القطاعات الأكثر هشاشة لوضع خطط التكيف لها في حين أن الهيئة تقود تطوير خطة التكيف لقطاع البيئة والذي يهدف إلى تعزيز مرونة بيئة أبوظبي للتكيف مع التغير المناخي.
والثاني هو التكيف مع تغير المناخ، والذي سيتم تحقيقه من خلال تعزيز قدرة القطاعات الأربعة الأكثر هشاشة (الطاقة، والصحة، والبنية التحتية، والبيئة) على التكيف مع المخاطر المتوقعة لتغير المناخ. وتضم الاستراتيجية 77 مشروعاً يتم تنفيذها من قبل الهيئة والشركاء الاستراتيجيين لها.
في مجال الطاقة، تنفذ الإمارة العديد من المشاريع لزيادة نصيب الطاقة الجديدة والمتجددة من مزيج الطاقة ومن الأمثلة المهمة محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية باستخدام تكنولوجيا لإنتاج الطاقة الشمسية، ومشروع براكة للطاقة النووية والتي تعد أول محطة للطاقة النووية في العالم العربي، وتمثل أكبر المشاريع لتقليل انبعاثات الكربون في المنطقة. 
وفي مجال التعاون مع القطاع الصناعي، فقد عملت الهيئة على إعداد برنامج خاص بالمصانع الخضراء ويهدف البرنامج إلى تكريم المؤسسات الصناعية التي تنفذ عمليات تشغيلية صديقة للبيئة، وتعزيز الاستدامة في القطاع الصناعي. 
ويتم العمل أيضاً لإعداد دراسة لتحديد جدوى إنشاء مخطط لتداول الكربون في أبوظبي، ويهدف المشروع لدراسة إمكانية وضع سقف للانبعاثات الكربونية وتداول شهادات الخفض، وإعداد خريطة طريق للتنفيذ، والتأثير المحتمل.
تم إعداد مسودة استراتيجية المركبات الكهربائية منخفضة الانبعاثات في إمارة أبوظبي، والتي تهدف للحد من تلوث الهواء وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من قطاع النقل البري من خلال الترويج للمركبات منخفضة الانبعاثات وصفرية الانبعاثات، وتسهيل استخدامها.
سيؤدي تنفيذ الاستراتيجيات العملية إلى تسريع تبني المركبات الكهربائية منخفضة الانبعاثات والمركبات صفرية الانبعاثات مع التركيز بشكل خاص على فترة السنوات الخمس القادمة. 
ولمراقبة التقدم المحرز في مجال خفض الانبعاثات، تقوم الهيئة كل سنتين بإعداد تقرير لجرد انبعاثات الغازات الدفيئة في إمارة أبوظبي، وذلك منذ العام 2012، حيث يعرض التقرير معلومات عن مصادر وكميات انبعاث وامتصاص الغازات الدفيئة في الإمارة بالإضافة إلى السيناريوهات المستقبلية لتلك الانبعاثات. هذا وقد سجل التقرير الأخير للجرد خفضاً بمقدار 10% في الانبعاثات في عام 2020 مقارنة بالعام 2016.
وتتميَّز إمارة أبوظبي بريادتها العالمية في مجال امتصاص ثاني أكسيد الكربون، من خلال خطتها لزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030، باعتبار أشجار القرم جزءٌ لا يتجزَّأ من استراتيجية دولة الإمارات الوطنية للتخفيف من آثار التغيُّر المناخي.
وأعلنت هيئة البيئة - أبوظبي استكمال زراعة 44 مليون شجرة قرم في إمارة أبوظبي، في إطار جهود الدولة لمكافحة التغيُّر المناخي منذ عام 2020، ونجحت الهيئة بالتعاون مع دائرة البلديات والنقل - أبوظبي، وشركة أدنوك، في زراعة 23 مليون شجرة قرم على مساحة 9,200 هكتار، خلال عامي 2022 و2023.
وضمن الخطط المستقبلية سيتم تطوير برنامج خاص بالقياس والإبلاغ والتحقق لانبعاثات الغازات الدفيئة، ويهدف المشروع لتسهيل عملية الحصول على بيانات موثقة ودقيقة وإعداد التقارير اللازمة بهدف تزويد صانع القرار بالبيانات اللازمة. 
إنَّ الجهود التي تبذلها إمارة أبوظبي لتقليل الانبعاثات، تؤكِّد عمق نظرتها للمستقبل، وقدرتها على استشراف ما ينطوي عليه من تحديات خطيرة متعلقة بالتأثيرات السلبية للتغيُّرات المناخية.
أمين عام هيئة البيئة – أبوظبي

أخبار ذات صلة مهرجان البدر ينظم «القيم النبوية في المحتوى الرقمي» دفع «عربون» مزرعة مرهونة عام الاستدامة تابع التغطية كاملة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العمل المناخي الإمارات الاستدامة البيئية شيخة الظاهري هيئة البيئة هيئة البيئة في أبوظبي الاستدامة تغير المناخ التغير المناخي دولة الإمارات إمارة أبوظبی هیئة البیئة ملیون شجرة ر المناخی ر المناخ من خلال

إقرأ أيضاً:

“مجلس الإمارات للعمل المناخي” يستعرض الاستعدادات النهائية للمشاركة في مؤتمر الأطراف COP29

 

ناقش مجلس الإمارات للعمل المناخي، مستجدات تنفيذ عدد من المبادرات الوطنية المناخية، بالتعاون مع الجهات المعنية في الإمارات، والاستعدادات النهائية للمشاركة في أعمال مؤتمر الأطراف COP29 المقرر عقده في جمهورية أذربيجان خلال نوفمبر القادم.

جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الثالث لعام 2024، برئاسة معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة التي توجهت في بدايته بالشكر لأعضاء المجلس وفرق العمل في الجهات المعنية على التنسيق المستمر، وتكاتف الجهود الرامية إلى خلق مستقبل مستدام في دولة الإمارات.

وقالت معاليها إن الاجتماع يأتي في توقيت مهم وخلال مشاركتنا في العديد من الأحداث الدولية الهامة نحرص خلالها على طرح رؤية دولة الإمارات في مواجهة التغيرات المناخية وتعزيز الاستدامة، وذلك على غرار مشاركتنا الأخيرة في اجتماع وزراء الزراعة لمجموعة العشرين في البرازيل، ومشاركتنا المقبلة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي نتطلع من خلالها، إلى إبراز دور الإمارات في إيجاد حلول للتحديات المناخية على الصعيدين الوطني والعالمي، وتحقيق الاستدامة البيئية”.

وأضافت أن الإمارات تمتلك رؤية واضحة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050، وتحقيق الاستدامة المناخية والبيئية وهي الرؤية التي تم ترجمتها من خلال مشروعات وإنجازات نريد البناء عليها، وكلنا ثقة بأننا معا ومن خلال هذا المجلس، سنواصل العمل من أجل تنفيذ هذه الرؤية، من خلال مختلف القطاعات، ووفق الجدول الزمني الموضوع”.

وقالت إن “علينا أن نبرز للعالم – كالمعتاد- خطواتنا التنفيذية على أرض الواقع من خلال نتائج شفافة وملموسة، فهدفنا البناء على إرث الإمارات التاريخي في العمل المناخي والبيئي”.

ناقش الاجتماع عددا من الموضوعات أهمها متابعة تنفيذ استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 وأكد مواصلة التنسيق مع جميع الأطراف المعنية لتنفيذ مشروعات الاستراتيجية الموضوعة، وضرورة رفع تقرير سنوي بشأن نتائج ومستجدات تنفيذ الاستراتيجية للعرض على مجلس الوزراء في يناير من كل عام ابتداء من 2025.

وتناول الاجتماع العمل على تشريع يقضي بالحد من تأثيرات التغير المناخي على المجتمع ومختلف القطاعات الاقتصادية في الدولة، وبما يحقق النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي وناقش مستجدات العمل على مشروع سوق الكربون، ودراسة تسعير الكربون عبر العمل على المقارنة التحليلية لآليات تسعير الكربون المناسبة للتطبيق، وتطوير نمذجة لدراسة الآثار الاقتصادية والاجتماعية من الآليات المتاحة.

واستعرض الاجتماع نتائج مباردة “الحوار الوطني للطموح المناخي” التي عقدت حتى الآن 14 جلسة، في مختلف القطاعات، وشهدت توقيع 138 شركة على تعهد الشركات المسؤولة مناخيا إلى جانب المرحلة الثانية من المشروع الوطني لنظام القياس والإبلاغ والتحقق، ومستجدات العمل على تقرير المساهمات المحددة وطنيا لدولة الإمارات خلال الفترة المقبلة.

وتم خلال الاجتماع كذلك مناقشة الاستعدادات للمشاركة الوطنية لمؤتمر الأطراف COP29، والعمل على وضع استراتيجية وخطة تنفيذية للبناء على إرث ونجاح مؤتمر الأطراف COP28 العام الماضي في الإمارات، والتنسيق حول المبادرات التي سيتم عرضها مع جميع الجهات المعنية المشاركة ضمن وفد الإمارات، وذلك تحت مظلة اللجنة العليا لمؤتمر الأطراف COP29 في أذربيجان.

وشهد الاجتماع الثالث لمجلس الإمارات للعمل المناخي خلال عام 2024، حضور ممثلين من وزارات التغير المناخي والبيئة، والخارجية، والطاقة والبنية التحتية، والاقتصاد، والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والتربية والتعليم، والهيئة العامة للطيران المدني، ومكتب المبعوث الخاص للتغير المناخي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وحضر الاجتماع ممثلو شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، والمجلس الأعلى للطاقة – دبي، وهيئة حماية البيئة و التنمية – رأس الخيمة، ودائرة البلدية و التخطيط – عجمان، ودائرة البلدية – إمارة أم القيوين.وام


مقالات مشابهة

  • أبوظبي.. دقة غير مسبوقة «عالمياً» للتنبؤ بالمناخ
  • جلسة حوارية بالنادي الثقافي تؤكد أهمية تطوير الدراسات البيئية للتكيف مع التغير المناخي
  • محافظ بني سويف يستعرض جهود وأنشطة المجلس القومي للمرأة
  • “مجلس الإمارات للعمل المناخي” يستعرض الاستعدادات النهائية للمشاركة في مؤتمر الأطراف COP29
  • “موانئ أبوظبي” تحرز تقدما في أجندتها للاستدامة لعام 2023
  • تقرير الاستدامة للعام 2023 من «مبادلة للطاقة» يظهر التقدم في جهود الحد من الانبعاثات
  • هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وجمعية الإمارات للطبيعة تطلق الدليل الإرشادي لإعادة تأهيل أشجار القرم في دولة الإمارات
  • وزيرة البيئة تلتقى السفير الياباني بالقاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون
  • وزيرة البيئة تلتقى السفير الياباني بالقاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي