حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن تل أبيب تدفع نحو حرب بالمنطقة، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ماكرون مع نتنياهو، بعد ساعات من غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، بينهم الكثير من النساء والأطفال، وقال جيش الاحتلال إنه قتل خلالها القيادي العسكري البارز في حزب الله إبراهيم عقيل وقيادات قوة الرضوان، أبرز قوات الحزب.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت، حذر ماكرون نتنياهو قائلا له "أنتم تدفعون المنطقة إلى الحرب".

بدوره، رد نتنياهو على ماكرون بالقول "بدلا من الضغط على إسرائيل، حان الوقت لفرنسا من أجل زيادة الضغط على حزب الله لوقف هجماته".

على الصعيد ذاته، نقلت يديعوت أحرنوت عن مسؤول سياسي فرنسي -لم تسمه- قوله "نعتقد أن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان زادت من احتمالات الحرب، بينما نحن مقتنعون بأن المسار الدبلوماسي لا يزال قائما، وسنواصل العمل من أجل ذلك".

وهذا الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله في لبنان، منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية قبل قرابة عام.

إذ سبق أن اغتالت إسرائيل، في 2 يناير/كانون الثاني الماضي، صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي 30 يوليو/تموز الماضي اغتالت القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر.

ويأتي الهجوم في ظل موجة جديدة من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع حزب الله مرحلة جديدة.

وتمثلت ملامح هذا التصعيد في تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء، ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل -بدعم أميركي واسع- على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما خلف أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله

إقرأ أيضاً:

حجم ترسانة أسلحة حزب الله بعد أن أبدت إسرائيل استعدادها للحرب عقب هجوم البيجر واللاسلكي

(CNN)-- أصيب لبنان بالصدمة بعد تعرضه لهجمات متتالية مميتة استهدفت أعضاء حزب الله - حيث انفجرت أجهزة النداء في وقت واحد في جميع أنحاء البلاد، الثلاثاء، ثم انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكية بنفس الطريقة، الأربعاء.

لقد اجتاح الذعر والخوف والحزن البلاد الآن، مع تزايد التساؤلات حول كيفية تنفيذ الهجمات، ومن أين جاءت الأجهزة، وما إذا كان هذا التطور الأخير قد يدفع الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً.

قُتل ما لا يقل عن 37 شخصًا، بمن فيهم أطفال، في الهجمات التي ألقى المسؤولون اللبنانيون باللوم فيها على إسرائيل. وأصيب الآلاف - كثيرون منهم مشوهون وفي حالة حرجة بعد انفجار أجهزة الاتصال في جيوبهم أو في وجوههم.

وبعد تحذيرها، الأربعاء، من أن "حقبة جديد" بالحرب قد بدأت، شرعت إسرائيل، الخميس، بضرب أهداف في لبنان وتقول إن قائدها الأعلى وافق على خطط "للساحة الشمالية".

يُعتقد أن حزب الله هو الجماعة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم. بدعم من إيران ومقره في لبنان، وانخرطت الجماعة الإسلامية الشيعية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية للبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

سيكون على إسرائيل أن تتعامل مع العمق الاستراتيجي لحزب الله. والجماعة جزء من محور تقوده إيران من المتشددين يشمل اليمن وسوريا وغزة والعراق. وقد قامت بعض هذه الجماعات بزيادة تنسيقها بشكل ملحوظ منذ أكتوبر، عندما شنت إسرائيل حرباً على غزة بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حماس البلاد. ويُعرف هذا المحور في إسرائيل باسم "حلقة النار".

وعلى مدار الأشهر الإحدى عشر الماضية، انخرط شركاء حزب الله في المنطقة في صراع محتدم مع إسرائيل وحلفائها. وأطلق الحوثيون في اليمن النار بشكل متقطع على السفن في البحر الأحمر، وهو شريان التجارة العالمية، وكذلك على إسرائيل. كما شنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مظلة تضم الفصائل الشيعية المتشددة، هجمات على المواقع الأمريكية في ذلك البلد. واشترط المحور وقف تلك الأعمال العدائية بوقف إطلاق النار في غزة، وأعاد تسمية نفسه على أنه "جبهة داعمة" للفلسطينيين في غزة، كما وصفها أحد كبار قادة حزب الله.

خرجت القوة القتالية لحزب الله من تحت أنقاض الغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982. وفي ذلك الوقت، كان الحزب عبارة عن مجموعة من المقاتلين الإسلاميين المدعومين من الجمهورية الإسلامية الناشئة في إيران. وأعقب ذلك تزايد سريع في القوة العسكرية والسياسية للجماعة. وفي عام 2000، أجبر مقاتلو حزب الله القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان، منهين بذلك احتلالاً دام أكثر من 20 عاماً. وفي عام 2006، نجا الحزب من حرب استمرت 34 يومًا مع إسرائيل والتي خلفت دمارًا في لبنان.

وخلال الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قاتل الحزب نيابة عن الرئيس السوري، بشار الأسد عندما قام بقمع قوات المعارضة المسلحة بوحشية وأوقع خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وبينما كان حزب الله يقاتل في خنادق تلك الحرب التي استمرت ما يقرب من عقد من الزمن، أصبح حزب الله محنكًا في حرب المدن وعزز تحالفاته مع الجماعات الأخرى المدعومة من إيران والتي تقاتل في سوريا. كما أنه فتح طريق إمداد حيوي للأسلحة بين إيران ولبنان، عبر شركائه في العراق وسوريا، مما عزز ترسانته بشكل أكبر.

طوال صراعه المستمر منذ عقود مع إسرائيل، انخرط حزب الله في حرب غير متكافئة. لقد سعى إلى تنمية قوته السياسية والعسكرية، في حين يسعى إلى تحقيق الردع رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.

لكن حزب الله يدير الدفة بعناية. إن استفزاز القوة النارية الكاملة لإسرائيل من الممكن أن يؤدي إلى إضعاف قدرات الحزب إلى حد كبير، وإعادته إلى الوراء، لسنوات ــ إن لم يكن لعقود من الزمن ــ وتدمير أجزاء كبيرة من لبنان، الذي يرزح تحت وطأة أزمته المالية المستمرة منذ سنوات.

ومع استمرار المواجهات على الحدود، سعى حزب الله، وبقدر من النجاح، إلى تقويض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، والمعروف باسم القبة الحديدية. وقد حاول القيام بذلك من خلال مهاجمة منصاتها وإغراقها بأسراب من الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى من أجل فتح الطريق أمام مقذوفات أخرى للوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

إن فرص حزب الله في البقاء في حرب شاملة مع إسرائيل تتوقف على ما إذا كان قادراً على التفوق على هذه الأنظمة التي اعترضت في الأشهر الأخيرة آلاف الأسلحة المحمولة جواً من إيران وغزة ولبنان.

ونظراً لقوة حزب الله المتنامية، فإن نشوب حرب شاملة محتملة بين إسرائيل ولبنان من شأنه أن يدفع الشرق الأوسط إلى مياه مجهولة. ومن المرجح أن تستمر الجهود الدبلوماسية لمنع ذلك بوتيرة لاهثة.

إسرائيلالعراقاليمنسوريالبنانالجيش الإسرائيليانفوجرافيكحزب اللهحسن نصراللهنشر الجمعة، 20 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • ماكرون يهاجم نتنياهو ويتهمه بدفع المنطقة إلى حرب مفتوحة
  • حجم ترسانة أسلحة حزب الله بعد أن أبدت إسرائيل استعدادها للحرب عقب هجوم البيجر واللاسلكي
  • ماكرون يوجه رسالة للبنانيين: الحرب ليست حتمية والمسار الدبلوماسي موجود
  • ماكرون يدعو لـ"تجنّب الحرب" بعد تفجير أجهزة اتصال حزب الله
  • نتنياهو يتهم ستارمر بـ”تقويض” إسرائيل
  • البيت الأبيض: نريد للحرب في غزة أن تنتهي وجهودنا مستمرة بهذا الاتجاه
  • إسرائيل تعلن مرحلة جديدة للحرب وتتعهد بإعادة سكان الشمال
  • عزلة نتنياهو وخيار الحرب الإقليمية
  • «حزب الله» يتهم إسرائيل.. من يقف وراء انفجار أجهزة الاتصالات؟