أهل مصر .. قصور الثقافة تختتم الأسبوع الـ33 لأطفال المحافظات الحدودية بمطروح
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
أهل مصر .. أقيم بمكتبة مصر العامة بمطروح، مساء اليوم الجمعة، حفل ختام الأسبوع الثقافي الثالث والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"، الذي أقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت شعار "يهمنا الإنسان" منذ 12 سبتمبر الحالي.
شهد حفل الختام الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، المهندس حسين السينيني السكرتير العام المساعد لمحافظة مطروح، لاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى الثقافي والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر أطفال، أحمد درويش رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، محمد حمدي مدير عام ثقافة مطروح.
معرض فني نتاج الورش الفنية والحرف اليدوية والتراثية
استهلت الفعاليات بتفقد معرض فني نتاج الورش الفنية والحرف اليدوية والتراثية التى أقيمت طوال الأسبوع، حيث استعرض الأطفال أعمالهم الإبداعية من مشغولات جلدية، وخيامية، وأشكال شنط مميزة مصنوعة من الخرز، والشبك، بالإضافة إلى منحوتات من الخشب الأركت، وغيرها نتاج ورشة إعادة التدوير، بجانب عرض رسومات مبهجة نتاج ورشة الرسم بالموسيقى.
وعلى مسرح المكتبة بدأت الفعاليات بالسلام الجمهوري، وفي كلمته قدم "ناصف" تحياته للحضور ونقل تحية وزير الثقافة وتقديره الكبير لهذا المشروع، مشيرا إلى دوره في تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء وربطهم بتراثهم الثقافي.
أفكار جديدة
وتوجه نائب رئيس الهيئة بالشكر للواء خالد شعيب محافظ مطروح، لتيسير استضافة فعاليات الأسبوع بالمحافظة، وأشار إلى السعي الدائم لتقديم أفكار جديدة بالمشروع مثل تسويق منتجات الورش الفنية التي تقام خلال الملتقيات والأسابيع سواء للأطفال أو الشباب أو المرأة، مؤكدا طرح أفكار ورؤى جديدة كتقديم منح مالية للمتميزين من أبناء المحافظات كبداية لهم لإقامة مشروعاتهم الخاصة فى مجال الحرف التراثية واليدوية التي تعلموها، وتأهيل الموهوبين من الأطفال للمشاركة في مسابقة المبدع الصغير.
وفي كلمته نقل السكرتير العام المساعد تحية محافظ مطروح ورحب بالحضور وبالأطفال موضحا أنهم سفراء المحافظات الحدودية، وعبر عن سعادته لما شهده الملتقى خلال هذا الأسبوع من فعاليات ثقافية وفنية وأدبية، وزيارات ترفيهية وتثقيفية للمزارات السياحية والأثرية على أرض محافظة مطروح، الأمر الذي يثري معارف ومدارك الأطفال مع تنمية مهاراتهم. كما وجه الشكر لوزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة لما توليه من اهتمام بتنظيم هذا البرنامج الوطني وغيره من البرامج.
وأشادت المدير التنفيذي للمشروع، بالجهود المبذولة لتنظيم الفعاليات، موجهة الشكر لوزير الثقافة ونائب رئيس الهيئة، لدعمهم الكبير للمشروع، مؤكدة أنه يهدف إلى تعزيز الترابط الثقافي بين الأطفال من مختلف المحافظات الحدودية، وتمكينهم من التعرف على ثقافات وتراث بعضهم البعض، وغرس الهوية والانتماء في نفوسهم وتعزيز قدراتهم الإبداعية عبر الورش الحرفية والتراثية والأدبية التي أقيمت خلال الأسبوع وكانت بمثابة فرصة لتعليمهم مهارات جديدة.
تضمنت الفعاليات عرض فيلم وثائقي عن فعاليات الأسبوع الثقافي وماتضمنه ورش تدريبية بداية من استقبال الأطفال وتوزيعهم على الورش ونتاجها، بجانب الجولات الميدانية، ولقاءات مع المدربين، إعداد د. محمد إسماعيل، تصوير جمال الشرنوبي، مونتاج أحمد فتحي.
أعقبه فيلم قصير نتاج ورشة التصوير والفوتوشوب تدريب كل من د. محمد إسماعيل وأحمد فتحي، ثم فيلم قصير نتاج ورشة صناعة فيلم يناقش أهمية التعاون تدريب د. شيرين شعبان وسمر علي، أعقبه عرض لعرائس الماريونت.
كما تضمنت الفعاليات عرض نتاج ورشة الشعر للمدرب أحمد خليفة وقدم خلالها الأطفال المشاركين عددا من القصائد الشعرية، بالإضافة إلى عرض نتاج ورشة الأراجوز للمدرب ناصر عبد التواب، وورشة الكتابة المسرحية للسيناريست وليد كمال قدموا خلالها مسرحية قصيرة بعنوان "دائما هناك طريق" القصة والمعالجة الدرامية عاصم حاتم راشد من محافظة شمال سيناء كتابة جنا محمد، أسامة صلاح، بسنت محمد، مريم عبد الرحيم، وتناولت فكرة تشجيع الأطفال على تحقيق أهدافهم في الحياة مهما كانت الصعاب.
كما تضمنت الفعاليات عرض مسرحية بعنوان "دعاة الحب" تدور فكرتها عن الخير والشر وانتصار الخير في النهاية، تدريب المخرج أحمد الغزلاني.
وفي الختام قدم عرض فني نتاج ورشة الموسيقى والغناء تدريب الفنان ماهر كمال قدم خلاله الأطفال أغاني متنوعة منها "مصر يا أم الدنيا، آه ياللي، الدنيا ريشة في هوا"، وختاما أغنية "إحنا أطفال أهل مصر".
الأسبوع الثقافي الثالث والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية أقيم ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، بالتعاون مع غرب ووسط الدلتا الثقافي، وفرع ثقافة مطروح، وشارك به 200 طفل وطفلة من المحافظات الحدودية "أسوان، حلايب وشلاتين وأبو رماد من محافظة البحر الأحمر، الوادي الجديد، شمال سيناء، جنوب سيناء"، بالإضافة إلى أطفال المحافظة المضيفة والمناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أهل مصر قصور الثقافة أطفال المحافظات الحدودية مطروح
إقرأ أيضاً:
الهوية الوطنية والهوية العربية: جدلية التداخل ومسارات المشروع الثقافي الأردني
#سواليف
#الهوية_الوطنية و #الهوية_العربية: جدلية التداخل ومسارات #المشروع_الثقافي_الأردني
الشاعر #أحمد_طناش_شطناوي
رئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين/ إربد
لطالما كانت الهوية الوطنية والهوية العربية في علاقة جدلية قائمة على التداخل والتكامل، فلا يمكن تصور هوية وطنية مغلقة دون امتدادها العربي، كما لا يمكن للهوية العربية أن تحقق حضورها دون انصهار مكوناتها الوطنية في مشروع ثقافي جامع، وفي السياق الأردني تتجلى هذه العلاقة بوضوح، حيث لم يكن الأردن يومًا منعزلًا عن قضايا الأمة، بل كان حاضرًا فكريًا وثقافيًا وسياسيًا في مشهدها، وخاصة في القضية الفلسطينية التي شكلت جزءًا من الوجدان الجمعي الأردني، وأسهمت في صياغة مسار الثقافة الوطنية.
وعليه، فإن أي سعي لبناء مشروع ثقافي وطني أردني لا يمكن أن يكون بمنأى عن الفضاء العربي، بل يجب أن يكون امتدادًا له في إطار الخصوصية المحلية، بحيث تتكامل الهوية الأردنية مع الهوية العربية في مشروع ثقافي يعيد الاعتبار للمشتركات الفكرية والتاريخية، ويواجه تحديات العصر بأدوات حديثة تضمن استمرارية الثقافة وتأثيرها في المجال العام.
فقد شكّل الأردن عبر تاريخه نقطة تفاعل بين حضارات متعددة، ما جعله بيئة خصبة للإنتاج الفكري والتبادل الثقافي، فمنذ نشأة الإمارة لعب الأردن دورًا محوريًا في المشهد الثقافي العربي، سواء من خلال حراكه الأدبي، أو عبر مواقفه السياسية والثقافية التي كرّست التزامه بقضايا الأمة، وقد أسهمت مؤسساته الثقافية، مثل وزارة الثقافة ورابطة الكتاب الأردنيين، في دعم الفعل الثقافي، إلا أن هذا الدور لا يزال بحاجة إلى مشروع متكامل يواكب التحديات الراهنة.
وهنا يبرز السؤال المحوري: كيف يمكن تحويل هذه الهوية الثقافية إلى مشروع استراتيجي يحقق حضورًا وتأثيرًا في المشهد العربي؟
للإجابة عن هذا السؤال فإننا بحاجة إلى محاور أساسية للبدء في مشروع ثقافي متكامل، وذلك من خلال:
أولًا: تعزيز الإنتاج الثقافي المرتبط بالهوية الجامعة
إذ لا يمكن الحديث عن مشروع ثقافي دون توفير بيئة حاضنة للإبداع، تدعم الأدباء والمفكرين، وتربط الإنتاج الثقافي بالهوية الجامعة، بحيث لا يكون مجرد انعكاس لحالة محلية معزولة، بل رافدًا للمشروع الثقافي العربي ككل، وهنا لا بد من تطوير سياسات ثقافية تحفّز الإنتاج الأدبي والفني، وتضمن له الانتشار والتأثير في المجالين المحلي والعربي.
ثانيًا: ربط الثقافة بالسياسات العامة لتعزيز الوحدة الوطنية
إن الثقافة ليست مجرد نشاط فكري أو فني، بل عنصر رئيس في تشكيل السياسات العامة، سواء من خلال تعزيز الانتماء الوطني، أو دعم الاستقرار الاجتماعي، أو المساهمة في الدبلوماسية الثقافية، لذا فإن بناء مشروع ثقافي وطني يتطلب رؤية حكومية تدرك دور الثقافة في التنمية، عبر دمجها في المناهج التعليمية، ودعم الصناعات الثقافية، وتوسيع دائرة التفاعل بين المثقف وصانع القرار.
ثالثًا: إعادة الاعتبار للموروث الثقافي المشترك بأساليب حديثة
إن الثقافة العربية ليست مجرد تراث جامد، بل مشروع متجدد يجب إعادة قراءته وتقديمه بأساليب حديثة، ويشمل ذلك الاهتمام بترجمة الأعمال الفكرية العربية إلى لغات أجنبية، وتطوير الدراما والسينما والمسرح لتعكس القيم الثقافية العربية، واستثمار التقنيات الحديثة في تقديم التراث بصيغة معاصرة تجعل منه عنصرًا جاذبًا للأجيال الجديدة.
رابعًا: استثمار الإعلام والتكنولوجيا في نشر الثقافة
لم يعد بالإمكان الحديث عن مشروع ثقافي ناجح دون استثمار الإعلام الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، إذ يمكن للأردن أن يكون مركزًا لإنتاج محتوى ثقافي عربي قادر على الوصول إلى شرائح أوسع، سواء عبر المنصات الرقمية، أو من خلال المبادرات الثقافية التفاعلية التي تربط الثقافة بجيل الشباب.
خامسًا: تعزيز الحوارات الثقافية العربية عبر منصات تفاعلية
إن المشروع الثقافي لا يمكن أن يكتمل دون خلق فضاءات للحوار بين المثقفين العرب، تتيح تبادل الأفكار والخبرات، وتساعد في بلورة رؤية ثقافية جامعة، وهنا يمكن للأردن أن يلعب دورًا رياديًا في إطلاق مبادرات ثقافية عربية مشتركة، وإنشاء منتديات ومنصات حوارية تجمع المفكرين والمثقفين في نقاشات معمقة حول قضايا الهوية والتحديث والتحديات الثقافية.
وعلى الرغم من أهمية المشروع الثقافي، إلا أنه يواجه تحديات كبرى تتطلب معالجتها، ومن أبرزها:
ضعف التمويل الثقافي: حيث تعاني المؤسسات الثقافية من نقص الدعم المالي، مما يؤثر على قدرتها في تنفيذ مشاريعها.
تهميش الثقافة لصالح الأولويات السياسية والاقتصادية: حيث لا تزال الثقافة في العديد من الدول العربية تُعامل كعنصر ثانوي في التخطيط الاستراتيجي.
تراجع القراءة والتفاعل مع الإنتاج الثقافي: بسبب انتشار الوسائط الرقمية والترفيه السريع الذي يزاحم المحتوى الثقافي العميق.
التحديات السياسية: حيث تواجه الثقافة العربية ضغوطًا سياسية تحدّ من حرية التعبير وتعيق المبادرات الثقافية المستقلة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بناء مشروع ثقافي وطني أردني قادر على تحقيق تأثير في المشهد العربي يتطلب إجراءات ملموسة، تتلخص في بعض المقترحات العملية التي يمكن لها ان تتجاوز هذه التحديات إلى حد بعيد:
إنشاء مركز أبحاث ثقافي أردني بالتعاون من الجامعات، يعنى بدراسة التحولات الثقافية العربية، ويقدم توصيات لصانعي القرار حول سياسات الثقافة ودورها في التنمية الوطنية والإقليمية. إطلاق منصات رقمية تفاعلية تهدف إلى تعزيز التفاعل بين المثقفين والجمهور، وتقديم محتوى ثقافي معاصر قادر على جذب الأجيال الجديد، من خلال استثمار المؤثرين وتأهيلهم ليكونوا رافدا أساسيا للمشروع الوطني. إعادة هيكلة الدعم الثقافي من خلال تخصيص ميزانيات أكبر للقطاع الثقافي، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات الثقافية. دعم مشاريع الترجمة والتبادل الثقافي بين الدول العربية، مما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي وتبادل الخبرات بين المثقفين العرب. تنظيم مهرجانات ومنتديات ثقافية عربية في الأردن تستقطب المفكرين والكتاب من مختلف الدول العربية، لتعزيز الحوار الثقافي وتقديم الأردن كنموذج لدمج الهوية الوطنية بالهوية العربية في مشروع ثقافي متكامل.إن الأردن بحكم موقعه الجغرافي وتاريخه الثقافي، مؤهل ليكون نموذجًا لاندماج الهوية الوطنية في الإطار العربي، بحيث يتحول مشروعه الثقافي من مجرد استجابة للمتغيرات إلى رؤية استباقية تصنع المستقبل، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، وصانعي القرار، والمثقفين، والجمهور، في إطار استراتيجية واضحة تستثمر في الثقافة كقوة ناعمة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع.