يرى محللون سياسيون وعسكريون أن إسرائيل تحاول الخروج من قطاع غزة وخلق صورة نصر لها من خلال الضربات التي توجهها للبنان، لكنها لا تملك خطة إستراتيجية واضحة لما بعد تلك الضربات، وسينتفض الشارع الإسرائيلي الذي لا يريد التنازل عن أسراه في غزة.

وزادت حدة التوتر بين إسرائيل وحزب الله خلال اليومين الأخيرين، بعد مقتل 37 شخصا، وإصابة آلاف، جراء انفجار أجهزة اتصال لاسلكية من نوع (البيجر) وآيكوم في أنحاء لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم اغتيال القيادي العسكري في حزب الله إبراهيم عقيل، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا -في تحليل على قناة الجزيرة- إن إسرائيل دخلت اليوم مرحلة جديدة بالأحداث التي أنتجتها، ولديها مقاربة مختلفة، تقول "نترك غزة ونهمشها ونربطها مع الضفة الغربية ضمن حكم عسكري، والانتقال إلى جبهة لبنان ورفع الثمن على حزب الله".

ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخروج من قطاع غزة- يضيف العميد حنا- والانتقال إلى الجبهة اللبنانية ليظهر أنه حقق نصرا، مؤكدا أن هذه الجبهة ستكون الاختبار الأكبر لإسرائيل، خاصة وأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لديه حديث متكرر حول "نحن نعتمد مبدأ الربح بعدم الخسارة والصمود والصبر".

ورغم أن المقاومة في قطاع غزة منعت بعملياتها وبصمودها الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافه الإستراتيجية، يريد نتنياهو الذهاب لحرب إقليمية وجر الولايات المتحدة الأميركية إليها، وبالتالي ضرب إيران ومشروعها النووي.

وفي تقدير الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي، محمود يزبك، فإن نتنياهو الذي فشل في قطاع غزة لن يستطيع تحقيق النجاح الإستراتيجي في معركة لبنان.

وقال إن هناك تساؤلات تطرح اليوم في إسرائيل بخصوص الضربات التي وجهت إلى لبنان، من حيث أهدافها وغاياتها، وهل ستستطيع أن تعيد المستوطنين إلى منازلهم؟ لافتا إلى أن الشارع الإسرائيلي سيتحدث مجددا عن قضية غزة وعن المحتجزين الإسرائيليين هناك.

واستبعد يزبك أن يتمكن نتنياهو وحكومته من إعادة المستوطنين في الشمال إلى مساكنهم، لأن الضربات التي وجهت للبنان كانت تكتيكية ولم تتعلق بالمستوى الإستراتيجي لإسرائيل.

ومن جهته، تحدث الخبير في الشؤون الإسرائيلية علي حيدر أن إسرائيل ارتقت إلى مستوى أعلى في ضرباتها لحزب الله من أجل الضغط عليه، لكن الحزب بدوره سيرتقي في ضرباته، وأعرب عن اعتقاده بأن رد حزب الله على إسرائيل سيكون هذه المرة مختلفا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»

البلاد- بيروت
فيما تواصل إسرائيل قصف الجنوب والضاحية والبقاع في محاولة لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، يراوغ الحزب في ملف تسليم السلاح، متمسكًا بشروطه، فيما تبذل الدولة اللبنانية جهودًا شاقة لبسط سيادتها دون الانزلاق إلى صدام داخلي أو استفزاز آلة القتل الإسرائيلية.
وفي أحدث تطور، زار رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، بيروت، أمس (الأربعاء)، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. اللقاء شهد تأكيدًا لبنانيًا على ضرورة تفعيل اللجنة والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من خمس تلال جنوبية لا تزال تحتلها، إضافة إلى إطلاق الأسرى اللبنانيين. كما قدم جيفرز خلفه، الجنرال مايكل جاي ليني، الذي سيتولى رئاسة اللجنة خلال المرحلة القادمة، وهو قائد قوة المهام في القيادة المركزية الأمريكية.
اللقاء جاء قبيل مغادرة عون إلى الإمارات برفقة وزير الخارجية يوسف رجّي، في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات وجذب الدعم العربي لجهود الأمن والإصلاح وإعادة الإعمار، في ظل ظرف دقيق يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا فوريًا.
بالتوازي، واصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه جنوب الليطاني، حيث أعلن الرئيس عون في لقاء مع وفد معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، الثلاثاء، أن الجيش يطبق القرار 1701 رغم العراقيل الميدانية المتمثلة ببقاء إسرائيل في خمس نقاط حدودية. وأكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه”، وأن عملية سحب السلاح ستتم بالحوار، تجنبًا لأي اضطرابات أمنية.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة فؤاد سلام أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية وسواها تشكّل “خرقًا واضحًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مطالبًا بتفعيل آلية المراقبة الدولية. كما شدد خلال استقباله وفد نقابة الصحافة على أن لبنان ملتزم بالاتفاق وعلى إسرائيل أن تلتزم أيضًا، مضيفًا أن بقاء الدعم الأمريكي والفرنسي مهم لضمان ذلك.
ورغم إعلان حزب الله دعم الدولة، بدا موقفه أكثر تصلبًا في الخطاب الأخير لأمينه العام نعيم قاسم، الذي وضع ثلاثة شروط مسبقة قبل أي حوار حول السلاح: انسحاب إسرائيل، وعودة الأسرى، وبدء إعمار ما دمرته الحرب. وهو ما رآه مراقبون تناقضًا مع موقفَي رئيس الجمهورية والحكومة، وتراجعًا عن مضمون البيان الوزاري الذي نال ثقة “الحزب” نفسه.
السلطة الرسمية اللبنانية تراوح مكانها في ملف السلاح، متسلّحة بالتهدئة والحوار كسبيل لتفادي صدام داخلي، بينما يربط الحزب مصير سلاحه بتحولات الإقليم، خصوصًا في ضوء المفاوضات بين طهران وواشنطن. وعلى الأرض، لم تتوقف إسرائيل عن شن الغارات، متذرعة بعدم تفكيك قدرات الحزب، ومتمسكة بالبقاء في نقاط حدودية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية أمريكية فرنسية أواخر نوفمبر الماضي.
وكان الاتفاق نص على وقف الأعمال العدائية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني، وتوسيع انتشار الجيش اللبناني وقوات “يونيفيل”، إلا أن التنفيذ تعثر وسط مماطلة إسرائيلية ومراوغات من حزب الله.
بين تصعيد إسرائيلي لا يهدأ، ومناورات حزب الله ومواقفه المتباينة حول حصر السلاح، تقف الدولة اللبنانية في مفترق طرق حرج. فالمضي نحو السيادة يتطلب مواجهة مزدوجة: مقاومة الضغوط الخارجية دون الخضوع لها، ومراكمة التوافق الداخلي دون الانفجار من الداخل.

 

مقالات مشابهة

  • بعد الغارتين على ميس الجبل.. هذا ما نشره الجيش الإسرائيلي (فيديو)
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصدر أمني: الجيش الإسرائيلي قتل عنصرًا من حزب الله جنوبي لبنان
  • عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
  • محللون سياسيون: إسرائيل تستغل الدروز لتنفيذ مشروع توسعي بالمنطقة
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • محللون: إسرائيل قد تستخدم المساعدات لتحقيق أهدافها والعالم لا يفعل شيئا
  • نتنياهو يتحدث عن عدد المحتجزين الأحياء بغزة ووفد التفاوض الإسرائيلي في القاهرة
  • هكذا فاجأ نتنياهو الجيش الإسرائيليّ بالكشف عن تفاصيل عمليّة تفجير البيجر
  • 3 رسائل عن قصف الضاحية.. ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟
  • نتنياهو يكشف تفاصيل عن عملية تفجير أجهزة النداء البيجر في لبنان (شاهد)