نفذ الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عملية اغتيال نوعية استهدفت إبراهيم عقيل، وهو مسؤول عسكري بارز في حزب الله، وقادة في "قوة الرضوان" وهي وحدة النخبة التي أنشأتها الجماعة اللبنانية، في تصعيد عسكري جاء بعد بضعة أيام من انفجارات دامية ومتزامنة وقعت في أجهزة شبكة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها عناصر الحزب.

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، سلسلة العمليات الحالية بأنها "مرحلة جديدة" من الحرب المستمرة بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، متوعداً باستمرار العمليات ضد حزب الله حتى تحقيق أهداف هذه المرحلة.
ووضعت إسرائيل عنواناً عريضاً للتصعيد في لبنان يتعلق بإعادة سكان البلدات والمستوطنات شمال إسرائيل إلى منازلهم، حيث اضطر عشرات الآلاف للنزوح بسبب عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان. ضربات متتالية ويقول تامير هيمان الرئيس السابق لجهاز الأمن القومي في إسرائيل، ورئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن "هجوم الجمعة في بيروت ينضم إلى نوع جديد من الهجمات التي وقعت خلال الأيام الأربعة الماضية، وفي كل واحدة منها تم استخدام معلومات استخباراتية خاصة، وتم عرض قدرة عملياتية غير معروفة بالنسبة لحزب الله".

من غزة إلى لبنان.. أبرز المسؤولين الذين اغتالتهم إسرائيلhttps://t.co/hzEQB8fntl pic.twitter.com/25LLFww9zz

— 24.ae (@20fourMedia) September 20, 2024 وأضاف أن "تسلسل هذه الضربات لا يمثل فقط استعراضاً عملياتياً، بل هو مرحلة جديدة من الحرب"، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية.

وتابع "سلسلة الضربات المتزايدة التي توجهها إسرائيل لحزب الله هي محاولة لتحقيق أهداف الحرب الجديدة دون حرب إقليمية شاملة، ومن المناسب القيام بكل شيء قبل أن تتدهور الأمور إلى مثل هذه الحملة".
 وبحسب هيمان "يمكن أن تؤدي هذه الضربات إلى مزيد من التصعيد في الحملة ضد حزب الله، وهناك خطر من أن نصل إلى حالة حرب شاملة"، لافتاً إلى أن الكرة أصبحت في ملعب حزب الله.
وقال إن "ابراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل هو قائد عمليات حزب الله. وهو المشرف المباشر على قوة الرضوان، والعمليات الخاصة للتنظيم، وكان مسؤولاً عن العمليات ضد إسرائيل، ومهندس فكرة اقتحام الحدود ضد إسرائيل كخطة عملياتية، وهي نفس الخطة التي استنسختها حماس ونفذتها يوم هجوم السابع من أكتوبر الماضي".

وأوضح أن "استهداف كبار قادة حزب الله سصعب مهمة حزب الله في استبداله أو تعويضه، وعلى المدى القريب القريب على الأقل فإن قدرة حزب الله على الحرب ستكون قابلة للتقويض".
وقال إن "اغتيال عقيل ومساعديه يعطل قتال حزب الله، لكن هذا ليس حاسماً رغم أنه ضربة قاسية"، مضيفاً  أن "النجاحات التكتيكية لا تضمن نجاح الحملة بشكل كامل". تغيير للقواعد من جانبه قال رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إن "الهجوم في الضاحية في إطار السياسة الجديدة التي أعلنها وزير الدفاع غالانت باعتبارها مرحلة جديدة في الحرب، والتي لن تلتزم فيها إسرائيل بالمعادلات وساحات المواجهة التي وضعها حزب الله".
وأضاف "في المرحلة الجديدة لن تستمر إسرائيل في حرب الاستنزاف العبثية، بل ستصعد ردود أفعالها على أي إطلاق نار باتجاه الأراضي الإسرائيلية حتى لو بشكل غير متناسب، مع الوضع في الحسبان أن هذا قد يؤدي إلى حرب شاملة في لبنان".
وتابع أن "من رسائل عملية الاغتيال الأخيرة أن إسرائيل تريد أن توضح لحزب الله أن المنظمة لا تزال قابلة للاختراق، لأنه لم يتم حل مسألة كيف تمكنت إسرائيل على وجه التحديد من القضاء على فؤاد شكر، الذي يعتبر رئيس الأركان الفعلي والآن تم القضاء على الرجل الثاني في الهيكلية العسكرية للحزب".

لماذا ينصب تركيز إسرائيل على الحدود مع لبنان؟https://t.co/5ZOLN0lUYx

— 24.ae (@20fourMedia) September 20, 2024 وقال: "قد يرد حزب الله بقوة، بل وربما يستخدم أوراق قوة لم يستخدمها حتى الآن. لكن إسرائيل تبدو مستعدة لحرب شاملة، والكرة في ملعب حزب الله.
وأضاف "إسرائيل لا تزال تعطي نصر الله فرصة للرد على اقتراح الوساطة الأمريكية للتوصل إلى تسوية تسمح بإعادة سكان مناطق شمال إسرائيل، لكن العمليات الأخيرة توضح لحزب الله أنه لن تكون هناك عودة إلى روتين الإرهاق الذي استمر منذ 11 شهراً"، بحسب بن يشاي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية يؤاف غالانت حزب الله إسرائيل لبنان لبنان إسرائيل حزب الله يوآف غالانت لحزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل: إنها غير قانونية وغير مقبولة

تناول المقال الافتتاحي في صحيفة "الغارديان" البريطانية، تفجيرات الاحتلال في لبنان التي استهدفت عددا من المدنيين وعناصر حزب الله.

وقالت الصحيفة، "في الحرب العالمية الثانية، نشرت قوات الفدائيين كميات ضخمة من الأجسام المفخخة التي يحتمل أن تجذب إليها المدنيين، وكانت الفكرة من ذلك التسبب في القتل العشوائي على نطاق واسع".

وأضافت، أن اليابانيين صنعوا غليون تدخين مفخخ بمواد فجرت بصاعق مرتد، أما الإيطاليون فأنتجوا سماعة تنفجر عند توصيلها.



وبعد مرور أكثر من قرن، تم إبرام معاهدة عالمية "حرمت في كافة الظروف استخدام الأجسام المفخخة أو أي وسائل أخرى تتخذ شكل ما يبدو أنها أجسام غير ضارة، ولكنها في الواقع مصممة ومركبة بحيث تحتوي على مواد متفجرة"، وفقا للمقال.

وتساءلت، هل أخبر أحد إسرائيل وأنصارها المبتهجين بأنها، كما أشار إلى ذلك برايان فينوكان من مجموعة الأزمات الدولية، أنها أحد الموقعين على البروتوكول؟

ويوم الثلاثاء، انفجرت بشكل متزامن تقريبا أجهزة المناداة (البيجرز) المستخدمة من قبل المئات من أعضاء مجموعة حزب الله في لبنان وسوريا، ما أفضى إلى مقتل ما لا يقل عن اثني عشر شخصا – بما في ذلك طفلان وأربعة من العاملين في المستشفيات – وكذلك إلى جرح آلاف آخرين.

وبينت الصحيفة، أن هذا الوضع مشابه تماماً للممارسات التاريخية التي تحرمها صراحة معاهدات التسليح العالمية الحالية.

وتقول وسائل الإعلام الأمريكية إن إسرائيل تقف من وراء الهجوم، وأن البلد لديه الحافز والوسائل الكفيلة باستهداف أعدائه المدعومين من قبل إيران.

وأشارت إلى أن زعماء إسرائيل يمتلكون تاريخا طويلا في تنفيذ العمليات المعقدة عن بعد، والتي تتراوح ما بين الهجمات السيبرانية، إلى الهجمات التي تنفذ بواسطة مسيرات انتحارية، إلى الأسلحة المتحكم بها عن بعد والمستخدمة في اغتيال العلماء الإيرانيين.

ويوم الأربعاء، نشرت تقارير تفيد بأن إسرائيل فجرت الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية المستخدمة من قبل أعضاء حزب الله في لبنان، مما نجم عنه مقتل تسعة وجرح المئات.

وبينت أن هجمات هذا الأسبوع لم تكن، كما زعم المدافعون عن إسرائيل، "جراحية" أو أنها "استهدفت بدقة عمليات ضد الإرهاب"، ولا ريب في أن إسرائيل وحزب الله عدوان لدودان لبعضهما البعض.

فقد شهدت الجولة الحالية من القتال نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من الحدود الإسرائيلية اللبنانية بسبب صواريخ وطلقات المدفعية التي تنهال عليهم من طرف "المليشيات الشيعية" وفق تعبير الصحيفة.

وأردفت، أن تفجيرات أجهزة المناداة قصد منها بوضوح استهداف الأفراد المدنيين – وبعضهم من الدبلوماسيين والسياسيين – الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في الأعمال القتالية.

وتابعت، يبدو أن الخطة كانت ترمي إلى إنتاج ما قد يطلق عليه المحامون "أضرر بليغة تلحق بالمدنيين عن طريق الصدفة"، لقد استخدمت نفس هذه الحجج ضد روسيا للزعم بأن موسكو ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا.

وبحسب المقال، فإنه يصعب القول لماذا لا يتم تطبيق نفس المنطق في حالة إسرائيل – فيما عدا أنها حليف للغرب.

ومثل هذه الهجمات غير المتكافئة، والتي يبدو أنها غير قانونية، ليست فقط غير مسبوقة، بل ويمكن أيضاً أن تصبح أمراً طبيعيا، إذا كان الأمر كذلك، فإن الباب سيفتح أمام دول أخري لاختبار قوانين الحرب بشكل فتاك وفقا للغارديان.

وأشارت إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تتدخل وتقيد حليفها، ولكن لا يظهر جو بايدن أي أمارات على الرغبة في التدخل لوقف سفك الدماء. يمر الطريق نحو السلام بغزة، ولكن خطة السيد بايدن للسلام – وتحرير الرهائن – لم تجد قبولاً لا لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا لدى حماس.



ويُخشى أن تفضي أفعال إسرائيل إلى صراع كارثي واسع النطاق، يجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية، بحسب وجهة نظر الصحيفة، التي ترى العالم يقف على شفا هوة من الفوضى، لأن استمرار نتنياهو في إحكام قبضته على السلطة وبالتالي تحصين نفسه من الملاحقة بتهم الفساد يتوقف إلى حد كبير على خوض بلده للحرب.

وبين أنه لا يمكن لشيء من ذلك أن يحصل بدون تواطؤ الولايات المتحدة ومساعدتها، لربما فقط بعد انتخاباتها الرئاسية قد تتمكن الولايات المتحدة من القول إن ثمن إنقاذ السيد نتنياهو لا ينبغي أن يدفعه الناس في شوارع لبنان أو الفلسطينيون في المناطق المحتلة.

وختمت، "حتى ذلك الحين، سوف يستمر النظام الدولي القائم على القواعد والأحكام عرضة للتقويض من نفس البلدان التي أوجدت النظام".

مقالات مشابهة

  • مادة شديدة الانفجار.. إليكم ٱخر المعلومات عن الووكي توكي التي فجرتها إسرائيل في لبنان
  • الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل غير قانونية وغير مقبولة
  • الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل: إنها غير قانونية وغير مقبولة
  • الرئاسة الفلسطينية تدين وتستنكر العمليات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان
  • خبير: تفجير "البيجر" لحزب الله سياسة تصعيد من الاحتلال لجذب الانتباه من غزة إلى لبنان
  • وزير الخارجية اللبنانى: الهجوم السيبرانى سيجر المنطقة كلها إلى حافة الهاوية
  • بعد تفجيرات "البيجر".. لبنان يحذر من "حافة الهاوية"
  • وزير الخارجية اللبناني يحذر من خطورة التصعيد وجر المنطقة إلى حافة الهاوية 
  • ‏حزب الله يتعهد بمواصلة العمليات العسكرية ضد إسرائيل لإسناد غزة