موجة غلاء في السلع الأساسية تفاقم معيشية المواطنين وتضعف قدرتهم الشرائية
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
شمسان بوست / تقرير: سامح عبد الوهاب
تتزايد حدة الغلاء المعيشي للمواطنين، بعد تسجيل اغلب المواد الغذائية ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار، الأمر الذي يزيد من معاناة الاسر في ظل عدم تحسين الاجور؛ على الرغم من التراجع الكبير في قيمة العملة المحلية امام العملات الأجنبية.
حيرة وعجز في الشراء
حائر بين الكم، والكيف، ولهيب الاسعار، ذلك إذن واقع الحال بالنسبة للمواطن جلال عبدالرحيم، في سوق الربوع بمديرية القبيطة في محافظة لحج، حيث اضحى ارتفاع الأسعار حائلا بين السلعة ورغبة عبدالرحيم في شرائها، الأمر الذي يضطره إقتناء القليل منها، مقابل الإبقاء على العديد من الاحتياجات.
يقول جلال عبدالرحيم: اصبحنا ماعاد نأخذ احتياجاتنا الكاملة من السلع، وبدل أن تشتري كيس او نص كيس، اضطرينا نشل 5 كيلو رز او دقيق، لانه كل شيء غالي.
ويؤكد أصبح سعر 5 كيلو من الأرز ب 13 الف ريال، لا احد يستطيع شراء كمية أكبر ، لانه الراتب 50 الف ريال، ونحتاج لاحتياجات اخرى لكن لا نستطيع الشراء.
غلاء في مختلف السلع
لم تستثني حدة الغلاء السلع الأساسية فحسب، فاسعار الخضروات والفاكهة هي الأخرى شهدت ارتفاعا قياسيا، لاسيما منتجات البصل والطماطم، إضافة إلى مشتقات اللحوم، بعد ان زاد سعرها بنسبة مئتين في المائة عما كانت عليه قبل أشهر، خاصة اسماك الثمد التي سجلت ثمانية عشر ألف ريال للكيلو الواحد، علاوة على زيادة في تسعيرة الدواجن، التي يتراوح سعر الواحدة منها بين ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف ريال.
يقول المواطن جمال احمد: السلع ارتفع سعرها، خاصة الخضروات والفواكة التي زاد اسعارها، مثل الطماطم ارتفع سعره وكذلك البطاط وغيره.
ويشير: معظم الناس تأتي الى السوق وتعود خالية اليدين لأنها لا تستطيع الشراء.
ويؤكد التاجر علي طربوش بائع مواد غذائية إن القدره الشرائيه تكاد تكون معدومة ، مشيرا إن 90% من الناس لا يقوون على الشراء.
ويضيف طربوش: معظم الناس بالكاد يشتروا القليل من متطلباتهم، والا بالأجر اليومي الذي يحصلون عليه، خاصة وأن الصرف حاليا بات مرتفع أعلى ما يمكن ، وحال المواطنين يرث لهم.
غياب الحلول
معاناة مستديمة يكابدها السواد الأعظم من الناس، جراء الوضع المزري الذي بات يمس المواطنين في قوتهم اليومي، واحتياجاتهم المعيشية، وضع لم يكن للجهات المختصة حلول مجدية لكبحه او الحد من تفاقمه، في ظل تزايد الغلاء المعيشي.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
رغم انخفاض الأسعار الدولية، المحروقات في المغرب تواصل الارتفاع وتهدد القدرة الشرائية
رغم التراجع الملحوظ في أسعار المحروقات على المستوى الدولي، لا تزال أسعارها في السوق المغربية مرتفعة بشكل لافت، حيث بلغ سعر اللتر الواحد من الغازوال في محطات الوقود 11,51 درهم، في حين وصل ثمن البنزين إلى 13,49 درهم.
هذا الارتفاع المتواصل في الأسعار يعمق أزمة القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة وأنه ينعكس بشكل مباشر على باقي المواد الاستهلاكية الأساسية.
وفي هذا السياق، أكد الحسين اليمني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، أن الارتفاع الحالي في أسعار المحروقات ليس مرتبطًا بزيادة الأسعار الدولية، بل هو ناتج عن سلسلة من القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المغربية في السنوات الأخيرة. حيث أشار اليمني إلى أن “السبب الرئيس يعود إلى قرار حذف الدعم المقدم من صندوق المقاصة وتحرير أسعار المحروقات، ما أدى إلى ارتفاع هوامش الأرباح التي تحققها شركات توزيع المحروقات، والتي تضاعفت أكثر من ثلاث مرات”.
وفي الوقت الذي شهدت فيه أسعار المحروقات العالمية انخفاضًا بنسبة تصل إلى 15% خلال الأشهر الأخيرة، فإن أسعار الوقود في المغرب لا تزال تحافظ على مستوياتها المرتفعة، مما يضع ضغوطًا إضافية على الأسر المغربية.
ويؤكد الخبراء أن هذا الارتفاع في الأسعار يفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، حيث أن المحروقات تعتبر أحد المكونات الأساسية في تكلفة النقل والإنتاج، وبالتالي فإن ارتفاع أسعارها يساهم في رفع تكاليف العديد من السلع والخدمات.
من جهتها، طالبت النقابات والمجتمع المدني بإعادة النظر في سياسة تحرير أسعار المحروقات، معتبرة أن ذلك قد يكون أحد الحلول الممكنة لتخفيف معاناة المواطنين.
وقال الحسين اليمني: “من الضروري اتخاذ خطوات لتخفيض أسعار المحروقات بما يتماشى مع القدرة الشرائية للمواطنين، والتي تأثرت بشكل كبير نتيجة لهذه الزيادات المستمرة.”