شنَّت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على الضاحية الجنوبية في لبنان، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة حوالي 60 آخرين، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية».

ونفَّذ جيش الاحتلال غارة جوية على محيط منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل وعددًا من قادة الحزب، متجاهلة تحذيرات مصر والعالم من أن استمرار الحرب على غزة قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة في صراع دائم ومشارك أكثر من طرف الحرب.

العناني: الاحتلال يتجاهل جميع التحذيرات

خبير العلاقات الدولية، أحمد العناني قال إن مصر أعربت عن قلقها العميق من التصعيد الإسرائيلي الأخير، حيث أكد وزير الخارجية، السفير بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحفي أنه يجب إنهاء الحرب الحالية بأسرع وقت ممكن لتعزيز الدبلوماسية وتحقيق التهدئة، وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي يمثل تهديدًا كبيرًا لجهود السلام في المنطقة، خاصة في ظل فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في قطاع غزة، ولكن يتجاهل الاحتلال جميع التحذيرات من انزلاق المنطقة في حرب واسعة.

وأضاف العناني، لـ«الوطن»، أن وزير الخارجية استكمل حديثه وقتها قائلًا: «إن إسرائيل قد تلجأ إلى تصعيد جديد في الشمال، مستغلةً الحجة بإعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى بلداتهم، في ظل الأحداث التي شهدتها مناطق مثل تلال كفر شِبَة والجولان، ولفت الانتباه إلى أن الاستهداف الأخير لقيادات في حزب الله يعكس استعداد إسرائيل للتصعيد، وهو ما ينذر بخطر اندلاع حرب مفتوحة، كما دعا وزير الخارجية إلى تحرك سياسي ودبلوماسي عاجل بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لوقف التصعيد الإسرائيلي، محذرًا من أن أي اشتباك مع حزب الله قد يتسبب في اندلاع حرب إقليمية شاملة، وأكد على ضرورة العمل بشكل فوري لمنع تفاقم الوضع، مشددًا على أهمية الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

خبير العلاقات الدولية: مصر تواصل جهودها لمنع التصعيد في جنوب لبنان

وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن مصر تواصل جهودها الحثيثة لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة ومنع التصعيد في جنوب لبنان، حيث تعمل القاهرة على تعزيز التعاون الدولي والإقليمي للحد من الحرب الحالية، ويأتي ذلك في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة تشمل اتصالات مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، كما أن وزير الخارجية المصري قد شارك في ندوة بمقر حلف شمال الأطلسي، حيث تم تناول سبل توحيد الجهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأكد خلال الندوة أهمية العمل المشترك لإنهاء النزاع في غزة ومنع أي تصعيد جديد مع حزب الله.

مصر تتبنى سياسة نشطة تهدف إلى تحريك المجتمع الدولي

ونوهه العناني بأن مصر تتبنى سياسة نشطة تهدف إلى تحريك المجتمع الدولي للضغط على جميع الأطراف لوقف الأعمال القتالية، كما يشير خطاب الأمين العام لحزب الله، الذي أكد عدم عودة المستوطنين إلى الشمال، إلى احتمالية تصاعد التوترات، ما يبرز الحاجة الماسة لجهود دبلوماسية فعالة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل بيروت لبنان حزب الله وزیر الخارجیة فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان

البلاد – رام الله
في مشهد متسارع لا يحمل سوى نُذر الكارثة، تتعرض غزة لعدوان مزدوج، لا يقتصر على قصف وتدمير ممنهج، بل يمتد إلى مخطط واضح لتقسيم جغرافي واستيطان مباشر على الأرض، بينما تغرق المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى في جمود قاتل، في ظل اشتراطات إسرائيلية تُقارب الشروط التعجيزية.

فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استمرار جيش الاحتلال في تنفيذ عمليات عسكرية عالية الكثافة داخل قطاع غزة، مستخدمًا معدات هندسية ضخمة لتجريف شوارع وتدمير أحياء بأكملها بطريقة ممنهجة. وفي تطور لافت، أشار موقع “واللا” العبري إلى أن الجيش يستعد لإطلاق مناورة عسكرية كبرى تهدف إلى تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، عبر شريط يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ضمن خطة تمتد إلى إنشاء مراكز توزيع مساعدات غذائية تديرها شركات أمريكية مدنية، في خطوة تحمل أبعادًا سياسية خطيرة تهدف إلى تقويض سلطة حماس وإضعاف بنيتها الشعبية.
الخطة، التي وصفها الموقع بأنها من “أضخم العمليات العسكرية”، ستستلزم وفق المعلومات المنشورة، تجنيدًا واسعًا لقوات الاحتياط وتحريك وحدات نظامية من جبهات أخرى، لتأمين السيطرة على المناطق المستهدفة. حتى اللحظة، تسيطر القوات الإسرائيلية على ما يُقارب 40% من مساحة القطاع، بعدما نفذت نحو 1300 غارة وهجوم، وسيطرت على محاور رئيسية شمالًا وفي رفح جنوبًا، بما يشمل مناطق مكتظة مثل حي الدرج وحي التفاح.
وفي موازاة الاجتياح العسكري، تتقدم على الأرض حركة استيطانية إسرائيلية باتجاه قطاع غزة، لأول مرة منذ انسحاب 2005. فقد كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن نحو 30 عائلة إسرائيلية تعيش حاليًا في مواقع مؤقتة شرق القطاع، فيما سجّلت 800 عائلة أخرى أسماءها للانتقال إلى 6 مستوطنات محتملة داخل غزة، بدفع من حركة “ناحالا” الاستيطانية المتطرفة.
وقد نُظِّم احتفال رمزي بعيد الفصح اليهودي في خيام نُصبت قرب السياج الفاصل شرق غزة، تمامًا كما فعل المستوطنون سابقًا في الخليل عام 1968 وكيدوميم عام 1975، حين استغلوا الطقوس الدينية لبناء أمر واقع استيطاني دائم. اليوم، تقول أربيل زاك، إحدى أبرز قيادات “ناحالا”، إن نحو 80 بؤرة استيطانية أُنشئت في الضفة الغربية منذ بداية الحرب، وإن غزة ستكون “الجبهة التالية”.
في هذا السياق، افادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن تل أبيب لن توقف الحرب على غزة قبل تحقيق أربعة شروط أساسية: إطلاق سراح جميع الأسرى، إنهاء حكم حماس، نزع سلاح غزة بالكامل، وإبعاد قادة الحركة إلى الخارج. وهي شروط رفضتها حماس بشدة، مؤكدة أن إطلاق الأسرى مرهون بوقف الحرب أولًا، وبصفقة شاملة تتضمن انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة.
وسط هذه الوقائع المتسارعة، يبدو أن غزة لم تعد تواجه فقط آلة حرب تقليدية، بل مشروعًا متكاملًا لإعادة رسم خريطتها بالسلاح والمستوطنات والابتزاز السياسي، ما يجعل ما تبقى من القطاع على حافة التفكك الكامل والانهيار الجغرافي والديموغرافي في آن.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن دمج حزب الله داخل الجيش اللبناني؟.. خبير إستراتيجي يجيب
  • خبير علاقات دولية: حلف الناتو سبب رئيسي في تدهور الأوضاع بليبيا
  • كيف تمحو إسرائيل أحلام الفلسطينيين في المنطقة «ج»؟
  • إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان
  • جمود في مفاوضات إسرائيل وحماس بسبب عدم الاتفاق على شروط إنهاء الحرب
  • خبير عسكري: كمين القسام ببيت حانون يؤكد وجود خطط وترتيبات للمقاومة
  • خبير علاقات دولية: الاحتلال يهدف لتغيير الهوية الإسلامية للقدس وللمسجد الأقصى
  • أستاذ علاقات دولية: زيارة نتنياهو لشمال غزة إرضاء لليمين المتطرف
  • خبير اقتصادي: أمريكا تسعى لنظام عالمي جديد بعد الحرب التجارية مع الصين
  • خبير سياسي: تصاعد الحراك داخل إسرائيل تحوّل لحرب حول الهوية