د. سليم عبدالرحمن يكتب: بداية جديدة لبناء الإنسان
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
مبادرة أطلقها الرئيس تتكامل وتتضامن فيها الوزارات المعنية ببناء وتنمية قدرات المواطن المصرى، وتبرز دور وزارة التربية والتعليم بقيادتها النشيطة العازمة على إحداث الفارق الإيجابى بكل ما أوتى من قوة، ومدعوم بمساندة ودعم الحكومة بأكملها وكافة أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية، ولم يكن كل هذا الدعم نابعاً إلا من اليقين بأهمية التعليم فى حياة الأوطان وبناء المجتمعات.
وجاء وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى فى هذه الحقبة الزمنية العصيبة وهو واعٍ لكل ما يحيط بوطننا الآخذ فى النمو والازدهار، وعلى علم بما يمتلكه من يجلس على رأس هذه الوزارة من إمكانات وآليات قادرة على إحداث التغيير إذا أراد العمل بها، فما كنا نتساءل عنه فى أوقات عصفت بالعملية التعليمية ونقول لماذا لا نوجِد حلاً لانخفاض معدل حضور الطلاب بالمدارس؟ ولماذا لا نفعّل آليات أعمال السنة المحفزة لحضور الطلاب ونجعل المدرسة بيئة جاذبة لهم بدلاً من أن تكون بيئة منفرة ومكاناًَ يضمن فيه المدرسون المفتقدون أخلاقيات المهنة الزبائن لسناترهم الخاصة؟
كنا نتساءل أين دور مديرى المدارس فى الحزم والتوجيه والإدارة المدرسية وكذلك مديرى مديريات التربية والتعليم؟ لماذا لا يمنح مدير الإدارة التعليمية مزيداً من الصلاحيات والامتيازات التى تجعل منه الآمر الناهى بالمنطقة التعليمية الخاضعة لإدارته ونفس الشىء لمدير المدرسة؟ وكثيراً ما تساءلنا هل من حل لتقليل كثافة الفصول الدراسية؟ لماذا لا نعد حصراً دقيقاً للفصول والمدارس ومن ثم إعادة توزيع الطلاب بشكل أكثر مهنية واحترافية؟ وأخيراً تساءلنا وسئلنا هل من شكل أفضل وأكثر احترافاً لمحتوى المناهج الدراسية وعددها وضبط توزيع درجاتها؟ لماذا لا يعاد تطوير المناهج طبقاً لأحدث النظم التعليمية فى العالم وبما يتماشى مع طبيعة وتقاليد وطننا الحبيب ووضع المحتوى التعليمى فى قوالب أكثر جاذبية للطلاب وأكثر تركيزاً لكن أقل تعقيداً كماً ليس للتخفيف عن أبنائنا الطلاب ومجاراة الحداثة فى عالم المناهج وطرق التدريس فحسب لكن أيضاً للحد من مافيا الدروس الخصوصية وسطوة أباطرة الكتب الخارجية، وكذلك ضبط كافة المدارس الموجودة على أرض مصر من حيث الإشراف على ما يتم تدريسه وأيضاً الطريقة التى يدرس بها.
والحديث يطول عن التساؤلات التى ظلت تتردد فى أذهاننا نحن المعنيين والمشتغلين بالمجال التربوى، وكذا أذهان أولياء الأمور فى كافة ربوع الوطن، لكن كبصيص أمل يمكن أن يلاحظ المتابع للعملية التعليمية العزم والإقدام المتوفر بقيادة العملية التربوية، من حيث التطوير وإنتاج المواطن الصالح النافع لنفسه ولوطنه، وذلك من خلال الأخذ بزمام الأمور والعمل على أرض الواقع والحديث مع أطراف العملية التعليمية كافة دون وسيط، وإيجاد الحلول الناجعة فورية التنفي، والقدرة على اتخاذ القرار بشكل أكثر حسماً ومتابعة تنفيذه وتلقى التغذية الراجعة لتقييم وتقويم تنفيذ القرارات وتطوير واستحداث الآليات والبرامج المساعدة لتحقيق ما سعت مصر إلى تحقيقه لفترات طويلة ومتعاقبة، بغية الوصول إلى منظومة تعليمية قوية ومتطورة ومتكاملة ومرنة.
حفظ الله الوطن
* خبير تربوى*
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العام الدراسى الجديد كثافة الفصول عجز المعلمين عودة الطلاب لماذا لا
إقرأ أيضاً:
لماذا يخاف الناس من الموت؟.. رد مفاجئ من علي جمعة
رد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتى الجمهورية الأسبق، على تساؤلات بعض الشباب والأطفال المطروحة خلال لقائه التلفزيوني بهم، حيث سأل أحد الأطفال قائلاً: "هل روح الميت بتفضل في بيته 3 أيام بعد وفاته لمعرفة من يدعو له ومن يحبه ويكره؟".
وأجاب الشيخ علي جمعة، خلال لقائه التلفزيوني اليومي مع عدد من الأطفال، قائلاً "مفيش حاجة زي كده في الشرع الشريف".
كما أجاب علي جمعة عن سؤال آخر مفاده: "لماذا يخاف الناس من الموت؟"، وليرد قائلًا: "اللي يخاف من الموت عنده عبط ولو كان يعرف الحقيقة بأنه سيأتي إلى كريم"، موضحًا "الناس بيخافوا من الحساب لما يبقوا مسيئين، لما تمنع أركان الله من صلاة وزكاة وصيام، ويجب للإنسان معرفة هذا الأمر".
وسأل طفل آخر: "ما الأشياء التي يشعر بها الإنسان قبل ما الموت؟" ليرد علي جمعة، مؤكدًا "ولا حاجة حسب الحالة في ناس بتموت فجأة وفي ناس بتحس أن الأجل قرب وفي ناس تحس بقلق وفي ناس متحسش ومش ضرورة الإنسان يحس بكل حاجة".
علي جمعة: 3 منح أعطاها الله لكل إنسان للعبور من ابتلاء الدنيا
للصلوات الخمس والتراويح.. جدول أئمة الحرم المكي والمسجد النبوي اليوم الجمعة
حكم ترك صلاة الجمعة والتكاسل عن أدائها.. الأزهر العالمي للفتوى يحذر
دعاء ثاني جمعة في رمضان.. مكتوب ومستجاب للصائم
وكان الدكتور علي جمعة، أكد أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل والاختيار والقدرة على الفعل أو الترك، كما بيّن له طريق الهداية من خلال الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال تصريحات له، اليوم الجمعة، أن الدنيا دار ابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان والاختبار، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل، وأعطاه أيضًا الاختيار، وأعطاه القدرة، إذن، فلديه ثلاثة: عقل، واختيار، وقدرة على أن يفعل أو لا يفعل، وهديناه النجدين، قدرة على أداء التكاليف، ثم أعطاه أيضًا البرنامج في سورة الوحي، الذي ختمه بالكتاب، وبتفسير ذلك الكتاب من السنة النبوية المشرفة: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".
وتابع: "رسول الله ﷺ معه وحي متلو، وهو القرآن، ووحي مفسر لهذا المتلو، وهو السنة: خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، برنامج متكامل، واضح، جلي، بيّن، وأسهل من شربة ماء في يوم حر، عقل، واختيار، وطاعة، وقدرة، وأيضًا أعطانا البرنامج: افعل ولا تفعل، وهو حقيقة التكليف، عندما يتبع الإنسان هذا البرنامج، يفهم كل يوم أن الله قد أنقذه في هذه الحياة الدنيا بقوانين وضعها سبحانه وتعالى".
وأضاف: "أيضًا، يقول له: قم صلِّ الفجر، فيقوم، سواء كان بدويًا في الصحراء، أو في الريف، أو حضريًا في المدينة، فيصلي الفجر، عندما يقوم الإنسان من النوم قد يكون ذلك ضد راحته أو رغبته، أو ربما لديه شهوة بأن ينام، لكنه يخالف ذلك، ومن هنا سُمي هذا التصرف مشقة، الطبع يقول عنها إنها مشقة، لكنه يؤديها امتثالًا لله، ثم، لا يجد شيئًا يدفئ به الماء، والدنيا شتاء فيتوضأ، وعندما يطس وجهه بالماء البارد، وهو لِتَوِّهِ قد استيقظ، يشعر بالثقل، فيقال: الوضوء على المكاره، أي الأمور التي لو خُيِّر الإنسان، لما اختارها، فقد أعطاني الله العقل والاختيار، ولو كنت مخيرًا، لبحثت عن وسيلة لتدفئة الماء قبل أن أتوضأ".