كيان «غاضبون بلا حدود» ينعي أحد كوادره المقاتلين مع الجيش السوداني
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أكد كيان غاضبون بلا حدود وجوده في كل مكان والعمل في غرف الطوارئ ومعسكرات النزوح واللجوء وفي معسكرات الجيش، وبين مواقفه من الجيش والدعم السريع والحركة الإسلامية.
الخرطوم: التغيير
نعى كيان غاضبون بلا حدود في السودان- «تنظيم شبابي ثوري»، أحد أعضائه البارزين، معلناً استشهاده خلال القتال ضمن صفوف الجيش السوداني ضد مليشيا الدعم السريع مؤخراً.
فيما أوضح موقفه من الجيش ومليشيا الدعم السريع والحركة الإسلامية، مؤكداً استمرار النضال لإحباط كل مخططات جر البلاد إلى حالة العُنف واللا دولة.
ثائر مصادموأعلن الكيان في بيان صحفي، الخميس، أن الثائر ياسر هاشم المعروف بـ«استانباي» استشهد في منطقة الشجرة «المدرعات» بمدينة الخرطوم «مسقط رأسه» يوم الخامس من أغسطس برصاصة اخترقت بطنه عقب مواجهات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع حيث توفي لاحقاً متأثراً بإصابته.
والتحق ياسر هاشم بالقتال في صفوف الجيش مؤخراً عقب دخول الدعم السريع لمنطقة الكلاكلات جنوبي الخرطوم بعدما سيطرت على معسكر الاحتياطي المركزي التابع للشرطة والواقع في المنطقة.
ووصف كيان «غاضبون بلا حدود» الشهيد «استانباي» بالثائر المصادم من أجل الحق، وقال أصيب مدافعاً عن سلاح المدرعات، ووصفه بدماثة الخلق وحب الوطن والتجرد وطيب المعشر.
وكان كثير من الشباب ومعاشيي الخدمة العسكرية استجابوا لنداء الاستنفار الذي أطلقه قائد الجيش للمشاركة في حربه ضد الدعم السريع.
وبحسب مصادر «التغيير» تضم معسكرات الاستنفار بالعاصمة والولايات العديد من الشباب الثوري.
مواقف محددةوفي بيان لاحق، اليوم الجمعة، أكد كيان «غاضبون بلا حدود» استمرار النضال من أجل إحباط كل المخططات التي تنوي جر البلاد إلى حالة العُنف واللا دولة.
وقال الكيان إنهم موجودون في كل مكان وجاهزون لفداء الأرض والشعب، وأنهم يعملون مع بقية الرفاق في غرف الطوارئ داخل العاصمة الخرطوم والمراكز الطبية المتوفرة وفي بقية الولايات، ويقاتلون أيضاً في معسكرات الجيش يداً بيدٍ مع الشرفاء من جنود وضباط وضباط صف القوات المسلحة حمايةً لأرض السودان ومواطنيه ورداً لجميل الشرفاء.
وأضاف أنهم موجودون في الخارج أيضاً في معسكرات النزوح بالدول التي استقبلت من خرجوا حفاظاً على حياتهم من بطش بنادق الجنجويد.
ونوه الكيان إلى أنه حدد موقفه من الجنجويد مُنذ تأسيسه ولن يتغير إلا بدمهجا أو إنهائها نهائياً لصالح بقاء الدولة السودانية «إما الجنجويد أو السودان»، وأكد عدم التفريط في السودان.
وأكد أن الجيش السوداني جنود وضباط وليس جنرالات، وأن لهم إخوة في السلاح قدموا أرواحهم رخصية فداء الوطن، ليس لديهم أي توجهاتٍ سياسية وتجمعهم قومية قوات الشعب المسلحة، قدموا بجانب الثوار معارك ثورية بطولية منذ 6 ابريل 2019، وأن خيارهم الاول هو أن رد الدين والشد من أزرهم لإصلاح المشكلات الأمنية والعقائدية والرأسية داخل القوات المسلحة لاستعادة مجدها وتاريخها، لكنهم لن يدعموا جنرالات الدم.
وشدد على أن موقفهم هو موقف الثورة الراسخ وهو تكوين جيش قومي مؤسسي مهني يحمي الأرض والعرض وشرف العلم.
ووصف البيان الحركة الإسلامية بأنها تنظيم إرهابي كان يعمل مُنذ اقتلاعه من السلطة على خُطط ليعود لسُدة الحكم، وأكد الكيان رفضهم لعودة المؤتمر الوطني.
الوسومالجنجويد الجيش الحركة الإسلامية الدعم السريع السودان الشجرة القوات المسلحة المؤتمر الوطني المدرعات غاضبون بلا حدودالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجنجويد الجيش الحركة الإسلامية الدعم السريع السودان الشجرة القوات المسلحة المؤتمر الوطني المدرعات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟
طلعت محمد الطيب
رأينا ومنذ بدء هذه الحرب القذرة كيف ظل إعلام الفلول يثابر في إلصاق تهمة إنحياز تنسيقية تقدم إلي قوات الدعم السريع وإتهامها بأنها جناح سياسي له، ولكن دون تقديم حجج مقنعة.
الواقع ان تقدم وغيرها من قوي سياسية ومدنية وافراد ومنظمات تبذل ما تستطيع من جهد لوقف العدائيات وعودة الفريقين إلي طاولة المفاوضات. هذا المقال لا يهدف إلى مناقشة هذا الأمر، بل هو محاولة لتقديم رؤية أقرب لواقع الوجدان السوداني تجاه الفريقين المتحاربين وهي حرب نعلم جميعا إن الوطن والمواطن هو من يدفع تكلفتها الباهظة جدا ويسعى كل العقلاء إلى إيقافها، بل يتوق الناس إلى العودة لحياتهم الطبيعية قبل الحرب رغم ما كان بها من معاناة وشقاء.
حتي نفهم مشاعر الناس تجاه الفريقين المتقاتلين لا بد من الاستعانة بنظرية التطور والحداثة الثانية (استخدمها في مقابل الحداثة الاولي)، لأنها تبنت موقف يرتكز علي حقيقة أن المعرفة ثنائية وهي معرفة العقل مقابل الفطرة. والاستعانة بالتطور لا علاقة له بالقضايا الوجودية الكبري مثل الإيمان والإلحاد بل إنها استعانة ذات طابع معرفي أو ابستمولوجي ودليلي علي ذلك هو وقوف العديد من الدعاة الإسلاميين بحماس شديد مع نظرية التطور بحكم ان العلم الحديث والحفريات ظلت تؤكد صحتها في مجملها. هناك مثلا الشيخ عدنان ابراهيم في أوروبا وهناك عبد الصبور شاهين في مصر وهو للمفارقة كان ممن قدموا دعوة ضد الكاتب الراحل نصر حامد أبو زيد يكفره فيها ويؤيد ضرورة التفريق بينه وبين زوجته!.
بل حتي رموز الإسلام السياسى من أمثال القرضاوي كان قد صرح في لقاء تلفزيوني شهير فيما يتعلق بنظرية التطور، أنه علي إستعداد لإعادة تأويل النصوص الدينية لتستوعب نظرية التطور. وقبل ذلك كان الشهيد محمود محمد طه له موقف واضح مؤيد لنظرية تشارلز داروين بمعني أن أبو البشرية آدم كان له اب وام.
التطور يعني أن اسلاف الإنسان عاشوا ملايين السنين قبل ان يظهر الإنسان بشكله الحديث قبل عشرات الالاف إلي مائة الف سنة تقريبا. ومن المعروف أن غرائز الإنسان تطورت لتعزيز تناسله وتطوره وانطبعت تلك الغرائز في تلافيف الدماغ وهي قوية جدا لأنها ارتبطت ببقاء الإنسان. ومن المعروف ايضا أن الإنسان كان قد عاش آلاف السنين في مجموعات صغيرة ومن الغرائز القوية لديه هي غريزة الانتماء لمجموعته وحمايتها لأن في ذلك حماية لنفسه ولذلك أصبحت غريزة ( نحن) ضد ( الآخرين ) لحماية أنفسنا منهم ، قوية جدا ، بحيث لا يقل تاثيرها علي سلوك الإنسان عن غرائزه الجنسية والبيولوجية الأخري.
تطور العقل بمعني السببية والمنطق كان تطورا لاحقا وبطيئا في مقابل الفطرة intuition حتي ان أحدهم قال أن نمو ريش الطيور بعد أن تطورت من الزواحف كان بغرض التدفئة وليس الطيران وإن الطيران جاء عرضا. عقل الإنسان لانه مازال ضعيفا واسيرا لفطرته الحيوانيه يحتاج إلي روافع مثل المؤسسات والقيم وكل ما شانه تعزيز وترقية التفكير الجماعي. وقد شبه عالم النفس الامريكي الشهير جوناثان هيدت العقل براكب الفيل، والفيل في هذه الحالة هي الفطرة، وإنت لا تملك سوي توجيه ذلك الفيل الضخم إلي الوجهات الصحيحة ولا يمكنك تجاهله لانه سيكون من يقودك في هذه الحالة. مشكلة الحداثة الاولي إنها اعتقدت بقدرة العقل علي السيادة بل تحول دعاتها حتي إلي شئ شبيه ب " عبادة السبب" وهذا ما فعله الناس اثناء الثورة الفرنسية حينما دخلوا إحدى كاتدرائيات باريس وقاموا بتكسير تصاوير العذراء والسيد المسيح وكل الرموز الدينية واستبدلوها بشعارات تمجد السبب reason والعقل.
مع أن الواقع يقول أن القيم الدينية وكل القيم الإنسانية هي ضالة المجتمعات الإنسانية التي تسعى إلي الإستقرار والاحساس بالأمان والسعادة.
غريزة ( نحن) و( هم) هي المتحكمة بقوة الآن في الشهد السوداني، فهناك من يميل وجدانه إلى تأييد مليشيات الجيش لانه ينتمى إلي مجموعات وسط وشمال السودان المهدد ب ( الآخر) او حتي وهم إفتراض قومية الجيش رغم ان كل الدلائل تشير وبقوة الي غير ذلك. هناك من يقف مع قوات الدعم السريع ايضا بحكم الانتماء الجغرافي لغرب السودان وهناك من ينطلق من الانتماء إلي( قبيلته الايديولوجية ) في انحيازه إلي هذا الفريق أو ذاك .
ولذلك علينا أن نساعد عقلنا علي التحكم في ( فيل المعرفة الفطرية ) وتوجيهها إلي الطريق الصحيح ، طريق التفاوض من اجل السلام والامن والتفاهم والاستقرار.
talaat1706@gmail.com