تتجاهل قوات الاحتلال الإسرائيلي التحذيرات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها المصرية التي شدّدت على ضرورة العمل لتجنب اتساع نطاق الصراع في المنطقة، فبعد تجاهل الممارسات والسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجنوب اللبناني، فضلاً عن الانتهاكات المستمرة على الأراضي السورية، تواصل قوات الاحتلال تصعيدها العسكري في الشرق الأوسط بقصف مناطق في الأراضي اللبنانية، الأمر الذي يشكّل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين في المنطقة والعالم بأكمله.

مصر حذرت مرارا وتكرارا من مخاطر الحرب الإسرائيلية

وأظهرت مصر قيادةً مبكرةً في التحذير من مخاطر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد العسكري في الجنوب اللبناني، فقد استعرضت القاهرة، في العديد من المشاورات والاتصالات الدولية التي أجرتها وزارة الخارجية، تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وجهودها الحثيثة مع مختلف الأطراف لتحقيق ضبط النفس ومنع التصعيد.

ومنذ يوم 7 أكتوبر الماضي عملت مصر على عقد واستضافة العديد من المؤتمرات والقمم التي من شأنها أن تساعد في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، مع العمل على إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.

ورحَّبت مصر باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال 12 شهرًا، ويستند القرار إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول الآثار القانونية الناتجة عن الممارسات والسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

ردود فعل دولية على الغارة الإسرائيلية

وانضمَّت مصر إلى الدول الكبرى والإقليمية في التحذير من إمكانية حصول اجتياح بري إسرائيلي للبنان، فقد ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن البنتاجون قلق من هذا السيناريو.

وأكد البيت الأبيض في خبر عاجل بثته قناة إكسترا نيوز، انخراطه في جهود دبلوماسية مكثفة لاحتواء التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية ومنع اندلاع صراع.

ونقلت صحف أمريكية عن مسؤول كبير في البنتاجون تحذيراته من أن التصعيد بين لبنان وإسرائيل من الممكن أن يخرج عن السيطرة.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن إسرائيل قد تنفذ عملية عسكرية برية سريعة في لبنان، لكن دون نشر قوات كبيرة.

روسيا تعبر عن قلقها

وأعربت روسيا عن قلقها إزاء التصعيد المتزايد في لبنان، حيث أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الجمعة، على مخاوف موسكو من التطورات الأخيرة هناك.

وذكر وكالة «سبوتنيك» الروسية عن حديث زاخاروفا قائلة: «إن موسكو تشعر بالقلق إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان في 19 سبتمبر، إضافة إلى هجمات إلكترونية تعرض لها لبنان في 17 و18 سبتمبر، وأن عشرات الأشخاص بينهم أطفال سقطوا ضحايا لهذه الهجمات».

بريطانيا تحذر مواطنيها في لبنان

وفي سياق متصل، حثت الحكومة البريطانية مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد فورًا، وسط مخاوف من نزاع إقليمي يكون واسع واندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

وأصدر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بيانًا حث فيه المواطنين البريطانيين في لبنان على مغادرة البلاد على الفور، مشيرًا إلى ارتفاع التوترات واستعداد الوضع للتدهور السريع، كما أكد أن الحكومة البريطانية تعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودها القنصلي في لبنان.

حماس تعلق على الغارة الإسرائيلية في بيروت

وقالت حركة حماس إن الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت والتي استهدفت منطقة سكنية مكتظة بالسكان ما هي إلا جريمة جديدة ضمن مسلسل الجرائم الإسرائيلية، حسبما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية».

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، غارات جوية على الضاحية الجنوبية في لبنان، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 66 شخصا، حسبما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 17 آخرين، وذكر البيان أن هذا هو الحصيلة الأولية وقد تم نقل الجرحى إلى المستشفيات اللبنانية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر بريطانيا الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل حماس الإسرائیلیة على فی لبنان

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟

قال الكاتب الإسرائيلي، يونا جيريمي بوب، إن الشرق الأوسط يشهد عصراً جديداً متوحشاً، مع نشر الجيش الإسرائيلي قوات في 3 مناطق لا تتمتع تل أبيب بالسيادة عليها، في سوريا وغزة ولبنان، وفي الضفة الغربية تم نشر القوات لفترة طويلة.

 وتحدث جيريمي في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عما تعنيه تلك المواقع العسكرية للمستقبل، وتحدث عن سوريا، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك أي خطة للتواجد في سوريا، عندما كان الرئيس بشار الاسد في الحكم.
وأضاف جيريمي، وهو كبير المراسلين العسكريين ومحلل الاستخبارات في "جيروزالم بوست"، أن تحرك إسرائيل إلى سوريا في السابع والثامن من ديسمبر (كانون الأول)، كان تحركاً عفوياً لقطع الطريق أمام إمكانية "غزو مفاجئ" من  سوريا.
وتابع: "حدث شيء مضحك بعد ذلك.  اعتقد الكثيرون في الأصل أنه لن يستمر سوى بضعة أشهر، وأخبرت إدارة دونالد ترامب إسرائيل أنها لا تهتم ببقاء الجيش الإسرائيلي هناك، وأن الحكومة السورية الجديدة استغرقت وقتاً أطول من المتوقع لترتيب شؤونها، وبالتالي فإن الضغط على تل أبيب للمغادرة كان ضئيلاً مقارنة بالتوقعات". 

ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025  هل تتجه إسرائيل نحو وجود غير محدد في غزة؟

وبشأن غزة، يقول الكاتب إن إسرائيل وحماس وافقتا على صفقة من شأنها أن تؤدي إلى انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، ولكن بدعم من إدارة ترامب، تسعى تل أبيب إلى طرد حماس من غزة قبل أن تنفذ الانسحاب الكامل، وهذا قد يعني أن إسرائيل ستحتفظ بمحيط أمني يبلغ طوله 700 إلى 1100 متر في غزة، معتبراً أن هذا يوفر قدراً أكبر بكثير من الأمن لمجتمعات غلاف غزة.
ومن ناحية أخرى، يقول الكاتب إنه إذا بدأ سكان غزة في المسيرات أو الاحتجاج على الوجود الإسرائيلي في القطاع دون إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي، فإن أي ضحايا ناجمة عن صد مثل هذه التظاهرات سيكون من الصعب الدفاع عنها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف الكاتب أن الوجود غير المحدد في غزة دون أي نوع من الاعتراف من الأمم المتحدة قد يعرض الجنود العاديين لحظر السفر في حوالي 125 دوالة تشكل جزءاً من المحكمة الجنائية الدولية.

مقتل قيادي بارز في حزب الله جرّاء غارة إسرائيليةhttps://t.co/EdlijvXg5e

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  حزب الله لم يعد التهديد الأكثر إلحاحاً

وأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من أن حزب الله كان يشكل أسوأ تهديد مباشر لإسرائيل قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أن الواقع قد تبدل، ويبدو أن وجود إسرائيل في 5 مواقع صغيرة على بعد مئات  الأمتار داخل لبنان هو الوجود الأقل تفجراً بين النقاط الثلاث التي تثير مشكلة، مؤكداً أن لحزب الله ما يخسره من حرب متجددة مع إسرائيل أكثر من أي جهة أخرى، وعلى عكس حماس، ليس لديه رهائن للضغط على إسرائيل للامتناع عن ذلك، كما أن بصمة المواقع الخمسة ضئيلة مقارنة بالمساحات الكبيرة التي احتلها الجيش الإسرائيلي في سوريا وغزة.
وأوضح أن حزب الله ضعيف للغاية ولا يستجيب حتى عندما يغتال الجيش الإسرائيلي بعض قادته الذين يحاولون تهريب الأسلحة إلى لبنان، ولكن في المستقبل، قد تنمو ثقة التنظيم مرة أخرى، وقد تكون المواقع الخمسة "نعمة تردع الغزو، ونقمة كأساس جديد للحرب".

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون من الرياض: فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية
  • الشرطة الإسرائيلية تصيب مستوطنا بطريق الخطأ
  • ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟
  • الخولي: الانتهاكات الجوية الإسرائيلية حرب نفسية على كرامة لبنان
  • نائب من حزب الله يهاجم الدولة اللبنانية: لم تتعب من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة
  • تحذير.. وزير الخارجية الروسي: واشنطن تريد إنهاء الصراع في أوكرانيا وأوروبا ترفض
  • العنف يهدد بحرب إقليمية في الكونغو الديمقراطية
  • فريدة خليل تحرز ذهبية تاريخية لمصر في نهائي السيدات بكأس العالم للخماسي
  • إندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه
  • مؤتمر جنيف.. تحرك دولي جديد لحماية المدنيين في الأراضي المحتلة