صنعاء- سبأ: تقرير: جميل القشم

توجت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة، نجاح أهدافها بالانتقال إلى آفاق جديدة من العزة والكرامة وتجسيد حقيقي لإرادة وتطلعات الشعب اليمني بل تطلعات الأمة والشعوب التواقة للحرية والاستقلال.

يحتفل الشعب اليمني بهذه المناسبة، التي تصادف مرور عقد كامل من الجهاد في مواجهة التحديات، والانتصار لقيم ومبادئ الثورة، تزامنا مع الموقف الشجاع والمشرف لليمن تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وجرائم إبادة جماعية في غزة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب.

لقد كسرت ثورة 21 سبتمبر بحكمة القيادة كل الرهانات والمؤامرات، وحققت العديد من الإنجازات التاريخية التي ألهمت الأمل وكرست الفخر في قلوب أبناء الأمة، وجل ما تحقق لها بناء قوة عسكرية لا يستهان بها عززت من صمود وثبات الشعب اليمني في مواجهة عدوان دول التحالف وثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.

تجلت ثمار هذه الثورة بموقف اليمن الاستثنائي في التحرك المواكب لعمليات نصرة الشعب الفلسطيني، وكسر حاجز الخوف والرهبة من مواجهة النفوذ الأمريكي ورفض تدخلاته القائمة على تكريس الضعف في دول المنطقة التي تعاني من ارتهان الأنظمة للسياسة الأمريكية وانجرارها لتنفيذ ما يملى عليها من أجندات.

هذا الموقف المشرف الذي لم يجرؤ على فعله أحدا من حكام وأمراء وزعماء ورؤساء الدول العربية المنبطحين في رمال العار والتطبيع والذل، أعاد للشعوب العربية التواقة للحرية والمجد الأمل بالخروج من أتون الوصاية والانهزام.

ظهر موقف الحق من يمن الإيمان والحكمة بعد تاريخ طويل من الصمت الرهيب وخضوع أمة أعزها الله بالإسلام، فأبى حكامها إلا الاعتزاز بغيره والذهاب نحو موالاة اليهود والنصارى بسبب ما ابتليت به المنطقة العربية من أنظمة وقادة خانعين وحدتهم الطاعة لليهود والامريكان، وجمعتهم سياسة التصهين والعمل بما يملى عليها من العدو التاريخي للإسلام.

مثلت ثورة 21 سبتمبر في جوهرها انتصارا وطنيا وسياسيا واستراتيجيا، أعاد للشعب اليمني بقيادته الحكيمة والشجاعة إرادته واستقلال قراره السياسي، وما موقف المدد والنخوة التي يخوضها اليمن إلا خير مثال على المبادئ الحقيقية لهذه الثورة، وإن كانت المعركة مختلفة جدا، إلا أن معاييرها إلهية وقوامها الإيمان القوي والاستناد إلى الله.

الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني بعمليات بطولية ولو بالحد الأدنى من الامكانات، بمعركة لا توزن بالصواريخ والمدمرات ولا تقاس بحجم الميزانيات وإعداد الجيوش، والاستمرار في تحقيق الانتصارات، جميعها تمثل موقف الثورة من الأعداء؛ وهو موقف نابع من عمق القضية ومن قلب الهوية وواحدية المصير.

طمس اليمانيون من دون مواربة أو رهبة معايير الغرب حول المقبول وغير المقبول بما يقاس على مصالح أمريكا، بقولهم لا للتدخلات الأمريكية، والمضي بتحرك شجاع وقوي بما يتاح لهم لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب الابادة والتنكيل والقتل والتشريد والتهجير القسري منذ السابع من أكتوبر الماضي.

بعد عشرة أعوام من انطلاقتها، وما شكلته مخرجاتها في ترجمة أهدافها بإنهاء التدخلات الخارجية والتصدي لكافة أشكال المؤامرات، انتقلت الثورة إلى مسار أعمق وأكبر في مواجهة أعداء الله والانسانية، ولأول مرة في تأريخ دول المنطقة، تتحرك دولة عربية وتعلن موقفها العملي من على ضفاف البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

اتضح للعالم أجمع عنفوان الثورة وأبطالها الذين لايرهبهم تهديد الأساطيل الأمريكية التي اعتادت إدارتها أن تسقط بها ملوكا وزعماء وتستبدل أنظمة وحكام بأخرى، لتتغير المعادلة وتجد أمريكا اساطيلها مرغمة على الاشتباك ثم التراجع تحت نيران الصواريخ اليمنية.

ورغم استخدام الإدارة الأمريكية لكل أوراقها وما عمدت إليه من تصعيد في البحر الاحمر، واعلان العدوان وشن الغارات والقصف على المحافظات اليمنية، وتشكيل تحالف دولي لحماية السفن الاسرائيلية، إلا أن القوات المسلحة اليمنية التي اتخذت موقفها استطاعت أن تفرض قواعد التصدي ومواجهة العدو الأمريكي بعنفوان منقطع النظير.

ومن وقت لآخر، استطاعت القوات المسلحة اليمنية، أن تفرض معركة نوعية بقواعد تكتيكية و قدرات عسكرية فائقة، لم تكن في حسبان دول تحالف حماية السفن الإسرائيلية، التي تواجه مصيرها بأكبر انتكاسة في تاريخ الحروب البحرية، وتمثل أعظم انتصار في تاريخ الأمة للشعب الفلسطيني، بشكل يعكس الإصرار واليقين بالنصر نحو مدى أبعد قد يشكل بداية النهاية للنفوذ الأمريكي في المنطقة.

وفيما تلطخت وجوه قادة أنظمة الدول العربية بمواقف العار، يشاهد العالم اليوم الوجه الحقيقي لليمن بما يقوم به في مياهه الاقليمية من تصعيد ضد سفن الكيان الصهيوني وشركائه من الدول الاستعمارية، واستهداف عمق الاحتلال بصواريخ بالستية بعمليات تمثل فخرا لكل أحرار الأمة.

وبهذا الموقف بات اليمن أمة قوية مهابة تواجه القوى الاستعمارية، وتقف بكل اعتزاز في صف الحق ونصرة المستضعفين في غزة، الذين يموتون جوعا وعطشا في وضع تجاوز المرحلة الكارثية في ظل حصار شامل يفرضه الكيان الصهيوني المجرم، تزامنا مع عدوانه على القطاع و مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين.

إن من أعظم تجليات النجاح لثورة 21 سبتمبر، مشاهد إحراق واغراق سفن ثلاثي الشر ووصول الصواريخ اليمنية إلى يافا المحتلة، والتي سوف تدون في أنصع صفحات التاريخ، للتعبير عن الاعتزاز بالموقف اليماني الذي كسر الصورة النمطية التي رسمها الكيان الصهيوني وشركائه، بما يقوم به من عمليات موجعة تؤكد أن اليمن لن يكون فريسة سهلة لأي غازي.

وكما انتصرت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر على دول تحالف العدوان ولفضت قوى العمالة والخيانة والارتزاق، استطاعت أهدافها اليوم أن تربك كل أوراق الإدارة الأمريكية وتحشرها في زاوية محرجة.

وتحت ظلال هذه الثورة سينتصر اليمن وسيخرج مرفوع الرأس، وستدفع واشنطن وحلفاؤها ثمنا باهظا لوقوفهم في خندق العدوان الصهيوني على الأشقاء المحاصرين في غزة والمدافعين عن مقدسات أمة لم تعد تعرف أنظمتها معنى الكرامة والسيادة.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی ثورة 21 سبتمبر

إقرأ أيضاً:

ثورة 21 سبتمبر مثلت نقطة تحول في تاريخ اليمن نحو التغيير والحرية والاستقلال

رفع وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، سمير محمد باجعالة، برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وفخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 سبتمبر المجيدة.

وأعرب الوزير باجعالة في البرقية التي بعثها باسمه ونيابة عن جميع موظفي الوزارة والقطاعات التابعة لها، عن أسمى آيات التهاني والتبريكات لقائد الثورة ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الاعلى والشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية.

وأكد أن ثورة 21 سبتمبر مثلت نقطة تحول في تاريخ اليمن، حيث عكست إرادة الشعب اليمني نحو التغيير والحرية والاستقلال وأفرزت قيماً نبيلة تجسدت في النضال وتقديم تضحيات كبيرة لتحقيق العدالة الاجتماعية.

وأشار الوزير باجعالة إلى أهمية استحضار الدروس من هذه الثورة في مسيرة البناء والتنمية، والوحدة والاصطفاف خلف القيادة لتحقيق المزيد من الإنجازات وبناء يمن يسوده السلام والرخاء.

سبأ

مقالات مشابهة

  • ثورة 21 سبتمبر مثلت نقطة تحول في تاريخ اليمن نحو التغيير والحرية والاستقلال
  • ثورة 21 من سبتمبر ستواصل المسار حتى تحرير كافة المناطق اليمنية المحتلة
  • الرئيس المشاط يحذر من مراهنة البعض على إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب
  • استقلال القرار والتحرر من الوصاية وبناء جيش قوي.. منجزات بارزة لثورة 21 سبتمبر
  • الاستقلال والتحرر من الوصاية وبناء جيش قوي منجزات بارزة لثورة 21 سبتمبر
  • ثورة ٢١ سبتمبر: مسار الإنقاذ والتحول الوطني
  • موقع اليمن السياسي قبل وبعد ثورة 21 سبتمبر
  • وقفة في جامعة الحديدة تبارك عملية ” يافا” وتندد بمجازر كيان العدو الصهيوني
  • حكومة التغيير والبناء تقيم فعالية العيد الـ10 لثورة 21 سبتمبر المجيدة