أصبحت بلغاريا والنرويج بؤرتي تركيز جديدتين في عملية تعقب عالمية لتحديد الجهة التي زودت حزب الله بالآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي انفجرت في لبنان،  الأسبوع الجاري، في ضربة قوية للجماعة اللبنانية.

وقالت مصادر أمنية إن إسرائيل مسؤولة عن الانفجارات التي وقعت، الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 2300 آخرين وزادت من حدة الصراع المتصاعد بين الجانبين.

ولم تعلق إسرائيل مباشرة على الهجمات.

ولم تتضح بعد الكيفية التي تم بها تنفيذ الهجوم على أجهزة البيجر أو بمساعدة من، وذلك رغم وجود خيوط محتملة حتى الآن في تايوان والمجر وبلغاريا.

ولم تتضح بعد كيفية وتوقيت زرع متفجرات في أجهزة الاتصال ليتسنى تفجيرها عن بعد. ويظل السؤال نفسه مطروحا بشأن مئات أجهزة الاتصال المحمولة التي يستخدمها حزب الله والتي انفجرت، الأربعاء، في موجة ثانية من الهجمات.

وتشير إحدى النظريات إلى أن أجهزة البيجر تم اعتراضها وزرع متفجرات بها بعد خروجها من المصانع. وهناك نظرية أخرى تقول إن إسرائيل هي التي خططت لسلسلة التوريد القاتلة بأكملها.

وقالت السلطات البلغارية، الخميس، إن وزارة الداخلية وأجهزة الأمن فتحت تحقيقا في احتمال صلة إحدى الشركات بالمسألة. ولم تكشف السلطات عن اسم الشركة التي تحقق معها.

وذكرت تقارير إعلامية محلية أن شركة "نورتا غلوبال المحدودة"، ومقرها صوفيا، سهلت بيع أجهزة البيجر لحزب الله.

وذكرت قناة "بي.تي.في" البلغارية نقلا عن مصادر أمنية أن 1.6 مليون يورو مرتبطة بعملية الشراء مرت عبر بلغاريا قبل تحويلها إلى المجر.

ولم يتسن لرويترز بعد تأكيد تقرير القناة.

ذكرت تقارير إعلامية محلية أن شركة "نورتا غلوبال المحدودة"، ومقرها صوفيا، سهلت بيع أجهزة البيجر لحزب الله.

وتعذر إرسال رسائل إلكترونية إلى عنوان البريد الإلكتروني الخاص بشركة نورتا المدرج في سجلات الشركة البلغارية. وامتنع مؤسس الشركة عن التعليق.

وأظهرت صور لأجهزة البيجر المنفجرة التي حللتها رويترز شكلا يتوافق مع الأجهزة التي تصنعها شركة جولد أبوللو التايوانية. وقالت "غولد أبوللو"  إن أجهزة البيجر من صنع شركة بي.إيه.سي كونسلتينغ، ومقرها العاصمة المجرية بودابست.

ولم ترد كريستيانا بارشون أركيدياكونو، مالكة الشركة ورئيستها التنفيذية، على طلبات التعليق المتعددة المرسلة عبر الهاتف والرسائل النصية.

وقالت لشبكة "إن.بي.سي نيوز" إن شركتها تعمل مع شركة "غولد أبوللو"، لكنها لا علاقة لها بتصنيع أجهزة البيجر. وأضافت "أنا الوسيط فحسب. أعتقد أنكم أخطأتم في فهم الأمر".

وذكر موقع "تيليكس" الإخباري المجري نقلا عن مصادر أن شركة "نورتا غلوبال المحدودة" نسقت عملية البيع.

ولدى شركة نورتا مقر مسجل في بلغاريا بمبنى سكني في العاصمة صوفيا يضم ما يقرب من 200 شركة أخرى، وذلك وفقا لمكتب تسجيل شركات محلي. ولم يكن هناك أي علامة على وجود الشركة.

وحُذف محتوى موقع "نورتا غلوبال" على الإنترنت، الخميس.

واحتوى الموقع في وقت سابق على إصدارات باللغات الإنجليزية والبلغارية والنرويجية، وكان يعلن عن خدمات تشمل الاستشارات والتكنولوجيا والتوظيف والتعهيد.

وجاء في الموقع على الإنترنت وفقا لنسخ منه قبل التعديل اطلعت عليها رويترز "هل تبحث عن شركة مرنة لمساعدتك على النجاح أو العثور على الحل التكنولوجي المناسب لك؟ لا تبحث أكثر".

ويقيم رينسون خوسيه، مؤسس نورتا، في النرويج. وأحجم عن التعليق على واقعة أجهزة البيجر بعد التواصل معه هاتفيا وأنهى المكالمة عندما سئل عن أنشطة الشركة في بلغاريا.

وقال جيرانه في ضاحية هادئة في أوسلو إنهم لا يعرفون الكثير عنه.

وقال أمون جوف، الرئيس التنفيذي لشركة "دي.إن ميديا" حيث يعمل خوسيه حاليا، لرويترز إنه على علم بالتقارير وأبلغ الشرطة وأجهزة الأمن. وقال إن خوسيه مسافر إلى الولايات المتحدة.

وأضاف جوف "نأخذ تلك الأمور بجدية".

وقالت شرطة أوسلو إنها بدأت "تحقيقات أولية بخصوص المعلومات التي استجدت".

وقال جهاز المخابرات الداخلية النرويجي إنه على علم بالوضع وأحجم عن التعليق أكثر من ذلك.

ولا يوجد دليل على وجود صلة بين "دي.إن ميديا" و"نورتا".

وقال أحد الجيران لرويترز إن بارشون أركيدياكونو من شركة "بي.إيه.سي كونسلتينغ" أخلت شقتها في بودابست، الأربعاء.

وذكر مراسل رويترز الذي كان حاضرا هناك إن الباب كان مفتوحا جزئيا، الأربعاء، لكنه أُغلق، صباح  الخميس. ولم يرد أحد على جرس الباب.

وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن جماعة حزب الله كانت تظن أنها طلبت أجهزة بيجر من شركة "غولد أبوللو" وأنها تُنتج في آسيا وليس في أوروبا.

وأضاف المصدر أن حزب الله رأى أن من الأسهل كثيرا على جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) العمل في المجر.

وقال المصدر "من المحتمل أن يكون الموساد أنشأ شركة أوروبية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أجهزة البیجر حزب الله

إقرأ أيضاً:

الشركة المُصنعة لـ"البيجر المتفجر".. مقر متواضع وورقة غامضة

شركة صغيرة في بودابست أصبحت تحت الأضواء، الأربعاء، بعد تصريحات أشارت إلى أنها المسؤولة عن تصنيع أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي انفجرت وأصابت الآلاف في لبنان، الثلاثاء.

البداية كانت عندما نفت شركة "غولد أبوللو" التايوانية لتصنيع أجهزة "البيجر"، الأربعاء، أنها صنعت الأجهزة التي انفجرت في لبنان وقتلت 12 أصابت الآلاف من أعضاء حزب الله، في هجوم متقدم منسوب حتى الآن إلى إسرائيل.

وقالت الشركة التايوانية إن الأجهزة من إنتاج شركة "بي إيه سي"، التي تتخذ من العاصمة المجرية بودابست مقرا، ولديها ترخيص لاستخدام العلامة التجارية لـ"غولد أبوللو".

قال مؤسس "غولد أبوللو "هسو تشينغ كوانغ إن أجهزة الاتصال المستخدمة في الانفجارات صنعتها شركة في أوروبا، وذكرت الشركة في بيان أن اسم الشركة هو "بي إيه سي"، ومقرها في المجر.

وقال هسو للصحفيين في مقر الشركة شمالي تايوان الأربعاء: "المنتج ليس تابعا لنا. إنه فقط يحمل علامتنا التجارية".

مقر الشركة المجرية

كان العنوان المذكور لشركة بي إيه سي" للاستشارات في بودابست، يشير إلى مبنى صغير في شارع معظمه سكني بضاحية نائية، ووجد اسم الشركة مكتوبا على ورقة بيضاء بحجم "إيه 4" على الباب الزجاجي.

وقال شخص في المبنى طلب عدم ذكر اسمه، إن الشركة مسجلة في هذا العنوان لكن ليس لها وجود فعلي به، حسبما أشارت "رويترز".

وتقول كريستيانا بارسوني أرسيداكونو الرئيسة التنفيذية لشركة "بي إيه سي" عبر حسابها الشخصي على موقع "لينكد إن"، للوظائف، إنها عملت كمستشارة لمنظمات مختلفة، من بينها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

وتتنوع أنشطة شركة "بي إيه سي" المسجلة، من نشر ألعاب الكمبيوتر إلى استشارات تكنولوجيا المعلومات إلى استخراج النفط الخام.

وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لـ"رويترز" هذا العام، إن مقاتلي حزب الله يستخدمون أجهزة "البيجر" كوسيلة اتصال منخفضة التكنولوجيا، في محاولة للتهرب من أنظمة تعقب المواقع الإسرائيلية.

وأكدت مصادر "سكاي نيوز عربية"، إن الأجهزة تم تعديلها من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بإضافة كميات ضئيلة من المواد المتفجرة، قبل أن تصل إلى أيادي عناصر حزب الله.

وقال المصدر إن الآلاف من أجهزة "البيجر" انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة، أدت إلى تفعيل المواد المتفجرة بشكل متزامن.

وقال مصدر أمني آخر لـ"رويترز" إن ما يصل إلى 3 غرامات من المتفجرات كانت مخبأة في أجهزة البيجر الجديدة، ولم تكتشفها الجماعة لعدة أشهر.

مقالات مشابهة

  • شركة مقرها بلغاريا وحذفت موقعها على الإنترنت.. خيوط جديدة عن البيجر المتفجر
  • انفجارات البيجر.. خيوط جديدة تربط بلغاريا والنرويج بصفقات أسلحة غامضة!
  • "تلقت تهديدات".. المخابرات المجرية تحمي صاحبة الشركة المرتبطة بأجهزة "البيجر" المنفجرة في لبنان
  • بلغاريا تفتح تحقيقا بشأن الشركة التي باعت حزب الله أجهزة البيجر
  • الشركة المُصنعة لـ"البيجر المتفجر".. مقر متواضع وورقة غامضة
  • الشركة المُصنعة لـ"البيجر المتفجر".. مقر متواضع وورقة غامضة
  • الشركة التايوانية تتنصل من الأجهزة التي انفجرت في لبنان.. أين صنعت؟
  • الشركة التايوانية: الأجهزة المنفجرة في لبنان ليست من تصنيعنا.. أنتجت في أوروبا
  • يحمل علامتها التجارية: بيان عن الشركة التايوانية بشأن أجهزة البيجر المنفجرة في لبنان.. هذا ما أوضحته