الدويري: إسرائيل تضرب في بيروت وعينها على طهران
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إسرائيل تستغل الظروف الدولية والإقليمية والمحلية الراهنة لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة، مشيرًا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى لتحقيق أهداف إستراتيجية تتجاوز حدود المواجهة الحالية مع حزب الله.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، فيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم استهدف القيادي العسكري في حزب الله إبراهيم عقيل.
وأفاد مصدر أمني للجزيرة بأن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية استهدفت مسؤولين أمنيين وعسكريين بحزب الله، من بينهم مسؤول العمليات الخاصة في حزب الله إبراهيم عقيل.
وفي تحليل للمشهد العسكري، حدد الدويري الأهداف الإستراتيجية لحكومة نتنياهو واليمين الإسرائيلي، مركزًا على هدفين رئيسيين. الأول، يتمثل في محاولة إبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وإخراجه من سوريا، خاصة من منطقة الجولان (الجانب الخاضع للسيطرة السورية).
أما الهدف الثاني، فيتمحور حول البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى محاولة وقف الدعم الإيراني لما يعرف بـ"جبهة المقاومة" في المنطقة.
تحرك دقيقوأكد الدويري أن نتنياهو يتحرك بتوجه دقيق جدًا، مستغلاً الظروف بصورة كبيرة، مضيفا: "هو ليس غبيًّا، ولكنه يستغل الظروف بصورة كبيرة جدًّا".
وفي تحليله للبيئة الدولية، أشار الخبير إلى أنه رغم تراجع الموقف الإسرائيلي من حيث البعد القيمي والإنساني وكثرة مخالفاتها للقوانين الدولية، فإن الولايات المتحدة لا تزال الحامي الرئيسي لإسرائيل.
ولفت الدويري إلى حالة عدم الاتزان في الموقف الأميركي، قائلاً: "أميركا كأنها تقف على قدم واحدة، لا يوجد لا الحزب الجمهوري ولا الديمقراطي يستطيع أن يوجه إساءة أو مجرد انتقاد لنتنياهو".
وأضاف أن نتنياهو يستغل هذا الأمر ويسعى للضغط من أجل توسيع دائرة الصراع، بمعنى آخر أن تكون إيران في منطقة الصراع، وإذا أتيح له أن ينفذ ضربة في إيران ولو محدودة، فلن يتوانى عن جر أميركا إلى ذلك.
منطقة رماديةوعلى الصعيد الإقليمي، وصف الدويري الموقف العربي بأنه يقع ضمن "منطقة رمادية"، وتساءل: "ما موقف 20 دولة عربية مما يجري في غزة؟ هل هناك أكثر من تصريحات خجولة بين فترة وأخرى؟"، مؤكدا أن هذه الضبابية تشجع إسرائيل على التمادي فيما هي عليه.
أما على الصعيد المحلي، فأشار الخبير إلى الوضع السياسي المضطرب في لبنان، مع غياب رئيس للجمهورية وحكومة فاعلة، ووجود انقسامات حول موقف حزب الله. في المقابل، لفت إلى تصاعد رصيد الجناح اليميني في إسرائيل.
وخلص إلى القول إن "الظروف الدولية والإقليمية والمحلية مواتية لخدمة الأهداف الإسرائيلية"، مضيفا أن الظروف الحالية تخدم المشروع الإسرائيلي أكثر مما كانت عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولفت الخبير العسكري إلى أن نتنياهو يسعى للوصول إلى نهر الليطاني، ليس فقط لدفع حزب الله، بل إن بعض قيادات اليمين المتطرف تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو احتلال المنطقة حتى النهر ضمن ما وصفه بـ"أجندة حرب 48".
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل، بدعم أميركي كبير، على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتهم رئيس الشاباك الإسرائيلي بالكذب
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، بالكاذب، في ردّ رسمي أمام المحكمة العليا.
جاء ذلك على خلفية الاتهامات التي وجهها بار إلى نتنياهو في إفادة خطية قدمها إلى المحكمة في 21 أبريل.
ونفى نتنياهو تمامًا ما ذكره بار من أن رئيس الوزراء طلب منه مراقبة المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على سياسة الحكومة في عام 2023. وأضاف نتنياهو: "اتهامي بأنني طلبت اتخاذ إجراءات ضد مدنيين أبرياء أو ضد احتجاج سياسي سلمي هو كذب مطلق".
كان محور الخلاف بين نتنياهو وبار يتعلق بالهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
في هذا السياق، ردّ بار على اتهامات نتنياهو وأوساطه بأن الشاباك فشل في إبلاغ رئيس الوزراء والأجهزة الأمنية الأخرى في الوقت المناسب، حيث قال بار: "لم يتم إخفاء أي شيء عن الأجهزة الأمنية أو رئيس الوزراء تلك الليلة".
ورد نتنياهو على ذلك، موجهًا اللوم إلى بار قائلًا: "لم يُوقظ رئيس الوزراء، وزير الدفاع، أو الجنود والجنديات المعنيين. لم يتم تحذير المشاركين في مهرجان نوفا الموسيقي". وأضاف: "لم يُنجز مهمته الرئيسية في تلك الليلة".
في الوثيقة التي قدمها للمحكمة، أكد نتنياهو أن "رونين بار فشل في دوره كرئيس لجهاز الشاباك، مما أدى إلى فقدان الثقة في قدرته على قيادة الجهاز، وهو ما أسفر عن إنهاء ولايته". من جهته، ردّ بار بهجوم مضاد، موضحًا أن الوثيقة التي قدمها نتنياهو كانت "مليئة بالمعلومات غير الدقيقة، وتصريحات متحيّزة، ترمي إلى إخراج الوقائع من سياقها". كما اتهم نتنياهو بفرض ضغوط عليه لتقديم معلومات عن المواطنين الإسرائيليين المشاركين في الاحتجاجات.
في تطور آخر، أكدت المحكمة العليا في 8 أبريل قرارها الأولي بتعليق إقالة رئيس الشاباك بعد النظر في الطعون الخمسة المقدمة إليها. هذه القضية مستمرة في محكمة العدل العليا، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين رئيس الحكومة ورئيس جهاز الشاباك حول العديد من القضايا الأمنية والسياسية.