ثورة 21 سبتمبر تتوج نجاح أهدافها بنصرة قضايا الأمة ومواجهة العدو التاريخي
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
تقرير: جميل القشم
توجت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة، نجاح أهدافها بالانتقال إلى آفاق جديدة من العزة والكرامة وتجسيد حقيقي لإرادة وتطلعات الشعب اليمني بل تطلعات الأمة والشعوب التواقة للحرية والاستقلال.
يحتفل الشعب اليمني بهذه المناسبة، التي تصادف مرور عقد كامل من الجهاد في مواجهة التحديات، والانتصار لقيم ومبادئ الثورة، تزامنا مع الموقف الشجاع والمشرف لليمن تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وجرائم إبادة جماعية في غزة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب.
لقد كسرت ثورة 21 سبتمبر بحكمة القيادة كل الرهانات والمؤامرات، وحققت العديد من الإنجازات التاريخية التي ألهمت الأمل وكرست الفخر في قلوب أبناء الأمة، وجل ما تحقق لها بناء قوة عسكرية لا يستهان بها عززت من صمود وثبات الشعب اليمني في مواجهة عدوان دول التحالف وثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
تجلت ثمار هذه الثورة بموقف اليمن الاستثنائي في التحرك المواكب لعمليات نصرة الشعب الفلسطيني، وكسر حاجز الخوف والرهبة من مواجهة النفوذ الأمريكي ورفض تدخلاته القائمة على تكريس الضعف في دول المنطقة التي تعاني من ارتهان الأنظمة للسياسة الأمريكية وانجرارها لتنفيذ ما يملى عليها من أجندات.
هذا الموقف المشرف الذي لم يجرؤ على فعله أحدا من حكام وأمراء وزعماء ورؤساء الدول العربية المنبطحين في رمال العار والتطبيع والذل، أعاد للشعوب العربية التواقة للحرية والمجد الأمل بالخروج من أتون الوصاية والانهزام.
ظهر موقف الحق من يمن الإيمان والحكمة بعد تاريخ طويل من الصمت الرهيب وخضوع أمة أعزها الله بالإسلام، فأبى حكامها إلا الاعتزاز بغيره والذهاب نحو موالاة اليهود والنصارى بسبب ما ابتليت به المنطقة العربية من أنظمة وقادة خانعين وحدتهم الطاعة لليهود والامريكان، وجمعتهم سياسة التصهين والعمل بما يملى عليها من العدو التاريخي للإسلام.
مثلت ثورة 21 سبتمبر في جوهرها انتصارا وطنيا وسياسيا واستراتيجيا، أعاد للشعب اليمني بقيادته الحكيمة والشجاعة إرادته واستقلال قراره السياسي، وما موقف المدد والنخوة التي يخوضها اليمن إلا خير مثال على المبادئ الحقيقية لهذه الثورة، وإن كانت المعركة مختلفة جدا، إلا أن معاييرها إلهية وقوامها الإيمان القوي والاستناد إلى الله.
الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني بعمليات بطولية ولو بالحد الأدنى من الامكانات، بمعركة لا توزن بالصواريخ والمدمرات ولا تقاس بحجم الميزانيات وإعداد الجيوش، والاستمرار في تحقيق الانتصارات، جميعها تمثل موقف الثورة من الأعداء؛ وهو موقف نابع من عمق القضية ومن قلب الهوية وواحدية المصير.
طمس اليمانيون من دون مواربة أو رهبة معايير الغرب حول المقبول وغير المقبول بما يقاس على مصالح أمريكا، بقولهم لا للتدخلات الأمريكية، والمضي بتحرك شجاع وقوي بما يتاح لهم لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب الابادة والتنكيل والقتل والتشريد والتهجير القسري منذ السابع من أكتوبر الماضي.
بعد عشرة أعوام من انطلاقتها، وما شكلته مخرجاتها في ترجمة أهدافها بإنهاء التدخلات الخارجية والتصدي لكافة أشكال المؤامرات، انتقلت الثورة إلى مسار أعمق وأكبر في مواجهة أعداء الله والانسانية، ولأول مرة في تأريخ دول المنطقة، تتحرك دولة عربية وتعلن موقفها العملي من على ضفاف البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
اتضح للعالم أجمع عنفوان الثورة وأبطالها الذين لايرهبهم تهديد الأساطيل الأمريكية التي اعتادت إدارتها أن تسقط بها ملوكا وزعماء وتستبدل أنظمة وحكام بأخرى، لتتغير المعادلة وتجد أمريكا اساطيلها مرغمة على الاشتباك ثم التراجع تحت نيران الصواريخ اليمنية.
ورغم استخدام الإدارة الأمريكية لكل أوراقها وما عمدت إليه من تصعيد في البحر الاحمر، واعلان العدوان وشن الغارات والقصف على المحافظات اليمنية، وتشكيل تحالف دولي لحماية السفن الاسرائيلية، إلا أن القوات المسلحة اليمنية التي اتخذت موقفها استطاعت أن تفرض قواعد التصدي ومواجهة العدو الأمريكي بعنفوان منقطع النظير.
ومن وقت لآخر، استطاعت القوات المسلحة اليمنية، أن تفرض معركة نوعية بقواعد تكتيكية و قدرات عسكرية فائقة، لم تكن في حسبان دول تحالف حماية السفن الإسرائيلية، التي تواجه مصيرها بأكبر انتكاسة في تاريخ الحروب البحرية، وتمثل أعظم انتصار في تاريخ الأمة للشعب الفلسطيني، بشكل يعكس الإصرار واليقين بالنصر نحو مدى أبعد قد يشكل بداية النهاية للنفوذ الأمريكي في المنطقة.
وفيما تلطخت وجوه قادة أنظمة الدول العربية بمواقف العار، يشاهد العالم اليوم الوجه الحقيقي لليمن بما يقوم به في مياهه الاقليمية من تصعيد ضد سفن الكيان الصهيوني وشركائه من الدول الاستعمارية، واستهداف عمق الاحتلال بصواريخ بالستية بعمليات تمثل فخرا لكل أحرار الأمة.
وبهذا الموقف بات اليمن أمة قوية مهابة تواجه القوى الاستعمارية، وتقف بكل اعتزاز في صف الحق ونصرة المستضعفين في غزة، الذين يموتون جوعا وعطشا في وضع تجاوز المرحلة الكارثية في ظل حصار شامل يفرضه الكيان الصهيوني المجرم، تزامنا مع عدوانه على القطاع و مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين.
إن من أعظم تجليات النجاح لثورة 21 سبتمبر، مشاهد إحراق واغراق سفن ثلاثي الشر ووصول الصواريخ اليمنية إلى يافا المحتلة، والتي سوف تدون في أنصع صفحات التاريخ، للتعبير عن الاعتزاز بالموقف اليماني الذي كسر الصورة النمطية التي رسمها الكيان الصهيوني وشركائه، بما يقوم به من عمليات موجعة تؤكد أن اليمن لن يكون فريسة سهلة لأي غازي.
وكما انتصرت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر على دول تحالف العدوان ولفضت قوى العمالة والخيانة والارتزاق، استطاعت أهدافها اليوم أن تربك كل أوراق الإدارة الأمريكية وتحشرها في زاوية محرجة.
وتحت ظلال هذه الثورة سينتصر اليمن وسيخرج مرفوع الرأس، وستدفع واشنطن وحلفاؤها ثمنا باهظا لوقوفهم في خندق العدوان الصهيوني على الأشقاء المحاصرين في غزة والمدافعين عن مقدسات أمة لم تعد تعرف أنظمتها معنى الكرامة والسيادة.
سبأ
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی ثورة 21 سبتمبر
إقرأ أيضاً:
بالتعاون مع وزارة الآثار.. الجامعة الأمريكية بالقاهرة ترمم قصرها التاريخي بحرم ميدان التحرير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدأت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية، في ترميم واجهة قصرها التاريخي بحرم الجامعة في ميدان التحرير.
يُعد هذا المبنى الأيقوني أقدم مبنى في الحرم الجامعي ويمتد تاريخه إلى أكثر من 150 عامًا. وقد علّق الدكتور خالد طرابيه، المهندس المعماري للجامعة والأستاذ المشارك للتصميم المستدام على هذا المشروع قائلاً: "شهد القصر تطور الجامعة ونموها على مر الزمن، فضلًا عن أحداث محورية منذ تأسيسها في عام 1919.وبمرور الوقت، تدهورت العديد من أجزاء الواجهة الرئيسية وفقدت مظهرها الأصلي وألوان طلاءها. يهدف المشروع إلى ترميم واجهة القصر والنوافذ والطلاء وإصلاح أي مناطق متضررة بالتعاون مع استشاريين ومقاولين متخصصين وبالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار المصرية."
كان هذا المبنى التاريخي القديم - الذي بُني في الأصل كقصر لخيري باشا في الفترة من منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر – قد تم استخدامه مقراً لوزارة المعارف أثناء جهود التحديث في فترة حكم الخديوي إسماعيل، وتم إدراجه في السجل القومي للمباني التراثية في مصر منذ عام 2007. وتتميز واجهاته المعقدة وديكوراته الداخلية الفخمة بدمج الطرز المعمارية الأوروبية والمحلية التي اشتهرت بها مساكن النخبة في القرن التاسع عشر.
يشير طرابية أن مشروع الترميم يشمل إصلاح الواجهات الخارجية المطلة على الشوارع يليها بقية الواجهات. "على مدار العقود، تعرضت الواجهة لتدهور مثل وجود فراغات وفجوات على السطح تتطلب حشواً مناسباً، واختفاء الألوان والمواد الأصلية للمبنى، مثل الزخارف الإطارية المصنوعة من الفسيفساء التي دفنت تحت طبقات من الطلاء، بالإضافة إلى الزخارف المكسورة التي يتم ترميمها باحترافية."
كما يجري حاليًا تحليل أنماط الطلاء والحجر المستخدم في الواجهة باستخدام صور فوتوغرافية تاريخية لإعادة القصر إلى حالته الأصلية، مصحوبًا بعملية توثيق إلكترونية شاملة هي الأولى من نوعها للمبنى.
وقد صرّحت الدكتورة دليلة الكرداني، المهندس الاستشاري للمشروع والأستاذ بجامعة القاهرة والأستاذ غير المتفرغ بقسم العمارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "يُعرف قصر خيري باشا ليس فقط بقيمته المعمارية ولكن أيضًا بأهميته التاريخية والرمزية"، وأضافت: "لعب القصر دورًا محوريًا في تاريخ التعليم في مصر، ويعتبر رمزًا لدمج الطرز المعمارية الأوروبية والمحلية في القرن التاسع عشر".
وأكّدت الكرداني على الصلات التاريخية للقصر بقطاع التعليم، مشيرة إلى أنه كان مقرًا لوزارة المعارف، ومصنعًا للسجائر، ثم مكانًا لاستضافة الدروس في أول جامعة بمصر، والتي أصبحت الآن جامعة القاهرة.
وأضافت: "وهكذا، ارتبط قصر خيري باشا دائمًا بالمراحل الأولى من حركة التعليم العالي في مصر. ومع انضمامه لاحقًا إلى الجامعة الأمريكية، حافظ القصر على إرثه التاريخي كمركز للتعليم والتبادل الفكري، استمراراً لتقاليد الجامعة كمركز للتميز الأكاديمي".
لمزيد من المعلومات عن قصر خيري باشا التاريخي، يرجى زيارة صفحة قصر الجامعة التاريخي.