بين أربعة جدران تتشكل حياته التى يعيشها فى كنف أبويه، يظل برفقتهما طيلة الوقت لا يفارقهما، حياته داخل المنزل هى عالمه الأصغر، ومع بداية انتقاله إلى عامه الدراسى الأول، يتطلب من الوالدين تأهيل طفلهما نفسياً ليتأقلم مع أقرانه ويكون قادراً على التعامل والتواصل معهم.

نصائح عديدة وجهها أطباء وعلماء النفس للوالدين، من شأنها تأهيل الطفل نفسياً وتربوياً، ليتعامل مع أقرانه دون خوف أو قلق فى أول عام دراسى، والذى ينعكس بلا شك على مستواه الدراسى، ووجّه الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية بعض النصائح لتأهيل الطفل نفسياً فى عامه الدراسى الأول، مشدداً على اهتمام الأسرة به منذ ولادته وهى فترة التأهيل قبل الدراسة، ويكون لها عامل كبير فى استيعاب الطفل وإدراكه لما ينتظره فى عامه الدراسى الأول: «نحاول نقوله يعنى إيه مدرسة ودراسة وكأننا بنحكيله قصة علشان يكون مستمتع بيها، ونقول له مميزات المدرسة علشان يكون حاببها» بحسب حديثه لـ«الوطن».

لا تقتصر محاولة تأهيل الطفل نفسياً لعامه الدراسى الأول على ما سبق، ويجب على الوالدين تهيئة أنفسهما لذلك الأمر أيضاً لكونهم جميعاً فى منظومة واحدة، وذلك عبر تنظيم ساعتهم البيولوجية والنوم ليلاً والاستيقاظ فى نفس موعده والحرص على تناول وجبة الإفطار، الأمر الذى يراه الطفل أمامه ويسعد به ويساعده على التأهل نفسياً، بالإضافة إلى ضرورة التركيز على الانسجام مع الطفل وذلك عبر التحدث أو ممارسة الرياضة، فذلك كله يساعده على التأهل نفسياً والاستعداد للدخول إلى عامه الدراسى الأول، وفقاً لـ«هندى».

ويجب على الوالدين وضع نظام للنوم وتحديده، ومساعدة الطفل على خلق طقوس خاصة به فى كل مرة يستيقظ فيها للذهاب إلى المدرسة لكى لا يشعر بالملل: «لازم فى الوقت اللى هيناموا فيه نكون إحنا رايحين ننام، ما ينفعش أقول لهم كفاية تصفح على الإنترنت، وإحنا ماسكينه طول الليل والنهار وده بيساعدهم أنهم يتأهلوا نفسياً لأول سنة ليهم فى المدرسة».

مساعدة الطفل على التأقلم مع أقرانه واستيعاب المواد جيداً من خلال الحديث المتواصل

الابتعاد تماماً عن أسلوب العنف عند التعامل مع الأطفال، وذلك لأنه غير مُجدٍ بالمرة، وينعكس سلباً على نفسيتهم ومستواهم الدراسى، ويجعل الطفل ضعيفاً وغير قادر على التحصيل، وفقاً لنصيحة الدكتور على شوشان استشارى الطب النفسى، مشيراً إلى أن هناك بعض الأمور التى تؤثر سلباً على التحصيل الدراسى للطفل، فوجب معرفة المستوى الفعلى للطالب، لأنه ربما يكون ليس ضعيفاً، وهذا يتوقف على ميله لبعض المواد دون الأخرى، وذلك عن طريق التقارب الذى يحدثه ولى الأمر مع طفله، ويجعله قادراً على التأقلم مع أقرانه واستيعاب المواد الدراسية جيداً دون الحاجة إلى أى عنف للتعامل معه: «يتوجب على الآباء فى هذه الحالة الاقتراب من الطفل، ومحاولة معرفة مدى ضعفه وفهم المشكلة والعمل على حلها، ربما تكون المشكلة فى عدم قدرته على التواصل مع أقرانه أو المدرسين وهذا هو السبب وراء ضعفه الدراسى».

ولتأهيل الطفل نفسياً قبل الالتحاق بالمدرسة من الأفضل له أن يلتحق بحضانة قبل عامين على الأقل، لأنها تمهد له الكثير من الخطوات فتصبح هى الفيصل بين حياته الأسرية داخل المنزل وحياته الخارجية مع المجتمع، وهنا تبدأ تهيئته نفسياً ليعرف أن التعليم يشمل الترفيه والتعلم، حسب الدكتور مجدى حمزة، الخبير التربوى، كما يتعين على الأب والأم أيضاً البدء فى تشكيل وعى الطفل بشأن المدرسة قبل مدة كافية من بدء الدراسة -بأسبوعين أو ثلاثة على الأقل- والحديث معه عن إيجابياتها، فضلاً عن تكوينه صداقات جيدة مع أطفال فى نفس مرحلته العمرية، وكذلك تعامله مع مدرسين يحبونه.

فيما ينصح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، الآباء والأمهات بالذهاب مع الطفل فى أول يوم للدراسة، لأن هذا يمنحه شعوراً بالأمان والثقة بالنفس، لكن فى الوقت ذاته يجب على الأمهات تجنب البكاء والتأثر أمام صغارهن حتى لا يتم تعويدهم على البكاء وبث شعور الخوف داخلهم فى كل يوم يذهبون فيه للمدرسة، وبجانب بث شعور الطمأنينة فى نفس الطفل بشأن المدرسة ومُعلميه يجب إنماء بعض القيم والنصح داخله بشأن كيفية الحفاظ على أدواته الشخصية وحب التعاون مع زملائه داخل الفصل الدراسى، فضلاً عن مساعدته على التركيز داخل الفصل بسؤاله عما درس خلال يومه، وماذا استفاد داخل فصله من المدرسين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العام الدراسى الجديد كثافة الفصول عجز المعلمين عودة الطلاب الطفل نفسیا

إقرأ أيضاً:

محامي الطفل ياسين يكشف مفاجأة عن مديرة المدرسة: غاب 3 شهور

صرح عصام مهنا، محامي أسرة الطفل ياسين، أن مديرة المدرسة لم تكن متهمة في القضية ولكنها كانت تدافع عن الجاني وقدمت مستندات للنيابة بأن الجاني لا يأتي للمدرسة إلا يومين فقط في الأسبوع وهما الأثنين والخميس، مشيرة إلى أن الطفل ياسين كان يغيب يومي الإثنين والخميس لمدة ثلاثة أشهر.

محامي الطفل ياسين: أشتغلت القضية بدون أتعاب .. فيديوتعليق ناري من ساويرس على حكم قضية الطفل ياسين

وأوضح مهنا خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل في برنامج «تفاصيل» المذاع على قناة «صدى البلد2» :"رغم محاولات التأجيل التي تمت في بداية الجلسة، كنا مستعدين تمامًا للمرافعة، لأن التأجيلات في قضايا من هذا النوع تؤذي نفسيًا الطفل وأسرته، والطفل ياسين كان موجودًا معنا منذ الصباح، ونام داخل القاعة من شدة الإرهاق.

وأشار مهنا إلى أن مواد الاتهام التي قُدمت في بداية القضية كانت مقتصرة على مواد قانون العقوبات، والتي تضع الحد الأقصى للعقوبة عند 15 عامًا من الأشغال الشاقة المؤقتة، لكن اليوم تم تعديل القيد والوصف القانوني بإضافة مواد جديدة من قانون الطفل، تجرم وتشدد العقوبات في جرائم الاعتداء الجنسي، خصوصًا إذا كان الطفل تحت رعاية المتهم، ما قد يرفع العقوبة إلى حد الإعدام.

وأضاف مهنا:"ترافعنا أمام هيئة المحكمة، وكذلك دفاع المتهم، ثم قضت المحكمة بالحكم الذي أثلج صدور الجميع، ورد نار الأم والأب، والطفل لا يدرك حجم ما جرى، فهو لا يزال في السادسة من عمره، بالكاد بدأ دراسته في مرحلة كي جي 1 طفل صغير تعرض لفعل مشين، لا تحتمله لا فطرة الإنسان ولا حتى الحيوانات.

واختتم بقوله:"نحمد الله على هذا الحكم العادل، بعد أن نجحنا في تحويل مجرى القضية من حكم مخفف إلى إدانة حقيقية تعبّر عن حجم الجريمة".

طباعة شارك الطفل ياسين عصام مهنا نهال طايل تفاصيل صدى البلد2

مقالات مشابهة

  • معلمة تصل ليلاً إلى المدرسة مرتدية البيجاما لتعديل اختبار أعدته لطلابها.. فيديو
  • امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. خريطة الامتحانات في المحافظات المصرية
  • ياسين حضر ببدلة سبايدرمان.. الحكم المؤبد للمعتدي على طفل دمنهور
  • والدة الطفل ياسين: لم أتواصل مع مديرة المدرسة المفصولة
  • والدة الطفل ياسين: جعلت ابني يرتدي قناع «سبايدرمان» لحمايته نفسياً
  • عاجل- بعد حكم الجنايات.. قرار رسمي بإقالة مديرة مدرسة الكرمة ومراجعة أعمال المدرسة بالكامل
  • محامي الطفل ياسين يكشف مفاجأة عن مديرة المدرسة: غاب 3 شهور
  • المؤبد لمرتكب جريمة الاعتداء على طفل داخل دورة المياه في المدرسة
  • محافظ قنا يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2024/2025
  • جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2024/2025 بمحافظة قنا