يمانيون/ صنعاء توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بالتهاني والتبريكات لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والشعب اليمني والمرابطين في جبهات الشرف والدفاع عن الوطن بمناسبة العيد العاشر لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة.

وأشار الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بهذه المناسبة، إلى أن الذكرى العاشرة لثورة 21 من سبتمبر المجيدة تأتي هذا العام واليمن يقوم بواجبه الديني والمبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس على مدى أكثر من عشرة أشهر.

وقال” لقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر التي تتفرع عنها كل المظالم في منطقتنا وعالمنا الإسلامي، وقد حافظت الثورة على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعمدته بالدماء والمواقف الخالدة ومنعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط”.. مؤكدا أنه ولولا هذه الثورة لكان التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي أعلن من اليمن، استجابة للتوجيهات الأمريكية.

وحيا القوات المسلحة والأمن على جهودهم المباركة في الدفاع عن البلد والحفاظ على أمنه واستقراره، مباركا للقوة الصاروخية نجاحها بضرب هدف عسكري في ما يسمى “تل أبيب” بصاروخ “فلسطين2” البالستي الفرط صوتي الذي تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعددة والمتنوعة، مؤكدا أن الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت.

وجدد الرئيس المشاط التأكيد على أن عمليات اليمن مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة، وأن موقف اليمن ثابت ومبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم حتى تطهير فلسطين المحتلة من الاحتلال الصهيوني.

كما حيا الشعب اليمني على مواقفه المشرفة والمتميزة على مستوى العالم في مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وخروجه المليوني المستمر منذ بداية معركة طوفان الأقصى، آملاً من شعبنا العزيز الاستمرار في خروجه المتميز نصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان وإنهاء الحصار على غزة.

وأكد الحرص الكامل على تحقيق السلام العادل والمشرف لما فيه من مصلحة للجميع.. داعيا قيادة العدوان في الجانب الآخر إلى إيقاف هذا العدوان العبثي بعد أن تبين بشكل قاطع استحالة تحقيق أهدافه وأصبح الحل الوحيد هو الإقدام بنوايا صادقة إلى تحقيق السلام المنشود ورفع الحصار وتلبية استحقاقات السلام، من دفع مرتبات اليمنيين من ثرواتهم الوطنية وفتح مطارات اليمن وموانئه بشكل كامل والإفراج عن جميع الأسرى ودفع التعويضات وجبر الضرر والانسحاب الكامل من الجمهورية اليمنية من قبل القوى الأجنبية كافة.

وحذر فخامة الرئيس من مغبة الحسابات الخاطئة ومراهنة البعض على احتمالات إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب، واستمرار التوجهات العدائية ضد الشعب اليمني، وتشديد الحصار عليه وتجويعه وافقاره وعرقلة صرف مرتباته.. مؤكدا أن صبر شعبنا لن يطول، وسيضطر إلى انتزاع حقوقه بالقوة المشروعة، كونه يمتلك أسباب الردع المناسبة لتحقيق ذلك.

وأضاف” أبَشر أبناء شعبنا – في الذكرى العاشرة لثورتهم المجيدة- بأن الثورة اليوم بدأت عهدا جديدا عنوانه التغيير والبناء والنماء، وأن الثورة قد وصلت -بفضل الله- إلى مستوى من القوة التي تستطيع بها أن تحمي اليمن وثرواته، واستعادة حقوق شعبه، وستواصل جهودها نحو تحرير ما تبقى من أرض محتلة”.

ولفت إلى أن مسار التغيير والبناء في الجانب الحكومي والقضائي هو استكمال لمبادئ وأهداف ثورة 21 من سبتمبر التي حاول العدوان إعاقتها طوال عشر سنوات، وسيكون هذا المسار متواصل حتى يلمس أبناء شعبنا العزيز نتائجه المنشودة.

وأدان فخامة الرئيس الاعتداء اللاأخلاقي الذي ارتكبه العدو الصهيوني الغاشم في مجزرتي الثلاثاء والأربعاء بحق إخواننا في لبنان، معلنا التضامن الكامل معهم وحقهم في الرد بالطريقة التي يرونها.

وأضاف” وجهنا بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 من سبتمبر المجيدة الذي عادة تقيمه القوات المسلحة والأمن في العاصمة صنعاء تضامناً مع ما يجري لإخواننا في غزة”.. مؤكدا أن “مقدرات القوات المسلحة والأمن “الصاروخية والبحرية والطيران المسير” مستمرة في مساندة أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار، ولن يثنينا عن هذا القرار أي قوة في هذا العالم مهما كان الثمن ومهما كانت التحديات”.

وأهاب الرئيس المشاط، بالجميع أهمية توحيد الصف وحماية الجبهة الداخلية ومضاعفة الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء الدولة العادلة التي تلبي تطلعات اليمنيين جميعاً.

فيما يلي نص الخطاب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين؛ وارضَ اللهم عن صحابته المنتجبين، وبعد:

باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أبارك لشعبنا اليمني العزيز احتفالاته الوطنية بمناسبة الذكرى العاشرة لقيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، وبالمناسبة نفسها أهنئ قائد الثورة المباركة، السيّد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، كما أجدها فرصة لأتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى أبطالنا المرابطين في جبهات الشرف والدفاع عن كرامة الشعب العزيز وحمى الوطن الغالي في سهوله وبحاره، وهي أيضا موصولةٌ لكل المخلصين في مختلف ميادين الجهاد الواسعة، ولكل الشرفاء والأحرار في عموم الداخل والخارج.

أيها الشعب اليمني العزيز:

تحل علينا -هذا العام- الذكرى العاشرة لثورة 21 من سبتمبر المجيدة، واليمن يقوم بواجبه الديني والمبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، على مدى أكثر من عشرة أشهر.

لقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها؛ باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر، التي تتفرع عنها كل المظالم في منطقتنا وعالمنا الإسلامي، وقد حافظت الثورة على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعمَّدته بالدماء والمواقف الخالدة، ومنعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وسخَّرت كل إمكاناتها لمناصرة الشعب الفلسطيني، التي كان آخرها عملية إطلاق صاروخ فلسطين 2 الفرط الصوتي على ما يسمى “تل أبيب”؛ نصرة لإخواننا في فلسطين وقطاع غزة، ولولا هذه الثورة لكان التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي أعلن من اليمن، استجابة للتوجيهات الأمريكية.

أيها الإخوة والأخوات:

إن احتفاءنا بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة ليس عملاً ترفياً، وإنما هو تتويج سنوي لثورة شعبية بامتياز، يمنية الهوى والهوية، صنعها الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه، وحققت إنجازاً لكل الشعب، ولم تقصِ أو تستأثر أو تستبد لبعض شعبها على البعض الآخر.. ثورة أوقفت انهيار الأوضاع العامة في البلاد، وأفشلت مشروع تمزيق وتفكيك وحدة اليمن، وضرب كيان دولته الوطنية، ووضعت حداً فاصلاً للتدخلات الخارجية في شؤون البلاد الداخلية، واستعادة السيادة الوطنية، وحررت القرار الوطني من الارتهان للقوى الخارجية المتحالفة والحامية لقوى الفساد والإجرام.

وفي مناسبةٍ كهذهِ، لعل من الأهميةِ بمكانٍ أن نستذكرَ طبيعة الظرف الذي نشأت فيه ثورة 21 من سبتمبر لكي تعرف الأجيال أن هذه الثورة لم تكن عملاً ترفياً، ولم تكن صراعا على السلطة، بل كانت ضرورة شعبية ومطلباً وطنياً ملحاً فرضته المعاناة التي تجرعها الشعب اليمني على مختلف المستويات.

أيها الاخوة والأخوات:

لقد جاءت هذه الثورة المجيدة من صميم الحاجة اليمنية لوقف العبث الممتد عبر السنين الطوال، ومن عمق الحاجة الماسة لإعادة الاعتبار للثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر؛ بعد أن تعرضت للعزل الممنهج عن واقع الحياة، وبعد أن استمرت قوى العمالة والارتهان لعقود طويلة وهي تمارس العبث والفساد، ورهنت قرار اليمن للخارج، وفشلت في بناء الدولة اليمنية المنشودة منذ قيام الجمهورية اليمنية وحوّلتها إلى دولة هشة ظلت كل تقارير العالم تصفها وتصنفها ضمن الدول الأكثر فساداً وفقراً وتخلفاً، وجعلت من يمن الحضارة حديقة خلفية لكيانات طارئة على التاريخ.

ولا يزال اليمنيون جميعاّ يتذكرون أحوال البلاد ما قبل قيام ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة، حيث شهدت كافة مناحي الحياة تدهوراً ممنهجاً بإشراف خارجي وتنفيذ أيادٍ يمنية -مع الأسف- بهدف تدمير مقومات وأركان الدولة، وفرض نظام صوري منزوع السيادة خاضع لحكم السفارات ليس في قاموسه أي خطوط حمراء، فأصبح البلد مستباحا على كل المستويات، وقام أعداء اليمن بقيادة أمريكا بهيكلة الجيش وتدمير أسلحته الاستراتيجية، واستهدافه بضربات غادرة وتفجيرات دامية، فذُبح الضباط على جوانب الطرقات، وفجر الانتحاريون أنفسهم وسط العروض العسكرية، وأمام بوابات الكليات، وأسقطت الطائرات.. وتوالت تلك الضربات حتى صارت الجماعات التكفيرية تسيطر على المدن وأجزاء كبيرة من بعض المحافظات، وصارت الاغتيالات أحداثاً يومية روتينية، وأصبحت أصوات الانفجارات التكفيرية حدثا لا يثير استنكار أحد.

وما جاءت به ثورة 21 سبتمبر أنها فضحت ذلك التخادم القائم بين ثالوث المؤامرة المتمثل بـ”النفوذ الخارجي الأمريكي، وأدواته في السلطة، والجماعات التكفيرية”، وطهرت البلاد من رجسهم وعبثهم، وأعادت الأمن والأمان إلى ربوع البلاد، وبات بإمكان الشعب -بفضل الله وعونه- أن يحتفل بالملايين دون أن يتعرض لأي خطر أمني، وما كان ذلك ليتم لولا ثورة 21 سبتمبر المباركة.

لقد كان اليمن تحت الانتداب الخارجي بشكل غير معلن تحكمه وتتحكمُ به سفارات الدول النافذة، وفي مقدمتها السفارة الأمريكية، التي بات لها مكاتب خاصة في رئاسة الوزراء، وفي مقرات بعض الأجهزة والوزارات في الحكومة اليمنية؛ تقوم من خلالها بالإشراف المباشر على خطط وبرامج واجتماعات الحكومة لضمان سيرها وفق المخطط الأمريكي.

وفي ظل ذلك الواقع السيئ وتفاقم الوضع على كل المستويات، وانكشاف معالم المؤامرة أكثر وأكثر، وإدراك كل ذي عقل سليم أن هناك مخططا خطيرا يُراد لليمن واليمنيين كان لا بُد من فعل شعبي عارم يوقف حالة الاستباحة والارتهان للخارج، ويستعيد القرار الوطني، ويصون الدولة ومؤسساتها، ويحمي الشعب من عبث العابثين، وتلك هي الصورة المصغرة لظروف الواقع التي جاءت منه ثورة 21 من سبتمبر المجيدة.

أيها الإخوة والأخوات:

لقد تميّزت ثورة الـ21 من سبتمبر بخصائص فريدة تجعلها من أكثر الثورات نموذجية وفرادة، فلم تكن انقلابا عسكريا، ولا انشقاقا من نظام قائم، ولا صنيعة أقبية السفارات، بل كانت تحركا شعبيا خالصا تميّز باستقلاليته الكاملة ووضوح الرؤية ومشروعية الهدف (سيادة دولة، وكرامة مواطن، واستقلال بلد)، فجسدت بخطواتها وتحركها وحدة الموقف بين كافة أطياف الشعب، والقضية العادلة والمحقة، والتحرك المسؤول والجاد والمنضبط، والرؤية الوطنية الواضحة، والقيادة الحكيمة والشجاعة، وكل تلك الخصائص مجتمعة أدت إلى سقوط قلاع العمالة في زمن قياسي وبأقل تكاليف ممكنة.

وبعد انتصارها، أعلت الثورة من القيم الإنسانية والوطنية، فلم تنصب المشانق للخصوم، ولم تصدر الأحكام العرفية، بل مدت لهم يد السلم والشراكة بما يضمن الوفاق الوطني وتغليب مصلحة الوطن، وقال قائد الثورة -في تلك اللحظة المفصلية من عمر البلد- “فليكن 21 سبتمبر يوماً نطوي به كل الماضي الأليم، ونبدأ صفحة جديدة عنوانها عزة واستقلال ونهضة البلد”.

ولأن أخلاق الثورة كانت درعها الحصين، ولأن وعي الشعب كان الحارس الأمين، فقد أفشل صانعها -وهو الشعب- كل مؤامرات القوى الخارجية، وقوى العمالة في الداخل.

أيها الأخوة والأخوات، يا أبناء وجماهير الشعب اليمني العزيز:

إن ثورتكم المباركة تمثل اليوم الرافعة الوطنية لكل طموحات وآمال شعبكم، ولقد أثبتت الأيام نقاءها وصفاءها وصلابتها وقوة وعيها وإبصارها، وكلما قالته الثورة في خطاباتها من تشخيصات للواقع ومن استشراف للمستقبل ها هي الأحداث والوقائع والمستجدات تؤكدها وتثبتها يوما بعد يوم.

ويحق لأبناء شعبنا اليوم الاعتزاز بكل البطولات والنضالات، التي حولت اليمن من دولة على حافة الانهيار إلى نموذج لرفض الهيمنة والاستكبار، وقدرة الشعوب على الانتصار؛ إذا تحققت النوايا الصادقة والإرادة الوطنية الجامعة.

وأبَشر أبناء شعبنا -في الذكرى العاشرة لثورتهم المجيدة- بأن الثورة اليوم بدأت عهدا جديدا عنوانه التغيير والبناء والنماء، وأن الثورة قد وصلت -بفضل الله- إلى مستوى من القوة التي تستطيع بها أن تحمي اليمن وثرواته، واستعادة حقوق شعبه، وستواصل جهودها نحو تحرير ما تبقى من أرض محتلة.

وفي هذا السياق، أتقدم بالشكر لكل من كتب وألف عن ثورة 21 سبتمبر، وأوجّه الحكومة برعاية الكُتاب والمبدعين؛ والدفع بهم للكتابة عن هذه الثورة، وتخليدها للأجيال القادمة.

وفي هذه الذكرى، نؤكد على ما يلي:

أولاً: نجدد التهنئة والتبريك لأبناء شعبنا بأعياده الوطنية، ونهيب بالجميع بأهمية توحيد الصف، وحماية الجبهة الداخلية، ومضاعفة الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبناء الدولة العادلة، التي تلبي تطلعات اليمنيين جميعاً.

ثانياً: إن مسار التغيير والبناء في الجانب الحكومي والقضائي هو استكمال لمبادئ وأهداف ثورة 21 من سبتمبر، التي حاول العدوان إعاقتها طوال عشر سنوات، وسيكون هذا المسار متواصلا حتى يلمس أبناء شعبنا العزيز نتائجه المنشودة.

ثانيا: أحيي القوات المسلحة والأمن على جهودهم المباركة في الدفاع عن البلد، والحفاظ على أمنه واستقراره، وأبارك للقوة الصاروخية نجاحها بضرب هدف عسكري في ما يسمى “تل أبيب” بصاروخ “فلسطين 2” الباليستي الفرط صوتي، الذي تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعددة والمتنوعة، والأيام القادمة مليئة بالمفاجآت..

ونؤكد أن عملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة، كما نؤكد على موقفنا الثابت والمبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم حتى تطهير فلسطين المحتلة من الاحتلال الصهيوني.

ثالثاً: أحيي الشعب اليمني على مواقفه المشرفة والمتميزة على مستوى العالم؛ مناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وخروجه المليوني المستمر منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”.. آملاً من شعبنا العزيز الاستمرار في خروجه المتميز؛ نصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان، وإنهاء الحصار على غزة.

رابعاً: نؤكد حرصنا الكامل على تحقيق السلام العادل والمشرف لما فيه من مصلحة الجميع، وأدعو قيادة العدوان في الجانب الآخر إلى إيقاف هذا العدوان العبثي بعد أن تبين بشكل قاطع استحالة تحقيق أهدافه، وأصبح الحل الوحيد هو الإقدام بنوايا صادقة إلى تحقيق السلام المنشود، ورفع الحصار، وتلبية استحقاقات السلام، من دفع مرتبات اليمنيين من ثرواتهم الوطنية، وفتح مطارات اليمن وموانئه بشكل كامل، والإفراج عن جميع الأسرى، ودفع التعويضات، وجبر الضرر، والانسحاب الكامل من الجمهورية اليمنية من قِبل القوى الأجنبية كافة.

خامساً: نحذّر من مغبة الحسابات الخاطئة ومراهنة البعض على احتمالات إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب، واستمرار التوجهات العدائية ضد الشعب اليمني، وتشديد الحصار عليه، وتجويعه وإفقاره، وعرقلة صرف مرتباته، فلن يطول صبرُ شعبنا، وسيضطر إلى انتزاع حقوقه بالقوة المشروعة، ونحن بعون الله نمتلك أسباب الردع المناسبة لتحقيق ذلك.

سادساً: لا ننسى عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، فلهم منا عظيم التحية، وهم الذين بذلوا الغالي والنفيس، وقدموا فلذات أكبادهم من أجل عزة ورفعة اليمن.. مؤكدين لهم اهتمام الدولة بشؤونهم، وأنهم محل الاهتمام والرعاية، وأن على المؤسسات المعنية بهم أن تحرص على القيام بالمسؤولية على أكمل وجه.

سابعاً: ندين الاعتداء اللاأخلاقي الذي ارتكبه العدو الصهيوني الغاشم في مجزرتي الثلاثاء والأربعاء بحق إخواننا في لبنان، ونعلن تضامننا الكامل معهم، وحقهم في الرد بالطريقة التي يرونها.

ثامناً: وجهنا بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 من سبتمبر المجيدة، الذي عادة تقيمه القوات المسلحة والأمن في العاصمة صنعاء؛ تضامناً مع ما يجري لإخواننا في غزة.

أخيراً: ستظل مقدرات القوات المسلحة والأمن “الصاروخية والبحرية والطيران المسيّر” مستمرة في مساندة أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار، ولن يثنينا عن هذا القرار أي قوة في هذا العالم مهما كان الثمن، ومهما كانت التحديات.

تحيا الجمهورية اليمنية

المجد والخلود للشهداء – الشفاء للجرحى – الحرية للأسرى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: لثورة 21 من سبتمبر المجیدة إلى جانب الشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی المظلوم القوات المسلحة والأمن الجمهوریة الیمنیة التغییر والبناء الذکرى العاشرة الحصار على غزة الرئیس المشاط ثورة 21 سبتمبر تحقیق السلام الشعب الیمنی شعبنا العزیز أبناء شعبنا ورفع الحصار هذه الثورة فی مساندة فی الجانب مؤکدا أن فی غزة بعد أن

إقرأ أيضاً:

كابوس يناير الذي لا ينتهي

رغم مرور 14 عاما على ثورة 25 يناير (كانون الثاني) المصرية إلا أن كابوسها بالنسبة لخصومها لا يزال قائما، يقض مضاجعهم، وينكد معيشتهم، ما يدفعهم لمحاولة محوها من الذاكرة الوطنية، وفي الطريق إلى هذا المحو يتم تشويهها، وإلصاق كل أزمات الشعب المصري بها على غير الحقيقة، وعلى خلاف الدستور الذي لا يزال يتحدث عنها بتقدير وإجلال، واعتبار ذكراها يوم عطلة رسمية.

وحتى هذه العطلة السنوية بمناسبة ذكرى ثورة يناير عادت أذرع النظام الإعلامية لاعتبارها عطلة بمناسبة عيد الشرطة، وليس ثورة يناير (بالمخالفة مجددا للدستور والقانون). وللتذكير هنا فقد كان يوم 25 يناير 1952 معركة بطولية للشرطة المصرية في الإسماعيلية في مواجهة الاحتلال الانجليزي الذي طالبها بتسليم سلاحها، لكنها رفضت وقدمت 50 شهيدا، وصار هذا اليوم هو العيد السنوي للشرطة، وقد انطلقت فيه أولى مظاهرات الثورة المصرية عام 2011 كاحتجاج على تجاوزات الشرطة، ثم صار هذا اليوم بعد ثورة يناير ذكرى لانطلاق الثورة.

تشويه يناير التي يكرمها الدستور يجري من أعلى رأس في السلطة، وهو السيسي الذي كرر اتهاماته للثورة بالتسبب في الأزمات التي يعاني منها المصريون، كما تعهد أكثر من مرة بعدم سماحه بتكرار تلك الثورة مجددا، رغم أنه لولا هذه الثورة لبقي في الخفاء لا يعرفه أحد وفي أقصى تقدير كان يمكن أن يكون محافظا لمحافظة حدودية.

تشويه يناير التي يكرمها الدستور يجري من أعلى رأس في السلطة، وهو السيسي الذي كرر اتهاماته للثورة بالتسبب في الأزمات التي يعاني منها المصريون، كما تعهد أكثر من مرة بعدم سماحه بتكرار تلك الثورة مجددا، رغم أنه لولا هذه الثورة لبقي في الخفاء لا يعرفه أحد وفي أقصى تقدير كان يمكن أن يكون محافظا لمحافظة حدودية
تتزامن ذكرى يناير هذا العام مع عدة أحداث مهمة داخليا وخارجيا، تزيد من درجة مخاوف النظام، فهي تأتي عقب انتصار الثورة السورية بعد مخاض عسير، استمر 13 عاما، لكنها نجحت في نهاية المطاف في الإطاحة بنظام الأسد، وبجيشه وشرطته، وحزبه، ومليشياته، وداعميه الإقليميين، وفتحت أبواب الأمل أمام شقيقاتها المتعثرات من ثورات الربيع العربي التي تعرضت لضربات الثورة المضادة، وعلى رأسها الثورة المصرية. فسقوط نظام بشار وهو أعتى من نظام السيسي يعطي رسالة بأن سقوط النظام المصري أيضا ليس مستحيلا.

أما المتغير الثاني فهو انتهاء حرب غزة، مع فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي وكل داعميه في القضاء على المقاومة، وخاصة حركة حماس التي تمثل امتدادا لجماعة الإخوان الخصم الأبرز لنظام السيسي، والتي مثل صمودها في المعركة رغم تكالب الجميع عليها إقليميا ودوليا إلهاما لكل المناضلين من أجل الحرية.

أما الأمر الثالث المهم فهو تصاعد الغضب الشعبي داخل مصر بسبب تزايد الأزمات المعيشية، مع ارتفاع الأسعار، وتراجع قيمة الجنيه، وتصاعد أزمة الديون المحلية والدولية إلخ.

وقبل أيام من حلول ذكرى يناير تصاعدت دعوات التغيير، وهي تتراوح بين 3 أشكال، منها دعوات إصلاح جزئي من أحزاب داخل مصر، ودعوات للتغيير السياسي السلمي تصدر أيضا من قوى داخل وخارج مصر، وأخيرا دعوة للتغيير المسلح أعلنها أحد المصريين من دمشق، الذي كان يضع سلاحه أمامه على الطاولة، وبجواره بعض الملثمين، ورغم أنني شخصيا ضد التغيير المسلح، والذي لا يصلح أساسا مع الوضع في مصر، ورغم أن السلطات السورية اعتقلت صاحب الدعوة (أحمد المنصور) ورفاقه، إلا أن حالة الهلع لا تزال قائمة لدى النظام المصري وأذرعه، وهو يستغل هذه الدعوة في الوقت نفسه لبث الرعب في نفوس المصريين، ولثنيهم عن مطلب التغيير أو حتى الإصلاح الجزئي.

لكن أصواتا أخرى أكثر تشددا وأكثر نفاذا ترى أن أي تنفيس مهما قلت درجته كفيل بفتح الباب للانفجار الشعبي، ويتبنى هذا الرأي تحديدا جهاز الأمن الوطني، الذي يحتفظ بثأر بايت مع ثورة يناير نظرا لما تعرض له بعدها. وهذا الرأي هو الأكثر قبولا لدى السيسي، لأنه يخاطب دوما مخاوفه، لكن هذا الرأي والذي يقود سياسات القمع والتشدد حاليا سيكون هو السبب في الانفجار الشعبي
في مواجهة مطالب التغيير أو حتى الإصلاح الجزئي، حرص النظام على تشديد قبضته القمعية كرسالة أنه لا يخشى هذه الدعوات، وأنه سيواجهها بكل حزم، وشنت الشرطة المصرية حملة اعتقالات جديدة في العديد من الأماكن، شملت أيضا الكثيرين ممن سبق اعتقالهم، كما ألقت الشرطة مؤخرا القبض على زوجة أحد الصحفيين المعتقلين، وعلى إعلامي أجرى معها حوارا صحفيا في موقع الكتروني، ورغم أنها أخلت بكفالة مالية كبيرة سبيل السيدة (ندى مغيث زوجة الصحفي أشرف عمر) إلا أنها أبقت الإعلامي أحمد سراج قيد الحبس الاحتياطي بسبب إجراء ذلك الحوار الصحفي، كما أحالت السلطات الناشر هشام قاسم مجددا للتحقيق في تهم سبق محاكمته وحبسه بسببها.

رغم محاولات القمع إلا أن دعوات التغيير لا تزال متصاعدة من داخل مصر، حيث طالبت عدة أحزاب وقوى سياسية بالتغيير السلمي تجنبا لفوضى متوقعة يدفع ثمنها الوطن كله، وتضمنت مطالب التغيير حتى الآن الدعوة إلى إجراء انتخابات تنافسية حقيقية رئاسية وبرلمانية نزيهة، تحت إشراف قضائي كامل وتحت رقابة حقوقية دولية، وتحرير الإعلام من قبضة الأجهزة الأمنية، والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

داخل المنظومة الأمنية للنظام أصوات تدعو لقدر من التنفيس بهدف إطالة عمر النظام، وهي تستند إلى تجربة مبارك الذي سمح بقدر قليل من الإصلاحات مكنته من الحكم لمدة ثلاثين عاما، لكن أصواتا أخرى أكثر تشددا وأكثر نفاذا ترى أن أي تنفيس مهما قلت درجته كفيل بفتح الباب للانفجار الشعبي، ويتبنى هذا الرأي تحديدا جهاز الأمن الوطني، الذي يحتفظ بثأر بايت مع ثورة يناير نظرا لما تعرض له بعدها. وهذا الرأي هو الأكثر قبولا لدى السيسي، لأنه يخاطب دوما مخاوفه، لكن هذا الرأي والذي يقود سياسات القمع والتشدد حاليا سيكون هو السبب في الانفجار الشعبي، وهو ما سبق ثورة يناير أيضا، رغم أن القمع قبل يناير كان أقل كثيرا مما يجري حاليا، وبالتالي فإن الانفجار قادم طال الزمن أو قصر إذا استمرت هذه السياسات.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟.. عاجل
  • الرئيس الإيراني يهني الشعب الفلسطيني في غزة ويؤكد انهم واجهوا إسرائيل بقوة
  • دلالاتُ آخر العمليات.. اليمنُ يحمي فلسطين سِلْمًا وحربًا ويرسُمُ ملامحَ المرحلة القادمة
  • كابوس يناير الذي لا ينتهي
  • نائب رئيس الاتحاد: الحزب يسعى إلى الاندماج بشكل أكبر مع المواطنين خلال الفترة القادمة
  • نعيم قاسم يحيي موقف قائد الثورة وشعب اليمن في الإسناد المشرّف لغزة
  • الأمين العام لحزب الله: نحيي اليمن وقائد الثورة والشعب لما قدّموه من تضحيات لأجل فلسطين
  • الشيخ قاسم: نحيي اليمن السعيد وقائد الثورة والشعب المقاوم لما قدّموه من تضحيات لأجل فلسطين
  • الجهني: استبشروا وبشروا بتتابع للمنخفضات خلال الفترة القادمة
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار التي دوت وسط البلاد ناجمة عن إطلاق صاروخ من اليمن