الرئيس المشاط يحذر من مراهنة البعض على إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
وأشار الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بهذه المناسبة، إلى أن الذكرى العاشرة لثورة 21 من سبتمبر المجيدة تأتي هذا العام واليمن يقوم بواجبه الديني والمبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس على مدى أكثر من عشرة أشهر.
وقال" لقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر التي تتفرع عنها كل المظالم في منطقتنا وعالمنا الإسلامي، وقد حافظت الثورة على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعمدته بالدماء والمواقف الخالدة ومنعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط".
وحيا القوات المسلحة والأمن على جهودهم المباركة في الدفاع عن البلد والحفاظ على أمنه واستقراره، مباركا للقوة الصاروخية نجاحها بضرب هدف عسكري في ما يسمى "تل أبيب" بصاروخ "فلسطين2" البالستي الفرط صوتي الذي تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعددة والمتنوعة، مؤكدا أن الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت.
وجدد الرئيس المشاط التأكيد على أن عمليات اليمن مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة، وأن موقف اليمن ثابت ومبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم حتى تطهير فلسطين المحتلة من الاحتلال الصهيوني.
كما حيا الشعب اليمني على مواقفه المشرفة والمتميزة على مستوى العالم في مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وخروجه المليوني المستمر منذ بداية معركة طوفان الأقصى، آملاً من شعبنا العزيز الاستمرار في خروجه المتميز نصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان وإنهاء الحصار على غزة.
وأكد الحرص الكامل على تحقيق السلام العادل والمشرف لما فيه من مصلحة للجميع.. داعيا قيادة العدوان في الجانب الآخر إلى إيقاف هذا العدوان العبثي بعد أن تبين بشكل قاطع استحالة تحقيق اهدافه وأصبح الحل الوحيد هو الإقدام بنوايا صادقة إلى تحقيق السلام المنشود ورفع الحصار وتلبية استحقاقات السلام، من دفع مرتبات اليمنيين من ثرواتهم الوطنية وفتح مطارات اليمن وموانئه بشكل كامل والإفراج عن جميع الأسرى ودفع التعويضات وجبر الضرر والانسحاب الكامل من الجمهورية اليمنية من قبل القوى الاجنبية كافة.
وحذر فخامة الرئيس من مغبة الحسابات الخاطئة ومراهنة البعض على احتمالات ابقاء حالة اللا سلم واللا حرب، واستمرار التوجهات العدائية ضد الشعب اليمني، وتشديد الحصار عليه وتجويعه وافقاره وعرقلة صرف مرتباته.. مؤكدا أن صبر شعبنا لن يطول، وسيضطر إلى انتزاع حقوقه بالقوة المشروعة، كونه يمتلك أسباب الردع المناسبة لتحقيق ذلك.
وأضاف" أبَشر أبناء شعبنا - في الذكرى العاشرة لثورتهم المجيدة- بأن الثورة اليوم بدأت عهدا جديدا عنوانه التغيير والبناء والنماء، وأن الثورة قد وصلت -بفضل الله- إلى مستوى من القوة التي تستطيع بها أن تحمي اليمن وثرواته، واستعادة حقوق شعبه، وستواصل جهودها نحو تحرير ما تبقى من أرض محتلة".
ولفت إلى أن مسار التغيير والبناء في الجانب الحكومي والقضائي هو استكمال لمبادئ وأهداف ثورة 21 من سبتمبر التي حاول العدوان إعاقتها طوال عشر سنوات، وسيكون هذا المسار متواصل حتى يلمس أبناء شعبنا العزيز نتائجه المنشودة.
وأدان فخامة الرئيس الاعتداء اللاأخلاقي الذي ارتكبه العدو الصهيوني الغاشم في مجزرتي الثلاثاء والأربعاء بحق إخواننا في لبنان، معلنا التضامن الكامل معهم وحقهم في الرد بالطريقة التي يرونها.
وأضاف" وجهنا بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 من سبتمبر المجيدة الذي عادة تقيمه القوات المسلحة والأمن في العاصمة صنعاء تضامناً مع ما يجري لإخواننا في غزة".. مؤكدا أن "مقدرات القوات المسلحة والأمن "الصاروخية والبحرية والطيران المسير" مستمرة في مساندة أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار، ولن يثنينا عن هذا القرار أي قوة في هذا العالم مهما كان الثمن ومهما كانت التحديات".
وأهاب الرئيس المشاط، بالجميع أهمية توحيد الصف وحماية الجبهة الداخلية ومضاعفة الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء الدولة العادلة التي تلبي تطلعات اليمنيين جميعاً.
فيما يلي نص الخطاب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين؛ وارضَ اللهم عن صحابته المنتجبين، وبعد:
باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أبارك لشعبنا اليمني العزيز احتفالاته الوطنية بمناسبة الذكرى العاشرة لقيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، وبالمناسبة نفسها أهنئ قائد الثورة المباركة، السيّد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، كما أجدها فرصة لأتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى أبطالنا المرابطين في جبهات الشرف والدفاع عن كرامة الشعب العزيز وحمى الوطن الغالي في سهوله وبحاره، وهي أيضا موصولةٌ لكل المخلصين في مختلف ميادين الجهاد الواسعة، ولكل الشرفاء والأحرار في عموم الداخل والخارج.
أيها الشعب اليمني العزيز:
تحل علينا -هذا العام- الذكرى العاشرة لثورة 21 من سبتمبر المجيدة، واليمن يقوم بواجبه الديني والمبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، على مدى أكثر من عشرة أشهر.
لقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها؛ باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر، التي تتفرع عنها كل المظالم في منطقتنا وعالمنا الإسلامي، وقد حافظت الثورة على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعمَّدته بالدماء والمواقف الخالدة، ومنعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وسخَّرت كل إمكاناتها لمناصرة الشعب الفلسطيني، التي كان آخرها عملية إطلاق صاروخ فلسطين 2 الفرط الصوتي على ما يسمى "تل أبيب"؛ نصرة لإخواننا في فلسطين وقطاع غزة، ولولا هذه الثورة لكان التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي أعلن من اليمن، استجابة للتوجيهات الأمريكية.
أيها الإخوة والأخوات:
إن احتفاءنا بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة ليس عملاً ترفياً، وإنما هو تتويج سنوي لثورة شعبية بامتياز، يمنية الهوى والهوية، صنعها الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه، وحققت إنجازاً لكل الشعب، ولم تقصِ أو تستأثر أو تستبد لبعض شعبها على البعض الآخر.. ثورة أوقفت انهيار الأوضاع العامة في البلاد، وأفشلت مشروع تمزيق وتفكيك وحدة اليمن، وضرب كيان دولته الوطنية، ووضعت حداً فاصلاً للتدخلات الخارجية في شؤون البلاد الداخلية، واستعادة السيادة الوطنية، وحررت القرار الوطني من الارتهان للقوى الخارجية المتحالفة والحامية لقوى الفساد والإجرام.
وفي مناسبةٍ كهذهِ، لعل من الأهميةِ بمكانٍ أن نستذكرَ طبيعة الظرف الذي نشأت فيه ثورة 21 من سبتمبر لكي تعرف الأجيال أن هذه الثورة لم تكن عملاً ترفياً، ولم تكن صراعا على السلطة، بل كانت ضرورة شعبية ومطلباً وطنياً ملحاً فرضته المعاناة التي تجرعها الشعب اليمني على مختلف المستويات.
أيها الاخوة والأخوات:
لقد جاءت هذه الثورة المجيدة من صميم الحاجة اليمنية لوقف العبث الممتد عبر السنين الطوال، ومن عمق الحاجة الماسة لإعادة الاعتبار للثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر؛ بعد أن تعرضت للعزل الممنهج عن واقع الحياة، وبعد أن استمرت قوى العمالة والارتهان لعقود طويلة وهي تمارس العبث والفساد، ورهنت قرار اليمن للخارج، وفشلت في بناء الدولة اليمنية المنشودة منذ قيام الجمهورية اليمنية وحوّلتها إلى دولة هشة ظلت كل تقارير العالم تصفها وتصنفها ضمن الدول الأكثر فساداً وفقراً وتخلفاً، وجعلت من يمن الحضارة حديقة خلفية لكيانات طارئة على التاريخ.
ولا يزال اليمنيون جميعاّ يتذكرون أحوال البلاد ما قبل قيام ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة، حيث شهدت كافة مناحي الحياة تدهوراً ممنهجاً بإشراف خارجي وتنفيذ أيادٍ يمنية -مع الأسف- بهدف تدمير مقومات وأركان الدولة، وفرض نظام صوري منزوع السيادة خاضع لحكم السفارات ليس في قاموسه أي خطوط حمراء، فأصبح البلد مستباحا على كل المستويات، وقام أعداء اليمن بقيادة أمريكا بهيكلة الجيش وتدمير أسلحته الإستراتيجية، واستهدافه بضربات غادرة وتفجيرات دامية، فذُبح الضباط على جوانب الطرقات، وفجر الانتحاريون أنفسهم وسط العروض العسكرية، وأمام بوابات الكليات، وأسقطت الطائرات.. وتوالت تلك الضربات حتى صارت الجماعات التكفيرية تسيطر على المدن وأجزاء كبيرة من بعض المحافظات، وصارت الاغتيالات أحداثاً يومية روتينية، وأصبحت أصوات الانفجارات التكفيرية حدثا لا يثير استنكار أحد.
وما جاءت به ثورة 21 سبتمبر أنها فضحت ذلك التخادم القائم بين ثالوث المؤامرة المتمثل بـ"النفوذ الخارجي الأمريكي، وأدواته في السلطة، والجماعات التكفيرية"، وطهرت البلاد من رجسهم وعبثهم، وأعادت الأمن والأمان إلى ربوع البلاد، وبات بإمكان الشعب -بفضل الله وعونه- أن يحتفل بالملايين دون أن يتعرض لأي خطر أمني، وما كان ذلك ليتم لولا ثورة 21 سبتمبر المباركة.
لقد كان اليمن تحت الانتداب الخارجي بشكل غير معلن تحكمه وتتحكمُ به سفارات الدول النافذة، وفي مقدمتها السفارة الأمريكية، التي بات لها مكاتب خاصة في رئاسة الوزراء، وفي مقرات بعض الأجهزة والوزارات في الحكومة اليمنية؛ تقوم من خلالها بالإشراف المباشر على خطط وبرامج واجتماعات الحكومة لضمان سيرها وفق المخطط الأمريكي.
وفي ظل ذلك الواقع السيئ وتفاقم الوضع على كل المستويات، وانكشاف معالم المؤامرة أكثر وأكثر، وإدراك كل ذي عقل سليم أن هناك مخططا خطيرا يُراد لليمن واليمنيين كان لا بُد من فعل شعبي عارم يوقف حالة الاستباحة والارتهان للخارج، ويستعيد القرار الوطني، ويصون الدولة ومؤسساتها، ويحمي الشعب من عبث العابثين، وتلك هي الصورة المصغرة لظروف الواقع التي جاءت منه ثورة 21 من سبتمبر المجيدة.
أيها الإخوة والأخوات:
لقد تميّزت ثورة الـ21 من سبتمبر بخصائص فريدة تجعلها من أكثر الثورات نموذجية وفرادة، فلم تكن انقلابا عسكريا، ولا انشقاقا من نظام قائم، ولا صنيعة أقبية السفارات، بل كانت تحركا شعبيا خالصا تميّز باستقلاليته الكاملة ووضوح الرؤية ومشروعية الهدف (سيادة دولة، وكرامة مواطن، واستقلال بلد)، فجسدت بخطواتها وتحركها وحدة الموقف بين كافة أطياف الشعب، والقضية العادلة والمحقة، والتحرك المسؤول والجاد والمنضبط، والرؤية الوطنية الواضحة، والقيادة الحكيمة والشجاعة، وكل تلك الخصائص مجتمعة أدت إلى سقوط قلاع العمالة في زمن قياسي وبأقل تكاليف ممكنة.
وبعد انتصارها، أعلت الثورة من القيم الإنسانية والوطنية، فلم تنصب المشانق للخصوم، ولم تصدر الأحكام العرفية، بل مدت لهم يد السلم والشراكة بما يضمن الوفاق الوطني وتغليب مصلحة الوطن، وقال قائد الثورة -في تلك اللحظة المفصلية من عمر البلد- "فليكن 21 سبتمبر يوماً نطوي به كل الماضي الأليم، ونبدأ صفحة جديدة عنوانها عزة واستقلال ونهضة البلد".
ولأن أخلاق الثورة كانت درعها الحصين، ولأن وعي الشعب كان الحارس الأمين، فقد أفشل صانعها -وهو الشعب- كل مؤامرات القوى الخارجية، وقوى العمالة في الداخل.
أيها الأخوة والأخوات، يا أبناء وجماهير الشعب اليمني العزيز:
إن ثورتكم المباركة تمثل اليوم الرافعة الوطنية لكل طموحات وآمال شعبكم، ولقد أثبتت الأيام نقاءها وصفاءها وصلابتها وقوة وعيها وإبصارها، وكلما قالته الثورة في خطاباتها من تشخيصات للواقع ومن استشراف للمستقبل ها هي الأحداث والوقائع والمستجدات تؤكدها وتثبتها يوما بعد يوم.
ويحق لأبناء شعبنا اليوم الاعتزاز بكل البطولات والنضالات، التي حولت اليمن من دولة على حافة الانهيار إلى نموذج لرفض الهيمنة والاستكبار، وقدرة الشعوب على الانتصار؛ إذا تحققت النوايا الصادقة والإرادة الوطنية الجامعة.
وأبَشر أبناء شعبنا -في الذكرى العاشرة لثورتهم المجيدة- بأن الثورة اليوم بدأت عهدا جديدا عنوانه التغيير والبناء والنماء، وأن الثورة قد وصلت -بفضل الله- إلى مستوى من القوة التي تستطيع بها أن تحمي اليمن وثرواته، واستعادة حقوق شعبه، وستواصل جهودها نحو تحرير ما تبقى من أرض محتلة.
وفي هذا السياق، أتقدم بالشكر لكل من كتب وألف عن ثورة 21 سبتمبر، وأوجّه الحكومة برعاية الكُتاب والمبدعين؛ والدفع بهم للكتابة عن هذه الثورة، وتخليدها للأجيال القادمة.
وفي هذه الذكرى، نؤكد على ما يلي:
أولاً: نجدد التهنئة والتبريك لأبناء شعبنا بأعياده الوطنية، ونهيب بالجميع بأهمية توحيد الصف، وحماية الجبهة الداخلية، ومضاعفة الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبناء الدولة العادلة، التي تلبي تطلعات اليمنيين جميعاً.
ثانياً: إن مسار التغيير والبناء في الجانب الحكومي والقضائي هو استكمال لمبادئ وأهداف ثورة 21 من سبتمبر، التي حاول العدوان إعاقتها طوال عشر سنوات، وسيكون هذا المسار متواصلا حتى يلمس أبناء شعبنا العزيز نتائجه المنشودة.
ثانيا: أحيي القوات المسلحة والأمن على جهودهم المباركة في الدفاع عن البلد، والحفاظ على أمنه واستقراره، وأبارك للقوة الصاروخية نجاحها بضرب هدف عسكري في ما يسمى "تل أبيب" بصاروخ "فلسطين 2" الباليستي الفرط صوتي، الذي تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعددة والمتنوعة، والأيام القادمة مليئة بالمفاجآت..
ونؤكد أن عملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة، كما نؤكد على موقفنا الثابت والمبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم حتى تطهير فلسطين المحتلة من الاحتلال الصهيوني.
ثالثاً: أحيي الشعب اليمني على مواقفه المشرفة والمتميزة على مستوى العالم؛ مناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وخروجه المليوني المستمر منذ بداية معركة "طوفان الأقصى".. آملاً من شعبنا العزيز الاستمرار في خروجه المتميز؛ نصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان، وإنهاء الحصار على غزة.
رابعاً: نؤكد حرصنا الكامل على تحقيق السلام العادل والمشرف لما فيه من مصلحة الجميع، وأدعو قيادة العدوان في الجانب الآخر إلى إيقاف هذا العدوان العبثي بعد أن تبين بشكل قاطع استحالة تحقيق أهدافه، وأصبح الحل الوحيد هو الإقدام بنوايا صادقة إلى تحقيق السلام المنشود، ورفع الحصار، وتلبية استحقاقات السلام، من دفع مرتبات اليمنيين من ثرواتهم الوطنية، وفتح مطارات اليمن وموانئه بشكل كامل، والإفراج عن جميع الأسرى، ودفع التعويضات، وجبر الضرر، والانسحاب الكامل من الجمهورية اليمنية من قِبل القوى الأجنبية كافة.
خامساً: نحذّر من مغبة الحسابات الخاطئة ومراهنة البعض على احتمالات إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب، واستمرار التوجهات العدائية ضد الشعب اليمني، وتشديد الحصار عليه، وتجويعه وإفقاره، وعرقلة صرف مرتباته، فلن يطول صبرُ شعبنا، وسيضطر إلى انتزاع حقوقه بالقوة المشروعة، ونحن بعون الله نمتلك أسباب الردع المناسبة لتحقيق ذلك.
سادساً: لا ننسى عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، فلهم منا عظيم التحية، وهم الذين بذلوا الغالي والنفيس، وقدموا فلذات أكبادهم من أجل عزة ورفعة اليمن.. مؤكدين لهم اهتمام الدولة بشؤونهم، وأنهم محل الاهتمام والرعاية، وأن على المؤسسات المعنية بهم أن تحرص على القيام بالمسؤولية على أكمل وجه.
سابعاً: ندين الاعتداء اللاأخلاقي الذي ارتكبه العدو الصهيوني الغاشم في مجزرتي الثلاثاء والأربعاء بحق إخواننا في لبنان، ونعلن تضامننا الكامل معهم، وحقهم في الرد بالطريقة التي يرونها.
ثامناً: وجهنا بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 من سبتمبر المجيدة، الذي عادة تقيمه القوات المسلحة والأمن في العاصمة صنعاء؛ تضامناً مع ما يجري لإخواننا في غزة.
أخيراً: ستظل مقدرات القوات المسلحة والأمن "الصاروخية والبحرية والطيران المسيّر" مستمرة في مساندة أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار، ولن يثنينا عن هذا القرار أي قوة في هذا العالم مهما كان الثمن، ومهما كانت التحديات.
تحيا الجمهورية اليمنية
المجد والخلود للشهداء - الشفاء للجرحى - الحرية للأسرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: لثورة 21 من سبتمبر المجیدة إلى جانب الشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی المظلوم القوات المسلحة والأمن الجمهوریة الیمنیة التغییر والبناء الذکرى العاشرة الحصار على غزة الرئیس المشاط ثورة 21 سبتمبر تحقیق السلام الشعب الیمنی شعبنا العزیز أبناء شعبنا ورفع الحصار هذه الثورة فی الجانب فی مساندة مؤکدا أن بعد أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
بالأمس مرت ذكرى قيام ثورة ديسمبر المجيدة التي أنهت أسوأ فترة استبدادية في تاريخ البلاد. إنها الثورة التي قدم فيها شبابنا تضحيات عظيمة في فترة كالحة أذاقت السودانيين كل العذاب. فضلاً عن ذلك فإن ما سمي المشروع الحضاري أضاع أكثر من ثلاثة عقود من عمر الدولة، حيث شهدنا كيف أنه تم توظيف الإسلام كأداة تجارية ضد الإسلام نفسه. ولا نحتاج لتذكير الناس أن نسخة الإسلام السياسي السودانية ساهمت في فصل جنوب السودان عن شماله، وخلقت طبقة إسلاموية سيطرت وحدها على مفاتيح السياسة، والاقتصاد، ومنابر الثقافة والإعلام، والخدمة المدنية، والقطاع الخاص، وغيرها من مجالات العمل في السودان. كل هذه السيطرة الاستبدادية تعززت منذ عشريتها الأولى بقبضة أمنية أداتها تعذيب المعارضين، وإغلاق كل المنافذ أمامهم دون الحظر بحياة كريمة.
وقد أدى هذا الوضع إلى هجرة معظم العقول السودانية، وما بقيت في الداخل لُوحقت بالمضايقة المنتظمة حتى قبل لحظات من سقوط نظام الحركة الإسلامية. وأثناء هذا الوضع تفشت المحسوبية، والفساد، وشراء ذمم الناس الضعيفين حتى انهارت مهنية الخدمات، والأجهزة العسكرية، والأمنية. وكذلك أفرزت سياسة الإسلاميين الاغتيالات السياسية، والإبادة الجماعية في دارفور، وقصف الأبرياء بالبراميل الحارقة في مناطق النزاع. ولعل هذه الحرب الدائرة الآن أكبر دليل على انهيار مؤسسات الدولة، وتفريغها من فاعليتها. بل إن هذه الحرب لا تنفصل من تأثير سياسة الإسلاميين السالب على النسيج الاجتماعي في الدولة، إذ استعانت بالمليشيات وسيلة للدفاع عن فساد نخبة المؤتمر الوطني.
إن ما فعله الإسلاميون ما قبل مفاصلتهم، وبعدها، لا يمكن إجماله في هذا الحيز. ولكن المهم القول هو إن الحركة الإسلامية قدمت أسوأ نموذج للاستبداد السياسي في التاريخ الحديث. ولذلك كانت ثورة ديسمبر فرصة للسودانيين لإثبات جدارتهم في إلحاق الهزيمة بأنظمتهم الديكتاتورية التي كلها ذهبت إلى مزبلة التاريخ ليكسو العار وجوه الذين أسّسوا لذلك النظام السياسي الفاسد، والقمعي، والقبيح.
إن استهداف ثورة ديسمبر بدأ منذ نجاحها بتدبير من قيادات في المكون العسكري ربطت بينهم والإسلاميين علاقات خفية. ورغم ما أبداه البرهان، وياسر العطا، وكباشي، وحميدتي، من انحياز مرحلي للثورة إلا أن عرقلتهم لتطلعات رئيس الوزراء وطاقمه، والمؤسسات الأخرى التي شغلها كوادر تحالف الحرية والتغيير كان أمراً ظاهراً ما أدى إلى شل حركة حكومة الانتقال الديمقراطي. ذلك حتى استطاعوا إحداث الانقلاب العسكري في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 والذي أنهى المرحلة الانتقالية. ومع ذلك لم ينثن الثوار أمام الآلة القمعية للانقلابيين، وقدموا نضالات غاية في التضحية في سبيل إفشال مخطط تقويض الثورة. وهكذا عجز الانقلابيون في تنفيذ مخططهم الذي بدأ باسترداد الأموال، والأملاك، التي تحكمت فيها لجنة إزالة التمكين، وإعفاء السفراء الذين تم استرجاعهم للخدمة المدنية، وعودة الممارسات القمعية ضد الإعلاميين، وحظر نشاط الحركة الجماهيرية.
جاءت الحرب كخيار أخير للقضاء على ثورة ديسمبر بتوافق البرهان، وأركان حربه مع الإسلاميين بقيادة علي كرتي، وقد أتاح هذا المناخ الاستبدادي الجديد الفرصة للإسلامويين، ودواعشهم، للظهور علناً لدعم الجيش في حربه المقصودة أصلاً ضد الثورة. وبمرور الأيام كشفت أبواق الحرب عن مكنون مقاصدها في استهداف رموز، وأحزاب الثورة، ولجان المقاومة، عبر حملة إعلامية مسعورة تواصل النهار بالليل حتى تخلق رأياً عاماً مشوهاً في رؤيته للحرب، وسير مجرياتها.
وتواصلت أكاذيب، وتلفيقات إعلاميي النظام السابق، وبعض الانتهازيين الذين تم استخدامهم لتزوير الوقائع، وعكس صورة مخالفة للهزائم المستمرة التي مني بها الجيش وتحويلها لانتصار زائف.
ومع ذلك لم تنجح الحملات الإعلامية السافرة التي صرف لها الإسلاميون بسخاء من نزع حلم استئناف الثورة من مخيلة، وأفئدة، غالب الشعب السوداني، والذي ظل يأمل إيقاف الحرب لتنتهي المآسي الإنسانية التي خلفها المشروع الحربي لعودة الإسلاميين للحكم، ومن ثم يضطلع المدنيين بأمر الحكم المدني، ويكتمل الانتقال الديمقراطي لتحقيق شعار الثورة: حرية، سلام، وعدالة، وإعادة بناء ما دمرته الحرب.
لقد مرت الذكرى السادسة لاندلاع ثورة التاسع عشر من ديسمبر 2018، وقد شغلت كل منصات التواصل الاجتماعي، حيث سيطر النشطاء والكتاب الثوريون على منشورات هذا اليوم، مسترجعين ذكريات من النضال المشهدي ضد نظام الحركة الإسلامية، ومؤكدين إصرارهم على هزيمة مشروع إجهاض الثورة التي أتت لتقطع مع عهد التيه والضلال، ومعبرين عن رفضهم لاستمرار الحرب بوصفها وسيلة إنتحارية لقتل حلم السودانيين في عهد ديمقراطي، وإسترداد كامل النظام السابق، وتأديب الثوار. ولكن هيهات فثورة ديسمبر انبثقت لتبقى جذوتها حية مهما طال أمد التآمر ضدها.
suanajok@gmail.com