إسرائيل تخفف صيغة الاتهام بحق مستوطن قتل فلسطينيا قرب نابلس
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
خففت الشرطة الإسرائيلية اليوم الجمعة صيغة الاتهام بالقتل الموجه لمستوطن يهودي يشتبه في ضلوعه في قتل الشاب الفلسطيني قصي معطان، والذي وصفته الولايات المتحدة بأنه "هجوم إرهابي".
وأظهر طلب جديد للحبس الاحتياطي قدمته الشرطة أن المستوطن يهيل إندور متهم "بالقتل العمد أو اللامبالاة الخبيثة" في إطلاق النار على الشاب قصي معطان (19 عاما) في الرابع من أغسطس/آب الحالي.
وعلى عكس طلبات الحبس الاحتياطي السابقة في القضية، لم يعد إندور متهما بالتصرف انطلاقا من "دوافع عنصرية"، وهي تهمة إضافية كانت تخوّل المحاكم الإسرائيلية فرض عقوبات أشد في حالة الإدانة.
وكانت الولايات المتحدة قد وصفت الحادث بأنه "هجوم إرهابي لمستوطنين إسرائيليين متطرفين".
ولم يصدر تأكيد على الفور للاتهام المعدل من الشرطة، التي يرأسها وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وتقول مؤسسات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية إن الحكومة الإسرائيلية تتهاون في قضايا إسرائيليين متهمين بقتل فلسطينيين أو الاعتداء عليهم.
عنف المستوطنين
واعتقلت الشرطة مستوطنين اثنين في حادث الجمعة الماضي بالقرب من قرية برقة بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية، وقالت إن التحقيق يجري في القضية رغم عدم وجود لائحة اتهام رسمية.
وقال فلسطينيون إن المشتبه فيهما كانا ضمن مجموعة تراوح عددها بين 150 و200 مستوطن كانوا يرمون الحجارة ويضرمون النيران في السيارات، وحين واجههم سكان القرية قتلوا معطان بالرصاص وأصابوا آخرين.
وتصاعد عنف المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين مع استمرار سياسة إسرائيل في توسيع المستوطنات، التي تعدّها معظم الدول غير شرعية.
ورصدت الأمم المتحدة خلال هذا العام 591 حادثة متصلة بالمستوطنين أدت إلى سقوط شهداء وجرحى فلسطينيين، أو تسببت بأضرار في الممتلكات أو كليهما.
ملف فلسطيني
من جهتها، كشفت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها بصدد تحضير ملف متكامل بالتعاون مع شركاء آخرين حول قضية إعدام الشاب قصي معطان، تمهيدا لرفعه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن رفع الملف يأتي لتتحمل المحكمة مسؤولياتها تجاه هذه الجريمة المركبة والمتمثلة بالهجوم والاعتداء على بلدة فلسطينية، وإقدام مستوطن على إطلاق النار وقتل الشاب معطان، وكذلك جريمة إطلاق سراح المستوطنين المتهمين بالقتل والتغطية عليهم وحمايتهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إستشهاد 47 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية .. والجهاد الإسلامي تنقذ رهينة إسرائيلي حاول الانتحار
غزة دبي " د ب أ" "رويترز": إستشهد 47 فلسطينيا على الأقل، اليوم بينهم مسؤولان أمنيان في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفقا لمصادر أمنية وطبية فلسطينية.
وقال مدير المستشفيات الميدانية في غزة، مروان الهمص، لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) إن المستشفيات استقبلت 47 قتيلا وعشرات الجرحى حتى ظهر اليوم، جراء هجمات اسرائيلية.
وأضاف أن ستة فلسطينين قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت مقر وزارة الداخلية وسط مدينة خان يونس، حيث جرى نقلهم الى مجمع ناصر الطبي.
وأكد الجيش الإسرائيلي الاستهداف ، قائلا إنه استهدف مقر قيادة وسيطرة تابع لحماس يستخدم لتوجيه ضربات ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة خان يونس.
وفي وسط القطاع، أسفرت غارة إسرائيلية استهدفت تجمعا للمدنيين عن مقتل تسعة أشخاص في مخيم المغازي، بحسب ما ذكر مستشفى شهداء الأقصى في بيان.
من جانبه، قال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، محمود بصل، لـ ( د ب أ ) إن 10 أشخاص قتلوا جراء غارة إسرائيلية استهدفت تجمعا للمدنيين في منطقة جباليا النزلة شمال القطاع، بينما قتل 11 في ثلاث هجمات استهدفت وسط وغرب مدينة غزة.
وكان مجمع ناصر الطبي في خانيونس استقبل 11 قتيلا، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتين، وعشرات الجرحى بعد غارة إسرائيلية استهدفت خيام النازحين في منطقة المواصي غربي المدينة.
تعميق الأزمة الإنسانية
واتهمت الوزارة إسرائيل بالسعي إلى نشر الفوضى وتعميق الأزمة الإنسانية في القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الهدف من الهجوم هو قائد جهاز الأمن الداخلي لحماس في جنوب قطاع غزة، حسام شهوان.
ووفق بيان الجيش الإسرائيلي ، كان شهوان مسؤولا عن بلورة صورة استخباراتية بالتعاون مع جهات أخرى تابعة للجناح العسكري لحماس ضد أنشطة الجيش في القطاع.
وترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للقتلى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 45 ألفا و581 قتيلا و108 آلاف و483 جريحا، وفق البيان.
إنقاذ رهينة إسرائيلي
قال أبو حمزة المتحدث باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، في مقطع مصور نُشر على تطبيق تيليجرام اليوم الخميس إن رهينة إسرائيليا تحتجزه الحركة حاول الانتحار.
وأضاف المتحدث "قبل ثلاثة أيام تعاملت إحدى فرقنا الطبية مع محاولة انتحار أحد الأسرى لدى إحدى مجموعات التأمين في سرايا القدس"، دون الخوض في مزيد من التفاصيل حول هوية الرهينة أو وضعه الصحي الحالي.
ولم ترد السلطات الإسرائيلية حتى الآن على طلب للتعليق.
وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن الهجوم الذي شنه مسلحون بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 251 رهينة والعودة بهم إلى قطاع غزة الذي تديره حماس.
وشاركت حركة الجهاد الإسلامي حليفة حماس في الهجوم.
ووفقا لمسؤولي الصحة في غزة، أسفرت الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع ردا على ذلك عن مقتل أكثر من 45500 فلسطيني حتى الآن.
واتهم المتحدث باسم سرايا القدس حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضع شروط جديدة أدت إلى "فشل وتأخير" المفاوضات لإطلاق سراح الرهينة.
وقال أبو حمزة "نجح الفريق الطبي في إنقاذ حياة الأسير بعد محاولته الانتحار بسبب حالته النفسية بعد وضع حكومة نتنياهو شروط جديدة أدت إلى فشل وتأخير مفاوضات إطلاق سراحه".
وأوضح أن "الأسير الصهيوني الذي حاول الانتحار كان من المقرر أن يتم إطلاق سراحه ضمن دفعة الأسرى التي ينطبق عليها شروط ومعايير المرحلة الأولى من صفقة التبادل مع العدو"، دون تحديد موعد إطلاق سراح الرهينة أو الصفقة المشار إليها.
ولم تنجح جهود يبذلها وسطاء عرب بدعم من الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ومن شأن الاتفاق المحتمل أن يؤدي إلى إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل الإفراج عن فلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.
وقال أبو حمزة "نتيجة هذه الحادثة أعطت سرايا القدس قرارا بتشديد إجراءات الحراسة والسلامة للأسرى".
وفي يوليو قالت سرايا القدس "أقدم عدد من أسرى العدو على محاولة الانتحار الفعلي وبإصرار نتيجة الإحباط الشديد الذي ينتابهم بسبب إهمال حكومتهم لقضيتهم واختلاف المعاملة من قبل وحدات التأمين في سرايا القدس".
وقال أبو حمزة في ذلك الوقت "إن قرارنا في سرايا القدس بمعاملة أسرى العدو بذات معاملة أسرانا داخل السجون سيبقى ساريا طالما استمرت حكومة الإرهاب بإجراءاتها الظالمة تجاه شعبنا وأسرانا وقد أعذر من أنذر".
وترفض إسرائيل الاتهامات بأنها تسيء معاملة المعتقلين الفلسطينيين.
اغتيال مدير عام الشرطة
أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة اليوم اغتيال مدير عام الشرطة محمود صلاح واللواء حسام شهوان عضو مجلس قيادة الشرطة في غارة جوية إسرائيلية أثناء تواجدهما في محافظة خانيونس جنوب القطاع .
وقالت وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة ، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك :"أقدم الاحتلال الإسرائيلي في ساعة مبكرة من فجر اليوم على اغتيال مدير عام الشرطة في قطاع غزة اللواء محمود صلاح باستهدافه عبر غارة جوية أثناء تواجده في محافظة خانيونس وبرفقته اللواء حسام شهوان عضو مجلس قيادة الشرطة، وهما يقومان بواجبهما الإنساني والوطني في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل الظروف الكارثية التي يحياها بفعل العدوان الإسرائيلي، ما أدى أيضا لارتقاء عدد من المواطنين جراء الغارة".
وأضاف البيان "إن الاحتلال بارتكابه جريمة اغتيال مدير عام الشرطة في قطاع غزة يمعن في الإصرار على نشر الفوضى في القطاع وتعميق المعاناة الإنسانية للمواطنين، ويضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية والإنسانية باعتبار جهاز الشرطة جهاز حماية مدنية يقوم بدور إنساني في مساعدة المواطنين، وتقديم الخدمات لهم في ظل ما يعانونه من ظروف مأساوية بسبب استمرار العدوان منذ 15 شهرا".
ووفق البيان :"يرتقي اللواء محمود صلاح شهيدا في ميدان خدمة شعبنا، متوجا حياته بوسام الشهادة بعد 30 عاما من عمله في جهاز الشرطة الفلسطينية منذ تأسيسه، متنقلا في المسؤولية بين إداراته المختلفة وصولا لمسؤوليته عن جهاز الشرطة منذ ست سنوات، ومشهود له بالمهنية العالية والقدرات الكبيرة وعلاقاته الواسعة مع كل أطياف المجتمع الفلسطيني".
ولفت البيان إلى أن اللواء صلاح "قدم خلال هذه السنوات خبرته الطويلة وجهده العظيم في بسط الأمن في قطاع غزة، حتى قدم روحه ودمه من أجل هذا الهدف السامي، متحملا المسؤولية في أصعب المحطات والظروف التي يحياها شعبنا".
وأشار إلى أن "دماء اللواء محمود صلاح، واللواء حسام شهوان الذي قضى سنوات حياته المهنية داخل جهاز الشرطة في خدمة أبناء شعبه، ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا من النساء والأطفال والشباب والشيوخ، وهي تمتزج اليوم بدماء مئات ضباط ومنتسبي جهاز الشرطة الذين أقدم الاحتلال على استهدافهم خلال حربه الضروس على غزة أثناء قيامهم بشرف الواجب في خدمة شعبنا".
وأكدت الوزارة أنها "لن تتراجع عن القيام بواجبها تجاه شعبنا مهما كانت التضحيات والتحديات، ولن يفلح الاحتلال في تحقيق أهدافه الخبيثة لضرب صمود شعبنا"، لافتة إلى أنها ستواصل التصدي لكل محاولات نشر الفوضى في قطاع غزة.