بوابة الوفد:
2025-01-31@02:15:47 GMT

علومنا القديمة مشروع نهضة

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT


 

 

أثبت التاريخ أن اتصال الحضارة.. وانتقال علومها من جيل إلى جيل.. أهم بكثير من القمة التى وصلت لها تلك الحضارة.. وربما هذا ما دفع الرئيس الصينى شى جين بينغ للتفاخر بحضارة بلاده.. عندما داعبه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.. بأن الحضارة المصرية أعرق من حضارة بلاده.. فكان رده القاطع لكن حضارتنا الوحيدة المتصلة عبر التاريخ ليومنا هذا.


نعم اتصال الحضارة هو الأهم.. ورغم آلاف السنين من انقطاع الحبل السرى بين مصريى اليوم وحضارة أجدادهم.. إلا أن الكارثة الحقيقية التى واجهت استمرار حضارتهم.. كانت فى جهل وسذاجة الأبناء.. واعتقادهم أن ارثهم الثمين.. مجرد كنوز ذهبية فى المقابر أو منحوتات بارعة.. جاهلين أن كنزهم الحقيقى كان فى البرديات التى أتلفوها.. أو منحوها للصوص الغرب دون مقابل باعتبارها أوراق لا قيمة لها.. فرحنا وتغنينا كثيرا بعظمة الآثار المصرية.. وأتلفنا البرديات التى حملت لنا أسرار بناء هذه الحضارة.. فوقفنا فى مؤخرة الركب نتسول التقنية.. بعدما كنا أسيادها يوما ما.
فبجانب أهمية البرديات المصرية القديمة فى كشف فصول تاريخنا.. كانت العلوم المتقدمة أهم ما حملته تلك البرديات.. أضعناها واحتفى بها العالم لتملأ جامعاتهم ومتاحفهم بل ومراكزهم العلمية والبحثية.. ومن يظن أن علوم قدماء المصريين كانت مجرد أسس.. أو لا تصلح للبناء عليها جاهل.. أقل من أن يسمح له بمجرد الكلام أو إبداء رأى.. فتقنيات البناء الخضراء الحديثة، وعلوم الفلك والفضاء، ومواد البناء الحديثة، والبرمجيات والخوارزميات، والأدوية والعلاجات الحديثة، وتقنيات الطاقة المتجددة.. كلها مجالات يمكننا تطوير صناعات متقدمة فيها.. تتفوق بمراحل على ما وصلت إليه الحضارة الغربية اليوم.. بل إن الكيمياء المصرية القديمة يمكن استخدامها اليوم فى تخليق مواد جديدة قادرة على استعادة مجد الماضى..هذا فقط إن أردنا.. أو استطعنا قراءة ما لدينا من علوم نجهلها، ولفائف مكدسة فى مخازننا(فى انتظار أقرب كارثة ماسورة مجارى تغرقها كغيرها).
خلال رحلة بحثى عن كنوز مصر الحقيقية.. هالنى حجم البرديات المنهوبة من حضارتنا.. فما يتواجد منها بشكل معلن فى يد الغرب يتخطى 200 ألف بردية أكثرها فى علوم.. الرياضيات كبردية رايند التى تتضمن 87 مشكلة رياضية وحلولها.. وبرديتى موسكو وبرلين.. وفى الفلك برديات كارلسبرج وبروكلين وهاريس.. وفى الطب بردية إدوين سميث التى تحتوى على معلومات عن جراحة الدماغ وعلاج الجروح، وبرديات إبرس ولندن.
وهذا ما يدفعنى للتساؤل بكاء على اللبن المسكوب.. لماذا لا تدشن الدولة المصرية مشروعا قوميا تحت عنوان «كشف كنوز الفراعنة».. يقوم بالأساس على حركة ترجمة نشطة.. يتم فيها إخراج كل ما لدينا من لفائف وبرديات فى شتى العلوم ومجالات الأدب والفنون والاجتماع.. وترجمتها للغة العربية.. العربية فقط.. على أن يوجه نتاج تلك الترجمات لكل جهة فى مجال تخصصها.. لتكون تحت أعين باحثين حقيقيين.. وفتح المجال أمامهم للبناء عليها.. ولماذا لا يقرر بعضها على طلاب المدارس أيضا.. فأقل ما يمكن أن يحققه هذا المشروع.. هو تسجيل حقوق مصر العلمية والأدبية فى علوم اليوم.. وربط الأبناء بالأجداد من جديد.. ولتكون أقل اعتذارًا يمكن تقديمه للأجداد العظماء عن بيع أجسادهم للأغيار.. فكل نهضة تبدأ بالترجمة.. وكل حضارة تبدأ بالعمل الجاد والإخلاص للوطن. نعم علومهم القديمة قادرة على الدفع بنا لمقدمة ركب الحضارة.. فقط إن أخلصنا النوايا.. وعدنا لجذورنا.. ومن ابتعد عن أصله سهل اجتثاثه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله الرئيس الأمريكي السابق

إقرأ أيضاً:

عبد الشافي الشيخ: القرآن الكريم ثابت لكن فهم التفسير يتغير طبقا للتغيرات الحديثة

قال الدكتور عبد الشافي الشيخ، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم كما نعلم جميعًا لا ينضب معينه، وقد تربينا على هذه المائدة العلمية لافتا إلى إننا نعيش في زمن يتسم بتغيرات هائلة، والقرآن ثابت لا يتغير، لكن علينا أن نتكيف مع هذه التغيرات بشكل يحافظ على جوهر الدين ويواكب العصر.

وأوضح الدكتور عبد الشافي، خلال لقاء مع الشيخ خالد الجندي، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن مشكلة العصر تتمثل في كيفية تطبيق النصوص الثابتة للقرآن والسنة في واقع متغير بسرعة، مشيرًا إلى أن هذا التفسير جاء نتيجة اجتهاد يهدف إلى وضع النصوص في سياق العصر الحديث.
وتابع: "لا يمكن أن نقتصر على فتوى قديمة صدرت منذ 400 عام في زمن مختلف تمامًا، الظروف التي نعيش فيها الآن لا تشبه تلك التي كانت موجودة في العصور السابقة، ولذلك يجب أن نقرأ النصوص المقدسة بطريقة تتناسب مع الواقع المعاصر".

وأكد الدكتور عبد الشافي أن العلماء قد وضعوا لنا المنهج الذي يمكننا من التعامل مع النصوص بحكمة ووعي، وأنه يجب علينا أن نكمل هذا البناء العظيم بما يتناسب مع متغيرات العصر.

وأضاف: "القرآن هو كتاب شامل، لكن فهمه يجب أن يتجدد ليظل ملائمًا لكل الأزمنة، وهذا هو الهدف من تفسيرنا للقرآن الكريم".

مقالات مشابهة

  • العبودية الحديثة.. ماذا تعرف عن نظام 996 ساعة عمل؟
  • الصلابي: سوريا تبدأ مرحلة البناء والدولة المدنية الحديثة
  • «بينالي الفنون» يُثري زواره بكنوز الحضارة الإسلامية
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني في حوار لـ«البوابة نيوز»: القيادة المصرية الحكيمة مارست كل الضغوط على إسرائيل لإيقاف العدوان.. موقف ترامب لن يختلف استراتيجيًا وواقعيًا عن بايدن.. نأمل وضع حد للعدوان
  • عرض نتائج حوالي 100 مشروع بحثي من مختلف مناطق الوطن
  • رئيس الجامعة الفرنسية: نسعى لاحتضان الابتكار والتكنولوجيا الحديثة
  • صور المتحف المصري الكبير من الداخل تكشف عظمة الحضارة المصرية القديمة
  • عبد الشافي الشيخ: القرآن الكريم ثابت لكن فهم التفسير يتغير طبقا للتغيرات الحديثة
  • كيف تحولت إسرائيل إلى عبء أخلاقي على الحضارة الغربية؟
  • نداء الى المعارضة المصرية