علومنا القديمة مشروع نهضة
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أثبت التاريخ أن اتصال الحضارة.. وانتقال علومها من جيل إلى جيل.. أهم بكثير من القمة التى وصلت لها تلك الحضارة.. وربما هذا ما دفع الرئيس الصينى شى جين بينغ للتفاخر بحضارة بلاده.. عندما داعبه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.. بأن الحضارة المصرية أعرق من حضارة بلاده.. فكان رده القاطع لكن حضارتنا الوحيدة المتصلة عبر التاريخ ليومنا هذا.
نعم اتصال الحضارة هو الأهم.. ورغم آلاف السنين من انقطاع الحبل السرى بين مصريى اليوم وحضارة أجدادهم.. إلا أن الكارثة الحقيقية التى واجهت استمرار حضارتهم.. كانت فى جهل وسذاجة الأبناء.. واعتقادهم أن ارثهم الثمين.. مجرد كنوز ذهبية فى المقابر أو منحوتات بارعة.. جاهلين أن كنزهم الحقيقى كان فى البرديات التى أتلفوها.. أو منحوها للصوص الغرب دون مقابل باعتبارها أوراق لا قيمة لها.. فرحنا وتغنينا كثيرا بعظمة الآثار المصرية.. وأتلفنا البرديات التى حملت لنا أسرار بناء هذه الحضارة.. فوقفنا فى مؤخرة الركب نتسول التقنية.. بعدما كنا أسيادها يوما ما.
فبجانب أهمية البرديات المصرية القديمة فى كشف فصول تاريخنا.. كانت العلوم المتقدمة أهم ما حملته تلك البرديات.. أضعناها واحتفى بها العالم لتملأ جامعاتهم ومتاحفهم بل ومراكزهم العلمية والبحثية.. ومن يظن أن علوم قدماء المصريين كانت مجرد أسس.. أو لا تصلح للبناء عليها جاهل.. أقل من أن يسمح له بمجرد الكلام أو إبداء رأى.. فتقنيات البناء الخضراء الحديثة، وعلوم الفلك والفضاء، ومواد البناء الحديثة، والبرمجيات والخوارزميات، والأدوية والعلاجات الحديثة، وتقنيات الطاقة المتجددة.. كلها مجالات يمكننا تطوير صناعات متقدمة فيها.. تتفوق بمراحل على ما وصلت إليه الحضارة الغربية اليوم.. بل إن الكيمياء المصرية القديمة يمكن استخدامها اليوم فى تخليق مواد جديدة قادرة على استعادة مجد الماضى..هذا فقط إن أردنا.. أو استطعنا قراءة ما لدينا من علوم نجهلها، ولفائف مكدسة فى مخازننا(فى انتظار أقرب كارثة ماسورة مجارى تغرقها كغيرها).
خلال رحلة بحثى عن كنوز مصر الحقيقية.. هالنى حجم البرديات المنهوبة من حضارتنا.. فما يتواجد منها بشكل معلن فى يد الغرب يتخطى 200 ألف بردية أكثرها فى علوم.. الرياضيات كبردية رايند التى تتضمن 87 مشكلة رياضية وحلولها.. وبرديتى موسكو وبرلين.. وفى الفلك برديات كارلسبرج وبروكلين وهاريس.. وفى الطب بردية إدوين سميث التى تحتوى على معلومات عن جراحة الدماغ وعلاج الجروح، وبرديات إبرس ولندن.
وهذا ما يدفعنى للتساؤل بكاء على اللبن المسكوب.. لماذا لا تدشن الدولة المصرية مشروعا قوميا تحت عنوان «كشف كنوز الفراعنة».. يقوم بالأساس على حركة ترجمة نشطة.. يتم فيها إخراج كل ما لدينا من لفائف وبرديات فى شتى العلوم ومجالات الأدب والفنون والاجتماع.. وترجمتها للغة العربية.. العربية فقط.. على أن يوجه نتاج تلك الترجمات لكل جهة فى مجال تخصصها.. لتكون تحت أعين باحثين حقيقيين.. وفتح المجال أمامهم للبناء عليها.. ولماذا لا يقرر بعضها على طلاب المدارس أيضا.. فأقل ما يمكن أن يحققه هذا المشروع.. هو تسجيل حقوق مصر العلمية والأدبية فى علوم اليوم.. وربط الأبناء بالأجداد من جديد.. ولتكون أقل اعتذارًا يمكن تقديمه للأجداد العظماء عن بيع أجسادهم للأغيار.. فكل نهضة تبدأ بالترجمة.. وكل حضارة تبدأ بالعمل الجاد والإخلاص للوطن. نعم علومهم القديمة قادرة على الدفع بنا لمقدمة ركب الحضارة.. فقط إن أخلصنا النوايا.. وعدنا لجذورنا.. ومن ابتعد عن أصله سهل اجتثاثه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لوجه الله الرئيس الأمريكي السابق
إقرأ أيضاً:
خط الرورو الملاحي بين مصر وإيطاليا مشروع استراتيجي لدعم الصادرات المصرية.. خبير اقتصادي: نموذج للتعاون التجاري المستدام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل جهود مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع أوروبا، خاصة في قطاع النقل البحري، أعلنت وزارة النقل المصرية عن إطلاق خط "الرورو" الملاحي بين مصر وإيطاليا، ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية الحكومة المصرية لدعم الصادرات المصرية لأوروبا، وتحقيق تكامل اقتصادي في منطقة البحر المتوسط، يهدف الخط إلى تقليل زمن وتكلفة نقل البضائع بين البلدين، مما يسهم في دعم الاقتصاد المصري من خلال تعزيز حركة الصادرات الزراعية والصناعية وخلق فرص جديدة للتعاون بين البلدين.
خط الرورو الملاحي بين مصر وإيطاليا هو مشروع نقل بحري حديث يربط ميناء دمياط بميناء تريستا الإيطالي، مما يسهل عمليات نقل السلع ويعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أعلنت وزارة النقل المصرية أن هذا الخط سيدخل الخدمة في 29 نوفمبر 2024 بعد وصول السفينة الأولى إلى ميناء دمياط في 23 من الشهر ذاته، حيث سيبدأ تسيير الشاحنات والبضائع بشكل منتظم بين الميناءين، بهدف تقليل تكاليف النقل وزمن وصول السلع إلى الأسواق الأوروبية.
يخدم خط الرورو مصر كمنفذ لنقل البضائع الزراعية وغيرها إلى أوروبا، مما يسهم في تعزيز صادرات مصر إلى القارة، بفضل اتفاقيات التعاون بين البلدين، يُتوقع أن يساهم الخط في خفض تكاليف النقل والرسوم، حيث خفضت الدولة المصرية رسوم الموانئ بنسبة تصل إلى 88% ورسوم المرور على الطرق إلى 100 دولار للشاحنة الواحدة، ما يجعلها من أكثر الخطوط تنافسية في المنطقة.
تمتد العلاقة بين مصر وإيطاليا إلى آلاف السنين، حيث كانت كلتا الحضارتين – الفراعنة والرومان – من أكبر الحضارات التي أثرت في منطقة البحر الأبيض المتوسط، و في العصر الحديث، كانت إيطاليا من أوائل الدول الأوروبية التي طورت شراكات اقتصادية وثقافية مع مصر، خلال العقود الماضية، تعززت هذه العلاقات عبر مشاريع عدة، منها مشاريع في قطاع البنية التحتية والطاقة والنقل، إضافة إلى الشراكة في القطاع الزراعي، حيث تعد إيطاليا بوابة الصادرات المصرية لأوروبا.
نموذج للتعاون التجاري المستدام
وفي هذا الصدد أكد دكتور احمد خطاب الخبير الاقتصادي، لـ( البوابة نيوز)، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر و إيطاليا منذ زمن بعيد، و ان خط الرورو الملاحي سوف يربط بين مصر و ايطاليا في نقل الغاز، ونقل المنتجات الزراعية المصرية لأوروبا بشكل عام، حيث ان منتجاتنا الزراعية المفضلة لدى اوروبا، و زيادة حجم التبادر التجاري بين مصر و ايطاليا بشكل خاص، مشيرا الى موقع مصر اللوجيستي والاقتصادي المميز في قارة افريقيا سيجلها بوابة القارة لنقل و تبادل المنتجات الى باقي قارة افريقيا.
وأوضح خطاب، ان هذا الخط الملاحي سينشط المجالات الصناعية المختلفة، لأنه سيوجد سوق جديد يحتاج تلبية احتياجاته من المنتجات المختلفة، فبتالي سيتم ازدياد الطلبات على المصانع لإنتاج منتجات أكثر مما ينشط حركة الصناعة، وازدياد فرص تقليل البطالة بسبب احتياج المصانع لعدد أكبر من العمال والموظفين.