"فاو": " النينيا" المناخية تهدد ملايين البشر بالجوع الحاد
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
حذرت منظمة الأغذية والزراعة ( فاو ) من أن حوالي 282 مليون شخص حول العالم يواجهون جوعا حادا بسبب الآثار السلبية لظاهرة النينيا المناخية وهي ظاهرة مناخية متكررة تجلب درجات حرارة محيطية باردة بشكل غير عادي في المحيط الهادئ مما يؤدي غالبا الى زيادة في الأحداث الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير والأمطار الغزيرة.
وقال مدير مكتب فاو فى جنيف، دومينيك بيرجيون فى مؤتمر صحفي، الجمعة، إن العدد مرشح للزيادة "وفقا لتوقعات مركز التنبؤ بالمناخ الاحتمالية الصادرة في سبتمبر فان هناك فرصة بنسبة 71 بالمئة لبدء ظاهرة النينيا في الفترة من سبتمبر الى نوفمبر 2024 ومن المتوقع أن تستمر حتى يناير الى مارس 2025".
وقال تقرير المنظمة إن مراكز التنبؤات طويلة المدى التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية تشير الى انتقال محتمل لظاهرة النينيا خلال نفس الفترة باحتمالية تبلغ حوالي 55 بالمئة.
وتأتي الظاهرة بعد ظهور فى واحدة من المرات الأقوى المسجلة لظاهرة النينيو – وهى ظاهرة مناخية مختلفة تؤدى الى ارتفاع درجات الحرارة واضطراب الأمطار فى قارات العالم - وذلك فى الفترة 2023 – 2024 حيث شهدت بلدان مثل جنوب إفريقيا جفافا مدمرا كما شهد القرن الإفريقي فيضانات شديدة بعد سنوات من الجفاف.
و أشار إلى أن ظاهرة النينيو تسببت في حدوث أحداث مناخية متطرفة مثل الجفاف وموجات الحر والفيضانات مما أثر على أكثر من 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وكانت أحد العوامل الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي على مدار الشهر الماضي.
وحذر التقرير من أنه مع استمرار المناطق المتضررة في التعامل مع التداعيات فان ظاهرة النينيا الوشيكة تهدد بتفاقم نقاط الضعف الحرجة بالفعل وأكد أن هذا التصادم بين الأحداث المناخية المتطرفة يهدد بعكس مسار سنوات من التقدم التنموي ودفع أسعار المواد الغذائية الى الارتفاع وتفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية .
و لفتت المنظمة إلى أن هذه الظواهر تسببت فى فيضانات وأعاصير مدمرة في ميانمار وفيتنام ونيجيريا مما أدى الى مقتل المئات وتشريد الآلاف وتسببت في أضرار بمليارات الدولارات.
وقالت المنظمة إن هذه الكوارث تظهر مدى ضعف العديد من المناطق عندما تضرب الظروف الجوية المتطرفة الناس ويفقدون منازلهم وسبل عيشهم وأحيانا حياتهم وحذرت من أن أنظمة الأغذية الزراعية التي تتسم بحساسية عالية للتحولات المناخية قد تواجه تأثيرات طويلة الأمد مثل تدهور التربة وموارد المياه إذ أن مواسم الزراعة المعطلة وانخفاض غلة المحاصيل وفقدان الماشية من شأنها أن تجعل من الصعب على المزارعين الحفاظ على الانتاج ودفع ملايين آخرين إلى الجوع والفقر.
وأكدت أن الوقت قد حان لإدارة الكوارث بشكل مختلف "فمنذ ظاهرة النينيو الكبرى في 2015-2016 أحرزت المنظمة وشركاؤها تقدما كبيرا في اتباع نهج أكثر استباقية في التعامل مع الكوارث باستخدام الانذارات المبكرة وإنشاء اليات تمويل مرنة لتمكين العمل الاستباقي".
وقالت إن الأدلة من المناطق التي تبنت هذه التدابير الاستباقية تظهر فعالية من حيث التكلفة وانخفاض الخسائر وتحسين نتائج الأمن الغذائي والتعافي السريع للمزارعين وبما يؤكد على الدور الحاسم للنهج الاستباقي والمرن والمنسق في تقليل التكاليف الاقتصادية لأزمة المناخ.
وأوضحت أنها تمكنت وبفضل الدعم المقدم من الشركاء من التصرف في وقت مبكر في مواجهة ظاهرة النينيو الأخيرة وحماية 1.7 مليون مزارع قبل المخاطر في 24 دولة وكذلك حماية سبل عيشهم وتمكينهم من الاستمرار في إنتاج الغذاء على الرغم من الصدمات.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نيجيريا اقتصاد عالمي مناخ نيجيريا اقتصاد عالمي ظاهرة النینیو
إقرأ أيضاً:
نحو استعادة البشرية لآدميتها المسلوبة
بعد عام ملأت فيه رائحة البارود الدنيا وشغلت الناس في الشرق الأوسط، عادت نيران أوكرانيا لتشعل صفحات الإعلام من جديد، بعد أن صادق الرئيس الأمريكي المنصرف جو بايدن على إمكانية استخدام كييف لصواريخ بلاده الباليستية لدك الأراضي الروسية، في خطوة أعادت لهيب حربي موسكو وكييف إلى مساحة الاشتعال، دونما اكتراث بتعهدات ترامب العائد إلى الحكم ووعوده بإنهاء هذه الحرب خلال أربع وعشرين ساعة.
صواريخ بايدن يقول البعض، جاءت لتعطل مطامح ترامب في إخماد حروب الأرض، حسب المقربين من الأخير، بل تقود المشهد نحو الانفجار والمزيد من التعقيد والقتل والدمار، وفي مسعىً لخلط الأوراق وبعثرتها.
وبين الشرق الأوسط وأوكرانيا تفاقمت رائحة البارود، لتتعرف البشرية على صنوف المسيرات والصواريخ الفرط صوتية والباليستية والاعتراضية ومنظومات حيتس وثاد وطائرات أف 35 وأف 15 المطورة وقائمة لا تنتهي من عتاد الموت، في كوكتيل عجيب من أدوات الفتك التي تتباهى بها مصانع الشر، من دون ضمير أو أخلاق أو روادع تذكر.
ليقودنا هذا كله لنعيش تحت وطأة تواصل الصراع الاستعماري على طرق التجارة ومصادر الطاقة ومنابعها ومواطنها، وذلك عبر تخريجات مفبركة، يتم إلباسها ثوباً مزعوماً ومصطنعاً ومغلفاً بالديمقراطية والإنسانية والحرية الواهية.
فدفاع الاحتلال الصهيوني عن الذات، إنما يعني بالنسبة له تدمير الفلسطينيين ومحقهم وسحقهم وطحنهم
معارك تجترح المزيد من الأفكار الشيطانية، والخطط المسمومة، في محاولة لتغليف مضامين تلك الحروب، بأهداف دفاعية كاذبة ومزيفة. فدفاع الاحتلال الصهيوني عن الذات، إنما يعني بالنسبة له تدمير الفلسطينيين ومحقهم وسحقهم وطحنهم وسط عالمٍ صامت، ما زال يرتعد خوفاً من اللوبي الصهيوني، عالم يسعى على مدار اليوم إلى أن يلوث مسامعنا بأسطوانة مشروخة ممجوجة، تشرعن حق الاحتلال المزعوم بقتل البشر والشجر والحجر، قتل النساء والأطفال والشيوخ ودفنهم أحياء من دون أدنى رحمة ولا حتى ذرة إنسانية تحت ذريعة الدفاع عن النفس!
البشرية ليست بحاجة اليوم لكوكتيل السلاح هذا، بل هي في أشد الحاجة إلى وأد الحروب وتجارها ومدمنيها ومصنعيها وداعميها، وما ارتبط بها من توظيف دنيء وبشع وكارثي للتكنولوجيا القذرة، التي يرتبط نجاحها بقدراتها التدمرية، لتكون فاعلية السلاح مقرونة بكم من البشر تستطيع هذه التكنولوجيا أن تقتل. البشرية بحاجة لكوكتيل حرية وكرامة وتطور وتقدم وازدهار، بعيداً عن اللاهثين وراء حقول الغاز والبترول والمعادن الثمينة والراكضين وراء الثروة المجبولة بالحروب ودماء الأبرياء حول العالم.
معدن البشرية الثمين إنما يجب أن يكمن في ما يكمن بكم الخير الذي توجده المجتمعات قاطبة وقدرتها على الإطاحة بطغاة الأرض وقتلتها وملوثيها. لسنا بحاجة لصنوف السلاح بكل مسمياته ومواصفاته بل بحاجة لمن يقود البشر نحو مباطحة قراصنة العصر، من قتلة ومجرمين وتجار لا تعنيهم حياة البشر، وإنما يعنيهم «تسمين» جيوبهم وثرواتهم وودائعهم، فهل ينفض العالم بعد محرقة الشعب الفلسطيني الغبار عن كرامته والمنظومة الآدمية وأخلاقيات الحياة، أم يبقى مدمناً على الاستسلام لجمهور القتلة الأفاقين؟ هل تذهب الشعوب نحو استعادة البشرية لآدميتها المسلوبة؟ أم تبقى رهينة مطامع حفنة من القطط السمان؟ ننتظر ونرى!
القدس العربي