(البرهان وبايدن).. بيانات متبادلة
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
بعد الاتهامات الأمريكية للميليشيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية..
(البرهان وبايدن).. بيانات متبادلة…
رد رئيس مجلس السيادة اتسم بالوضوح وتشريح مكامن الكارثة
رؤية البرهان تطابقت مع الذين اصطفوا خلف الجيش..
(جو): أمريكا لن تتخلى عن التزامها تجاه شعب السودان
تقرير_ محمد جمال قندول
في ظهورٍ نادرٍ للرئيس الأمريكي مُتحدثًا عن أزمة السودان، اتهم جو بايدن قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمالَ تطهيرٍ عرقي، مطالبًا بوقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع العسكري.
بيان بايدن الذي خُصص للحرب بالسودان كان محط اهتمام العالم، حيث لم يمهله رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، سوى ساعاتٍ ورد عليه في بيانٍ اتسم بالوضوح وتشريح مكامن الكارثة التي حلت بالبلاد.
التكلفة البشرية
الرئيس الأمريكي جو بادين قال إنّ مساعدات دولته المقدمة للمدنيين السودانيين بلغت حوالي 1.6 مليار دولار خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى أنّ أمريكا لن تتخلى عن التزامها تجاه شعب السودان الذي يستحق الحرية، والسلام والعدالة، داعيًا جميع أطراف الصراع إلى إنهاء العنف.
بدوره، رحب رئيس مجلس السيادة بتعبير الرئيس بايدن عن قلقه، مُعربًا عن تقديره لدعم الولايات المتحدة للجهود الإنسانية داخل السودان وفي الدول المجاورة.
وقال البرهان في بيان مساء أمس، إنّهم يشاركون بايدن القلق إزاء التكلفة البشرية للصراع الدائر الذي جلب آلامًا ومصاعب لا حصر لها لشعب السودان.
وأكد القائد العام أنّ الحكومة مصممةٌ وملتزمةٌ تمامًا بإنهاء معاناة المواطنين وبذل الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع الحالي بشكل سريع وحاسم، وضمان استعادة السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.
الدبلوماسية السيادية
ويقول رئيس تحرير صحيفة الانتباهة الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بخاري بشير إنّ إصدار رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة بيانه ردًا على بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن والخاص بالسودان خلال ساعاتٍ معدودةٍ، يؤكد استعداد السودان واهتمامه بالشركاء الدوليين، ويعد دليلا أيضًا على ذكاء الدبلوماسية السيادية السودانية بأن لا تترك مساحةً للفراغ يملؤها الأعداء.
وكان الرئيس الأمريكي قد ندد بتصاعد القتال في الفاشر التي تؤوي نحو مليوني شخص ومئات الآلاف من النازحين، وكانت تحت حصارٍ دام شهورًا بواسطة الدعم السريع قبل أن يتحول الحصار إلى هجومٍ شاملٍ في الأيام الفائتة، مطالبًا الميليشيا بوقف هجومها الذي قال إنّه يؤثر على المدنيين.
ويعود بشير للرد في معرض الطرح قائلًا: إنّ فحوى بيان البرهان قد قدم وجهة النظر السودانية الثابتة تجاه السلام الشامل والكامل والمستدام، وتابع: وهي رؤية ظلت الحكومة السودانية تقولها بثبات وبمنطق في أكثر من منبر.
وأشار إلى أنّ حديث الرئيس البرهان جدد الحل السوداني للأزمة، وهو ذات ما قال به في مناسباتٍ سابقة:، أنّ السودان مع السلام الكامل ومستعدٌ للتعاون مع كل الشركاء الدوليين من أجل السلام الذي يحقق الاستقرار الكامل، والذي لا يفسح مجالًا آخرًا لميليشيا الدعم السريع في المشهد السياسي أو العسكري أو الاقتصادي.
رئيس مجلس السيادة أشار في بيانه أمس ردًا على ما ذكره الرئيس بايدن بشأن الهجمات المنهجية والواسعة النطاق التي تشنها ميليشيا قوات الدعم السريع على الفاشر قائلًا: إنّ ذلك لا يعكس سوى جزءٌ بسيط من الفظائع التي ارتكبتها هذه الميليشيا الإجرامية في أجزاء أخرى من السودان.
ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بخاري بشير بأنّ رؤية البرهان تطابقت مع الذين التفوا خلف جيشهم بشكلٍ غير مسبوق لاجتثاث ميليشيا الجنجويد، حيث أنّ بيانه بالأمس أكد موقف السودان وشعبه الذي لا يريد حلًا أو وقفًا لإطلاق النار يعيد الميليشيا من جديد.
وأضاف: أنّ ما ورد من محاور في حديث الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان جاء بشكلٍ مميزٍ وفي توقيته تمامًا ويؤيد موقف الشعب السوداني، حيث أنّه قدم شرحًا مفصلًا لانتهاكات الميليشيا، خاصةً أنّ البيان أوضح لواشنطن أنّ المساواة بين الجيش وقواتٍ تمردت عليه أمرٌ غير مقبول.
تقرير_ محمد جمال قندول
الكرامة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رئیس مجلس السیادة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
فريق بايدن يدفع بقوة نحو تحقيق السلام في السودان
تطلق إدارة بايدن حملة في اللحظة الأخيرة لمعالجة الحرب الأهلية المدمرة في السودان والتي تحولت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم، ويدرس مسؤولو الإدارة الأميركية خططاً لإعلان الفظائع في السودان بمثابة إبادة جماعية وإصدار حزمة
واشنطن - NatSec Daily - بقلم روبي جرامر ونهال الطوسي
18/12/2024
تطلق إدارة بايدن حملة في اللحظة الأخيرة لمعالجة الحرب الأهلية المدمرة في السودان والتي تحولت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم.
ويدرس مسؤولو الإدارة الأميركية خططاً لإعلان الفظائع في السودان بمثابة إبادة جماعية وإصدار حزمة من العقوبات الجديدة على ميليشيا سودانية تتنافس على السلطة في الحرب، بحسب ما قاله أربعة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر لصحيفة "NatSec Daily".
وتشمل العقوبات المفروضة على قائد ما يسمى بميليشيا قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" ومؤسسات أخرى تابعة لقوات الدعم السريع.
واتهمت الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، واتهمت قوات الدعم السريع بالتطهير العرقي.
ويضغط مسؤولون وخبراء آخرون من خارج الإدارة على فريق بايدن لتعيين مسؤول كبير في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للإشراف على استمرار تدفق المساعدات الأميركية والدولية إلى البلد المنكوب بالحرب بينما تستعد واشنطن لتغيير السلطة بين إدارتي جو بايدن ودونالد ترامب . وقد مُنح هؤلاء المسؤولون عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مداولات السياسة الداخلية بحرية.
وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي يتوجه فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى نيويورك يوم الخميس لحضور اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن السودان. وقبل اجتماع الأمم المتحدة، سعى المسؤولون الأميركيون إلى إنشاء ممرات إنسانية جديدة إلى المناطق المتضررة بشدة في السودان، بما في ذلك الخرطوم، عاصمة البلاد.
وبالنظر إليها مجتمعة، تعكس هذه التدابير الدفعة النهائية التي يبذلها فريق بايدن لدفع التقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية السودانية بعد جولات متعددة من محادثات السلام الفاشلة والضغوط المتزايدة من المشرعين الأميركيين والمنظمات الإنسانية لبذل المزيد من الجهد خلال شهرهم الأخير في مناصبهم.
ورغم أن الصراع في السودان لا يحظى إلا بجزء ضئيل من الاهتمام العام أو تمويل الإغاثة الإنسانية الذي تحظى به الحروب في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، فقد دفع الصراع في السودان ملايين البشر إلى شفا المجاعة. كما أصبح برميل بارود جيوسياسي، حيث تتنافس القوى الأجنبية بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران ومصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا على النفوذ بين الأطراف المتحاربة في حين تعمل على إطالة أمد الحرب وتفاقمها.
واجهت إدارة بايدن انتقادات حادة من المشرعين مثل السيناتور جيم ريش (جمهوري من ولاية أيداهو)، الرئيس القادم للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لعدم بذلها ما يكفي من الجهود لمحاسبة محركات الحرب الأهلية السودانية. كما انتقدت منظمات حقوق الإنسان إدارة بايدن لعدم محاسبة الإمارات العربية المتحدة علنًا على دورها في الصراع أيضًا. وقد اتُهمت الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على نطاق واسع بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع أثناء تنفيذها حملة من القتل الجماعي والاغتصاب في جميع أنحاء السودان.
وقال السيناتور بن كاردين (ديمقراطي من ماريلاند)، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ المنتهية ولايته، لصحيفة NatSec Daily: "إن الولايات المتحدة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود. كما يتعين على الإمارات العربية المتحدة أن تتوقف عن تأجيج النار هناك".
وقال كاميرون هدسون ، الخبير في العلاقات الأمريكية الأفريقية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أي إجراءات نهائية من جانب إدارة بايدن بشأن السودان يمكن أن "تحرر ترامب من الاضطرار إلى اتخاذ تلك القرارات" وتمكن المشرعين الذين يركزون على الصراع من "استخدام هذا كوقود لمواصلة دفع ترامب لمواصلة القيادة الأمريكية في السودان".
وأضاف "إن أي زخم يمكن أن ينتج عن هذا هو أمر جيد إذا كان من الممكن أن ينتقل إلى الإدارة المقبلة".
يُنظر إلى تحديد الإبادة الجماعية أو الفظائع المتجددة على أنها أداة سياسية مهمة لحشد انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة. وقال مسؤولان إن وزارة الخارجية لا تزال تدرس إعلان الإبادة الجماعية، الأمر الذي يتطلب مراجعات قانونية وفنية داخلية مكثفة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بلينكين سيؤيد مثل هذا الإجراء. حذر خبراء الأمم المتحدة بالفعل من أن الصراع في السودان يشبه بشكل متزايد الإبادة الجماعية .
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على الأمر بشكل محدد، قائلة إنها لا تناقش علنًا العقوبات أو القرارات الجديدة مسبقًا. وقالت إنها تدفع من أجل وقف فوري للأعمال العدائية وفتح ممرات إنسانية إلى السودان للوصول إلى المدنيين الأكثر ضعفًا في البلاد. ورفض مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض التعليق .
*_ساعد فى كتابة التقرير: بول ماكلياري، وفيليم كين، وكونور أوبراين، ودانييل ليبمان_*