بوابة الوفد:
2024-09-20@19:30:22 GMT

الإفتاء توضح أدلة جواز التوسل بالنبي في الدعاء

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

قالت دار الإفتاء، إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر مشروع، جرى عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا، ولا يجوز إنكاره؛ دل على ذلك النصوص المتكاثرة من الكتاب والسنة وما سطره العلماء في كتبهم.

بعد الإساءة إلى القرآن.. الإفتاء توضح حكم تلحين القرآن وتصويره فنيًا الإفتاء: الاستثمار في البورصة جائز ولكن بشروط  أدلة جواز التوسل بالنبي في الدعاء

وأضافت دار الإفتاء بما أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم -وكان هذا الرجل كفيفًا- فقال: يا رسول الله، إني أُصِبتُ في بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَوَضَّأْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ فِي رَدِّ بَصَرِي، اللَّهُمَّ شَفِّعْ النَّبِيَّ فِيَّ»، وقال: «فَإِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ فَمِثْلُ ذَلِكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه.

 

الأدلة الواردة على مشروعية التوسل

وضحت الإفتاء أنه من التوسل المشروع ما ورد في "صحيح البخاري": أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس رضي الله عنه وقال: "اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا". قَالَ: فَيُسْقَوْنَ. فلا يخفى أن توسلهم به هو استسقاؤهم بحيث يدعو ويدعون معه.

وقد ثبت بالسنة المتواترة وإجماع الأمة أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو الشافع المشفَّع، وأنه يشفع للخلائق يوم القيامة، وأن الناس يستشفعون به ويطلبون منه أن يشفع لهم إلى ربه. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً» رواه البخاري.

حكم التوسل بالأنبياء والمرسلين


وأكدت الإفتاء أن التوسل بالأنبياء والمرسلين جائز، وأن المقصود من التوسل: التقرب إلى الله عز وجل، وليس في هذا العمل شرك -والعياذ بالله-.
وأن المسلم المعتقد بالتوسل بالأنبياء والمرسلين عقيدته صحيحة سليمة يعلم تمام العلم أن الله عز وجل هو النافع الضار المعطي المانع.
وأن المتوسل بالأنبياء والمرسلين إنما يقصد التقرب إلى الله عز وجل؛ لقربهم ومكانتهم عند الله جل شأنه، وأن لهم شفاعة منَّ اللهُ عليهم بها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التوسل بالنبي التوسل الأنبياء والمرسلين الله صلى الله علیه وآله وسلم

إقرأ أيضاً:

جلال السيرة النبوية

 

كان – صلى الله عليه وآله وسلم – يسير في الناس كأحد الناس، لا يميزه عنهم إلا ذلك الخُلق العظيم الذي أحدث ضجّة في الأرض، لفتت الأنظار، وحوّلت مجرى الليل والنهار، وذلك المنهج القويم الذي ربط به الأرض بالسماء، والماضي بالحاضر، والحاضر بالمستقبل، وقَرَن العمل بالجزاء، والدنيا بالآخرة، فشعر الإنسان بالطمأنينة والراحة، حينما وجد نفسه حراً طليقاً ومخلوقاً أنيقاً لا يعنيه من أمر دنياه إلا التنقل والتطور بين تلك النواحي المرتبطة ببعضها فكرياً وروحياً، فجعل ينظر في ملكوت السموات والأرض، ويأخذ من ماضيه لحاضره، ويعمل في دنياه لآخرته.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – جديداً على الزمن، وحدثاً طارئاً علــى التاريخ وذلك بالنسبة للفترة الماضية التي توعك فيها العقل البشري بين جاهلية جهلاء، وعنجهية رعنــاء، لو نظر إلى خلفه لم يجد وراءه آثارةٌ مــن علـــم أو أثراً لرسول.

وكان – صلى الله عليه وسلم – عنصراً لطيفاً خارقاً للمألوف البشري وهو من جنسه وعنصره، لأنه كان قلباً لهذا الكون مليئاً بالرحمة والجبروتية يساومه القوم بدعوته فلا ينحني، ويقاومونه فلا ينثني.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – يخطو فــي حياتــــه الأولــــى خطــوات موجــزة لم يعرف لها تفصيلاً من بعد إلا فــي حياة الرسالة.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – فـي جميع مواقفه الحرجة وظروفه القاسية وفي مجتمعه العاتي العنيد مرفوع الرأس مهيب الجانب محاطاً بالعناية الإلهية التي تركت حباً فـي قلوب أنصاره ورعباً في قلوب خصومه وأعاديه فلم يقف يوماً من الأيام موقفاً مهيناً، أبداً قط، لأن موقفه مع ربه أكبر من موقفه مع نفسه، وموقفه مع نفسه أخطر من موقفه مع الناس.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – هو الواسطة العظمى التي لا ينال الإنسان سعادة الدنيا والآخرة إلا به، لأنه كان في المجتمعات البشرية بمنزلة الرأس من الجسد فلا تستقيم حياته إلا به، ولا يتلقى أغذيته الروحية والجسدية إلا منه.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – واقفاً بدعوته إلى الله بين أمرين خطيرين إجبارياً محضاً، واختيارياً بحتاً، وهما الوحي والتبليغ، يتلقى العلوم الإلهية من عالم الغيب بصورة إجبارية {اقْرَأْ} قال: ما أنا بقارئ؟

ثم يفضي بها إلى عالم الشهادة بطريقة اختيارية {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} فيبلغ ما تلقاه من الوحي الإلهي المنقسم بمقتضى الحكمة الإلهية أقساماً ثلاثة: (منطقياً، وإلهامياً، وفطرياً).

فالوحي المنطقي هو : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }.

والإلهامي هو: عناية الله التي تنير آفاق القلب، فيتدارك ما فاته أن يقول، أو يلزمه أن يفعل.

والفطري: مراعاة أذواق الأمم ومخاطبتها بقدر ما تفهم.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – ينقل بدعوته للأرض تحيات السماء، ويعلن للعالمين ذلك البيان الخالد والقول الفصل، الذي نراه اليوم في صفحات الأيام سطوراً وضاءةً وحروفاً نيّرة، ونسمع منه في أفواه الطبيعة نغمات أزلية، وأهازيج قدسية تهتز لها مشاعر النفوس، وتخشع لها القلوب التي في الصدور.

وكان _صلى الله عليه وسلم _يعالج بنفسه المشاكل الاجتماعية، ويعمل وحده أعمالاً جذرية، فيقلع من وجه الأرض جميع الشرور والآثام، ويبذر فيها هذه الغروس اليانعة التي نتفيأ اليوم ظلالها، ونجني ثمارها وأزهارها.

وكان_ صلى الله عليه وآله وسلم_ يقود بسياسته الحكيمة جموع البشرية بين ذلك الظلام الحالك، وتلك الزوابع الطائشة، فنجا من كوارثها قومه، وسلم من زوابعها مصباحه حتى وصل بهم إلى فجر السلامة والنور الذي نجد منه اليوم في جميع الحركات والخواطر دليلاً قاطعاً ومصباحاً لامعاً.

وكان صلى الله عليه وسلم يرسم في حياته لبني الإنسان المناهج الواضحة في دينهم ودنياهم والتوجيهات القيمة التي نسير عليها اليوم بعقائد صحيحة لا يطرأ عليها الشك، ولا تجد الأوهام إليها سبيلاً.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يمر بدعوته بين تلك الصفوف البغيضة المعادية، ويلاقي منهم كل يوم أنواع المتاعب والمهازل، وضروب المكايد والمؤامرات في جو مليء بالتناقضات العقلية والفكرية، وحروب مع الأهواء والغرائز والطبائع ونزاع الصفوف وقراع السيوف، فأحبط كل ما دبروا، وأحرز في كل خطوة من خطواته هذا الانتصار الرائع الذي لم تسكت ولن تسكت الأفواه والأقلام عن مدحه والإشادة به والتنديد بخصومه ومناوئيه حتى ظهر دينه على كل دين ورسخ حبه في كل قلب إلى أبد الآبدين.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يفاجئ الدنيا كلها بتاريخها الكامل الممتد بين الأزل والأبد، ليدخل بالإنسان من أوسع أبوابه، فيخبر عن الماضي، ويتنبأ للمستقبل ثم يحاول أن يأخذ في نفس الوقت من أخبار الأمم الغابرة، وأنباء الأجيال القادمة، بما يدفع أمته تلقائياً إلى توحيد سلوكهم، وتطوير مجتمعهم والنهوض بهم إلى هذا المستوى الذي نعيش فيه اليوم هانئين مغتبطين مؤمنين بالغيب متفائلين بالسعادة الأبدية، نسير في ركبه وإلى رضى ربه.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصارع التاريخ الذي وقف موقفاً مضاداً، فيتخوله أحياناً بالموعظة والحكمة، ويتوعده تارةً بالعذاب والنقمة، حتى بهره بحكمته وقهره بسطوته، فخاطبه وجهاً لوجه، وألقى في أذنه من هداية الله ما ألقى في أذنه، وأفرغ في روعه من خوف الله ما أفرغ في روعه، ونفش في صدره من الأسرار والحكم، ولم يضن عليه بشيء مما أوحي إليه أو يعامله بشيء مما وجهه من اللوم عليه، لأنه حريص على إسعاده، وبالمؤمنين رؤوف رحيم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين

مقالات مشابهة

  • ما هو حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم؟.. فيديو
  • هل احتفل الصحابة بالمولد بعد موت النبي؟
  • دار الإفتاء توضح وقت إجابة الدعاء يوم الجمعة
  • حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم (شاهد)
  • أزهري يحسم حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم
  • جلال السيرة النبوية
  • صاروخ المولد
  • حكم دفع الرشوة لقضاء المصالح.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم التوسل بالنبي؟.. «الإفتاء» تستشهد بأدلة من القرآن والسنة