عدوان 1967م ... وفشل سيناريو تطبيقه بلبنان اليوم !
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
26 سبتمبر نت: علي الشراعي |
وصلت تقارير استخباراتية عن قيام وكالة المخابرات الأمريكية بالاتفاق مع بعض شركات الطيران الدولية على تركيب كاميرات خاصة في بطون طائراتها بحيث تستطيع أن تلتقط صورا .
سخرت المخابرات الأمريكية كل التسهيلات للكيان الصهيوني فأباحت له بكل المعلومات المتوفرة لديها وأتاحت له إمكانية فك مفاتيح الشفرة المدنية والعسكرية , ووفرت له إمكانيات الحرب الالكترونية من تشويش إلى إعاقة .
-معركة أمريكا
طبقا لما قاله الرئيس الجزائري هواري بومدين : ( إسرائيل قامت بدور ثانوي في حرب 1967م, إذ كانت المعركة أمريكية وكان الأداء وحده إسرائيليا ).
فالكيان الصهيوني لم يكن يعمل لمصلحته فقط بل هو بمثابة أداة وعميل للقوي الغربية وعلى رأسها امريكا للسيطرة على العالم العربي .
في المرحلة التي سبقت حرب يونيو 1967م , كانت الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لضمان التفوق الصهيوني فكانت تمول جميع صفقات الأسلحة التي يشتريها الكيان الصهيوني من الدول الاوروبية , وعلى رأسها صفقة كبيرة من الدبابات والمدفعية وصلت من المانيا الغربية وكانت سببا في قطع العلاقات السياسية بين عشر دولة عربية والمانيا الغربية .
ففي عام العدوان الصهيوني على مصر 5 يونيو 1967م , فقد بلغت المعونات الامريكية الاقتصادية والعسكرية للكيان الصهيوني 1,1 مليار دولار بينما كانت في العام السابق 92 مليون دولار فقط , أي أن الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني نضاعف بنسبة 1200% قبيل حرب يونيو 1967م مقارنة بالغام الذي يسبقه .
-حرب الكترونية
في مطلع عام 1967م , سخرت المخابرات الأمريكية كل التسهيلات للكيان الصهيوني فأباحت له بكل المعلومات المتوفرة لديها وأتاحت له إمكانية فك شفرة معظم مفاتيح الشفرة المصرية المدنية والعسكرية ووفرت له إمكانيات الحرب الالكترونية من تشويش إلى إعاقة .
كما أجرت اتصالاتها مع المخابرات البريطانية كي يحصل الكيان الصهيوني على وثائق الخطط البريطانية للضرب الجوي الذي قامت به بريطانيا ضد الطيران المصري في عدوان 1956م.
وفي 21 مارس 1967م وصلت إلى مصر تقارير استخباراتية عن قيام وكالة المخابرات الأمريكية بالاتفاق مع بعض شركات الطيران الدولية على تركيب كاميرات خاصة في بطون طائراتها بحيث تستطيع أن تلتقط صورا تغطي سطح مصر كلها أثناء طيرانها في الأجواء المصرية .
كما أفادت نفس التقارير بأن الطائرات الحربية الأمريكية التي تمر في المجال الجوي المصري بإذن خاص تفعل نفس الشيء على نطاق أوسع .
وصدر قرار يحدد ممرات جوية خاصة للطيران المدني كذلك صدر قرار يمنع الطيران العسكري الأمريكي تماما فوق الأراضي المصرية . -الأسطول السادس في 22 مايو توجه الأسطول السادس وحاملتا الطائرات ساراتوجا وأمريكا إلى شرق البحر المتوسط في رسالة إلى الجميع بأن الكيان الصهيوني تحت الحماية الامريكية .
وكان اقتراب الحاملتين من الشواطئ الصهيونية لسد الثغرة التي يمكن أن تنشأ إذا ما بدأ الكيان الصهيوني في تسديد ضربته الجوية .
فقد كانت هناك مخاوف أن يتسرب موعد الضرب ويقوم الطيران المصري بهجمة مضادة على المطارات الصهيونية لتدمير مدارجها , فإذا ما ذهبت الطائرات الصهيونية إلى ضرب المطارات المصرية وجدتها خالية من الطائرات لأن الطيران المصري سوف يكون وقتها فوق مطارات الكيان الصهيوني , وإذا ما حاولت الطائرات الصهيونية العودة تعذر عليها ذلك لأن مطاراتها لن تكون في خالة تسمح بذلك .
بينما تستطيع طائرات مصر أن تهبط في مطارات الأردن أو السودان او حتي السعودية .
وهكذا رست حاملتا الطائرات الأمريكيتان أمام سواحل الكيان الصهيوني كي تحمى قواعدها الجوية , وكذلك لتأمين جميع الأهداف الداخلية في العمق الصهيوني , إذا ما أبدى العرب بغض المقاومة أو المهارة في إدارة الحرب .
وكانت طائرات النقل الأمريكية تقوم بنقل كميات ضخمة من المهمات العسكرية من قاعدة ( هويلس) في ليبيا إلى الكيان الصهيوني .
-خطة للتدخل
وفي 23 مايو أرسلت الولايات المتحدة شحنة كبيرة من الأسلحة وقطع الغيار والذخيرة في الوقت الذي كانت تعلن فيه الحظر على جميع الأسلحة المرسلة إلى الشرق الاوسط .وفي 30 مايو قام مدير المخابرات الصهيونية بزيارة سرية إلى الولايات المتحدة وهناك أوضح له المسؤولون في البنتاجون والمخابرات أنه ( إذا تصرفت إسرائيل بمفردها وحققت نصرا حاسما على العرب فإن أحدا لن ينزعج في واشنطن ) .
فقد كانت هناك خطة طارئة أعدتها هيئة الأركان المشتركة الأمريكية قبل الحرب بأيام للترتيب لتدخل عسكري في الحرب إذا ما سارت في غير مصلحة الكيان الصهيوني .
-طائرات التجسس
وفي 3 يونيو 1967م , وقع الرئيس الأمريكي جونسون أمرا رئاسيا بأن تقوم القوات الجوية الأمريكية المتمركزة في قاعدة ( رامشتاين ) بألمانيا الغربية بترتيب عملية استطلاع للجبهة المصرية بواسطة طائرات وبالفعل تم التجسس وقدمت الطائرات آلاف الصور لكافة التحركات على الجبهة المصرية .
-الضوء الأخضر
وفي 4 يونيو قبل العدوان بيوم كان الرئيس الامريكي جونسون يحضر اجتماعا حزبيا في نيويورك , وفي أثناء الجلسة اقترب منه ( أيبي ) أحد زعماء الحزب الديمقراطي وأسر إليه أنه لا يمكن التأخير أكثر من ذلك , وأن إسرائيل ستبدأ هجومها خلال 24 ساعة ..
وعندئذ قام جونسون وألقى خطابا حماسيا حول وجود إسرائيل وضرورة حمايتها وتأييدها بكافة الوسائل .
-بدأ الهجوم
وفي صباح الخامس من يونيو هاجم الكيان الصهيوني مصر وبدأت الحرب بضربة جوية عبارة عن ثلاث طلعات جوية قامت بها 492 طائرة لضرب 11 قاعدة جوية مصرية في الدلتا والصعيد وسيناء لتنتهي الحرب قبل أن تبدأ !
وكانت الولايات المتحدة قد زودت الكيان الصهيوني بخزانات إضافية للوقود تحملها الطائرات المغيرة على مصر وتستعمل وقودها في رحلتها ذهابا إلى أهدافها في أقصى العمق المصري وبعد انتهاء مهامها تقذف بهذه الخزانات الاضافية في الجو لتستعمل بعد ذلك وقودها الأصلي في رحلة العودة إلى قواعدها في الكيان الصهيوني .
وفي اليوم التالي للحرب كان هناك مشروع في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار والعودة إلى موقف ما قبل الحرب لكن أمريكا نجحت في تأجيل طهوره حتى يؤكد الكيان الصهيوني انتصاره ليظهر بعد ذلك مشروع وقف إطلاق النار مع بقاء الوضع كما هو عليه دون انسحاب نتيجة إصرار الولايات المتحدة الامريكية .
وفي يومي 8 و 9 يونيو قامت امريكا بمهام الاستطلاع الليلي لرصد التحركات العربية حتى تسهل الهجمات الصهيونية في صبيحة اليوم التالي , وكان تلك المساعدة الامريكية في منتهي الأهمية , فقد كان الكيان الصهيوني لا يمتلك أداة مقدرة على الاستطلاع الليلي في حرب يونيو 1967م.
-نتيجة العدوان
وبعد سته أيام من بدء الحرب كانت المعركة قد حسمت تماما لصالح الكيان الصهيوني , وقد اسفرت عن خسارة مصر 340 طائرة و600 دبابة , في مقابل 40 طائرة و105 دبابة على الجانب الصهيوني , لكن مصر خسرت ما هو اغلي من ذلك بكثير خسرت بضعة آلاف من ابنائها وخسرت هيبتها وكرامتها وارضها سيناء كما احتل الصهاينة القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان . -دعم واشنطن وفي 14 يونيو اجتمع مجلس الأمن القومي الامريكي وقرر إرسال شحنة أسلحة إلى الكيان الصهيوني لتعويض خسارته المحدودة في الحرب فقام بتسليم الكيان الصهيوني 62 طائرة بدلا مما حسره . وفي اكتوبر 1967م قدمت امريكا 100 طائرة للكيان الصهيوني , 50 طائرة من طراز فانتوم 4 , و50 طائرة من طراز (سكاي هوك ) كمكافأة لها على انتصارها بالحرب ! وفي اكتوبر عام 1968م , قدمت امريكا 50 طائرة إضافية ايضا من طراز فانتوم 4 . وفي 19 يونيو 1967م , صرح جونسون في بيان له أن الولايات المتحدة لن تضغط على إسرائيل للانسحاب طالما أنه ليس هناك سلام , على الرقم من اصدار مجلس الأمن قراره رقم ( 242) الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الاراضي التي احتلتها في حرب 5 يونيو 1967م .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي يكشف سيناريو وقف حرب غزة بعد تولي ترامب السلطة (فيديو)
قال أحمد محارم، الكاتب والمحلل السياسي، إن الجمهور الأمريكي كان يشعر بخيبة أمل في إدارة بايدن خلال الـ 4 سنوات الماضية، فتعاطفت بشكل كبير وغير مسبوق مع إسرائيل، ولذلك فالشارع الأمريكي كله كان يشعر أن حرب إسرائيل على غزة أفقدت مصداقية الإدارة الأمريكية، ولذلك البعض اتجه لترامب ليس حبا فيه ولكن كراهية في أداء الحزب الديمقراطي.
ترامب يعين سوزي وايلز لمنصب كبيرة موظفي البيت الأبيض خبير اقتصادي: سياسة ترامب تستهدف تخفيض أسعار الفائدة ودعم التصنيع (فيديو)وأضاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كل الزوايا" مع الإعلامية سارة حازم طه، المُذاع على قناة "أون"، أن الحزب الديمقراطي سيكون لديه إعادة ترتيب لأوراقه، لأن المجاملة المنقطعة النظير والمفرطة وغير المدروسية وعدم الاهتمام بالشأن السياسي الخارجي بالشكل المناسب والانحياز الكامل لإسرائيل كلفه الكثير.
وأشار "محارم"، إلى أن إدارة ترامب الآن ستكون مختلفة عن إدارته السابقة، لأنه أدرك أن هناك حراك داخل الشارع الأمريكي وجاليات عربية وغير عربية لا ترضى عن الإدارة السيئة والمنحازة لإسرائيل، ولذلك يجب أن يكون عنده رد جميل لهذه الجاليات التي انتخبته، وأن يثبت أنه قادر على السيطرة على الموقف.
وأكد "محارم"، ترامب في الدعايا الانتخابية قال إنه قادر على إيقاف الحرب بين روسيا وأوكرانيا ووقف الحرب في غزة، متابعا: "نتنياهو كان عنده من الذكاء السياسي أنه سيقدم هدية نجاح ترامب، فسيقول له أنا ملك يديك وسأوقف الحرب من أجلك، ووقتها ترامب سيعطي لشعبه صورة أنه قادر في وقت قصير أن يعيد الأمور إلى نصابها".