هل الدخل الأساسي ضرورة حتمية مع صعود الذكاء الاصطناعي.. دراسة حديثة تجيب
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تصاعد التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي وزيادة استخدامه في العديد من القطاعات، تبرز مخاوف حول تأثير هذه التقنيات على مستقبل العمل والوظائف، وبينما يروج العديد من خبراء التكنولوجيا لفكرة الدخل الأساسي كحل لمواجهة هذه التغيرات، كشفت دراسة جديدة أجريت في الولايات المتحدة عن أن فكرة الدخل الأساسي قد تكون فعالة، لكن ليست بالضرورة مرتبطة بشكل مباشر بالذكاء الاصطناعي.
في تجربة هي الأكبر من نوعها، أطلقت منظمة "OpenResearch" بدعم من الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، دراسة استمرت ثلاث سنوات من نوفمبر 2020 إلى أكتوبر 2023. تهدف هذه الدراسة إلى قياس تأثير الدخل الأساسي غير المشروط على الحياة اليومية للمستفيدين، حيث تم تقديم 1000 دولار شهريًا لـ 1000 مشارك دون شروط، في حين تلقت مجموعة تحكم مكونة من 2000 مشارك مبلغ 50 دولارًا شهريًا.
تعتبر هذه التجربة إحدى أبرز التجارب العملية لدراسة تأثير الدخل الأساسي على الفقر، العمل، والصحة النفسية، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى اعتماد دخل أساسي عالمي كحل للأزمات الاقتصادية المتوقعة مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات.
نتائج أولية: تأثير محدود على العمل وزيادة طفيفة في الإنفاقوفقًا لنتائج الدراسة التي نشرتها منظمة "OpenResearch"، أظهرت البيانات أن المشاركين الذين تلقوا 1000 دولار شهريًا زادوا إنفاقهم بمعدل 310 دولارات شهريًا، حيث ذهب الجزء الأكبر من هذه الزيادة لتغطية النفقات الأساسية مثل الإيجار والطعام. ومع ذلك، لم تظهر الدراسة تأثيرًا كبيرًا على سلوك العمل، حيث انخفضت ساعات العمل بنسبة طفيفة، بمعدل 1.3 ساعة أسبوعيًا فقط (حوالي 2% من وقت العمل).
وتوضح هذه النتائج أن الدخل الأساسي قد يوفر دعامة مالية للمستفيدين منه، لكن لا يدفعهم بالضرورة إلى التخلي عن العمل بشكل كامل. هذا ما يعزز الفكرة أن الدخل الأساسي يمكن أن يساعد في تحسين حياة الأفراد دون التأثير الكبير على إنتاجية العمل.
تأثير على الصحة النفسية دون تحسن في الصحة البدنيةأحد الجوانب المهمة التي ركزت عليها الدراسة هو تأثير الدخل الأساسي على الصحة النفسية والبدنية للمستفيدين. أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في الحالة النفسية خلال السنة الأولى من التجربة، حيث أشار المشاركون إلى انخفاض مستويات التوتر والقلق. لكن هذه التحسينات كانت مؤقتة وتلاشت بنهاية التجربة.
أما فيما يتعلق بالصحة البدنية، فلم تُظهر التحليلات البيولوجية، بما في ذلك فحوصات الدم، أي تغييرات كبيرة، ما يشير إلى أن الدعم المالي وحده قد لا يكون كافيًا لتحسين الصحة البدنية للأفراد.
هل الذكاء الاصطناعي مبرر كافٍ للدخل الأساسي؟على الرغم من التوقعات المتزايدة بأن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تقلص كبير في فرص العمل، فإن الدراسة الحالية تُظهر أن الدخل الأساسي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمكافحة الفقر بشكل مستقل عن التحولات التقنية. ويشير بعض الخبراء إلى أن ربط الدخل الأساسي مباشرة بالذكاء الاصطناعي قد لا يكون مبررًا بالكامل، إذ أن الكثير من الوظائف لم تتأثر بعد بالتطورات التكنولوجية كما كان متوقعًا.
عليه، يعتبر العديد من الاقتصاديين أن الدخل الأساسي يجب أن يُدرس بشكل مستقل كأداة لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية، وليس فقط كحل مستقبلي لمخاوف مرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
دعم مالي بآثار محدودةعلى الرغم من النتائج المشجعة التي قدمتها الدراسة فيما يخص تحسين جودة الحياة وزيادة الإنفاق الأساسي، إلا أن تأثير الدخل الأساسي على العمل والصحة يظل محدودًا. وبينما تبقى الأتمتة والذكاء الاصطناعي مواضيع ساخنة في النقاشات الاقتصادية، تشير الأدلة إلى أن فوائد الدخل الأساسي قد تكون فعالة بغض النظر عن مستوى التقدم التكنولوجي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الصحة النفسي الولايات المتحدة ساعات العمل سام ألتمان فرص العمل الذکاء الاصطناعی الأساسی على تأثیر ا شهری ا
إقرأ أيضاً:
مستخلص نبتة شهيرة قد يقلل تأثير الإجهاد المزمن .. دراسة تكشف التفاصيل
استكشف باحثون في جامعة ابن طفيل في المغرب إمكانات علاجات العلاج بالنباتات للحد من الإجهاد الخفيف وتعزيز الأداء الإدراكي، وأظهرت ورقتهم البحثية أن البروبوليس المركّز المشتق من راتنج نبات يشبه الصبار الأصلي في المغرب يحسن الوظيفة الإدراكية لدى الفئران الذكور التي تعاني من الإجهاد الخفيف المزمن.
وبحسب "مديكال إكسبريس"، هدفت الدراسة إلى تقييم آثار الإجهاد المزمن الخفيف غير المتوقع أثناء مرحلة ما قبل البلوغ والمراهقة، وتأثير مكملات البروبوليس على الوظائف الإدراكية لدى ذكور الفئران البالغة.
والبروبوليس هو مادة راتنجية ينتجها النحل عند جمع الراتنج من النباتات.
نبات يوفوربيا ريسينيفيراوكجزء من دراستهم، استكشف الباحثان إيمان خراب وميلود شاكيت وزملاؤهم تأثيرات البروبوليس المشتق من نبات يوفوربيا ريسينيفيرا، وهو نبات يوجد موطنه الأصلي المغرب، وينتج راتينجاً له بعض الخصائص الطبية المعروفة.
وقال الباحثان: "قد يكون سن ما قبل البلوغ والمراهقة مرتبطين بتطور المرض واختلال وظائف المخ والذاكرة في سن البلوغ".
ويتسبب الإجهاد المزمن في فقدان الذاكرة طويلة المدى، والتأثير السلبي على الذاكرة العاملة، وتدهور السلوك الاجتماعي في مرحلة البلوغ.
وبشكل عام، وجد البحث أن تناول البروبوليس أدى إلى تحسين ذاكرة الفئران المجهدة، وحماية سلامة الخلايا العصبية في عدة مناطق بالدماغ.
وتلمح هذه الدراسة إلى إمكانية أن يعزز البروبوليس المشتق من نبات يوفوربيا ريسينيفيرا أداء الذاكرة ويعزز التنشئة الاجتماعية لدى الفئران وربما البشر، وهي فرضية يمكن اختبارها بشكل أكبر في دراسات مستقبلية.