تعدّدت صور وأشكال التدخلات الخارجية من استهداف للأمن والاستقرار إلى إذكاء الصراعات بين أبناء اليمن وتفتيت التماسك المجتمعي، وتكوين شبكات وخلايا من العناصر الاستخباراتية لتنفيذ مؤامرات تخريبية بتمويل وتوجيه أمريكي، وبريطاني، وإسرائيلي.

لقد شهدت العقود الماضية، أعمالاً تخريبية واغتيالات في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، وتنفيذ مخططات إجرامية، أضرت بمصالح اليمن واليمنيين، وساهمت في إقلاق السكينة العامة وزعزعة الأمن والاستقرار، ووصل الحال بالخلايا الإرهابية المجندة من قبل الخارج حد تنفيذ عمليات إجرامية بالمساجد والطرق والأسواق وغيرها.

وما إن انتصرت ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، حتى انتهت التدخلات الخارجية وزمن الوصاية وتوحّدت جهود الأجهزة الأمنية في التصدي للعناصر الإرهابية، وأصبح المواطن ينعم بالأمن والاستقرار في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة بعكس ما تمر به المحافظات الجنوبية المحتلة من انفلات أمني. وبالرغم من المؤامرات الكبيرة التي أُحيكت ضد الشعب اليمني، وقيادته في صنعاء، إلا أن وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية كانت بالمرصاد للقوى الظلامية، وتمكنت من إحباط العديد من المخططات وكشف الجرائم قبل وقوعها، وتحقيق الكثير من الإنجازات الأمنية، انطلاقاً من الثقافة القرآنية والثوابت الوطنية والمهام الجسيمة الملقاة على عاتق رجال الأمن. وتأتي في مقدمة الإنجازات والنجاحات الأمنية التي حققتها ثورة 21 سبتمبر، تطهير العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة، من أوكار الخلايا الإرهابية، والقضاء على جيوب تلك العناصر الإجرامية.

أحبطت المؤسسة الأمنية مخططات إجرامية للعدو، وعناصره الإرهابية في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة، وألقت القبض على تلك العناصر التي كان يتم تجنيدها وتمويلها ودعمها برعاية أمريكية، سعودية، وأدواتها من الداخل، حتى وصل الأمر إلى أن رجل الأمن كان يخشى على نفسه ويخلع بزته ويتخفى بملابس مدنية، خوفاً لاغتياله من قبل تلك العناصر الظلامية.

تبقى إنجازات ثورة الـ 21 من سبتمبر في الجانب الأمني، شاهدة على الواقع، باستتباب الوضع واستقرار معيشة المواطن وحالة الأمن والسكينة التي يعيشها بالرغم من المؤامرات التي ما تزال تحيكها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، لثني الشعب اليمني عن موقفه المناصر والمساند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ودعم مقاومته. نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط الخلايا والجماعات التكفيرية، والعناصر التي جندّها تحالف العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي لتنفيذ عمليات تخريبية وأفشلت خلال العشر السنوات الماضية العديد من المؤامرات، ما بين مخططات واغتيالات وعمليات انتحارية وتفكيك آلاف العبوات والمتفجرات التي تم إعدادها لاستهداف المواطن في الطرق والأماكن العامة.

استطاعت الأجهزة الأمنية بفضل الله وبحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى وتوجيهاتهما لقيادة وزارة الداخلية، من ضبط آلاف الجرائم والقبض على قاطعي الطرق، فضلاً عن ضبط عصابات السرقة والسطو والتزوير والحرابة وغيرها.

تمكنت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، وبتعاون المواطنين ليس في إحباط مخططات العدوان وإفشال مؤامراته وتحقيق الأمن والاستقرار فحسب، وإنما تجاوزت ذلك وعملت على تطوير العمل الأمني بما يواكب معطيات المرحلة، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في تجسيد أهداف ثورته رغم الاستهداف المباشر لمقراتها وكوادرها وإمكانياتها.

وبالرغم من العدوان والحصار منذ العام 2015م، استطاعت وزارة الداخلية تحويل التحديات إلى فرص، وطورت أدائها بصناعة مدرعات بأيادٍ محلية "بأس 1" التي دخلت الخدمة في ديسمبر 2020م، و"بأس2" التي تم تدشين العمل بها خلال سبتمبر 2022م، وهي صناعة وفق مواصفات أمنية تؤدي أعمالها بدرجة عالية من الدقة.

عملت وزارة الداخلية على صناعة سلاح مدفعي B10 متحرك ومحرك 6.0V8 بقوة 350 حصان، يبلغ وزن "بأس 2"، أربعة آلاف و500 كيلو جرام، وطولها خمسة أمتار و980 ملم، وارتفاعها مترين و700ملم.

لم تكتف وزارة الداخلية، لكنها أعلنت عن الخطة الإستراتيجية الخمسية 2021- 2025م، التي تضمنت مشاريع كبيرة ذات أثر استراتيجي، ستسهم في إحداث نقلة وتحول نوعي في أداء العمل الأمني وتعزيز الامن والاستقرار وإحباط مخططات العدو، واستكمال إعادة هيكلة وبناء المنظومة الأمنية ثقافياً وإدارياً ومؤسسياً بما يتوافق مع متطلبات المرحلة.

وفي إطار الإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية، عمليات الرصد والتحري والمتابعة التي أفضت إلى القبض على عناصر رئيسية لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وفضح المخططات والأدوار التي قامت بها وتختلف في طبيعة عملها ومستوى تأثيرها، عما تم كشفه من خلايا سابقة.

عملت الأجهزة الأمنية على كشف مؤامرات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية في الجوانب الأمنية والعسكرية والاقتصادية، والسياسية والصحية والتعليمية، والزراعية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وما قدمته من معلومات لأجهزة المخابرات المعادية، وتجسسها على مؤسسات الدولة، والمجتمع والمؤسسات غير الرسمية في البلاد.

ألقت الأجهزة الأمنية، القبض على شبكة التجسس التي أثرت منذ عقود من الزمن، على صانعي القرار، واخترقت سلطات الدولة، ومررت قرارات وقوانين تخدم الأجندة الصهيونية الأمريكية واستقطبت شخصيات عديدة زارت أمريكا لتجنيدهم للعمل مع مخابراتها الإجرامية.

ما حققته وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية خلال ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر يؤكد المستوى المتطور الذي وصلت إليه وقدرتها في التصدي للمؤامرات التي تستهدف أمن الوطن واستقراره.

على الصعيد الأمني، لقد حققت ثورة الحادث والعشرين من سبتمبر تطورات يمكن معها القول بحسم إن مستقبل اليمن صار حصينًا بيد ابنائه.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الأجهزة الأمنیة وزارة الداخلیة العاصمة صنعاء من سبتمبر

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو للحشد في الأقصى وإحباط مخططات التهويد بالقدس

القدس - صفا

دعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ماجد أبو قطيش، إلى الحشد الواسع اليوم الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، تلبية لدعوات نصرة غزة ورفض مخططات الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأكد أبو قطيش في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، أهمية النفير وشد الرحال إلى المسجد الأقصى، لحمايته من مخططات الاحتلال الخبيثة، وأطماع المستوطنين المتزايدة، مشيرًا إلى أن الحكومة اليمينية ووزرائها المتطرفين يحاولون فرض وقائع على الأرض، واستغلال حرب الإبادة لتنفيذ مشاريع استيطانية جديدة.

وشدد على ضرورة التصدي لجرائم الاحتلال والمستوطنين وانتهاكاتهم المتصاعدة في الضفة والقدس، مضيفا أن "دعوة الرباط في الأقصى ينبغي أن تكون مستمرة، ويجب على كل من يستطيع الوصول للأقصى المحافظة على التواجد الدائم فيه".

وأضاف قائلاً: "الحشد في الأقصى مهم لردع المستوطنين وثنيهم عن تنفيذ أطماعهم داخل مسجدنا المبارك"، محذرا في الوقت ذاته من الدعوات التحريضية التي تطلقها جماعات الهيكل المتطرفة، والتي تهدف إلى تسريع تغيير الوضع القائم في الأقصى وهدمه. 

وأشار أبو قطيش إلى أن هدم مسجد الشياح في القدس قبل أيام، يأتي في إطار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين ومقدساتهم؛ ما يلزم نفيرا من المقدسيين وأهالي الضفة وعموم شعبنا لصد الاحتلال وإحباط مخططاته التهويدية.

وكانت جماعات المستوطنين المتطرفين نشرت أمس، صورة تُحاكي إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، ضمن الهجمة غير المسبوقة التي يتعرض لها المسجد من حصار واقتحامات بأعداد كبيرة وأداء كافة طقوس الهيكل من صلاة وسجود وملحمي جماعي ونفخ بالبوق ومحاولة إدخال القرابين.

مقالات مشابهة

  • الخليج.. الأجهزة الأمنية تواجه تحديات الجريمة المستجدة
  • مصر.. وزارة الداخلية تتحرك بعد فيديو لشخص يهدد زيزو بالقتل
  • حماس تدعو للحشد في الأقصى وإحباط مخططات التهويد بالقدس
  • وزارة المالية: مزاد صكوك الخزينة الإسلامية يحقق عطاءات بـ5.43 مليار درهم
  • اللجنة الأمنية العليا للتعداد: قرار رفع حظر التجوال يخضع لتقديرات وزارة التخطيط
  • تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة
  • بطولة وزارة الداخلية الـ14 لكرة القدم للقطاعات الأمنية.. تحسين الرفاهية البدنية والاجتماعية وأساليب الحياة الصحية
  • المركز الوطني للعمليات الأمنية يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل في واجهة روشن بالرياض
  • حملة فحص وتحسين كفاءة الأجهزة الطبية تواصل أعمالها بمدينة بنغازي
  • مؤسسة “تحقيق أمنية” تحتفل بإنجاز مميز: الأمنية 7000، تحقيق لحلم الطفلة فطيم بأن تصبح طيار مقاتل بالتعاون مع وزارة الدفاع